بهاء النجار
من السُبُل الأساسية للتمهيد لدولة العدل الإلهي هو نبذ الخلافات الداخلية بين المسلمين أنفسهم وبين أبناء الفئة الواحدة ، لأن هذه الخلافات تزرع الضعف في المادة الخام التي تستخدم في بناء هذه الدولة المنتظَرَة ، وبالتالي تعرقل الظهور المبارك فيكون نبذها هو إزالة تلك المعرقلات .
وبمناسبة أسبوع الوحدة الإسلامية الذي يتزامن مع ولادة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي يعتبر أساس وحدة المسلمين بعد القرآن الكريم لا بد أن تعيد الإمة الإسلامية حساباتها في علاقتها بين أبنائها ، فاختلاف أمتنا رحمة فلا نجعله نقمة ولعنة ، ولو توحّد المسلمون لما تجرأ الفرنسيون وغيرهم الى الإساءة الى رمزنا وقائدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وعلينا التفريق بين وحدة المسلمين وبين إلغاء قناعة كل طرف او طائفة ، فهذه الوحدة لا تعني أن يلغي كل مسلم قناعته والذوبان في قناعة الآخر ما دامت قناعته يراها مبرئة أمام الله تعالى يوم الحساب ، ولكن علينا أن نبحث عن المشتركات التي هي أكثر من الاختلافات ، وأن نركّز على عدونا المشترك الذي توغّل في مجتمعنا وأصبح كل مسلم محافظ على دينه (سني كان أم شيعي) يعاني من تخريب العدو لأبنائنا ومجتمعنا وأفكارنا ، فالسني والشيعي يخشى على ابنته من صيحات الحرية الغربية ، والسني والشيعي يخشى على ابنه من التميع واللهو بالموضة ، والسني والشيعي يرفض أن ينال أحدٌ من نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، والسني والشيعي يرفض حرق كتاب الله العزيز ، والسني والشيعي يرفض انتشار المراقص والملاهي والخمور في مجتمعه .
فماذا أعدّ السني والشيعي لهذا الخطر ؟ لم يعدّا شيئاً لأنهما منشغلان بالاختلافات التي لم يتوصلا الى حلها طيلة أربعة عشر قرناً خاصة إذا كان هذا الانشغال ليس لنصرة الحق وإنما إرضاء للنفس الأمارة بالسوء والشعور بالزهو والانتصار على الغير .
فمهدينا ينتظر وحدتنا كي نمهّد لدولته العالمية العادلة فهل نحن من الممهدين ؟
رابط المصدر:
https://www.facebook.com/BahaaaAlnajjar