بهاء النجار
كل مشروع إصلاحي تصحيحي لا بد أن يرتكز على المعرفة والوعي والثقافة ، وإلا لا يمكن أن يُصلِح ويُصحِّح ، وأولى وأهم وسائل تحقيق هذه الركائز الثلاثة هي القراءة ، لأن القراءة هي مفتاح كل باب من أبواب المعرفة والوعي والثقافة ، وهذا ما نجده واضحاً عند بعثة النبي محمد صلى الله عليه وآله حينما نزلت أول آية من أيات الله العزيز وابتدأت بالأمر ( إقرأ ) ، في إشارة الى أنك يا محمد (صلى الله عليه وآله) إن كنت تريد هداية الناس وإصلاح حالهم فعليك – وعلى من يريد أن ينتهج نهجك ويسير على هديك ويمهّد لخاتم أوصيائك عليه السلام – القراءة للإطلاع على مصادر ومنابع الهداية والإصلاح ، وبدون القراءة لا يفكّر مصلحٌ او ناصرٌ لمصلح او يحقق شيئاً من إصلاحه ، قد يأخذ الأمر وقتاً طويلاً ، ولكن أن يأخذ وقتاً طويلاً خير من أن يذهب سريعاً .
وعليه فإن من السُبُل الممهدة لظهور خاتم الأوصياء عليه السلام هو القراءة أولاً ونشر ثقافة القراءة ثانياً ، وثالثاً أن يكون الهدف من القراءة هو استحصال المعرفة المتعلقة بالظهور المهدوي سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وإلا فليس كل قراءة يمكن أن تكون نافعة ، بل إن بعضها تكون ضارة وإن كان ظاهرها مفيداً .
ونحن نعيش ذكرى المبعث النبوي الشريف وفعاليات يوم القراءة العالمي ولكي نكون من أمة (إقرأ) لا بد من بيان نقطة مهمة في إحياء هذا اليوم وهذه الفعاليات عسى أن نكون من الممهدين الواعين لدولة العدل والوعي العالمية ، وهذه النقطة هي : حصر القراءة بقراءة الكتب المطبوعة هو أمر خاطئ ، وإن كان لهذا النوع من القراءة طعم خاص في تذوق المعرفة ، ولكن هناك أشكال أخرى من القراءة كالقراءة الإلكترونية على سبيل المثال التي ازدهرت في ظل اهتمام غالبية الناس بمواقع التواصل الاجتماعي عبر الأجهزة الإلكترونية الذكية ، وإذا اعتبرنا القراءة هي وسيلة وليست غاية فهناك طرق أخرى للحصول على المعرفة كتصاميم (الإنفوغرافيك) أو الفيديوات التي تختصر كتاباً ضخماً بدقائق محدودة خاصة لمن يكون استيعابه عن طريق الاستماع والمشاهدة أكبر من القراءة أو وقته وظروفه لا تسمح بالقراءة او الحصول على الكتاب المعني يكون صعب عليه .
ومن الوسائل العملية لتفعيل القراءة بين أبناء المجتمع هو تبادل الكتب كهدايا بديلاً عن بعض الهدايا التقليدية ، وأن يكون الكتاب مناسباً للمُهدى إليه ، فإما أن يكون حلاً لبعض تساؤلاته او مشاكله او يناسب ذوقه وثقافته ، وأن نهتم بالكتب التي تجذب القارئ بطباعته او عنوانه او موضوعه ، وأن نبتعد عن الكتب الملهية والمضيعة للوقت ككثير من القصص والروايات .
جعلنا الله وإياكم من إمة (إقرأ) لنكون من الممهدين لدولة إمامنا المهدي عليه السلام .
.
رابط المصدر: