بهاء النجار
ربما لا يتوقع البعض أن الحصول على شهادات عليا يمكن أن يكون من سُبُل التمهيد للدولة المهدوية العادلة، وفي الحقيقة أن الحصول على شهادات عليا هو عبارة عن مرحلة متقدمة من طلب العلم الذي أشرنا إليه سابقاً في إحدى السُبُل ، فالحصول على شهادات عليا يزيد من التعمق في التخصص العلمي ويرفع عدد الباحثين العلميين في المجالات العلمية التي تخدم الظهور المبارك بصورة مباشرة أو غير مباشرة .
فأصحاب الشهادات العليا هم الذين يرسمون الخطوط العامة للباحثين عن العلم النافع ، فبدونهم – أي حَمَلَة الشهادات العليا – لا يمكن أن يتطور العلم النافع ويدخل جيل جديد من المتعلمين الذين سينبري قسم منهم للحصول على شهادات عليا ليكملوا ما وصل إليه أساتذتهم .
وهنا لا بد من الإشارة الى أن الحصول على شهادات عليا يكون أحياناً مضراً بالظهور المهدوي المنتظر ، إذا لم تكن الغاية من الحصول على هذه الشهادة العليا من أجل التمهيد لإقامة دولة عالمية عادلة بقيادة ربانية خالصة متمثلة بالإمام المهدي عليه السلام ، وإنما لغايات دنيوية بحتة كالسمعة والمركز والمخصصات المالية وغيرها ، مع إن هذه الغايات لا ضير فيها إن جاءت بشكل عرضي ومشكلتها أن تكون هي الغاية .
أو أن يكون الحصول على هذه الشهادة العليا محفزاً ومقدمة لتقديم البحوث العلمية الى جهات – دول او مؤسسات – معادية لدولة العدل العالمية ورافضة لمبادئها ، وبالتالي فمثل هذه البحوث ستقوي شوكة أعداء القائم المنتظر عليه السلام وستعرقل وتؤخر ظهوره المبارك ، فمثل هذه الشهادات العليا إن كانت بهذه النية ستكون مضرة لصاحبها ولظهور صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف ، والبقاء بدون شهادة عليا أفضل بكثير من الحصول عليها .
وهنا يأتي دور الممهدين إما في الحصول على شهادات عليا في المجالات العلمية النافعة والممهدة للدولة المهدوية المنتظرة ، وتقديم البحوث العلمية للجهات التي يأمن شرها على مستقبل التمهيد ، أو أن يقوم الممهدون بالتشجيع على الحصول على شهادات عليا في تلك المجالات ، ويحذّروا من أن لا تكون الغاية من تحصيل هذه الشهادات هو الإعداد والتمهيد للدولة الإلهية العادلة .
رابط المصدر: