بهاء النجار
كل حركة إصلاحية منطلقة وفق أسس دينية تحتاج الى جو إيماني تنمو في أحضانه وتساعد المؤسسين والداعمين لها على بلوغ غايتها ، وإلا فإن هذا الإصلاح إما أن يبرد او سيسرقه سرّاق الإصلاحات وراكبو الموجات ، فرغبة البشرية بتحقيق الإصلاح والعدالة لا يعني أن تكون الدولة المهدوية إصلاحية وفق رغبات البشرية ، وإلا فما فائدة الظهور المهدوي إن لم يكن وفق الأطر الشرعية والدينية ؟
لذا لا بد أن تسود المجتمعات – الإسلامية منها على الأقل – أجواء إيمانية ودينية من خلال مجموعة من الإجراءات :
1) انتشار دور العبادة كالمساجد والجوامع والحسينيات باعتبارها منبر للوعي الديني ومركز للشعائر الدينية المختلفة كالصلاة والأذان وإحياء المناسبات الدينية .
2) الحفاظ على الحشمة والآداب الإسلامية في المجتمع في الملبس وخصوصاً الحجاب عند النساء والملابس التي لا تخدش الحياء للرجال .
3) ترك الألفاظ غير اللائقة بالإنسان المسلم واستخدام العبارات الراقية التي علمنا إياها الإسلام الحنيف وترك العبارات المستوردة من المجتمعات الغربية .
4) استثمار مواقع التواصل الاجتماعي لنشر المنشورات التي لا تتعارض مع التعاليم الإسلامية وتطعيمها بالمنشورات الدينية والأحاديث والروايات الشريفة التي تتناول المواعظ والحكم التي لا يمتلك الآخرون ، ويكون ذلك أمراً طبيعياً بحيث لا يمكن لأحد انتقاد هذا النشر .
5) تداول الأحكام الشرعية بشكل طبيعي وغير مخجل بحيث من السهل تنبيه شخص على خطأ شرعي يرتكبه او تشجيع آخر على عمل مستحب عمله .
6) رفض المظاهر المخالفة للشرع كالغناء والحفلات التي ترافق بعض المناسبات الاجتماعية كالأعراس وبعض المهرجانات الإعلامية والرسمية التي تتضمن اختلاطاً بين الجنسين وغيرها من المظاهر المنحرفة وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة والإرشاد من خلال قنواتها كالمنابر وما شابه ، والأفضل أن يكون هناك قانون من الدولة يمنع هذه المظاهر ، ودور الممهدين هو التخطيط للوصول الى تشريع هذا القانون .
هذه الإجراءات هي مهام للممهدين كل بحسب قدرته واستطاعته ، وأقل ما يمكن أن يقوم به الممهدون هو أن يكونوا ذوي هيبة ووقار وجلال بحيث يترك الفسقة فسقهم عندما يروهم ، وينبغي أن يتحدوا كي يكون عملهم الجماعي منظماً وأكثر تأثيراً ، إذ أن القيام بهذه الإجراءات ( وغيرها مما لا يسع المقام لذكرها ) سيوفر الجو المناسب لنمو الثقافة المهدوية ومن ثم إقامة العدل الإلهي بطعم ديني ولا يمكن لأحد محاولة سرقتها وإعاقة جهود الإمام عجل الله فرجه .
وقد لمسنا في بعض الاحتجاجات الشعبية الراغبة في تحقيق الإصلاح عندما تخللتها مظاهر منحرفة أساءت لها كيف أن الكثيرين فهموا أن هذه الاحتجاجات أنها ضد الدين ولضرب الدين ورجال الدين وعلماء الدين ، وبدأ المتدينون المشاركون في هذه الاحتجاجات بالشعور بالإحراج من المشاركة فيها بسبب سرقتها ممن لا دين لهم والسيطرة عليها رغم أن غايتها الإصلاح .
رابط المصدر: