سيكولوجية الشائعات: سلاح فعال في ترسانة الخداع

نسرين الشرقاوي

 

تُعد الشائعات مشكلة مهمة وكبيرة لما لها من قوة تدميرية عالية في المجتمع، وهي ليست وليدة العصر الحديث وإنما انتشرت منذ العصور القديمة، ومع مرور الوقت تغيرت وسيلة انتشار الشائعات لكنها لم تنتهِ. وتُعرّف الشائعة بأنها عبارة لا يمكن تأكيد صحتها، وهي مجموعة فرعية من الدعاية التي لا أساس لها ومع ذلك فإنها تمتلك من القوة ما يمكنها من إلحاق الخراب بالفرد أو الأسرة أو المجتمع في أي بلد وفي أي وقت؛ فتُستخدم غالبًا للإشارة إلى “معلومات غير صحيحة وملفقة” و”معلومات غير متسقة تتجه إلى التحريف المتعمد”؛ لذلك أجرى علماء النفس والاجتماع الكثير من الأبحاث حول الشائعات.

وينتشر الكثير من الشائعات اعتمادًا على الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية التي يمكن أن تظهر كأحد أسباب القلق في المجتمع وتسبب الإحباط لدى أفراد المجتمع، فنجد أن الشائعات تجد بيئتها الخصبة وتنتشر بسهولة وعلى نطاق واسع أثناء الحرب أو الشغب أو الانتخابات، حيث تكون المواقف في مثل هذه الأوقات دائمًا غير مستقرة ومتفجرة، ويكون الناس مستعدين لتصديق أي شيء تقريبًا.

وفي مثل هذه الفترات غير العادية، لا يتم التشكيك في صحة أي تقرير أو معلومات، ويقبلها الجميع تقريبًا؛ حيث يسود العقل الجماعي على العقول والأحكام الفردية، ويصدق الناس الكثير من الشائعات ويتقبلونها على أنها صحيحة، حتى عندما يعلمون أنها غير موثوقة، لذا تُحدث الشائعات مشكلة اجتماعية، فبمجرد أن تبدأ الشائعات، فإنها تترك انطباعًا في عقول الأفراد بسهولة.

وقد تغيرت وسيلة انتشار الشائعات عبر العصور؛ ففي أوقات سابقة اعتاد الناس على نشر الشائعات شفهيًا، أما الآن فتنتشر الشائعات عبر القنوات الإلكترونية المختلفة. بجانب أن الوسيلة الأكثر شيوعًا لنشر الشائعات الآن هي وسائل التواصل الاجتماعي؛ فقد أصبحت مشاركة الشائعات أسرع وأكثر انتشارًا، ويمكن لأي شخص لديه تلك الوسائل الوصول إلى مشاركة الشائعات في أي وقت ومن أي مكان.

الأبعاد النفسية لصنع الشائعات وانتشارها

أظهرت الدراسات النفسية سلوكيات صنع الشائعات ونشر الشائعات بأنها عمليات ربط متبادلة مع المشاعر الداخلية التي تحركها المشاعر الفردية مثل القلق والرغبة والخوف، فالتحليل النفسي لانتشار الشائعات يشمل عدة جوانب منها: الخوف من المجهول، والتحيز المعرفي الذي يقويه العقل الباطن الجماعي؛ الأمر الذي يؤدي إلى إطلاق سلبي للطاقة ناتج من عدم التوازن النفسي، بالإضافة إلى القصور الذاتي في السعي وراء التسلية مما يقوي سيكولوجية الفضول.

وعندما يعتقد الناس أن الشائعة تتفق مع قيمهم، فإنهم يقوون أفكارهم ويصبحون مستعدين للاعتقاد بأن الشائعة صحيحة، فهذا يعزز صورتهم الذاتية وتقديرهم لذاتهم. وقد أقر علم النفس الاجتماعي عددًا من الأسباب وراء الشائعات عبر الإنترنت وهي: انعدام الأمن، وانعدام الثقة، والتراكم والذاكرة الجماعية، واستغلال العديد من ناشري الشائعات لعدم الكشف عن هويتهم، مما يجعلهم يفقدون إحساسهم بالمسؤولية الاجتماعية وضبط النفس.

فبالإضافة إلى أنها لا تدعي الحقيقة، تمر الشائعات أيضًا بتشويه خطير للغاية من خلال نسج قصص بعيدة عن الحقيقة أو الواقع وتضخيمها بشكل لا يمكن التعرف عليه لأنها تنتقل من شخص إلى آخر، هذا بجانب الخيال والميل العقلي للشخص الذي يجعل الشائعة مختلفًا تمامًا عن الأصل، عندما يمر بعملية التوسع.

وينشر الأفراد الشائعات من ثلاثة مسارات عقلية ومعرفية متمايزة: عقلية إيجابية أو سلبية أو عقلية القطيع. وتظهر عقلية القطيع الاستسلام لسلالة المجتمعات، حيث يجب أن تمتثل رغبات الأفراد للاختيارات المشتركة لأن السكان يدركون أن انحرافهم عن الأعراف الاجتماعية قد يضر بشكل كبير بمكانتهم الاجتماعية. لذلك، فإن الاحتفاظ بموقف وسلوك المجموعة (مثل القطيع) هو استراتيجية لتقليل المخاطر الشخصية في مواجهة ضغط المجموعة؛ فالناس يميلون إلى اتباع الجماعة للهروب من الفشل أو العقوبة، خاصةً عندما يفتقرون إلى قدرات التفكير النقدي أو المعلومات المناسبة.

ويعتمد نشر الشائعات كذلك على التحفيز النفسي السلبي والذي يكون الدافع الأساسي فيه هو الإدراك العاطفي للفرد؛ فقد كشفت دراسات نفسية أن العدوى العاطفية هي العملية التي يؤثر فيها فرد أو مجموعة على شخص آخر عن طريق تحفيز الحالات العاطفية والمواقف والسلوكيات، إذ ينقل الإدراك العاطفي المعلومات العاطفية إلى إدراك الآخرين بناءً على ظروفهم، وبالتالي يؤثر على إدراكهم وسلوكهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن دوافع نشر الشائعات المستندة إلى علم النفس النشط تؤثر على كيفية نقل الشائعات بسبب احتياجاتها الداخلية، بما في ذلك السلوك الإيثاري، وتعزيز الذات، ودوافع إدارة العلاقات.

كذلك تعتمد مصداقية الشائعة على من ينشرها وشخصيته ومكانته الاجتماعية؛ إذ تُظهر نتائج بعض الدراسات أن بعض الشائعات انتشرت بسرعة بين فئات معينة من الناس لأنها قد تؤمن بفكر حزب سياسي معين أو ببعض القضايا الدينية أو الاجتماعية، ويقول علماء النفس إن شائعة معينة تنتشر بسرعة عندما تتطابق مع عقلية الناس وموقفهم.

هذا إلى جانب عدد من الأسباب النفسية للشائعات، والتي وصفها “جوردون أولبورت وليو بوستمان- Gordon Allport & Leo Postman” في كتابهما المعنون “علم نفس الشائعات” بأنها:

• حالة غير مؤكدة: عندما يكون الوضع غير مؤكد، ينشر الناس الشائعات وتزيد فرص انتشار الشائعات.

• القلق: عندما يكون الناس في حالة من القلق، فإنهم ينشرون الشائعات أو يتقبلونها؛ وقد أظهر العديد من الدراسات أن القلق يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعدم اليقين، وأن الأشخاص الأكثر قلقًا هم أكثر عرضة لنشر الشائعات. وأظهرت الأبحاث أيضًا أن الشائعات عن الأحدث السيئة تنتشر بشكل أسرع من شائعات الأحداث الجيدة.

• أهمية المعلومات: فعندما يعلم مروجو الشائعات أن الناس يريدون معرفة معلومات عن موضوع مهم بالنسبة لهم، ينشرونها. ويعتقد علماء النفس أن أولئك الذين ينشرون الشائعات هم أكثر عرضة لتصديقها.

• الغموض: فيستمع الناس إلى الشائعات عندما لا تكون لديهم فكرة واضحة عن أي موضوع أو معلومة.

• حماية الصورة الذاتية للفرد: فيؤمن الناس بالمعلومات التي تتوافق مع صورتهم ويتقبلون هذه الشائعة على أنها صحيحة.

• الشعور بالرضا: أظهر العديد من الدراسات أن الناس يريدون أن يشعروا بالرضا عن أنفسهم، فينشروا الشائعات من هذا المنطلق.

• هزيمة الخصم: فقد تنتشر الشائعات أيضًا لإذلال الآخرين وتشويه مكانتهم.

• المكانة الاجتماعية القوية: فقد يلجأ الكثير من الناس إلى الشائعات لتقوية مكانتهم الاجتماعية.

علاوة على عدد من الأسباب الأخرى؛ إذ تنتشر الشائعات في الأوساط السياسية -مثل الانتخابات السياسية- حيث تصبح الشائعات وسيلة لتحقيق مكاسب ملموسة مثل تشويه سمعة المرشحين المنافسين مثلما حدث في الانتخابات الهندية الأخيرة في ولاية ماديا براديش عندما نشر حزب المؤتمر تصريحات كاذبة تزعم أن رئيس الوزراء الذي ينتمي إلى حزب بهاراتيا جاناتا المنافس يأكل لحوم البقر (الأبقار مقدسة للهندوس ويُعد أكل لحوم البقر لعنة لديهم) وخلقت تلك المزاعم ما يكفي من المتاعب التي دفعت رئيس الوزراء أن يرد ويقول بشكل واضح: “أفضل الموت على أكل اللحم البقري”. بجانب أنه في زمن الحرب تتداول الشائعات بكثرة بهدف إضعاف معنويات قوات العدو. كذلك، قد يستخدم صناع السياسات الشائعات لطرح فكرة وقياس ردود أفعال الراي العام قبل اقتراح الفكرة رسمًيا.

قوة الشائعة وأغراضها

تتحدد قوة الشائعة وفق شرطين أساسيين هما: أهمية موضوع الشائعة للجمهور، ووجود غموض في التعبير عن الموضوع. في حين ترجع أهمية حساب قوة انتشار الرسالة إلى أهمية الكشف المبكر عن الشائعات، فالموارد المتاحة في بداية انتشار الشائعات محدودة للغاية لذا فإن الكشف المبكر عنها في الساعات الأولى يمثل تحديًا كبيرًا.

ولتفسير أوضح؛ قدم “جيسون هارسين- Jayson Harsin”عام 2006 فكرة “قنبلة الشائعات”، وهي تعني انتشار فكرة الشائعة في مفهوم الاتصال السياسي بشكل أقوى وأوسع من خلال عدة خصائص منها: أزمة التحقق من الشائعة، ووجود سياق من عدم اليقين العام أو القلق بشأن جماعة أو شخصية أو سبب سياسي تتغلب عليه قنبلة الشائعات أو تنقلها إلى الخصم.

وتُستخدم “قنبلة الشائعات” كذلك في التنافس الحزبي الذي يسعى إلى الربح سياسيًا، وهو ما أثبتته نظرية التنافر المعرفي التي تطرقت في جوهرها إلى أن تصور حدث ناجم عن الشائعات يخلق الخوف والقلق، ويؤثر انتشار المعلومات بطريقتين: عن طريق زيادة التنافس على الاهتمام وتقليل وقت توليد المعلومات، إضافة إلى أن هذه المعلومات المضللة لها ميزة في البيئات التنافسية لأنها متحررة من قيود الصدق، مما يسمح لها بالتكيف مع تحيزات الإدراك للحصول على معلومات مميزة وجذابة عاطفيًا؛ إضافة إلى أن قنبلة الشائعات لها انتشار سريع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ووفقًا لمصطلح “العدوى الاجتماعية” الذي صاغه “ريدل- Redl”، فإن الإدراك والسلوك الفردي معدٍ داخل مجموعة أو مجتمع، والسلوك والإدراك الخاصين لأعضاء المجموعة يتغير باستمرار؛ نتيجة لبيئتهم وتفاعلهم مع الآخرين. وتدرس نظرية العدوى الاجتماعية تأثير البيئة الاجتماعية على مواقف وسلوكيات الفرد والآلية الداخلية للعدوى الاجتماعية بين الأفراد والجماعات، وقد أظهر العديد من الدراسات أن العوامل الفردية والجماعية هي العوامل الأساسية لسلوك العدوى الاجتماعية، ومع ذلك، فإن تفاعلهم يؤدي إلى أحداث عدوى اجتماعية. ويشير سلوك العدوى الاجتماعية إلى انتشار العواطف والمواقف والإدراك والسلوك من “البادئ (مروج الشائعة)” إلى “المتلقي (مستقبل الشائعة وناقلها)”؛ فدائمًا ما يقبل بعض المتلقين في الشبكات الاجتماعية المعلومات والسلوك الذي ينشره المبادرون بدوافع نفسية نشطة أو سلبية أثناء النشر.

ويوضح “روبرت كناب- Robert Knapp” الغرض من نشر الشائعات؛ فقام بتقسيم الشائعات متأثرًا بالعواطف الخاطئة إلى ثلاث فئات:

1- شائعة بيضاء يقودها التَمنّي: وهي منتشرة لغرض جيد، فهذا النوع من الشائعات ينشره أشخاص يريدون أن تكون الشائعة صحيحة، لوجود دافع جيد وراء نشر مثل هذه الشائعات.

2- شائعة الخوف: تنتشر عادة لنشر الذعر في المجتمع.

3- شائعة عدوانية: ينتشر هذا النوع من الشائعات لتدمير الخصم، ف الغرض الأساسي من الشائعة هو أن الناس ليس لديهم فكرة واضحة عن قضية تهمهم، فيتم اختيار هذه المعلومات على أنها شائعة حيث توجد فرصة لإرباك الناس.

– هذا بالإضافة إلى شائعات حركة الوتد: وهي الشائعات التي تنتقص من مجموعات أو فئات أخرى من الناس وتعبر عن مشاعر دفاعية، وتحدث عندما يشعر المرء بالتهديد، ولكي يتغلب على مثل هذه المشاعر يلجأ إلى ترويج الشائعات التي بدورها تؤدي إلى إحساسه بالذات عن طريق إهانة الآخرين والتقليل من شانهم.

ومما سبق نوصي: بأن أفضل طريقة لتحقيق منع الشائعات هي الحد من عدم اليقين الذي يؤدي إلى الشائعات من خلال تنمية الثقة في المصادر الرسمية للمعلومات. وللحد من عدم اليقين، ينبغي على الحكومات أو الأشخاص حتى عندما لا يمكن تأكيد أو عدم تأكيد الشائعات في بداية ظهورها أن يتم تحديد جدول زمني لموعد تقديم المزيد من المعلومات، مع ذكر القيم والإجراءات التي ستتم بشفافية، وبيان ما هو معروف على وجه التحديد. ومع ذلك، قد يتطلب الأمر الرد الفوري -للشائعات الكاذبة– بالإضافة إلى اختيار مصدر يُنظر إليه على أنه مناسب وصادق في الرد على الشائعة، الأمر الذي يقلل القلق، ويكون أكثر فاعلية في الحد من آثار الشائعات الضارة.

وكما أنه من السهل نشر الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سيكون من المهم أن تلعب وسائل الإعلام دورًا مهمًا في منع انتشار الشائعات وزيادة الوعي، عن طريق تطوير إعلام مستقل وبناء ثقة الناس في وسائل الإعلام لمنع انتشار الشائعات. ومن الضروري تصنيف شائعات الإنترنت وإجراء بحث معمق وفقًا لمحتوياتها وخصائصها، مع فهم العوامل النفسية والاجتماعية التي تدفع الناس إلى الاستماع إلى الشائعات وتمريرها وتصديقها.

وفي هذا السياق، عملت بعض الدول على إتاحة التطبيقات للتعرف على الشائعات أو الأخبار المزيفة؛ واتخذت بعض الخطوات التقنية مثل حظر وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وواتس آب وماسنجر ويوتيوب ورسائل البريد الإلكتروني التي يتم مشاركة أي أخبار مزيفة منها بشكل متكرر، ويمكن العمل على هذا بحيث عندما يحاول شخص ما مشاركة شائعة مع شخص آخر يتم حظرها تلقائيًا؛ ففي بنجلاديش، اتخذت وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية بالفعل خطوات مماثلة لمنع انتشار الشائعات.

علاوة على ذلك، يُمكن للمنظمات الحكومية وغير الحكومية تعزيز برامج التوعية لتحسين قدرة الجمهور على تحديد الشائعات وعدم تصديقها وترويجها والتعاون بوعي مع الحكومة والمؤسسات الأخرى لخلق بيئة آراء عامة جيدة للمجتمع. فضلًا عن إصدار التشريعات التي تعاقب أولئك الذين ينشرون الشائعات، مع ضرورة الانتباه لأهمية التعرف على الشائعة في الساعات الأولى من إطلاقها لمنع عواقبها الضارة، ونشر المعلومات الصحيحة والموثوقة على المنصات الإلكترونية المعنية في الوقت المناسب. ويتعين على الحكومة فتح منصات للشكاوى والإبلاغ عن المعلومات، وإنشاء نظام إشراف وشكاوى كامل وسليم، ولعب دور الإشراف الاجتماعي بشكل كامل، وكشف انتشار الشائعات في الوقت المناسب.

وسيكون من المفيد الاعتماد على تجارب الدول والنظريات الحديثة للحد من الشائعات، ففي بحث لـ “كومار وجيثاكوماري- Kumar & Geethakumari” عام 2014، اكتشف استخدام النظريات في علم النفس المعرفي واقترح خوارزمية تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كمرشِح لفصل المعلومات الخاطئة عن المعلومات الدقيقة. تتضمن العملية المعرفية التي ينطوي عليها قرار نشر المعلومات الإجابة على أربعة أسئلة رئيسة، وهي: تناسق الرسالة، وتماسك الرسالة، ومصداقية المصدر، والقبول العام للرسالة. وهذه الخوارزمية تستخدم خاصية التصفية التعاونية للشبكات الاجتماعية لقياس مصداقية مصادر المعلومات وكذلك جودة المواد الإخبارية.

 

.

رابط المصدر:

https://marsad.ecss.com.eg/71297/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M