بهاء النجار
ذكرنا في مناسبات سابقة أن إحدى أبرز السُبُل الممهدة لدولة العدل الإلهي هو إحياء المناسبات الدينية باعتبارها تهيّء الأجواء الروحانية الطاهرة لكل ما يرتبط بالقضية المهدوية كالمواعظ والأحكام الدينية وغيرها ، وأبرز المناسبات الدينية هي مناسبات المعصومين عليهم السلام وعلى رأسهم خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله ، الذي يُعتبر مظلوماً من حيث إحياء ذكرياته وخصوصاً يوم رحيله الأليم .
والملاحَظ أن العاطفة هي المحرك الأساس في إحياء مناسبات المعصومين عليهم السلام ، وبما أن رحيل الخاتم صلى الله عليه وآله غير مؤطر بالعاطفة نجد التقصير في إحيائه ، وهذا يشمل جميع المعصومين عليهم السلام الذين لم تكن نهاية حياتهم تثير العاطفة ، وهذا يفتح لنا باباً وهو أن التعامل مع القضايا الدينية عاطفياً فقط لا يكفي للتمهيد للدولة المهدوية ، فلا بد أن يكون الجانب الفكري حاضراً مع كل مناسبة من مناسبات المعصومين عليهم السلام بما فيها مناسبات الإمام الحسين عليه السلام الذي تكون مناسباته عاطفية بالدرجة الأساس ، أما الجانب الفكري فضعيف نسبياً .
وبالتالي فإحياء مناسبات النبي الخاتم صلى الله عليه وآله يشجع على إحياء الجانب الفكري من حياته المباركة وحياة باقي المعصومين عليهم السلام ، بل هو إحياء للجانب الفكري الذي يعتبر مهماً في التمهيد للظهور المهدوي المبارك ، وبذلك فإن هذا الإحياء سيكون له ثمرتان : الأولى تعتبر إحياء للمناسبة الدينية عظيمة لشخصية عظيمة تستثير الهمم لدى أتباعه ، والثانية تعتبر إحياء للجانب الفكري المهم في التمهيد ، والذي يكون مغيباً في العادة عن المشهد الديني الإسلامي .
رابط المصدر: