تدخل حرب الدولة الإسلامية ضد طالبان سنتها السادسة بمرحلة جديدة بعد انسحاب أميركا من أفغانستان، ويشير تفجير مطار كابل في 26 آب/أغسطس، فضلاً عن سلسلة من الهجمات التي حصلت مؤخراً ضد طالبان في مقاطعة «ننكرهار» إلى أنَّ هذه المرحلة الجديدة ستكون مرحلة دموية، والأسوأ من ذلك أنَّ تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان يتمتَّع الآن بعددٍ من الأفضليات الجديدة التي سيصعب على طالبان التغلُّب عليها.
صُمِّمَ هجوم مطار كابول؛ لتسليط الضوء ولفت الأنظار الإقليمية والدولية، ولاستعراض قدرات تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان عن طريق استهداف الأفراد الأمريكيِّين، وتقويض شرعية طالبان في نظر الأفغان والعالم، وردَّت الولايات المتحدة بضربة جوية خاطئة على نشطاء إرهابيين مزعومين، والتي لم تساعد إلَّا في تسهيل «بروباجندا» الدولة الإسلامية في أفغانستان وصدق رسالتها، ومن ناحية أخرى فإنَّ هجمات «ننكرهار» هي استئناف للاشتباكات المباشرة بين تنظيم الدولة الإسلامية وحركة طالبان الأفغانية، ونظراً لاتفاق سلام طالبان مع الولايات المتحدة والانتقال إلى كيانٍ سياسيٍّ شرعيٍّ، فإنَّ الدولة الإسلامية في أفغانستان عندها الآن الفرصة لاتهام طالبان ليس فقط على أنَّها غير شرعية بسبب صلاتها بالدولة الباكستانية ولكن أيضاً لأنَّه متعاوناً غير كُفءٍ مع الغرب -غير قادر على توفير الأمن والحكم للشعب الأفغاني-، كما استفاد تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان من فرار الآلاف من أعضائه مؤخراً من السجن، وهي في وضع جيد لاستغلال التوترات بين صفوف طالبان، الذين ينتمون إلى المذهب الحنفي للإسلام، والأفغان الذين يلتزمون بالفكر السلفية، والتي يُشار إليها أيضاً باسم الوهابية، فضلاً عن ذلك فقد ركَّز تنظيم الدولة الإسلامية على الحفاظ على شبكته من خلايا الهجوم الحضرية في أفغانستان والتحالفات العملياتية مع الجماعات الجهادية الإقليمية الأخرى، وباختصار حينما ضُعِّفَ تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان بصورة كبيرة في السنوات السابقة بسبب فقدان الأراضي والمقاتلين والقيادة، فإنَّ عندها العديد من العوامل التي تصب في صالحها أيضاً.
لقراءة المزيد اضغط هنا
.
رابط المصدر: