بهاء النجار
تناولنا في السُبُل السابقة أن توفير الأجواء الإيمانية سبب أساسي في طرح القضية المهدوية وتقبلها في نفس الوقت ، ومن أبرز أسباب ومقدمات توفير الأجواء الإيمانية هو إحياء الشعائر الحسينية ، إذ أثبت الواقع بما لا يقبل الشك أن شهري محرم وصفر فرصة كبيرة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر الدين والوعظ والإرشاد وربط الدين بالحياة بشكل يسير لا يحتاج الى معاناة كما في باقي الشهور ، بل حتى غير المتدين بدأ يستعين بالأدبيات الإصلاحية للثورة الحسينية لأنه يرى صداها أكبر في الواقع ، حيث نرى الفضائيات التي تبث السموم الأخلاقية طوال السنة تبدأ بتناول القضية الحسينية في برامجها وتبث الشعائر الحسينية ، فأي فرصة أكبر من فرصة محرم وصفر في نشر أبجديات الثقافة المهدوية الإصلاحية ؟! كل ذلك جاء بفضل إحياء هذه الشعائر المقدسة .
وإحياء الشعائر الحسينية لا يوفر فقط الأجواء الإيمانية وإنما يوفر أجواء طرح القضية المهدوية وما يتعلق بها من مقدمات متشعبة مرتبطة بكل عملية إصلاحية باعتبار أن الإمام الحسين والإمام المهدي عليهما السلام هما رمزا الإصلاح ، فالمنبر الحسيني المنتشر في كل بقاع الأرض خاصة بعد الطفرة الإعلامية المتمثلة بالقنوات الفضائية أصبح الأداة المثلى لنشر هذا الإصلاح المهدوي وتعريف الناس بالدين الحقيقي الذي لا يمسه إلا المطهرون .
إن إحياء الشعائر الحسينية هو وقود ديمومة الثقافة المهدوية ، وبدون هذه الشعائر المباركة لا يمكن أن تستمر علاقتنا بالإمام المهدي عليه السلام طيلة فترة الغيبة التي امتدت لقرابة 1200 سنة رغم وجود الأعداء والطواغيت الذين حاولوا طمس هذه العلاقة العجيبة والمباركة .
وهنا لا بد أن ننتبه الى أن يكون هذا الوقود نظيفاً أصيلاً من منشئه الأصلي وهو السيرة العطرة للنبي وآله صلوات الله عليهم أجمعين ، فأخذ هذا الوقود ( المتمثل بإحياء الشعائر الحسينية ) من منشئ آخر سيعيق استمرار الثقافة المهدوية وعلاقتنا بإمام زماننا ، والمحافظة على الشعائر الحسينية نقية هي وظيفة أخرى تلقى على عاتق المهدين الطامحين برضا الله تعالى ورضا رسوله صلى الله عليه وآله وإمام زمانهم عجل الله فرجه الشريف .
رابط المصدر: