مازن صاحب
في كل عام تأتي أيام عاشوراء لتؤكد وجدانا شعبيا يستلهم من ابي الاحرار الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام تلك الحقيقة الكبرى أن الدم انتصر على السيف، هكذا يتفاعل الدم الحسيني على مدى قرون مضت لارتقاء هذا المعنى الحضاري لبناء دولة العدل والانصاف المجتمعي.
حين أقارب هذه المعادلة الواضحة والمباشرة مع واقعنا اليوم، ليس من باب المصادفة أن تنتصر دماء اولادنا المتظاهرين في ساحات التحرير العراقية على سيوف مفاسد المحاصصة، كما انتصرت دماء اولادنا في مواجهة عصابات داعش الارهابية في ملحمة النصر الكبير للقوات المسلحة بكل صنوفها استجابة مجتمعية مرموقة لفتوى الجهاد الكفائي وحققت أعلى معاني الحشد الشعبي العراقي لتاسيس هوية وطنية عراقية جامعة شاملة.
في كلا النموذجين لانتصار الدم العراقي مرة على تحديات الأسوأ في واقع الجغرافية السياسية التي حولت العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات بين قوى اقليمية ودولية، يمكن استثمارها في تلاحم مصيري يتطابق مع موقف المرجعية الدينية العليا لنصرة (الاحباء المتظاهرين) عندها سيكون لهذا التلاحم بين انتصار رماح العراقيين في حشدهم الوطني لساحات التحرير مع ذلك الحشد الشعبي المقاتل للدفاع عن عراق حر وطن الجميع.
هذا التلاحم إنما يعبر ذلك التعبير المنشود عن الموقف الحسيني الداعي للاصلاح حينها وهو مثابة انطلاق ملحمي علينا استذكاره والتحشيد المجتمعي إليه والعمل على مناصرته، فاصلاح شبح الدولة العراقية اليوم لا ينهض الا بهذا النوع من تلاحم فتوى الجهاد الكفائي وما انتجته وبين أولئك الذين وصفهم في خطب الجمعة من على منبر مرقد ابي عبد الله الحسين، بانهم الاحبة، عندها تنتصر دماء اولادنا المتظاهرين على سيوف مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاهداف الاقليمية والدولية للاحزاب المهيمنة على السلطة ..يجدونه بعيدا ونراه قريبا في الانتخابات البرلمانية المقبلة ..ولله في خلقه شؤون!
رابط المصدر: