أساف أوريون
تكشف التفاصيل العسكرية للصراع بين عقيدتي «حماس» و”الجيش الإسرائيلي” عن أرضية مشتركة كبيرة مع صراعات مستقبلية محتملة تشمل الأعضاء الآخرين في “محور المقاومة” الإيراني أمثال «حزب الله» و«الجهاد الإسلامي في فلسطين» وغيرهما.
في الشهر الماضي، واجهت عملية “سيف القدس” التي أطلقتها «حماس» عملية “حارس الأسوار” التي شنها “جيش الدفاع الإسرائيلي” في إطار رابع أكبر صراع بين الطرفين منذ انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في عام 2005. وقد شهدت هذه الجولة بروز عقيدة عسكرية مختلفة للغاية يعتنقها كل طرف لمواجهة الآخر. وعملاً بتكتيكات إيران القتالية، (وباستخدام أكثر من عدد قليل من الأسلحة الإيرانية التصميم)، اعتمدت «حماس» و«الجهاد الإسلامي في فلسطين» عموماً على إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على المناطق المأهولة بالسكان في إسرائيل، واستكملتا ذلك بمحاولات شن هجمات برية وجوية، وبحرية، وفي المجال السيبراني. ومن أجل تعزيز قدرتها على الصمود، رسخت «حماس» أصولها وعملياتها العسكرية في قلب المناطق المكتظة بالسكان في غزة، واستثمرت بكثافة في حَفر شبكة تحت الأرض من الأنفاق العسكرية أطلقت عليها اسم “مدينة الجهاد”.
ومن خلال إطلاقها الصواريخ الثقيلة بشكل عشوائي وشن هجمات أخرى على مدنيين إسرائيليين، سعت «حماس» إلى وقوع ضحايا وإلحاق خسائر وتعطيل الحياة اليومية وإرهاب السكان وإبراز قوتها بين الجماهير الفلسطينية والإقليمية. ومن خلال شنّها مثل هذه العمليات من داخل تجمعاتها السكانية، أرادت الحركة ثني “جيش الدفاع الإسرائيلي” عن ضرب قواتها – وفي الوقت نفسه تلقّي نيران إسرائيلية تكون موجّهة ضد المدنيين في غزة. وتصب هذه العقيدة التهكمية في مصلحة «حماس» لأنها تحدّ من نطاق العمليات الإسرائيلية بينما تفرض أيضاً تكاليف سياسية وأخرى تتعلق بالسمعة وتكون مرتبطة بالإصابات الجانبية. ومن هذا المنطلق، فإن اختيار وتصميم ساحة المعركة قد فرضا العديد من التحركات العملياتية قبل وقت طويل من إطلاق الصاروخ الأول.
ومن المثير للاهتمام، أن زعيم «حماس» يحيى السنوار صرح في وقت سابق من هذا الشهر أنه لو كان لدى فصائل “المقاومة” في غزة صواريخ دقيقة التوجيه، لكانت قد ركزت هجماتها على أهداف عسكرية فقط. كما زعم أن هذه الفصائل نقلت تدريجياً مراكز قيادتها من الأبراج السكنية والمنازل. وقد تكون مثل هذه التصريحات موسيقى للآذان الدولية وربما للبعض في غزة أيضاً، ولكن من غير المرجح أن تنطوي على أي حسابات داخلية فعلية أو تغييرات تكتيكية – ففي نهاية المطاف، حتى مع أسلحتها الحالية، بإمكان «حماس» تجنب استهداف المراكز السكانية إذا أرادت ذلك.
ومن جانبها، أحبطت الجهود الدفاعية العسكرية الإسرائيلية جميع هجمات العدو باستثناء إطلاق الصواريخ والهجمات الصاروخية المعزولة المضادة للدبابات. فقد اعترض نظام “القبة الحديدية” حوالي 90 في المائة من الصواريخ التي وُجهت إلى مناطق مأهولة بالسكان وبعض هجمات الطائرات بدون طيار المتفجرة أيضاً. وأنقذ الدفاع الصاروخي والإنذار المبكر، والسلوك المدني المسؤول بشكل عام العديد من الأرواح. ومن بين أكثر من 4300 صاروخ وقذيفة هاون أُطلقت على إسرائيل، وصل حوالي 3600 منها إلى الحدود، وتم اعتراض حوالي 1700، وسقط حوالي 180 في مناطق مأهولة بالسكان، مما تسبب في وقوع إصابات وأضرار كبيرة في عشرات المواقع وتعطيل الحياة اليومية.
وعلى الصعيد الهجومي، شن “الجيش الإسرائيلي” ضربات دقيقة قائمة على الاستخبارات ضد أهداف عسكرية تابعة لـ «حماس» و «الجهاد الإسلامي» في غزة، حيث أصابت عناصر القيادة والسيطرة، وقاذفات / أطقم الصواريخ، وفرق الصواريخ المضادة للدبابات، وأصول الهجوم البحري، والأصول الاستخباراتية، وعناصر الحرب السيبرانية / الإلكترونية. ومواقع تطوير/ إنتاج الأسلحة، والأصول المالية للإرهابيين، وشبكة الأنفاق العسكرية المترامية الأطراف التي أطلق عليها “الجيش الإسرائيلي” اسم “المترو”. ووفقاً لبعض التقارير، كانت الخطة الأصلية هي استمالة مئات من مقاتلي «حماس» إلى الأنفاق بمناورة أرضية حقيقية أو مزيفة لـ “الجيش الإسرائيلي”، ثم القضاء عليهم بضربة متزامنة ضخمة أثناء محاصرتهم تحت الأرض. ومع ذلك، فإن ضربات مبكرة على أهداف معينة تحت الأرض وخدعة غير مقنعة قللت بشكل كبير من عدد ضحايا «حماس» في الضربات المرحلية للأنفاق.
وعندما أقر ماتياس شمالي، مدير “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة” (“الأونروا”) في غزة، صراحةً بأن ضربات “الجيش الإسرائيلي” كانت “دقيقة ومعقدة”، هددته «حماس» بما يكفي لإرغامه على الفرار من القطاع. وفي الواقع، بالنظر إلى أن “الجيش الإسرائيلي” ضرب حوالي 1500 هدف في واحدة من أكثر المناطق الكثيفة بالسكان على وجه الأرض، فإن أعداد الضحايا المدنيين – المأساوية والمؤسفة كما هي – تعكس جهود إسرائيل الحقيقية لتقليل الخسائر في أرواح الأبرياء أثناء ضربها أهداف عسكرية مشروعة .
وعلى صعيد التصورات، كان لرسائل “الجيش الإسرائيلي” آثار متعارضة بين مختلف الجماهير المحلية والفلسطينية والإقليمية والدولية. على سبيل المثال، انتهى المطاف بالكثير من التغطية الإعلامية الإسرائيلية الواسعة فيما يتعلق بالأضرار والخسائر في الداخل بالتركيز على أوجه القصور الدفاعية، مما أدى إلى تعزيز شعور العدو بالإنجاز، ولم يتردد صداها إلا جزئياً في الرأي العام الدولي لتبرير دفاع إسرائيل عن نفسها. وعلى العكس من ذلك، أبرزت وسائل الإعلام التي تعمل وفقاً لقول فصل «حماس» في غزة، إنجازات “الجيش الإسرائيلي” بضرب قوات العدو بشدة، لكنها دعمت بطبيعة الحال روح «حماس» المتمثلة في تضحية المستضعفين بينما صوّرت إسرائيل على أنها الطرف المسؤول عن جميع الإصابات البشرية. باختصار، يبدو أن جهود إرسال الرسائل التي يبذلها “جيش الدفاع الإسرائيلي” قد تجاهلت الكثير من الدروس المستقاة من حملات 2008 و 2014.
وحيث يدرك المسؤولون في غزة أن عدد الضحايا هو وسيلة فعالة لفرض تكاليف تتعلق بالسمعة على إسرائيل، عادة ما يقومون بتجميع الإحصائيات الخاصة بالمقاتلين وغير المقاتلين معاً، مما يحرك الأرقام بصور بيانية للأطفال والنساء القتلى أو الجرحى. وقد أصابت مثل هذه الإصدارات أهدافهم العاطفية بشكل فعال، لكنها لا تروي القصة كاملة. وفي البداية، قدر “الجيش الإسرائيلي” أن ما يصل إلى 200 من القتلى كانوا من المسلحين (بعض جثثهم ربما لا تزال قابعة في الأنفاق المنهارة)؛ وأعلنت «حماس» مؤخراً أن عدد القتلى هو نصف هذا الرقم. بالإضافة إلى ذلك، وقعت بعض الإصابات في صفوف المدنيين الفلسطينيين نتيجة سقوط 680 صاروخاً من «حماس»/«الجهاد الإسلامي في فلسطين» داخل القطاع. وفي حالات أخرى، انهار مبنيان على الأقل فوق ساكنيهما بعيداً عن نقطة تأثير الضربات الإسرائيلية لأن الأنفاق أُصيبت بالانفجارات فيما يتخطى مسافات الأمان المحددة مسبقاً. كما وقعت عدة إصابات في صفوف المدنيين عندما قصفت إسرائيل مناطق تواجد قادة مسلحين كانوا يختبئون وراء دروع بشرية.
التداعيات على استراتيجية “جيش الدفاع الإسرائيلي” و “المحور”
من منظور طويل الأمد، كان الصراع الأخير مجرد حلقة أخرى في سلسلة المواجهات بين إسرائيل ووكلاء إيران الإرهابيين، بدءً من حرب لبنان عام 2006 وحتى نزاعات غزة في الأعوام 2008 و 2012 و 2014. وفي أعقاب كل جولة من هذه المواجهات، تستخلص جميع الأطراف دروساً وتحسينات لاستخدامها في الجولة التالية حتى لو لم تشارك بشكل مباشر في القتال الذي سبق.
وفي هذا الصدد، تحدث رئيس هيئة الأركان العامة لـ “الجيش الإسرائيلي”، الليفتنانت جنرال أفيف كوخافي، عن هذه البيئة العملياتية التي لا تزال ناشئة في خطاب ألقاه في كانون الثاني/يناير الماضي، حيث أكّد كيف أن “جيوش الإرهاب” التي تضم عشرات الآلاف من الأفراد، ووحدات قتالية كبيرة، وأسلحة عسكرية عادية تعمل على نحو متزايد في الأماكن الحضرية المأهولة بالسكان. ومن خلال توجيه نيرانها بشكل علني نحو المدنيين الإسرائيليين، تنخرط هذه “الجيوش” في أعمال إرهابية واسعة النطاق. كما أن التهديد الأكبر الذي تشكّله هو الحجم المتزايد للصواريخ الباليستية والقذائف ذات الرؤوس الحربية الأثقل التي تملكها ودقتها المحسنة، على الرغم من استخدام هذه “الجيوش” أيضاً صواريخ “كروز” متقدمة وامتلاكها قدرات كبيرة من الحرب الإلكترونية والسيبرانية. وأشار كوخافي إلى أنه في العقد الماضي، قام كل من «حزب الله» و «حماس» ببناء قوات هدفها مداهمة الأراضي الإسرائيلية. وتشكل عقيدتهما العسكرية، مجتمعة، انتهاكاً واضحاً مع سابق تخطيط للقانون الدولي.
ورداً على هذه العقيدة، ومن أجل الوفاء بواجب إسرائيل في حماية سكانها بطريقة شرعية أخلاقياً، قال كوخافي إن على “الجيش الإسرائيلي” “فضح [العدو] على نطاق واسع، وضربه على نطاق واسع، وتدميره على نطاق واسع”. وتشكل الاستخبارات العملياتية وقدرات الضربات الدقيقة الهائلة إجابات “الجيش الإسرائيلي” على إخفاء العدو لأسلحته وعدم مركزيتها. ومن وجهة نظره، فإن القيم الأساسية لـ “جيش الدفاع الإسرائيلي” والقوانين الدولية المتعلقة بالنزاع المسلح متواجدة ليس فقط لحماية غير المقاتلين من الجانب الآخر فحسب، بل لمساعدة “الجيش الإسرائيلي” في حماية المدنيين الإسرائيليين أيضاً. وتُمكّن الاستخبارات الدقيقة “الجيش الإسرائيلي” من ضرب أهداف عسكرية وفقاً لمبدأ التمييز. وعندما يتم تنفيذ مثل هذه الضربات على نطاق واسع، فإنها تكون أكثر فاعلية في تقليل الخطر على سكان إسرائيل، وفقاً لمبدأ التناسب.
ويُعد تقليل الأضرار الجانبية عند ضرب هدف عسكري للعدو أمراً مهماً، ومع ذلك جادل كوخافي أيضاً بأن هذا الحساب يجب موازنته مقابل الضرر المحتمل الذي تم منعه في إسرائيل. وأشار إلى أن جهود «حزب الله» في لبنان لإضفاء اللامركزية وتفريق قواته بين السكان خلقت بيئة يكون فيها “كل منزل خامس هدفاً عسكرياً”. وينطبق الشيء نفسه على غزة والجبهات الأخرى. ووفقاً لذلك، حث كوخافي المدنيين المحليين الذين يعيشون عن معرفة بين الأهداف العسكرية على المغادرة بمجرد تصاعد التوترات من أجل تقليل الخطر الذي سيواجهونه في حالة اندلاع صراع.
وعلى الجبهة الداخلية، ذكّر كوخافي المستمعين أنه في زمن الحرب، ستستمر العديد من الصواريخ في ضرب أهدافها في إسرائيل على الرغم من كل جهود “الجيش الإسرائيلي” على عكس ذلك. وبالنظر إلى ضرورات القانون الدولي والقيم الوطنية، ليس لدى إسرائيل سُبل معقولة للتخفيف من هذا التهديد بخلاف عقيدتها الحالية الموضحة أعلاه.
ومع ذلك، فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما هي البدائل الواقعية للجيش الإسرائيلي إذا اندلعت حرب أوسع نطاقاً؟ في ظل نيران العدو الكثيفة والمستمرة، فإن الاعتماد على العمليات الدفاعية وحدها من شأنه أن يستنزف بسرعة الصواريخ الاعتراضية للدفاع الصاروخي الإسرائيلي، مما يؤدي إلى ارتفاع حاد في الإصابات والأضرار في الداخل. وسيحتاج “الجيش الإسرائيلي”، عاجلاً وليس آجلاً، إلى استخدام وسائل هجومية لتقليل تهديد العدو. ولا تستطيع الضربات الجوية وحدها أن تقمع نيران العدو الثقيلة بشكل كافٍ، مما يجعل المناورات الأرضية والأعداد الأكبر بكثير لضحاياها أمراً لا مفر منه. وفي النهاية، فإن الطريقة الأكثر فاعلية لتخفيض قذائف النيران على إسرائيل هي تقليل أيام الإطلاق – بعبارة أخرى، البحث عن أقصر صراع من خلال عمليات عالية الكثافة، ومتزامنة بدلاً من الجهود المرحلية.
وكما تعلم جيداً معظم الجيوش الغربية التي تُشارك قيم “الجيش الإسرائيلي” والتزاماته القانونية، فإن العقيدة التي وصفها كوخافي هي حالياً الأقل سوءاً من بين العديد من الخيارات السيئة. ولا شك في أنه سيتم اختبار هذه العقيدة مجدداً، ليس فقط في غزة، بل في لبنان أيضاً، حيث أن ترسانة «حزب الله» هي أكبر بعشر مرات من ترسانة «حماس» وقواتها المقاتلة أقوى بكثير. وللأسف، ربما كان الصراع في غزة مجرد مقطع دعائي لفيلم الكارثة الكامل الذي ينتظر الطرفين في لبنان. على سبيل المثال، أطلق مسلحو غزة حوالي 400 صاروخ يومياً على إسرائيل في هذه الجولة من القتال، لكن «حزب الله» يمكن أن يتحمل إطلاق خمسة إلى عشرة أضعاف من هذا العدد باستخدامه أسلحة أثقل وأكثر دقة. وفي الوقت نفسه، يستطيع “الجيش الإسرائيلي” تنفيذ ما لا يقل عن اثني عشر مرة من الضربات اليومية أكثر من حصيلة ضرباته على غزة بحوالي 150 ضربة في اليوم، وربما يصيب آلاف الأهداف يومياً في حرب لبنان. ويمكن أن تؤدي أرقام الضربات الجماعية هذه إلى وقوع آلاف القتلى، خاصة وأن حجم لبنان والشدة المتوقعة للصراع ستجعلان من الصعب على “الجيش الإسرائيلي” ممارسة نفس تدابير التخفيف الجانبية التي استخدمها على نطاق واسع في غزة.
وبدلاً من تجنب مثل هذه الكارثة، يبدو أن محور المقاومة الإيراني غالباً ما يكون عازماً على تسهيلها. ووفقاً لإبراهيم الأمين، أحد المقربين من زعيم «حزب الله» حسن نصر الله، شارك ضباط من الميليشيا اللبنانية نظرائهم من «حماس» في مركز عمليات في بيروت خلال صراع الشهر الماضي، وساعدوهم على تنسيق تحركاتهم، وزوّدوهم بدعم استخباراتي، ومراقبة تحركات العدو. وقام قائد «فيلق القدس» الإيراني إسماعيل قاآني بنفسه بزيارة هذا المركز مرتين خلال أيام القتال الأحد عشر. وبعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، انضم «حزب الله» وإيران والحوثيون اليمنيون إلى «حماس» و«الجهاد الإسلامي في فلسطين» للتهديد بأن “الانتهاك” القادم في القدس سيؤدي إلى حرب أوسع في المنطقة ضد إسرائيل (على سبيل المثال، عرض نصر الله هذه الرسالة في خطاب ألقاه في 8 حزيران/يونيو) .
وبما أن مثل هذا الخطاب العدائي أصبح أحياناً نبوءة تُحقق ذاتها لجماعات “المقاومة”، وبما أن غزة لا تزال ضمن دائرة خطر التصعيد مجدداً، فلا يمكن استبعاد اندلاع صراعات إضافية في القطاع أو لبنان أو أي جبهات أخرى. ولمنع هذه الصراعات وما يصاحبها من دمار بشري، سيتعين على كافة الأطراف مواجهة واقع أن تحضير القيادات العليا عن قصد لساحات معارك حضرية ذات كثافة سكانية قد أصبح الاستراتيجية الرئيسية التي تمارسها إيران ووكلاؤها. وعند البدء بإطلاق الصواريخ، سيكون قد فات الأوان.
العميد (المتقاعد) أساف أوريون هو “زميل ريؤفين الدولي” في معهد واشنطن والرئيس السابق لـ “القسم الاستراتيجي” في “مديرية التخطيط” في هيئة الأركان العامة لـ “جيش الدفاع الإسرائيلي”.
رابط المصدر: