سُبُل الممهدين _ السبيل الثاني والأربعون

بهاء النجار

كلما قللنا من هموم المؤمنين كلما جعلناهم أكثر قدرة على أن يكونوا مهدويين بل وممهدين ، وللمؤمنين هموم عديدة ومشاكل مختلفة تشغلهم عن التفرغ لتقوية علاقتهم بإمام زمانهم عليه السلام ، منها المشاكل الاجتماعية والأسرية ، فهذه المشاكل تولّد هموماً وضغوطاً على المهدويين تمنعهم من ممارسة وظيفتهم المهدوية فضلاً عن أن يكون ممهدين .
ويفترض أن تحل الدولة هذه المشاكل أو أغلبها باعتبارها الأب الراعي لأبنائها ، ولكن وعندما تكون الدولة غائبة والفساد يعيق كل جهود عودة هذه الرعاية فإن المشاكل ستزداد بشكل تسارعي يصعب السيطرة عليه ، وقد يؤدي بالأمر الى تهديد السلم المجتمعي .
لذا لا بد من أن تنبري فئة من المجتمع لحل هذه المشاكل التي قصّرت الدولة في حلها لتقلل من تأثيراتها السلبية التي تحرم أحياناً أبناء المجتمع من الأمان ، وفي الحقيقة قد تصدت مجموعة من أبناء هذا المجتمع لهذه المهمة وهم شيوخ العشائر الشرفاء ، الذين تكاتفوا وفق قوانين معينة وضعها آباؤهم وأجدادهم لإيقاف إجرام المجرمين وعبث المتطفلين بالقدر المستطاع ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها .
وحتى يكتمل الفضل الذي يقدمه شيوخ العشائر النبلاء فما عليهم إلا ترشيق وتقنين سننهم العشائرية لتكون موافقة للشرع المقدس ، إضافة الى ضرورة تعاضدهم لتحجيم دور أشباه الشيوخ الذين يريدون أن يعتاشوا على دماء وأموال الأبرياء والمساكين وأن يوظّفوا وجاهتهم للتكسب ، ونسوا أن هذا العمل الذي يقومون به هو من السبل التي تمكنهم في التمهيد لصاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف .
فهنيئاً لكل شيخ عشيرة وقبيلة جعل مشيخته من أجل فض النزاعات بين أبناء المجتمع ليكونوا عناصر مهدوية وممهدة لدولة العدل الإلهي ، وسحقاً لكل من تكسب على حساب مشاكل الناس ليكون جزءً من المشكلة بدل أن يكون جزء من الحل .

 

.

رابط المصدر:

https://t.me/Al_Mahdi_State

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M