بهاء النجار
إن إقامة الدولة العالمية العادلة تعتمد على رُكنين مهمين ، الأول مادي مباشر ، والثاني غيبي غير مباشر ، فالاهتمام بالركن الأول لا يعارض او يغني عن الاهتمام بالركن الثاني ، والعكس صحيح كذلك ، بل في ظروف صعبة كالتي نعيشها الكاشفة عن ضعف قدرة السبل المادية على تحقيق حُلُم الأنبياء والمرسلين وإقامة دول العدل الإلهية بسبب الأساليب الخبيثة التي يستخدمها الأعداء، فلا بد أن نلجأ ونركّز اهتمامنا على الجانب الغيبي لدعم الجانب المادي وتسديده واختصار الجهد والوقت عليه وتقليل العقبات التي تقف بوجهه .
وفي عقيدة الشيعة فإن الملائكة والروح تتنزل في ليلة القدر على الإمام الثاني عشر المهدي بن الحسن عليهما السلام ، لذا يُوصى بتكثيف الدعاء إليه والتوسل به باعتباره واسطة الفيض الإلهي وخصوصاً في ليلة القدر ، إضافة الى أن أعمال شيعته تُرفَع من خلاله الى بارئهم .
هذا الأمر إضافة الى ميزات ليلة القدر المتمثلة باستجابة الدعاء وتقدير الأمور للسنة القادمة يجعل إحياء هذه الليلة المباركة باستثمار هذه الميزات لتحريك الجانب الغيبي والروحي لدى المؤمن في التمهيد للدولة المهدوية العادلة ، وهذا الاهتمام بالركن الغيبي مطلوب على مدار السنين والأيام ، ولكن لكون ليلة القدر ذات عطاء مُكثّف تختصر الجهود الغيبية لألف شهر فيكون اللجوء فيها للدعم الغيبي لقضية الإمام المهدي عليه السلام وظهوره وإقامة دولته المنتظرة أبلغ وأنفذ ووسيلة وسبيل للتمهيد لها ، إضافة الى تربية الممهد تربية غيبية تناسب حجم المسؤولية الملقاة عليه كفرد وعلى الدولة المهدوية المنتظرة كمؤسسة .
.
رابط المصدر: