بهاء النجار
إن حفظ الأمن في المجتمع المهدوي يفسح المجال للممهدين بشكل كبير للقيام مهامهم وخصوصاً مهمة (التمهيد) ، هذا يعني أن كل سبيل من سُبُل التمهيد تقريباً مما ذكرناه ومما لم نذكره يعتمد على الأمن للقيام به ، وعليه فللقائمين على الأمن دورٌ كبير في التمهيد يفوق ما نتصوره ، يتضح من خلال ما يتوقف عليه من القيام من السبل المعتمدة عليه .
فلو أخذنا مثلاً الشعائر الحسينية كأحد أهم السبل الممهدة للدولة المهدوية الموعودة ، فلا يمكن لها أن تقام إذا لم يتوفر الأمن ، أو يمكن قيامها ولكن بشكل ضعيف جداً مقارنة بقيامها في جو آمن ، وكذلك زيارة المعصومين عليهم السلام وأبرزها زيارة الأربعين التي تعتبر عمود الزيارات التي لم يتركها المؤمنون في أحلك الظروف ، هذا فضلاً عن باقي الشعائر الدينية المختلفة كإقامة صلوات الجمعة والجماعة السائرة على النهج المهدوي ، وكذلك إقامة المحافل القرآنية والاحتفالات الدينية المتنوعة التي تعتمد على حضور المؤمنين ، وبدون الأمن لا يمكن أن تقام وتقدّم المجتمع خطوة واحدة باتجاه التمهيد للدولة المهدوية العادلة .
ولا يمكن لأصحاب التخصصات المختلفة التي يمكن تسخيرها للتمهيد أن يقوموا بتخصصاتهم هذه ، فلا الطبيب قادر على تقليل آلام المؤمنين ليهتموا بالتمهيد ، ولا المعلم بقادر على أداء مهمته في رفع الجهل وموانع تحصيل العلوم اللازمة في التمهيد ، ولا الفنان يمكنه تقديم الفن المهدوي الواعي ، ولا يمكن للقانوني أن يأخذ دوره في وضع التشريعات المناسبة وغير المعرقلة للتشريعات الممهدة للدولة المنتظَرة ، ولا طلاب العلم قادرين على تلقي العلوم النافعة التي تمكنهم من التمهيد لدولة إمامهم عليه السلام ، وهكذا باقي التخصصات .
كما لا يمكن لعجلة الاقتصاد الذي يعتبر عنصراً أساسياً في دعم أي مشروع إصلاحي فضلاً عن إقامة دولة مهدوية عالمية ، فلا سياحة دينية وثقافية ، ولا تجارة ، ولا معامل ، ولا بناء ، ولا فرص عمل ولا غيرها إذا لم يتوفر الأمن .
فهنيئاً لرجال الأمن على هذه المكانة التي تجعلهم سبباً لتوفر كثير من السبل الممهدة للدولة المهدوية الموعودة ، فعليهم أن يرفعوا رؤوسهم وأن يجعلوا عملهم قربة الى الله تعالى وتمهيداً لهذه الدولة المباركة ، وأن لا يجعلوا الوظيفة هي الغاية رغم أهميتها ، وليحمدوا الله على هذه الوظيفة التي يسدوا بها احتياجاتهم الحياتية والمعيشية ووظائفهم الأخروية .
.
رابط المصدر: