جاسم محمد
كشفت أجهزة الاستخبارات الأوروبية، عن عدد من شبكات التجسس الإيرانية وعملاء يعملون لصالح المخابرات الإيرانية وأخرى إلى فيلق القدس داخل أوربا، كانت تسعى لتنفيذ عمليات اغتيال وعمليات إرهابية، من خلال جواسيس يحملون جنسيات أخرى، لكن السنوات الأخيرة تم الكشف عن تورط دبلوماسيين إيرانيين بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية، وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات حول قدرات المخابرات الإيرانية داخل أوروبا.
الشرطة الألمانية كشفت خلال عام 2018 عن “كنز”من الوثائق التي استولت عليها الشرطة الألمانية تكشف مدى تمكن جواسيس طهران من التسلل إلى أوروبا. الوثائق تم العثور عليها في سيارة مستأجرة من قبل أسد الله أسدي،رئيس محطة المخابرات الإيرانية في أوروبا ومقره ـ فينا.
قضية العميل أسد الله أسدي
وقد حُكم على أسد الله خلال عام 2021 بالسجن لمدة 20 عامًا بتهمة التخطيط لهجوم تفجيري فاشل في باريس في عام 2018. كشفت الوثائق عن شبكة معقدة من عملاء النظام الإيراني تمتد عبر ما لا يقل عن 22 مدينة أوروبية، إلى جانب خطط لهجمات إرهابية باستخدام المتفجرات والمواد الحمضية والسامة المسببة للأمراض بالإضافة إلى ذلك، استعاد المحققون ثروة من الوثائق التي تكشف عن أعمال شبكة التجسس، بما في ذلك إيصالات سداد النفقات، وسجلات رواتب التجسس الشهرية والفصلية، وتفاصيل أجهزة الكمبيوتر التي تم إصدارها للوكلاء.
عثرت الشرطة الألمانية، أيضًا على ستة هواتف محمولة – تم استخدام أربعة منها للاتصال بالجواسيس واثنان لإجراء حجوزات السفر – جهاز كمبيوتر محمول ومحركات أقراص صلبة خارجية وعصا USB تحتوي على كتيبات تدريب استخباراتية وجهازي تتبع ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأكثر من 30 ألف يورو (26 ألف جنيه إسترليني). ) نقدا. اكتشفت الشرطة أيضًا تعليمات مكتوبة بخط اليد حول التعامل مع قنبلة وشحنها وتسليحها.
اكتشف الادعاء الألماني،أن نشاطات أسدي، شملت حوالي 11 دولة بما في ذلك فرنسا والنمسا وجمهورية التشيك والمجر وبلجيكا وهولندا وإيطاليا، ولكن هناك أيضًا 144 ملاحظة حول مواقع في ألمانيا. تشير إحدى الملاحظات التي وردة في سجلات العميل الإيراني أسدي، إلى مدخل مركز هامبورغ الإسلامي ومدينة كولونيا وبون وميونيخ وهايدلبرغ وغيرها من المناطق السياحية مثل القلاع والأبراج ومصاعد الجندول والفنادق والمقاهي ومراكز التسوق.
قال جواد دابيران، نائب مدير مكتب تمثيل المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية في ألمانيا في 22 يناير 2021، في حديث له إلى وسائل الإعلام: “على وجه التحديد تم عقد 144 من 289 لقاء مع أسدي وعملائه في ألمانيا. هذا يعني أنه: يقع جزء كبير من شبكة النظام الإيراني في ألمانيا ، وألمانيا هي مسرح للأنشطة الإرهابية للنظام الإيراني .”
وعشية إدانة الأسدي ، تم الكشف عن مؤامرة أخرى لوزارة الداخلية ضد المعارضة الإيرانية في ألمانيا. حاول النظام إقناع الإيرانيين المقيمين في ألمانيا بالتجسس على مكتب المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية في ألمانيا.
عميل إيراني داخل الجيش الألماني
كشفت الاستخبارات الألمانية عن مترجم من الجيش الألماني، يعمل لصالح الاستخبارات الإيرانية، وأبلغت الاستخبارات الألمانية، استخبارات الجيش عن وجود جاسوس يعمل بصفة مترجم. أمرت محكمة ألمانية مطلع عام 2018، باحتجاز المواطن الأفغاني عبد الحميد س. بتهمة التجسس لصالح إيران بعد اعتقاله في شقته في بون. وذكرت صحيفة دير شبيجل أن المشتبه به البالغ من العمر 50 عامًا عمل مترجمًا وخبيرًا ثقافيًا في جهاز مكافحة التجسس التابع للجيش الألماني – الجيش الألماني – وقد قدم معلومات سرية إلى إيران لسنوات. ” وقال كورنيليوس أديبهر المحلل في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية لرويترز “من الواضح أن إيران دولة ذات نوايا معادية وتتجسس علينا.” على الرغم من اهتمام أوروبا بالحفاظ على الاتفاق النووي لعام 2015 ، فهذه ليست علاقة بين الأصدقاء أو الحلفاء وأضاف أنه يتوقع المزيد من الجواسيس الذين يعملون لصالح المخابرات الإيرانية داخل ألمانيا.
وسبق أن حكمت محكمة في برلين في عام 2017 على حيدر سيد م، وهو مواطن باكستاني في الثلاثينيات من عمره ، بالسجن لمدة أربع سنوات وثلاثة أشهر لعمله لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
قائد سابق للشرطة السويدية .. عميل للمخابرات الإيرانية
ذكرت الصحف السويدية ، Aftonbladet و Expressen ، أنه تم القبض على قائد سابق للشرطة الأمنية السويدية بتهمة التجسس لصالح النظام الإيراني بين عامي 2011 و 2015. وإن الجاسوس كان يدعى “بيمان كيا ، 40 عامًا” حصل على الجنسية السويدية وعمل مديرًا في شرطة الأمن السويدية (SPO) ومحللًا في منظمة عسكرية سويدية أثناء تجسسه لصالح طهران.
وقالت دائرة الأمن السويدية ،إن المعتقل متهم بالتجسس بعد حصولها على الشواهد والأدلة الجنائية. يأتي اعتقاله بعد شهر من اعتقال زوجين إيرانيين حصلوا على وضع اللاجئ في السويد من خلال تقديم هوية أفغانية مزورة كانوا عملاء وزارة المخابرات والأمن الإيرانية.
أقر علي فلاحيان، الرئيس السابق لوزارة الداخلية، خلال شهر يوليو 2017 في مقابلة كيف يعمل وكلاء النظام تحت العديد من الأغطية في أوروبا، ذكر خلالها بأن الوزارة تحتاج غطاء لأعمالها في جمع المعلومات داخل الدولة وخارجها.
النتائج
ـ أن تصريحات رئيس مخابرات النظام السابق علي فلاحيان تثبت أن النظام يستخدم غطاء دبلوماسيًا وصحفيين ورجال أعمال ومحللين للعمل الاستخباراتيواضاف أن المخابرات بحاجة لغطاء لجمع المعلومات داخل وخارج إيران، يذكر أن هذا العمل يعتبر من أنواع التجسس التقليدي للمخابرات، لكن ذلك بدون شك يضر كثيرا في مصداقية إيران وعلاقاتها الدبلوملسية، عندما تتحول السفارات والقنصليات إلى مقرات لأنشطة فيلق القدس والمخابرات الإيرانية. واعترف فلاحيان بالقول: “بأننا نعمل تحت غطاء وظائف تجارية وصحفيين ونعمل تحت جميع أنواع الأغطية”.
ـ تعتمد المخابرات الإيرانية، في الغالب عملاء من جنسية غير الإيرانية من أجل الابتعاد عن الشبهات، لكن تورط دبلوماسيين إيرانيين في السنوات الأخير بالتجسس مباشرة، يعني أن إيران ، تحديدا الاستخبارات، تعاني من نقص بمصادر المعلومات والعملاء داخل أوروبا، وربما يعود ذلك في أعقاب “يقظة” أوروبا ضد شبكات التجسس الإيرانية.
ـ إيران أصبحت رائدة برعاية الإرهاب وتسيطر بشكل مباشر على الجماعات المرتبطة بها مثل حزب الله وحماس، لكن على الرغم من كل هذا، لا تزال أوروبا تتعامل مع إيران كشريك موثوق به وتضخ المليارات في هذا النظام وهذا ما يعتبر تناقضًا في سياسات أوروبا مع حقيقة ما يجري على الأرض.
ما تحتاجه أووربا هو عدم الفصل ما بين ما بين مساعيها في مكافحة شبكات التجسس الإيراني للحصول على المعلومات والتكنلوجيا وإستهداف المعارضة الإيرانية، وبين مفاوضاتها في فينا حول الملف النووي. كذلك عدم الاستهانة بقدرات المخابرات الإيرانية “اطلاعات” وفيلق القدس، طالما هناك أموال تسخر لأغراض التجسس.
.
رابط المصدر: