مروة الاسدي
تثير تقنية الجيل الخامس العديد من التساؤلات، وسواء كنت تؤيد أو تعارض ثورة الجيل الخامس الوشيكة، فلا شك في أنها تؤدي إلى انقسام الرأي في المجتمع ككل. لكن ما هي الحقائق عنها؟
وتتميز تقنية “5 جي” (5G)، أو الجيل الخامس، بتوفير سرعة تنزيل وتحميل بيانات من الإنترنت أسرع بكثير عبر الهاتف المحمول، ولذلك تعد التطور القادم في تكنولوجيا الاتصالات.
يعتبر البعض تقنية الجيل الخامس خطرة بسبب المعلومات الجديدة حول تأثيرات الإشعاع الذي ينبعث منها، وحول المخاطر المرتبطة بالمجالات الكهرومغناطيسية، والتي ثبت مؤخرا أنها تؤثر على الكائنات الحية.
الادعاءات القائلة بأن تقنية الجيل الخامس خطيرة بشكل عام تستند إلى أمرين رئيسين. الأول هو أن تقنية الجيل الخامس، مقارنة بالتقنيات الأخرى الحالية، تستخدم ترددا قويا وشدة عالية جدا، إلى جانب اختلافها في التوزيع والاستقطاب عن التقنيات الحالية.
والثاني هو أن موجات تقنية الجيل الخامس ذات المقياس الأقصر لا تنتقل بعيدا جدا، وبالتالي، هناك حاجة إلى عدد أكبر من المنصات في منطقة معينة لتوفير إشارة قوية.
يعتقد المعرضون للتقنية أن هذا سيزيد بشكل كبير من تعرض الناس للإشعاع، الذي يحتمل أن يكون خطيرا، يبدو هذا الادعاء مقنعا؛ لكن، مثل أي ادعاءات من هذا النوع، هناك آخرين يختلفون معه بشدة. في الواقع، يعتقد العديد من مؤيدي تقنية الجيل الخامس أنها لن تشكل أي مخاطر صحية على الإطلاق.
انتشار محدود في العالم وتباين في العالم العربي!
رغم إطلاق شبكة الجيل الخامس 5G في ألمانيا منذ 3 سنوات، إلا أن انتشارها لم يتحقق بعد على مستوى كبير. فما هي أرقام الجيل الخامس في ألمانيا؟ وماذا عن الدول العربية؟
تعوّل العديد من الدول على الجيل الخامس من الانترنت لإنشاء وتطوير المدن الذكية وتحسين مناخ الأعمال ودعم مشاريع الرقمنة. لكن هناك تحديات كبيرة لا تظهر فقط في البلدان التي لا تتوفر على بنى تحتية خاصة لتطوير الانترنت، بل كذلك في بلدان غربية متطورة ومنها ألمانيا.
في ألمانيا، أُطلقت هذه الخدمة عام 2019، ولكن لحد الآن لم تصل بعد لانتشار واسع في عموم البلاد. بناءً على تقرير من الشركة العالمية opensignal، فأكبر نسبة ارتباط (مدى توافر هذه الخدمة) لزبائن شركات الاتصالات بشبكة 5G في ألمانيا كانت في مدينة نورنبرغ، في جنوب البلاد، بـ22,1 بالمئة، بينما أضعف نسبة ارتباط كانت في دريسدن، شرقي البلاد بـ11,3 بالمئة.
تطوّر شبكة الجيل الخامس 5G ليس بالوتيرة نفسها في عموم ألمانيا، هناك مدن شهدت بين سنتين تطورا للخدمة بنسبة 12,4 بالمئة كما جرى في مدينة دوسلدورف غرب البلاد وأخرى أقل من ذلك. كما أن التطور لا يستمر بشكل تصاعدي، إذ إن هناك فقط مدينتين تطوّرت فيهما الشبكة بين نهاية 2021 ومنتصف 2022، هما برلين ودوسلدورف.
كما أن توافر الخدمة لا يعني يالضرورة سرعة تحميل كبيرة. مدينتان في ألمانيا هما بون و نورنبرغ شهدتا سرعة تحميل تتجاوز 200 ميغابايت في الثانية، والبقية بين 199 و137 ميغابايت في الثانية.
وعانت ألمانيا وفق التقرير من عدم توافق التجهيزات الخاصة بالانترنت مع نطاق التردد (3.5 غيغاهرتز) الذي تحتاجه شبكة 5G لتوفير الانترنت السريع، مقارنة مع شبكة الجيل الرابع المنتشرة حاليا في البلد.
كما أن هناك المعيقات التقليدية أيضا، مثل البيروقراطية والتفاوض مع ملاك العقارات والتوقيع على العقود وكذلك تفاوت التشريعات بين الولايات. لكن مع ذلك، يبين التقرير أن استراتيجية “غيغا بايت” التي أعلنتها مؤخرا وزارة النقل الاتحادية الخاصة بالشؤون الرقمية، من شأنها تسهيل نمو شبكة 5G في ألمانيا.
ماذا عن الدول العربية؟ ألمانيا ليست من الدول الـ15 الأولى عالميا في سرعة التحميل الخاصة بشبكة 5G ما بين مارس/ آذار ومايو/ أيار 2022، ففي تقرير آخر نشرته opensignal أول دولة هي كوريا الجنوبية بسرعة تحميل تصل إلى 432.7 ميغابايت، متبوعة بماليزيا والسويد وبلغاريا وكلهم ما بين 399 و300 ميغابايت.
ترتيب الدول العربية جيد جدا قياساً على الدول الخليجية. الإمارات حلت في المركز الخامس عالمياً بسرعة 315,9 ميغا بايت، وقطر في المركز السابع بـ275,9 ميغا بايت، ثم الكويت في المركز التاسع بـ267,6 ميغا بايت، ثم السعودية في المركز 14 بـ237,9 ميغا بايت.
وانطلقت التجربة في الخليج عام 2017 من الإمارات، وهو العام ذاته الذي شهد انطلاق التجارب الأولى للشبكة في العالم، ثم أضحت شركة “أوريدو” في قطر أول شركة في العالم تطلق الخدمة بشكل تجاري، بينما السعودية أول دولة عربية تعمم الخدمة على أكبر عدد من المدن، بتغطية 20 مدينة عام 2019 في أفق انتشارها في 71 مدينة.
لكن هناك دول عربية لم تطلق هذه الخدمة بعد. ففي المغرب، هناك توقعات بإطلاقها عام 2023، وهناك مواقع تشير إلى أن الانطلاق قد يتأخر لعام 2024 أو حتى العام الموالي، بما أن منح الرخص لن يتم إلا نهاية 2022 حسب ما يذكره موقع ميديا 24، رغم أن أولى التجارب بدأت عام 2019.
مصر بدورها لم تطلق الخدمة بعد، ولا يوجد أجل واضح لانطلاقها في القريب العاجل خصوصا مع ما تحتاجه من استثمار في البنية التحتية. الجزائر أعلنت عن دراسات للتخطيط لإطلاق الخدمة دون تاريخ واضح يلوح في الأفق، فيما منح الأردن مؤخراً تراخيص لشركتين من أجل إطلاق الخدمة على أبعد تقدير العام القادم.
وما يعيق انتشار الخدمة عربياهو أن التجهيزات الحالية في أكثر من بلد لا تتيح حتى انتشاراً أفضل لخدمة الجيل الرابع، وهناك شكاوى كثيرة تخصّ ضعف سرعة الانترنت، خصوصا في الضواحي والقرى، حيث تعاني عدة مناطق من ضعف ملحوظ حتى في شبكات الاتصال الهاتفي.
ويبلغ معدل انتشار الانترنت عربيا 70 بالمئة حسب آخر أرقام الاتحاد الدولي للاتصالات، ومن المفارقات، وجود دول عربية في قائمة الانترنت الأسرع في العالم، بينما تعاني أخرى لتوفير الجيل الرابع من الانترنت كما عليه الحال في اليمن.
صحة الإنسان في خطر
الخوف من تأثير إشعاع الهاتف الخلوي وتأثيره على جسم الإنسان ليس بالأمر الجديد. لكن مع اقتراب دخول الجيل الخامس للإنترنت المحمول “5G” الخدمة، تزداد حدة هذه المخاوف. فهل تشكل هذه التكنولوجيا الجديدة خطراً على صحة الإنسان؟
يُتوقع قريباً العمل بالجيل الخامس للإنترنت المحمول “5G” في أرجاء متفرقة حول العالم. وبينما يود الجميع الاستفادة من هذه الخدمة للحصول على إنترنت سريع، يتساءل البعض الآخر عما إذا ستأتي التكنولوجيا الجديدة على حساب الصحة.
ما المقصود بالجيل الخامس؟ سيستخدم الجيل الخامس لشبكات الخلوي ترددات عالية. كما أن النطاق سيكون موسعاً، إذ يمكن للمستخدمين نقل سعة بيانات أكبر بعدة مرات من المتوفر حالياً وأسرع من معايير الهواتف المحمولة القديمة، وبمعدلات تصل إلى 10 جيجابايت في الثانية.
وتتوقع شركة الاتصالات السويدية العملاقة “إريكسون” أنه بحلول عام 2024، سوف يستخدم أكثر من 40 في المائة من سكان العالم تكنولوجيا الجيل الخامس.
بيد أن إمداد شبكات الجيل الخامس لشبكات الخلوي فائقة السرعة أمر معقد بسبب موجات المليمتر القصيرة، وهو ما يتطلب وجود أجهزة تقوية البث اللاسلكي في عدة أماكن. لذلك يجب علينا أن نكون مستعدين لحقيقة أنه فضلاً عن أبراج الشبكات الموزعة بالفعل في جميع أنحاء البلاد، سيكون من الضروري أيضاً تركيب هوائيات لتقوية الإشارة، من أجل ضمان عمل شبكات الجيل الخامس. هذه الهوائيات سيتم تثبيتها بكثرة في الشوارع وعدة أماكن أخرى، ما يعني صعوبة تجنب تأثير الأشعة الدائمة الناتجة عنها.
سبب للقلق؟ مؤخراً، وقع حوالي 250 عالماً من جميع أنحاء العالم على عريضة إلى الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية حذروا فيها من أن الأجهزة الباعثة للإشعاع، على غرار الهواتف النقالة وأجهزة البث، يمكن أن ترفع من خطر الإصابة بالسرطان.
وأظهرت عدة دراسات سابقة على الأجيال الثاني والثالث والرابع لشبكات الخلوي أن المجالات الكهرومغناطيسية يمكن لها أن تترك آثاراً على جسم الإنسان تشبه الإجهاد، وتتسبب في تلف الحيوانات المنوية وآثار عصبية ونفسية. ويرى العلماء أن ضرر هذه التكنولوجيا لا يقتصر فقط على الناس، بل يمتد أيضاً إلى الحيوانات والنباتات.
وتشير سارة درايسن من جامعة “آخن” الألمانية إلى أن دراسة أمريكية سابقة كشفت عن صلة واضحة بين المجالات الكهرومغناطيسية والإصابة بمرض السرطان لدى الفئران، فقد تم وضع هذه الحيوانات في مجالات كهرومغناطيسية تسع ساعات في اليوم وعلى مدار 24 شهراً، وأضافت أن الخبراء لاحظوا تغييرات في الجهاز العصبي والدماغ والقلب لدى الفئران.
وتقول درايسن في حديثها لـDW أنه “عندما يتم استخدام مجالات كهرومغناطيسية عالية التردد في الجيل الخامس لشبكات الخلوي، فإن الوضع يبدو أسوأ بكثير من ترددات الهاتف المحمول المعروف حالياً”، فيما يحذر بعض العلماء من خطورة ذلك على الأطفال بشكل خاص، لأن جماجم الأطفال وسمكها في تلك المرحلة العمرية يؤدي إلى تعرضهم للإشعاع بدرجة عالية جداً.
ما العمل؟ طلب المكتب الاتحادي الألماني للوقاية من الإشعاع إجراء فحص شامل للمخاطر الصحية لتكنولوجيا الجيل الخامس. واستخدمت السلطات الثلاثاء الماضي (19 مارس/ آذار 2019) مزاد تراخيص الجيل الخامس لشبكات الخلوي من أجل تقديم المشورة للمستهلكين حول كيفية حماية أنفسهم من إشعاعاتها.
وقال المكتب الاتحادي للوقاية من الإشعاع: “مع زيادة سعة نقل البيانات، يجب تقليل التعرض للإشعاع عند الاتصال الهاتفي وتصفح الإنترنت بأكبر قدر ممكن”. وتابع أن على من يملك خط اتصال أرضي أن يستخدمه لإجراء مكالمات هاتفية. وأضاف المكتب أنه يفضل استخدام الهاتف المحمول لأقل وقت ممكن، والاستعانة بالرسائل النصية عوضاً عن التحدث عبر الهاتف.
5 مغالطات حول تكنولوجيا الجيل الخامس يجب أن تتوقف عن تصديقها
على غرار الادعاءات حول المخاطر الصحية المحتملة لتقنية الجيل الخامس، هناك العديد من الأساطير الشائعة الأخرى حول هذا الموضوع أيضا. فيما يلي بعض أكثرها شيوعا بدون ترتيب.
1. تهدف تقنية الجيل الخامس إلى جعل الهواتف الذكية أسرع، تقنية الجيل الخامس أسرع بحوالي 100 مرة من شبكات “4 جي” (4G)؛ لذلك سيكون لها تأثيرات واسعة النطاق على العديد من الصناعات، لا الهواتف الذكية فقط، فبمجرد طرحها، ستعمل تقنية الجيل الخامس على زيادة فعالية إنترنت الأشياء والسيارات ذاتية القيادة والروبوتات بشكل كبير، على سبيل المثال، باستخدام الجيل الخامس، يمكن للروبوتات الوصول إلى إمكاناتها الكاملة في التصنيع والخدمات الأخرى مثل الضيافة.
2. الجيل الخامس يعني بيانات أكثر، في حين أن هناك بعض الحقيقة في هذا، كما رأينا، فإن فائدة الجيل الخامس الحقيقية هي انخفاض زمن الوصول. بمعنى آخر، لا يتعلق الأمر فقط بكمية البيانات التي تنقلها (النطاق الترددي) في أي وقت؛ لكن أيضا بالسرعة التي يمكنك القيام بها، بمجرد نشرها بالكامل، ستكون تقنية الجيل الخامس عاملا مغيرا للعديد من الصناعات، ويجب أن تسمح بنقل البيانات شبه الفوري بوضوح (اعتمادا على حجم البيانات). على سبيل المثال، يمكن أن تساعد الأطباء في إجراء الجراحة عن بعد باستخدام الروبوتات الجراحية.
3. ستؤثر تقنية الجيل الخامس على صناعة الاتصالات فقط، تأثير تقنية الجيل الخامس لن يكون فقط على صناعة الاتصالات، فمن المحتمل أن تشق طريقها في العديد من الصناعات الأخرى، مثل الترفيه والزراعة. على سبيل المثال، يمكن استخدام الجيل الخامس للتواصل شبه الفوري بين الأجهزة الزراعية المختلفة. سيسمح ذلك لمشغل واحد بتشغيل أشياء مختلفة عن بعد مثل الحصادات وغير ذلك الكثير.
4. سيحل الجيل الخامس محل الجيل الرابع بالكامل، من الناحية النظرية، نعم، يمكن أن تحل محل الجيل الرابع تماما؛ لكن هذا ليس صحيحا بالضرورة. إذا حدث ذلك، يعتقد معظم المحللين أن هناك عقودا من الزمن قبل أن ينقرض الجيل الرابع، ويرجع ذلك أساسا إلى أن الجيل الخامس يتطلب بنية تحتية جديدة ليتم بناؤه، الأمر الذي سيستغرق سنوات عديدة.
5. سيكون متوفرا للجميع قريبا، إذا كنت تعيش أو تعمل، في مناطق معينة من المدن الكبرى، فهذا صحيح نوعا ما؛ ولكن بالنسبة لأي شخص آخر، خاصة في المناطق النائية من العالم، سوف يمر بعض الوقت قبل وصول الجيل الخامس إليها.
لماذا حذرت شركات الطيران من شبكات الجيل الخامس؟
تخشى شركات الطيران من تداخل إشارات شبكات الجيل الخامس مع أجهزة الملاحة، وتحديد الارتفاع أثناء عمليات الهبوط، حذرت أكبر 10 شركات طيران أمريكية، من أن تشغيل شبكات الجيل الخامس، للهواتف المحمولة، والتي ينتظر تشغيلها الأربعاء، سوف يسبب “تخريبا ضخما” لرحلاتها”، وأشارت هذه الشركات إلى أن تشغيل الخدمة، سوف يسبب “مصيبة اقتصادية يمكن تفاديها بشكل كامل”، وتخشى شركات الطيران، من تداخل إشارات شبكات الجيل الخامس 5G، التي تستخدم حيز التردد “سي” لموجات الراديو، مع موجات التردد المستخدمة في أجهزة الملاحة الجوية، خاصة أثناء الظروف الجوية السيئة، وجاء ذلك في رسالة مشتركة أرسلتها هذه الشركات، لهيئة الطيران الاتحادي الأمريكية، وجاء في الخطاب “نحن بحاجة ماسة لتدخل عاجل، لتجنب خلل عملياتي قد يؤثر على المسافرين، وسلاسل الشحن وإمدادات الأدوية والمنتجات الطبية، بما فيها اللقاحات”.
واطلعت بي بي سي على الرسالة الموجهة لعدد من المسؤولين منهم وزير النقل، بيت باتيغيغ، ورئيس هيئة الطيران الاتحادي الأمريكية، وعلمت بي بي سي أن مفاوضات تجري حالياً على أعلى مستوى في الإدارة الأمريكية، بخصوص ما وصف بأنه “موقف شديد التعقيد”، وتطالب شركات الطيران بإبعاد شبكات الجيل الخامس لنحو “ثلاثة كيلومترات، عن مدارج المطارات التي ستتأثر بها، حسب ضوابط أصدرتها هيئة الطيران الاتحادي” قبل تدشين الخدمة، وجاء في الخطاب “نطالب هيئة الطيران الاتحادي، بتحديد مواقع الأبراج الخاصة بشبكة الجيل الخامس، القريبة من المطارات، والمدارج، والتي ستكون بحاجة للنقل إلى مسافة أبعد، لتأمين السلامة للركاب، وتجنب تخريب الرحلات”.
وكانت شركتا “إيرباص” و”بوينغ” قد حذرتا من مخاطر الشبكة على رحلات الطيران قبل أسابيع في بيان مشترك نادر، وقالت الشركات العشرة في رسالتها، إن “شركات تصنيع الطائرات أعلمتنا أن جزءاً كبيراً من أسطول الطيران العامل حالياً، قد يصبح خارج الخدمة”، وواصلت “إضافة لهذه الفوضى على المستوى المحلي، يمكن لنقص الطائرات التأثير على الرحلات، وترك عشرات الآلاف من الأمريكيين، عالقين في مختلف دول العالم”.
وأعلنت هيئة الطيران الاتحادي الأمريكية، التي تشرف على سلامة رحلات الطيران والنقل الجوي، في الولايات المتحدة، أن “نحو 45 في المائة من أسطول النقل التجاري الأمريكي، سيضطر لإجراء عمليات الهبوط إلى المدارج وسط ظروف رؤية ضعيفة، في المطارات التي تجاورها أبراج شبكات الجيل الخامس”، وأضافت الهيئة أنها رخصت بتركيب “جهازي اتصال بشبكات الراديو، لتحديد الارتفاع، في عدد من طائرات شركتي بوينغ، وإيرباص، لكن رغم ذلك قد تتأثر بعض الرحلات في بعض المطارات”، وأشارت الهيئة إلى أنها ستبقى على تواصل مع الشركات المصنعة للطائرات، لمعرفة كيفية عمل آلات تحديد الارتفاع، والمواقع، خلال الرحلات، وكيفية تجنب تأثرها بشبكات الجيل الخامس، واستثمرت شركات الاتصالات الأمريكية مليارات الدولارات في تطوير شبكات خدمات المحمول، والإنترنت، المتوافقة مع الجيل الخامس، الذي يتسم بسرعة أعلى، واتصال أوسع.
وتأخر عمل الشبكة عدة مرات، بسبب المخاوف التي أثارتها شركات الطيران، وبالتالي أجل تدشين شبكات الجيل الخامس، من نهاية العام الماضي، إلى مطلع الشهر الجاري، ثم مرة أخرى إلى الأربعاء، وقد يؤجل مرة أخرى، وكان الاتحاد التجاري لقطاع الاتصالات اللاسلكية في الولايات المتحدة – المعروف باسم CTIA – قد قال إن شبكات الجيل الخامس آمنة، متهماً قطاع الطيران بإثارة مخاوف وتشويه حقائق.
وقالت المديرة التنفيذية للاتحاد، ميرديث أتويل بيكر، الشهر الماضي في تدوينة إن: “التأخير سوف يسبب ضرراً حقيقياً. تأجيل الطرح سنة واحدة سيسبب خسارة قدرها 50 مليار دولار في النمو الاقتصادي، في وقت يتعافى فيه بلدنا من آثار الجائحة”.
كيف تغيّر مستقبل الاتصالات؟
مر نحو عقد من الزمان منذ بدأ الحديث عن تقنية الجيل الخامس التي أصبحت الآن حقيقة واقعة. وبدأت شركات الاتصالات اللاسلكية، لاسيما في الولايات المتحدة، في الاستعداد لطرح التقنية منذ عدة سنوات، ليصبح الوصول إلى الإنترنت عبر الهواتف المحمولة بشبكات الجيل الخامس متاحة على نطاق واسع، ولكن ما هي تقنية «فايف جي 5G»، وكيف ستغير ملامح الحياة في المستقبل القريب؟
قدم موقع «Digital Trends» الإجابات عن هذا السؤال، والعديد من الأسئلة الأخرى التي قد تدور ببالك حول أحدث شبكة للهاتف المحمول في العالم.
ما هي تقنية 5G؟ تعتبر الجيل الخامس التقنية الأحدث من شبكات الجيل الرابع «4G LTE» والتي ستمكن المستخدم من التمتع بسرعات تنزيل وتحميل أسرع كثيراً، مع مستوى كمون منخفض، وهو ما يعني تخفيض الوقت الذي تستغرقه الأجهزة للاتصال بالشبكات اللاسلكية بشكل كبير.
وتعد شبكات 5G أكثر كفاءة بطبيعتها، حيث تتعامل مع المزيد من الاتصالات لكل برج لتوفر سرعات أعلى لكل مستخدم. وقد صُممت أيضاً للعمل عبر نطاق أوسع من ترددات الراديو اللاسلكية (RF)، ما يفتح إمكانيات جديدة في نطاقات الموجات المليمترية العالية للغاية لشركات الاتصالات لتوسيع شبكاتها. ونظراً لأن التقنية جديدة تماماً، فإنها ستعمل على ترددات وأنظمة حديثة، بما يعني أن الهواتف العاملة بتقنية الجيل الرابع 4G ستكون غير متوافقة مع شبكة الجيل الخامس 5G الجديدة.
كيف تطورت شبكة 5G؟ بدأ نشر شبكات الجيل الخامس بشكل جدي في عام 2019، إلا أنه تم وضع أساسها قبل ذلك بعدة سنوات. ومن الواضح أن التقنية لم تصل بعد إلى مستوى تشبع السوق بشكل إجمالي، أو حتى إنها لا تمثل غالبية حركة مرور الهاتف المحمول حتى الآن. ولكن بالنظر إلى تاريخ طرح شبكات الجيل الرابع، يمكننا أخذ فكرة عن المدة التي سوف يستغرقها لتحقق ذلك، فقد تم نشر شبكة الجيل الرابع «4G LTE» تجارياً لأول مرة في عام 2009، ولم يتم نشرها في الولايات المتحدة حتى نهاية عام 2010، بل استغرق الأمر حتى عام 2013 حتى أصبح الجيل الرابع منتشراً حقاً في العديد من الدول، وأصبح مُهيمناً على شبكات الجيل الثالث القديمة.
وإذا اتبعنا جدولاً زمنياً مُشابهاً، قد ننتظر حتى أواخر عام 2022 أو حتى 2023 حتى تصبح شبكة الجيل الخامس هي الشبكة المهيمنة في غالبية دول العالم، وسيكون ذلك بسبب العقبات نفسها التي واجهت 4G، مثل أنها تعمل على طيف جديد بتقنيات جديدة مطلوبة على كل من الشبكة ونهايات الجهاز.
كيف تعمل تقنية 5G؟ تماماً مثل شبكة «4G LTE»، تعمل تقنية 5G على نطاق واسع من حصص الطيف اللاسلكي، غير أن لديها القدرة على العمل على نطاق أوسع من الشبكات الحالية. ويُطلق على الشكل الأكثر شيوعاً لاستخدام شبكة ال5G اسم «Sub-6»، وكذلك «mmWave».
ويشير «Sub-6» إلى شبكة جيل خامس تعمل بتردد أقل من 6 جيجاهرتز، حيث تمتلك جميع شركات الاتصالات شكلاً من أشكال شبكات «Sub-6»، ويرجع ذلك إلى أن شبكة«4G LTE» تعمل حالياً على هذه الترددات المنخفضة.
ويعتبر طيف «Sub-6» مهماً بشكل لا يصدق في إطلاق شبكة الجيل الخامس، لأن هذه الموجات الراديوية ذات التردد المنخفض يمكن أن تنتقل لمسافات طويلة تخترق الجدران والحواجز، مما يعني أن شركات الاتصالات يمكنها نشر شبكات أكبر بكثير دون الحاجة إلى بناء عدد كبير من الأبراج الخلوية الجديدة.
أما مصطلح «mmWave» فيعني الموجة المليمترية، والتي تشير إلى موجات الراديو فائقة التردد، والتي تتراوح بين 30 جيجاهرتز و300 جيجاهرتز، وتُستخدم لزيادة سرعة اتصالات الجيل الخامس، مع توفير سرعات تنزيل فائقة السرعة قد تصل إلى عدة جيجابت في الثانية.
ما هي سرعة 5G؟ ستوفر شبكة 5G سرعات بيانات أسرع بشكل ملحوظ، حيث قد تصل معدلات ذروة البيانات إلى 20 جيجابت في الثانية للوصلة الهابطة و10 جيجابت في الثانية للوصلة الصاعدة. ولكن يجب الوضع في الاعتبار أن هذه السرعة التي يتشاركها جميع المستخدمين في الخلية، ولكنها تعتبر سرعة عالية.
ورغم ذلك، فإن السرعات الفعلية لن تكون هي نفسها، حيث ستتطلب المواصفات سرعات تنزيل للمستخدم تبلغ 100 ميجابت في الثانية وسرعات تحميل تبلغ 50 ميجابت في الثانية.
و يجب أن تكون واجهات اللاسلكي موفرة للطاقة عند الاستخدام، وأن تسقط في وضع الطاقة المنخفضة عندما لا تكون قيد الاستخدام، أي يجب أن تكون موجات اللاسلكي قادرة على التحول إلى حالة طاقة منخفضة في غضون 10 مللي ثانية عندما لا تكون قيد الاستخدام في الوضع المثالي.
وعلى أرض الواقع، ستختلف سرعات شبكة الجيل الخامس الفعلية على نطاق واسع، ففي العديد من المناطق، سيكون إنترنت ال 5G بطيئاً أو أبطأ أحياناً من شبكة الجيل الرابع 4G LTE. ويرجع ذلك عادةً إلى توفر الطيف المحدود، حيث تحاول شركات النقل استخدام جزء واحد من موجات اللاسلكي لدعم شبكات 4G الحالية وشبكات 5G الجديدة في وقت واحد.
أين تتوفر تغطية 5G الآن؟ إذا كنت تعيش في منطقة مأهولة نسبياً، فإن شركة واحدة على الأقل، ربما جميع شركات الاتصالات الكبرى، ستقدم بالفعل تغطية الجيل الخامس. وقامت شركات توفير خدمات الاتصالات الرئيسية في الولايات المتحدة «T-Mobile» و«AT&T» و«Verizon» بإطلاق ما يسمى بشبكاتها «على الصعيد الوطني» باستخدام شبكة الجيل الخامس «Sub-6».
وتعمل جميع شركات النقل الأميركية الكبرى بجهد كبير لبناء شبكات الجيل الخامس، إلا أن انتشارها في جميع أنحاء البلاد سيستغرق عدة سنوات.
ومن الجدير بالذكر أن كل شركة اتصالات لديها استراتيجية مختلفة لنشر تقنية الجيل الخامس، بما يعني أن تجربة ال 5G قد تختلف اختلافاً كبيراً اعتماداً على شركة الاتصالات التي يتعامل معها المستخدم.
الفوائد المحتملة لشبكة 5G هناك العديد من الفوائد المحتملة لشبكات الجيل الخامس التي تثير الحماس وتتجاوز مجرد الاتصالات المتنقلة. وعلى المدى القصير، من المحتمل زيادة سرعاتك في تنزيل مقاطع الفيديو والتطبيقات أو ممارسة الألعاب. أما على المدى الطويل، مثلما حدث عند تشغيل شبكات الجيل الرابع، يمكن أن تفرز شبكات الجيل الخامس العديد من الصناعات الجديدة والاستخدامات المستقبلية المتوقعة، مثل تحسين النطاق العريض المنزلي والاتصال اللاسلكي، والمركبات ذاتية القيادة التي ستتواصل مع المركبات الأخرى على الطريق وتوفر للسائقين معلومات حول ظروف الطريق وغيرها، والسلامة العامة والبنية التحتية، حيث ستسمح شبكة الجيل الخامس للمدن والبلديات وشركات المرافق والخدمات بالعمل بكفاءة أكبر.
كما توفر تقنية الجيل الخامس إمكانية التحكم عن بعد في الآلات الثقيلة، بما سيقلل المخاطر في البيئات الخطرة وسيسمح أيضًا للفنيين ذوي المهارات المتخصصة بالتحكم في الآلات من أي مكان في العالم.
ويمكن لشبكة الجيل الخامس أن تُغير قطاع الرعاية الصحية بشكل جوهري، نظرًا لأنها ستقلل زمن انتقال الشبكة بشكل أكبر من شبكة الجيل الرابع، بما سيؤدي لتحسينات في تشخيص الأمراض وعلاجها عن بعد والعلاج الطبيعي عبر الواقع المعزز والجراحة الدقيقة وحتى الجراحة عن بُعد في السنوات القادمة.
إضافة إلى أنه سيمكن للمستشفيات إنشاء شبكات استشعار ضخمة لمراقبة المرضى، وسيتمكن الأطباء من وصف حبوب ذكية لتتبع الامتثال لأوامر الأطباء، ويُمكن لشركات التأمين حتى مراقبة المشتركين لتحديد العلاجات والعمليات المناسبة.
هل تقنية 5G آمنة؟ لا تشكل الشبكة الحديثة خطراً على صحتك. ورغم المخاوف من تأثيرات موجات اللاسلكية على الإنسان المثارة منذ سنوات حتى الآن، لكنه لا يوجد أي دليل حتى الآن يشير إلى أنها في الواقع ضارة بصحة الإنسان، وسط العديد من نظريات المؤامرة حول تقنية الجيل الخامس. وفي الواقع، لا تختلف الموجات اللاسلكية الخاصة بشبكات الجيل الخامس اختلافاً جوهرياً عن الموجات التي نعيش معها منذ عقود في العصر الحالي.
أفضل هواتف 5G متاحة الآن على الرغم من أن تقنية 5G ستغير بلا شك الطريقة التي نتفاعل بها مع بعضنا البعض، والطريقة التي نتعامل بها مع الوسائط المختلفة، فإن التغيير لن يحدث بين عشية وضحاها. وسوف تمر بضع سنوات قبل أن يتم تشغيل شبكات الجيل الخامس بسلاسة في جميع أنحاء العالم. لهذا السبب، لا يوصي الخبراء بالإسراع لشراء هاتف لمجرد أنه يحتوي على خاصية ال 5G فقط، بل يجب مراعاة مواصفات وخصائص الهاتف لأسباب أخرى، بجانب أنه يدعم التقنية المستقبلية، وعلى كل حال، من المرجح أن تدعم معظم الهواتف الحديثة شبكة الجيل الخامس.
هل يمكنك استخدام 5G للإنترنت المنزلي؟ في ظل إمكانياتها الموعودة من السرعات المذهلة ومستوى الكمون المنخفض، قد تبدو تقنية الجيل الخامس بديلاً محتملاً جيداً للشبكة اللاسلكية المنزلية، لا سيما في المناطق الريفية، حيث يصعب الحصول على الإنترنت السلكي السريع، ويكون البديل الآخر الوحيد غالباً هو الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
أسباب عدم النجاح لحد الان؟
رغم تسويقها باعتبارها مستقبل الاتصالات، لم تولد شبكة الجيل الخامس العوائد المتوقعة منها: استثمرت أكبر ثلاث شركات اتصالات أمريكية (فيرايزون وتي موبايل وأيه تي أند تي) أكثر من 100 مليار دولار في تكنولوجيا الجيل الخامس (5G) العام الماضي، لكنها لم تدر سوى القليل من الأرباح، وفقا لبلومبرج. وفي ظل تشجيع الحكومات وصناع السياسات في العالم للاستثمار في هذه التكنولوجيا على أمل تعزيز صناعات التكنولوجيا الفائقة، فإن الأرباح الضئيلة تثير مخاوف من أن التحول إلى الجيل الخامس لن يكون له تبعات ربحية أعلى.
هل الأمر يستحق أصلا؟ التوقعات تشير إلى هذا، فالتأثير الاقتصادي الكامل لطرح شبكة الجيل الخامس في جميع أنحاء العالم يمكن أن يتيح ما يصل إلى 13.1 تريليون دولار من السلع والخدمات، ويضيف ما يصل إلى 22.8 مليون وظيفة بحلول عام 2035، بحسب دراسة أجرتها شركة كوالكوم. لكن من أجل الوصول إلى هذا، على العالم أن يدفع فاتورة تتراوح بين 700-900 مليار دولار، طبقا لتقرير صادر عن ماكينزي.
لماذا ترتفع التوقعات لهذه الدرجة؟ الهدف من شبكة 5G هو رفع سرعات الإنترنت وتقليل زمن التحميل بشكل ملحوظ. لكن الجيل الخامس شبكة تحددها البرامج، مما يعني أنها ستقلل من الاعتماد على الكابلات من خلال العمل عبر الكلاود. ومن المتوقع أن تكون سعتها أكبر 100 مرة من شبكة الجيل الرابع، مما يحسن سرعات الإنترنت بشكل كبير، وفقا لشبكة سي إن بي سي (شاهد: 05:13 دقيقة). الوقت الذي تستغرقه المواقع للتحميل سيتقلص أيضا مع 5G، إذ تصل إلى 0.001 ثانية أو 400 مرة أسرع من غمضة عين. ويعد هذا تحديثا مهما بالذات في ما يتعلق بالسيارات ذاتية القيادة والأجهزة الطبية والمنازل الذكية والعمليات الصناعية والآلات الزراعية.
ليست هناك حاجة بعد: الاستخدامات السائدة الحالية للإنترنت، مثل مشاهدة مقاطع الفيديو عالية الجودة والألعاب، غالبا ما تعمل بشكل جيد في ظل سرعات الجيل الرابع العادية. هذا يعني أن مستخدمي الإنترنت غالبا ما يكونون غير مهتمين بدفع أموال أكثر في شبكة الجيل الخامس، خاصة بالتكلفة الحالية، وفقا لصحيفة وول ستريت.
شبكة الجيل الخامس مكلف للغاية: في حين أن شبكات الجيل الثالث والرابع كان من الأسهل نشرهما حيث يمكن تثبيتها على الترددات الحالية، تحتاج شبكة الجيل الخامس إلى نطاق ترددي أعلى بكثير مما يتطلب إنشاء بنية تحتية جديدة تماما.
المشكلات الفنية مستمرة: صناعة الطيران من المعارضين الرئيسيين لإطلاق شبكات الجيل الخامس، وكانت صريحة بشأن المخاوف من أن الشبكة يمكن أن تتداخل مع رادارات الطائرات الرئيسية. في الولايات المتحدة، دفعت مخاوف السلامة هيئة تنظيم الطيران الفيدرالية في البلاد إلى التحذير من أنها قد تحظر عمليات الهبوط منخفضة الرؤية بالقرب من إشارات الجيل الخامس، وهي خطوة يمكن أن تعطل ما يصل إلى 350 ألف رحلة طيران سنويا وتكلف الصناعة ما يصل إلى 2.1 مليار دولار.
ومع ذلك، فإن شركات الاتصالات تؤمن بمبدأ “اصنعها وسيأتي الزبون”: في حين أن العديد من استخدامات الجيل الخامس مثل تطبيقات إنترنت الإشياء ليست منتشرة بعد، مع وجود القليل من الشركات التي تقدم هذا النوع المتقدم من الخدمات اللاسلكية، يؤكد المؤمنون بتلك التكنولوجيا أن الطفرة قادمة، ولكن سيستغرق الأمر فقط عدة سنوات لتتحول إلى واقع.
وحتى إن جاءت الطفرة، فإن شركات الاتصالات ليست هي من سيجني الثمار. شركات التكنولوجيا العملاقة مثل جوجل وأمازون ومايكروسوفت وفيسبوك وأبل تعمل على ابتكار منتجات وخدمات جديدة مصممة لشبكات الجيل الخامس، والتي قد تدر عليها أرباحا أكثر بكثير من الأرباح التي ستجنيها شركات الاتصالات التي أطلقت تلك التكنولوجيا. تتميز جميع أجهزة أبل الجديدة بتبني تقنية الجيل الخامس، وأطلقت جوجل أيضا هواتف ذكية تتصل بشبكة الجيل الخامس. وأثبتت جهود تلك الشركات نجاحها حتى الآن، إذ تجاوزت مبيعات الهواتف التي تتضمن تقنية الجيل الخامس تلك التي تتبنى تقنية الجيل الرابع للمرة الأولى في عام 2021، حتى في الأسواق التي لم تنشر فيها تقنية الجيل الخامس بعد، حسبما يذكر تقرير لموقع لايف مينت. وفي الوقت نفسه، تصمم أمازون ومايكروسوفت أجهزة جديدة مصممة لخدمات إنترنت الأِشياء للمنازل وللصناعات التي تحتاج إلى تكنولوجيا الجيل الخامس، كما أخذت فيسبوك على عاتقها تجربة وتطوير البنية التحتية اللازمة لذلك، بالتعاون مع شركاء مثل مارفل تكنولوجي جروب.
إذا لم تستطع هزيمتهم، انضم إليهم: شركات الاتصالات مثل أيه تي أند تي تتعاون مع عمالقة التكنولوجيا، وتشارك مايكروسوفت وأمازون لإنشاء شركات في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس أثبتت جدواها المادية لكل الأطراف. وتعرض شركات الاتصالات تزويد شركات التكنولوجيا بقائمة من الخدمات بما في ذلك الصوت والبيانات وإدارة الشبكة والأمن السيبراني، حسبما يوضح الخبير بقطاع الاتصالات بيتر سوبينو لصحيفة وول ستريت جورنال. ويضيف سوبينو أن ذلك قد يشهد تحول شركات الاتصالات إلى مورد لسعات الشبكات وخدمات الاتصالات للشركات التكنولوجية العملاقة.
.
رابط المصدر: