بهاء النجار
لتكون إقامة الدولة العالمية المنتظَرة سَلِسَة قدر الإمكان لا بد أن تكون هناك إرادة شعبية وتأييد عام لها ، وبما أن كثيراً من المسلمين من غير العرب فلا بد أن يُنقَل التراث الإسلامي من العربية الى باقي لغات المسلمين وبحسب الأهمية والتأثير ، بل لا بد من نقل هذا التراث الى كل لغات العالم الأساسية – وخصوصاً الانكليزية – لأن إقامة دولة العدل الإلهي غير مختصة بالمسلمين فقط وإنما تشمل غيرهم ، ليتعرّف المظلومون أن هناك من سينقذهم ولو بعد حين ، وتعليمهم السبل الممهدة لهذا المنقذ .
وهنا يبرز دور المترجمين ، خصوصاً مترجمو اللغات البارزة والتي يتحدث بها المسلمون المؤثرون في الساحة الإسلامية ، وهذا لا يعني عدم أهمية باقي اللغات أو باقي المسلمين ، فكلٌ يعمل بحسب إمكانيته ، فليس من المعقول أن نوقف الترجمة الى اللغات غير البارزة بحجة أنها غير مؤثرة ، ولكن بالتأكيد لو تزاحم الاهتمام باللغة المهمة مع الاهتمام بغيرها ستكون الأولوية للّغة المهمة .
كما أن من الممكن أن تنقل الترجمةُ التجاربَ الناجحة للمسلمين – وخصوصاً المهدويين – من غير العرب الى المسلمين (من العرب وغيرهم) ، باعتبار أن التكامل بين المهدويين أمر مهم للتمهيد لدولة إمامهم العادلة ، فما يملكه المهدويون في شتى بقاع الأرض شيء كبير ، ويكون أكبر إذا تم تلاقح هذه التجارب ، خاصة إذا تم نقل الثقافة الإيجابية من باقي الشعوب غير المسلمة وهي كثيرة ، ومحاولة ترك الثقافة السلبية التي تجذّرت عند المسلمين (من العرب وغيرهم) للاستعداد لإقامة دولة عالمية عادلة تلبّي طموحاتهم العقائدية والفكرية .
وهذا لا يعني أن تقتصر الترجمة على القضايا المهدوية والمسائل الفكرية الخاصة بالقيام المهدوي وإنما يمكن أن تشمل باقي العلوم والاختصاصات النافعة التي تناولنا بعضها كسُبُل تنفع الممهدين من أصحاب هذه الاختصاصات ، فالترجمة هي عبارة عن وسيلة نقل الثقافة والمعرفة يمكن أن ننقل بواسطتها ما يطوّر قابليات المهدويين ليمهدوا لدولة إمام زمانهم عليه السلام ، كما أن هذه المهمة لا تقتصر على المترجمين بالمصطلح المعروف ، فهي مهمة كل من يملك القدرة على ترجمة أي أمر نافع في أي مجال يخدم القضية المهدوية .
المهمة تبدو كبيرة ، وهي كذلك ، ولكن مشروع المليون ميل يبدأ بخطوة ، وأن نبدأ بخطوة أفضل من أن لا نبدأ ، والبداية بخطوة مع نية خالصة وصادقة بأن تكون هذه الخطوة لخدمة القضية المهدوية والتمهيد لدولة العدل الإلهي خير من ألف خطوة والنية مشوبة بالنوايا الدنيوية .
.
رابط المصدر: