سيناريوهات استخدام روسيا والناتو للأسلحة النووية

إعداد : د .  إكرام زيادة – باحثة في المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب ـ  دكتوراه علاقات دولية

 

دخول احتمال استخدام الأسلحة النووية في الأزمة الأوكرانية، قلب معادلة النظام الدولي . رفع مخاطر هذه الأزمة على الأمن والسلم الدوليين إلى أقصاها. فمنذ أزمة الصواريخ الكوبية مطلع الستينيات من القرن الماضي، لم يشهد العالم تهديداً نووياً حقيقياً. أما الآن فبات استخدام مفردات الحرب النووية، واستخدام السلاح النووي التكتيكي تحديداً، أمرين محتملين في التصريحات السياسية والتقديرات الإستراتيجية، مع تخوفات بأن تتحول التهديدات لأمر واقع.

تلويح روسيا بالعصا النووية

يحتل التهديد باستخدام الأسلحة النووية مكانة بارزة في الأزمة الأوكرانية، كان فلاديمير بوتين يوجه تهديدات نووية على أوكرانيا منذ الغزو عام 2014 الذي أدى إلى ضم شبه جزيرة القرم.  في ذلك الوقت، ذكّر العالم بأنه “من الأفضل عدم العبث معنا”، مضيفًا أن “روسيا هي إحدى القوى النووية الرائدة”.

كرر بوتين هذه التحذيرات عندما أطلق “عمليته العسكرية الخاصة” في فبراير 2022، وقام بتصعيد الخطاب المتلفز في 21 سبتمبر 2022، والذي تحدث فيه عن استخدام “جميع الوسائل المتاحة” لحماية الأراضي الروسية، قائلاً: “هذه ليست خدعة”. ثم في 30 سبتمبر 2022، أعلن أن روسيا ستضم أربع مناطق في جنوب شرق أوكرانيا، وأنها ستستخدم “كل السلطات وكل الوسائل” المتاحة لها للدفاع عن هذه المناطق.  كما ادعى أن الولايات المتحدة كانت “سابقة” عندما أسقطت قنابل ذرية على اليابان في عام 1945.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن “كل هذه الأراضي هي أجزاء غير قابلة للتصرف من روسيا وكلها محمية، ويتم توفير أمنها على نفس المستوى كما هو الحال بالنسبة لبقية الأراضي الروسية”. ما يعني أنها تخضع لحماية الترسانة النووية.

بوتين لا يمزح في مسألة استخدام السلاح النووي، والغرب يعي ذلك جيداً، وقد رصد الناتو قافلة روسية تنقل معدات لبرنامج الأسلحة النووية، حيث شوهد قطار تديره الفرقة النووية السرية، متجهاً نحو خط المواجهة. أرسل حلف شمال الأطلسي “الناتو”، تقريراً استخباراتياً إلى أعضائه وحلفائه، ينبههم إلى التوقعات بأنَّ روسيا ستختبر طائرتها الطوربيد النووية المُسيّرة “بوسيدون”، ربما في البحر الأسود.

حذرت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت من الاستهانة بتهديدات روسيا باستخدام أسلحة نووية في حرب أوكرانيا باعتبارها خدعة. وقالت لامبرشت في17 أكتوبر 2022: “علينا أن نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، لكن أخذها على محمل الجد لا يعني أن ندعها تشلنا، بل يعني بالأحرى مراقبة الوضع عن كثب”.

يرى وزير الدفاع الأميركي الأسبق وليام بيري أن “بوتين عقلاني وليس مجنونا، ويمكنه استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا لتحقيق النصر؛ وبالتالي ضمان بقاء نظامه”، خاصة أن موسكو لديها “ميزة نسبية” هي ما يسمى الأسلحة النووية التكتيكية، وأشار إلى أن “فرص نشوب حرب نووية شاملة كانت عالية أيام أزمة الصواريخ في كوبا، ولكن فرص استخدام السلاح النووي أعلى اليوم”.

التحذيرات الغربية رافقتها توعّد روسيا بالتدخل عسكرياً لتدمير الجيش الروسي. نقلت واشنطن تحذيرات محددة إلى الكرملين على انفراد، لكن بايدن حذر أيضاً بوتين علناً ، مشيراً إلى أن الاستخدام النووي من شأنه أن “يغير وجه الحرب” ويحفز ردود فعل أمريكية لاحقة . أمن دولي ـ العقيدة النووية الروسية والسيناريوهات المحتملة في أوكرانيا

مدى استجابة الناتو للتهديدات الروسية النووية

بدأ الناتو بالفعل، خلال شهر أكتوبر 2022 باتخاذ إجراءات فعلية لمواجهة التهديدات النووية الروسية المحتملة، ومن ضمنها:

– تحديث شبكته الدفاعية بمنظومة قيادة وسيطرة ودعمها بمنظومة دعم معلومات، حيث إن هدف هذه المنظومات هو دعم عملية التنبؤ ومراقبة الأهداف والمخاطر عن طريق الاستفادة من منظومات الإنذار المبكر الجوية والأرضية، ومن ثم تخفيف العبء على منظومات الدفاع الجوي الموجودة في أوروبا وأهمها على الإطلاق (باتريوت باك-3 وأستر 30)، إلى جانب تواجد السفن القتالية التي تمتلك القدرة على الدفاع الجوي.

– عقدت مجموعة التخطيط النووي السرية التابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو في 13 أكتوبر 2022 اجتماعاً خاصاً تناول فحص الخطط والسيناريوهات لتقديم دعم طارئ وطمأنة للسكان الذين يخشون تداعيات ضربة نووية، فيما لم تُعلن توصياته.

– بدأ الناتو تنفيذ مناورات عسكرية نووية في بلجيكا تحت مسمى عملية “Steadfast Noon  ستيدفاست نون” أو الظهيرة الثابتة، وهي سلسلة من التمارين الحربية السنوية والتي تهدف لاختبار مدى جاهزية الدول الأعضاء لأي ضربة نووية محتملة، والتي تستمر ما بين 18 و26 أكتوبر2022 بمشاركة جيوش أربعة عشر دولة من الدول الأعضاء في الحلف دون فرنسا.

– انضمت (14) دولة عضو في حلف شمال الأطلسي إلى ألمانيا ضمن مبادرة “درع الفضاء الأوروبي” الرامية إلى اقتناء معدات دفاع مضادة للطائرات والصواريخ بشكل مشترك، خصوصا منظومتي “آيريس-ت” و”باتريوت” حسبما أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرشت. أمن دولي ـ عقيدة حلف “الناتو” النووية وسيناريوهات الرد على موسكو

سيناريوهات الضربة النووية الروسية

إصرار واشنطن وكييف على رفض المسار السياسي، وزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا في سبيل تحقيق نتائج ميدانية لاستعادة التوازن، يُفرز مخاطر لا سبيل إلى حصرها بالنسبة إلى بوتين، وتضييق الخيارات إلى حدود المواجهة النووية. ولكن ما هي سيناريوهات الأهداف المحتملة للضربة النووية الروسية؟!

السيناريو الأول: “استعراض للقوة”، بعدة خيارات، كأن تطلق القوات الروسية صاروخاً على البحر الأسود. أو طلقة نووية في مكان مرتفع فوق أوكرانيا عبارة عن انفجار ينجم عنه نبضة كهرومغناطيسية بما يكفي لتدمير كل شيء يعمل بالكهرباء في منطقة تبلغ مساحتها مئات الكيلومترات المربعة.  أو إلى منطقة غير مأهولة داخل أوكرانيا لتجنب وقوع إصابات كبيرة . وعلى الرغم من كون هذا الخيار يعد ملوثاً هائلاً ومحفوفاً بالمخاطر ، إلا أنه قد يمثل صدمة ويدفع القوات الأوكرانية إلى التقهقر، ويضرب الروح المعنوية لدى عواصم الغرب الداعمة لكييف، ويمكن إيقاف التصعيد المحتمل عند هذا المستوى.

السيناريو الثاني : إجراء اختبار نووي على الأراضي الروسية ، قد يكون على أحد مواقع التجارب النووية السوفيتية القديمة في شمال روسيا ، مثل نوفايا زيمليا.. مثل هذا الاختبار سيذكر العالم بأن لدى روسيا وسائل أخرى تحت تصرفها في شكل أسلحة مرعبة، وهي مصممة على استخدامها إذا لم يخرج الناتو نفسه من الصراع. وعلى الرغم من خرق معاهدة حظر التجارب في التجارب الجوية ، فمن غير المرجح أن يستدعي هذا الخيار رد عسكري من الناتو

السيناريو الثالث:  “ذري منخفض الطاقة”، يتمثل بتوجيه ضربة تستهدف قاعدة جوية أو مرفأ عسكري أو قاعدة تجمع عبر صاروخ إسكندر المجنح ما سيشكل تطوراً خطيراً. سيكون هذا الخيار غير فعال نسبياً نظراً للطبيعة المنتشرة للقوات الأوكرانية ، ولكن من المحتمل أن يؤدي إلى هجوم انتقامي فوري وكبير مباشرة من قبل الولايات المتحدة وقوات الناتو.

السيناريو الرابع: “قنبلة 50 كليوطن”، إسقاط قنبلة خمسين كيلوطن على أوكرانيا (4 أضعاف قنبلة هيروشيما) سيؤدي إلى تدمير مدن بكاملها، وخسائر واسعة بالأرواح والممتلكات، وهذه السيناريو سيجبر الغرب والولايات المتحدة الأمريكية على الدخول مباشرة في الحرب، وإلا عُدّ الأمر إستسلاماً لموسكو.

السيناريو الخامس، “ضرب بلد أوروبي آخر”، وهذا السيناريو يتمثل بضربة بسلاح نووي تكتيكي لهدف تابع لحلف الناتو في وسط أوروبا لإيجاد أكبر صدمة معنوية ممكنة مع ترجيح بولندا كهدف. استهداف الناتو يعد مبرراً للكرملين الذي يعتبر أن الحرب الحالية افتعلها هذا الحلف، لكن احتمال الرد الأميركي سيكون أقوى. ويعد هذا السيناريو الأكثر رعباً، والذي يعني اندلاع مواجهة نووية مباشرة بين روسيا وحلف الناتو. وهذا تحديداً ما حذر منه مرة أخرى الرئيس الروسي السابق والحليف الوفي للرئيس بوتين ديميتري مدفيديف عبر قناته على منصة تليغرام.

إذ وجه مدفيديف ، رسالة مباشرة إلى الدول الغربية، الثلاثاء 13 سبتمبر2022 ، مفادها أن حرباً عالمية ثالثة ومواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا والناتو هي سيناريو وارد، في حال استمر ضخ الأسلحة والدعم العسكري من الغربيين إلى كييف، وهو ما اعتبره مدفيديف “حرباً بالوكالة لإضعاف روسيا”. وقال الحملة العسكرية ستنتقل عاجلاً أم آجلاً إلى مستوى آخر». وصرح في حديثه عن الشعوب الغربية: “كل شيء يشتعل من حولهم. سوف يحرقون الأرض حرفياً ويذوّبون الخرسانة. الجميع سيكون في حال سيئة للغاية”.

السيناريو الأكثر ترجيحاً بين الخبراء هو أنه إذا كان بوتين سيستعمل أسلحته النووية أثناء حربه في أوكرانيا، فلن يختار نوع الأسلحة النووية “الاستراتيجية” بعيدة المدى التي تدمر مدناً بأكملها والتي كانت بارزة جداً خلال الحرب الباردة، بدلاً من ذلك، من المرجح أنه سيختار واحداً أو أكثر من الأسلحة النووية التكتيكية التي يبلغ عددها ألفين تقريباً – أسلحة أقل تفجيراً وأقصر مدى مخصصة للاستخدام في ساحة المعركة.

سيناريوهات رد فعل الغرب والناتو مع الضربة النووية الروسية

حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، روسيا من “عواقب وخيمة” في حال شنت هجوماً نووياً على جارتها، مضيفا: “لن نتحدث عن الطريقة التي سنرد بها بالضبط، لكن هذا بالطبع سيغير طبيعة النزاع بشكل جذري”. كما لم تحدد الولايات المتحدة طبيعة الرد علناً، لكن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، تحدث في 25 سبتمبر 2022 عن “عواقب كارثية” بالنسبة لروسيا، وأوضح أن البيت الأبيض قد أوضحها للكرملين. لكنه رفض، الكشف عن الرد الأميركي أو حلف شمال الأطلسي، مدركًا أن أحد مفاتيح ردع الحرب الباردة هو الغموض في نوعية الرد.

لا يريد الغرب أن يوضح كيف يمكن أن يرد، للحفاظ على الغموض المتعمد، أو لتجنب التصعيد السريع. فيما انشق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الصفوف، وقال في 13 أكتوبر 2022 إنه لن يأمر بالانتقام إذا تعرضت أوكرانيا لضربة نووية روسية. مضيفاً إن المصالح الأساسية للبلاد لن تتأثر بشكل مباشر على الإطلاق إذا كان هناك هجوم نووى باليستي فى أوكرانيا.

وعقب زوال “الصدمة”، سيتعين على بقية العالم اتخاذ خيارات صعبة، لأن اللحظة غير مسبوقة في تاريخ البشرية، فالولايات المتحدة عندما أسقطت قنابلها على هيروشيما وناغازاكي عام 1945 كانت هي القوة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية، أما اليوم فتمتلكه تسع دول؛ ثلاثة منها حلفاء لأوكرانيا (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا).

الغرب لن يكون أمامه خيار سوى الرد، وأن الرد يجب أن يأتي من حلف شمال الأطلسي كمجموعة، وليس من الولايات المتحدة وحدها، ولكن ما سيناريوهات طبيعة الرد الغربي على الضربة النووية النووية الروسية في حال حدوثها؟!.

السيناريو الأول:  استباق الضربة النووية، وإحراج روسيا دون التدخل العسكري، يرى الخبراء أن في حال قرر بوتين مهاجمة أوكرانيا بأسلحة نووية “تكتيكية” قصيرة مدى، فسيتعين إزالتها من موقع Object S – مثل بيلجورود- 22، على بعد (25) ميلًا فقط من الحدود الأوكرانية – ونقلها إلى قواعد عسكرية.  وسوف يستغرق الأمر ساعات حتى تصبح الأسلحة جاهزة للقتال، والرؤوس الحربية لتندمج مع صواريخ كروز أو الصواريخ الباليستية، حتى يتم تحميل القنابل الهيدروجينية على الطائرات.

من المحتمل أن تكون الحكومة الأمريكية قادرة على اكتشاف مؤشرات على الجهود الروسية لنقل الأسلحة النووية التكتيكية من منشآت التخزين ومن خلال أقمارها الصناعية، وقدرات المراقبة الأخرى، وأشكال مختلفة من المعلومات الاستخبارية على الأرض. إدارة بادين سترسل تحذيراً صارماً إلى موسكو عبر القنوات الخلفية – ثم الإعلان عن حركة تلك الأسلحة، باستخدام نفس التكتيك المتمثل في مشاركة المعلومات الاستخباراتية علانية وتسريبها إلى وسائل الإعلام أو البيانات العامة – لفضح خطط بوتين وحشد الضغط الدولي، بما في ذلك الدول الصديقة لروسيا المسلحة نووياً، مثل الصين والهند، كوسيلة للردع. إضافة إلى عقوبات إضافية لعزل روسيا بشكل أكبر وتصويرها على أنها دولة منبوذة دوليًا.

تكمن جاذبية هذا النوع من الرد في أنه قد يمنع المزيد من التصعيد ومعاقبة روسيا دون المخاطر الكامنة في دخول الناتو مباشرة إلى الحرب في أوكرانيا. الجانب السلبي المحتمل هو أن الخطوات الموضحة أعلاه قد لا تكون كافية لردع الاستخدام النووي الروسي الإضافي. كما أنها قد لا تعتبر مساوية لمستوى الانتهاك الذي قد ترتكبه روسيا باستخدام الأسلحة النووية – خاصة ضد دولة غير نووية.

السيناريو الثاني: الرد بضربة تقليدية على القوات أو القاعدة العسكرية الروسية التي انطلقت منها الضربة النووية، من دون توجيه ضربة نووية انتقامية، ولدى الولايات المتحدة الكثير من الخيارات الأخرى، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية الواسعة النطاق والمعيقة. وأيضاً من خلال تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا بأنظمة مدفعية بعيدة المدى، والتي امتنعت واشنطن حتى الآن عن تزويد كييف بها. وكان المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الجنرال ديفيد بتريوس قد صرح في 3 أكتوبر 2022 أن الولايات المتحدة وحلفائها يمكنهم القضاء على كل قوة تقليدية روسية يمكنهم رؤيتها والتعرف عليها في ساحة المعركة في أوكرانيا ، وكذلك في شبه جزيرة القرم وكل سفينة في البحر الأسود.

يتبع هذا السيناريو إمكانية فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا. والنتيجة المحتملة ستكون ضرراً كبيراً للقدرات الحربية الروسية.  لكن مثل هذه الضربة ستكون “غير متكافئة” بسبب أنها قد تنطوي على استخدام أسلحة تقليدية في مواجهة أسلحة نووية. ومن المحتمل أن يقود روسيا إلى توسيع أهدافها المحددة خارج أوكرانيا، إلى أراضي التحالف .

السيناريو الثالث: الرد بأسلحة الناتو النووية.  تتكون “أسلحة الناتو النووية” من (100) قنبلة نووية تكتيكية فقط، وتمتلك أربعة أعضاء أوروبيين في الناتو حاليًا طائرات قادرة على تسليم وإلقاء القنبلة النووية التكتيكية وهي: بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا.  الطائرات المعنية هي قاذفات مقاتلة من الجيل الرابع غير متخفية ، إما من طراز F-16 أو Tornado. وفي حالة الحاجة إلى مزيد من الضربات النووية واسعة النطاق، فإن المهمة ستقع على عاتق الترسانات الوطنية لأعضاء التحالف الثلاثة المسلحين نووياً.

تمتلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا رؤوساً حربية استراتيجية بعائد يصل إلى مئات الكيلوطن، بالإضافة إلى مخزون الولايات المتحدة الوطني من القنابل التكتيكية B61s التي يمكن تسليمها بوسائل موثوقة مثل القاذفة الشبح B-2 . يُعتقد أيضاً أن المملكة المتحدة لديها سلاح مثل W76-2 في مخزونها. لا يُعتقد أن فرنسا لديها أسلحة نووية تكتيكية . وبالتالي من المرجح أن تكون الولايات المتحدة الدولة المركزية في أي اشتباك نووي بين الناتو وروسيا.  نظراً للغموض الذي يكتنف دور فرنسا، والترسانة البريطانية الأصغر بكثير.

بمجرد أن تقوم أي دولة من الدول النووية الثلاث التابعة لحلف الناتو بشن ضربات نيابة عن الحلف، فمن الواضح أن أراضيها الوطنية يمكن أن تتعرض لعمليات انتقامية روسية. الأسلحة النووية الروسية قد لا تكون مثالية للقتال التكتيكي في أوكرانيا، إلا أنه يمكن أن يكون لها تأثيرات جيدة على المستوى العملياتي إذا تم استخدامها ضد قواعد الناتو الرئيسية، مثل شن ضربات نووية روسية بالأسلحة التكتيكية ضد القواعد الجوية للتحالف ( أفيانو في إيطاليا ، ورامشتاين في ألمانيا ، ولاكينهيث في المملكة المتحدة) ما من شأنه أن يدمر أو يعطل عدداً كبيراً من طائرات الشبح الأمريكية في أوروبا.

وسيكون بمثابة ضربة خطيرة للقوات الجوية التكتيكية لحلف الناتو بشكل عام. فيما قد يكون نظام الدفاع الصاروخي الوطني الأمريكي (NMD) قليل الاستخدام نظراً لعدد الأسلحة التي تمتلكها روسيا وقدرتها على ضرب الولايات المتحدة  القريبة من المحيط الأطلسي.  إذا وسعت روسيا هدفها المحدد إلى أراضي الولايات المتحدة ، فإن احتمالات إبقاء الحرب النووية الوليدة محدودة سوف تتضاءل إلى حد كبير. الإرهاب النووي ـ أوكرانيا، سيناريوهات خطيرة ومحتملة. ملف

التقييم

الضربات الصاروخية التي شنتها القوات الروسية على أوكرانيا رداً على انفجار جسر القرم أثبتت بأن روسيا لن تبدأ قريباً باستخدام السلاح النووي التكتيكي في سيناريو عسكري. ميدانياً هي ليست بحاجة له، لكن الأمر هو بمثابة الحفاظ على العمليات العسكرية داخل الأراضي الأوكرانية خاصة بعد وصول الهجمات الصاروخية إلى (لفيف) أي اقتربت كثيراً من حدود الناتو. سيكون السلاح النووي الروسي حلاً أخيرا وليس استباقياً.

حسب المتابعة، فإن روسيا جادة في استخدام الصواريخ النووية،  وتؤخذ تهديداتها بعين الاعتبار من قبل الأوروبيين سياسياً وأيضاً عسكرياً من قبل حلف الناتو، لكن ما زالت التكهنات غير واضحة متي وكيف ستسخدمها ؟

السيناريو الأكثر ترجيحاً في حال اللجوء إلى الأسلحة النووية، سيكون هناك بعض الأهداف التكتيكية أو العملياتية للضربات النووية الروسية على الأراضي الأوكرانية. إذا لجأت روسيا إلى الاستهداف الصريح للمراكز السكانية بأسلحة نووية من أجل شن هجمات إرهابية، فقد يتأثر رد الناتو وشروط إنهاء الحرب وفقًا لذلك، من المرجح أن تسرع هذه الخطوة الطريق إلى حرب نووية عامة.

حظر الأسلحة النووية هو الحل الوحيد طويل الأمد لضمان الأمن والسلم الدوليين، لقد صادقت ست وستون دولة على معاهدة الأمم المتحدة بشأن حظر الأسلحة النووية، التي يبلغ عمرها خمس سنوات، لكن لم تصادق أي من الدول التسع النووية.

 

الهوامش

خطط غربية لمواجهة “احتمالية” استخدام روسيا للنووي في أوكرانيا
https://arbne.ws/3gpROdr

US rehearses dropping nuclear bombs in Europe
https://bit.ly/3CQP5RN

If Putin Uses a Nuclear Weapon, How Should the World Respond?
https://nyti.ms/3sch7SG

هل بوتين جادٌ في استخدام السلاح النووي؟
https://bit.ly/3MJwFHf

Military briefing: Which nuclear weapons could Putin use against Ukraine?
https://on.ft.com/3eJvwTk

ديفيد بتريوس: واشنطن والناتو سيدمران الجيش الروسي إذا استخدم بوتين النووي
https://bit.ly/3s8F7Gz

Russia says it has expanded its nuclear sphere. What to make of its latest threats
https://cnn.it/3yWp8yT

Why NATO Needs to Plan for Nuclear War
https://bit.ly/3EXa6g5

تقرير: لماذا قد تستغني الولايات المتحدة عن السلاح النووي حتى وإن لجأت روسيا إلى ذلك في أوكرانيا؟
https://bit.ly/3eN4GcU

Nuclear War, NATO and Russia
https://bit.ly/3EVbjoa

Ukraine war: Very low chance Russia will use nuclear weapons – expert
https://bit.ly/3TswLVM

نقلاً عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

 

.

رابط المصدر:

https://www.europarabct.com/%d8%a3%d9%85%d9%86-%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a-%d8%b3%d9%8a%d9%86%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%88%d9%87%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ae%d8%af%d8%a7%d9%85-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M