بهاء النجار
هناك ثقافات مهمة في التمهيد لدولة العدل الإلهي إذا ما تم نشرها وترسيخها في عقول الأمة الإسلامية ، خاصة إذا كانت هذه الثقافات ضعيفة في المجتمع الإسلامي او ربما مفقودة ، ومن هذه الثقافات ثقافة تقبُّل الآخر وتقبل وجهات النظر المختلفة ، فكما نعلم أن قيام الدولة المهدوية العالمية سيجعلها على تماس مع مجتمعات تختلف بعضها كلياً عن الثقافة الإسلامية ، وبدون نشر هذه الثقافة وترسيخها في أبناء الأمة الإسلامية سيجعل قبول هذه المجتمعات لفكرة قيادة الإسلام للعالم أمراً صعباً وقد يكون مستحيلاً لأنهم يرون من يدعو الى الدولة العالمية العادلة لا يقبل بثقافتهم ورؤاهم وتقاليدهم ، إضافة لصعوبة تعامل المسلمين مع من يختلف معهم اختلافاً كلياً والتعايش معه .
وعليه لا بد أن يكون للممهدين إستراتيجية لنشر ثقافة تقبُّل الآخر هذه وتقبل قناعاتهم وتقاليدهم وأعرافهم ، هذه الإستراتيجية يجب أن تبدأ من الممهدين أنفسهم ، بأن يمرّنوا أنفسهم ويربّوها على هذه الثقافة بحيث لا يجدوا صعوبة في التعامل مع الآخر المختلف معه في الدين او المذهب او القومية او التقاليد والأعراف ، بعدها يرسموا خططاً لنشر هذه الثقافة وفق ما لمسوه من تحديات شخصية تجاه ترسيخ هذه الثقافة في أنفسهم .
ربما تقبُّل الاختلاف في العادات والتقاليد أبسط ما يمكن مواجهته ، وقد يكون تقبُّل الآخر المختلف في العقيدة رغم صعوبتها إلا أنها أهون من تقبل من يشترك معك في العقيدة ويختلف معك الأمور الفرعية ، فمثلاً التعامل مع العاصين المصرّين على معصيتهم سيكون حساساً باعتبار أنهم يشتركون معنا في عقيدة واحدة ومن غير الصحيح مواجهة معصيتهم بشكل يفقدنا الاستفادة من العقيدة التي نتفق عليها .
على أية حال ، ثقافة تقبُّل الآخر ثقافة ضعيفة في المجتمع الإسلامي لأسباب يطول شرحها ، لذا يصعب نشرها وترسيخها بجهود بسيطة ، إلا أن التمهيد يستحق التضحية وبذل الجهد كي نكون من الممهدين .
رابط المصدر:
