بهاء النجار
هناك سبلٌ قد لا يلتفت لها كثير من الممهدين لأنها قد لا تكون من السُبُل التقليدية المتعارف عليها ، من هذه السُبُل تربية الأبناء تربية صالحة ، باعتبار أن رأس المال البشري هو ركيزة مهمة من ركائز أي حركة إصلاحية تغييرية ، فهو وقود وأدوات ومعدات هذه الحركة ، وبلا عناصر بشرية مؤمنة بهذه الحركة الإصلاحية التغييرية لا يمكن أن لها أن تقوم فضلاً عن أن تنجح .
ولو راجعنا شرائط الظهور التي طرحها سماحة المفكر والمرجع الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) سنجد أن من هذه الشرائط هو وجود قاعدة شعبية مناصرة ، ومن طرق تحقيق هذا الشرط هو تربية الأبناء تربية مهدوية صالحة ليكونوا هم الممهدون في المستقبل ليكملوا ما بدأ به الممهدون الأوائل .
وعلينا أن لا نُقصِر نظرتنا في تربيتنا لأبنائنا على توفير مستلزمات هذه التربية الصالحة ، بل لا بد أن نوسع مداركنا ونعرف أن علينا إزاحة أي معرقل لهذه التربية ، فكما يعلم الجميع أن الأبناء يتأثرون بمؤثرات أخرى غير تأثير الوالدين ، فيتأثرون بالمجتمع والأصدقاء والانترنت والفضائيات وغيرها ، وبالتالي يجب أن يكون الوالدان هما القدوة التي لا بديل لها ، وأن يسعى كل أب وأم في إصلاح ما يمكن إصلاحه في المجتمع كي يزيلوا ولو بعض العراقيل في طريق تربية أبنائهما .
إضافة الى ذلك فإن هناك معرقلات لهذه التربية الصالحة من نوع آخر مثل تشريع بعض القوانين التي تسلب ولاية الوالدين على أبنائهما ، كقانون العنف الأسري الذي بعد أن فكك الأسر الغربية يريد المسوقون له تفكيك أسرنا المؤمنة ، ويمنعون الوالدين من تربيتهما التربية التي تليق بمجتمعنا وديننا ومعتقداتنا .
هذا القانون سيئ الصيت سيحرم الوالدين من سبيل مهم من سُبُل التمهيد للدولة المهدوية المباركة ، فلا يستطيعان أن يأمران أبناءهما بالواجبات الشرعية ولا يمنعانهم من المحرمات الشرعية ، فضلاً عن تثقيفهم بالثقافة العقائدية التي يعتمدها مجتمعنا المسلم .
رابط المصدر: