بهاء النجار
هناك وسائل يمكن أن تمهّد للظهور المبارك بصورة غير مباشرة وبالتالي يمكن للمهدين استخدامها كسُبُلٍ لهم ، من هذه الوسائل فضح الظلم العالمي ، لأن عدم الشعور بالظلم العالمي لا يحرّك الشعور بضرورة إقامة العدل الإلهي فضلاً عن التمهيد لها ، فكثير من المؤمنين بالظهور بدأوا يقتنعون بأن هناك عدلاً اجتماعياً في الدول التي تقود العالم ، وبالتالي لا يوجد دافع نفسي داخلي يحركهم للتفكير بالتمهيد ، خاصة بعد ظهور حركات منحرفة بإسم الإسلام شوّهت في الحقيقة كل حركة إسلامية إصلاحية مثل داعش والقاعدة وغيرهما .
لذا من الضروري بمكان أن يسعى الممهدون لفضح هذا النظام العالمي الذي خدع البسطاء بمظاهر الإنسانية الخداعة وحقوق الإنسان الكاذبة ، وهذا لا يعني إتهام الغرب بأي تهمة لتشويه صورتهم ، فهذا لا يناسب أخلاق الممهدين ، ولكن أن يُعرّفوا الناس بحقيقة الغرب وبماذا يفكرون وكيف أن مصالحهم فوق كل شيء بما فيها الإنسانية ، ويذكّرهم بجرائمهم التي ارتكبوها علناً في الحربين العالميتين الأولى والثانية التي قتلوا فيها أكثر من 50 مليون إنسان ليسيطروا على العالم ، وأن عدم دخولهم في حروب علنية لا يعني أنهم مسالمون ، فهم مسالمون لمن سالمهم ، وإنما يستخدمون الحروب بالوكالة عن طريق عملائهم .
وأن يكشف الممهدون الوسائل ذات الشكل الأنيق والباطن الخبيث التي يستخدمها الغرب للسيطرة على ثروات العالم ، مثل منظمة الأمم المتحدة والبنك والدولي وصندوق النقد الدولي ومحكمة العدل الدولية اللاتي تعيش على مساعدات الدول العظمي وبمجرد أن تتعارض سياسات هذه المنظمات مع سياسات تلك الدول تقطع عنها المساعدات .
وليس بالصدفة أن نرى الدول التي لها علاقات طيبة مع الدول الغربية ( وبالخصوص أميركا وإسرائيل ) مُرفّهة ومستقرة ومزدهرة ، بينما الدول التي تختلف معهم او تعاديهم – بل حتى الدول التي تقف في المنتصف – تعاني الويلات والحروب والأزمات الاقتصادية والجهل والأمراض والفقر وما شابه .
لا بد أن يعرف الناس الحقائق التي غيّبها الإعلام المغرض المنحرف المسيس الذي يبيع شرف مهنته بالدولار ، يجب أن يعرف المؤمنون بالظهور أن ما يحصل من حروب وأزمات في الأعم الأغلب تكون بتخطيط غربي ، وإن لم تكن كذلك فإنهم يحوّلون كل حرب وأزمة الى مصالح تجارهم وملاّك رؤوس أموالهم .
إذا تم فضح هذا الظلم العالمي سيعرف المؤمنون أن الانشغال بالظلم المحلي يجب أن لا يكون أكثر من حجمه وكأنه هو الظلم المطلق ، لا بد أن يفكروا بمن وراء هذا الظلم ومن يحركه ويدعمه ، وإلا فالتركيز على الظلم المحلي وترك الظلم العالمي لا يفرق عن من يهتم بمحاسبة الفاسدين الصغار ويترك الحيتان الكبار .
رابط المصدر: