بهاء النجار
لاقت القوة العسكرية واستخدمها في التمهيد للدولة المهدوية العالمية شداً وجذباً بين مناصرين لها بحيث لا يقبلون بغيرها ومعارضين لا يقبلون بها ، وفي الحقيقة أن الطرف الأول يفتقر لقناعة تَقَبل بالوسائل الأخرى ، فيعتبر القوة العسكرية هي القوة الوحيدة أو القوة التي لا نظير لها ، وقد ثبت أن هناك قوى تفوق القوة العسكرية بكثير ، وها نحن نرى تسلط القوة العظمى بقوى ليست عسكرية ، وما القوة العسكرية إلا سندٌ لها ، وأما الرافضون فنجدهم إما ضعفاء من الناحية العسكرية أو جبناء لا يقدرون على المواجهة أو أنهم لا يريدون الاعتراف بالقوة العسكرية لأطراف منافسة لها ، أو غيرها من الأسباب .
والصحيح أن القوة العسكرية – كباقي القوى – لها مجالاتها وساحاتها وميادينها ، تنجح في تحقيق أمور لا تنجح غيرها من القوى في تحقيقها ، وفي الوقت نفسه تخفق في الوصول الى أهداف يمكن أن تصلها قوى أخرى بصورة أسهل وأقل كلفة وربما أسرع وأبلغ في قلوب الشعوب ، كما أن باقي القوى تخفق في الوصول الى ما تصل إليه القوة العسكرية من نتائج .
وبالتالي فإن استخدام القوة العسكرية من قبل معرقلي الظهور لا بد من مواجهتها عسكرياً وغير عسكري وبحسب الظروف المحيطة ، فقد يكون من غير الحكمة استخدام القوة العسكرية وعليه ينبغي استخدام قوى مساندة أخرى ، كاستخدام الضغط السياسي والدبلوماسي والقانوني ، او استخدام الإعلام لبيان عنجهية الطرف المعتدي عسكرياً وبدعم من مواقع التواصل الإجتماعي لتوليد ضغط شعبي ورأي عام يمكن أن يكون محلياً وربما إقليمياً ودولياً خاصة إذا أدير بشكل ممتاز .
ولكن للأسف أحياناً يكون من الحكمة الرد العسكري لإيقاف الاستهتار الذي يحاول أن يثبت الطرف الآخر من خلالها قوته وهيمنته ، ومع هذا لا يمكن أن يكون الرد العسكري بمعزل عن باقي القوى والضغوط التي ذكرناها ( السياسية والدبلوماسية والقانونية والإعلامية والشعبية وغيرها ) .
فعلى من يُرِد أن يكون ممهداً لدولة العدل المهدوية أن يقف مع الاستخدام الحكيم للقوة العسكرية ضد المعرقلين لإقامة هذه الدولة المباركة ، إما باستخدام نفس القوة العسكرية ، أو باستخدام القوى المساندة ( السياسية والدبلوماسية والقانونية والإعلامية والشعبية وغيرها ) وبحسب قدراته ووسعه .
رابط المصدر: