عالم ما بعد ترامب: هل ينفذ الرئيس الـ 45 مغامرته الأخطر قبل مغادرة البيت الأبيض؟

عبد الامير رويح

 

قرارات وتصريحات الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب الاخيرة، بخصوص بعض القضايا والملفات المهمة، اثارت قلق ومخاوف العديد من الجهات وا داخل والشخصيات وخارج امريكا، ويرى بعض المراقبين ان هذه القرارات، منها القوات العسكرية في العراق وافغانستان الى أدنى مستوياتها منذ 20 عاما تقريبا، ستؤثر بشكل كبير على اهداف ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة، و سيضعف تلك الحكومات الحليفة وتمكن خصوم امريكا من الاستفادة وتوسيع النفوذ.

من جانب اخر كشفت تقارير صحفية أميركية أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجري تغييرات كبيرة في وزارة الدفاع (بنتاغون)، بعد خسارته انتخابات الرئاسة أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن. وأكدت شبكة “سي إن إن” الإخبارية أن ترامب قرر إقالة عدد من الموظفين العسكريين والمدنيين في الوزارة أو دفعهم إلى الرحيل، واستبدالهم بموظفين موالين له، وذلك بعد ساعات من إنهاء خدمات وزير الدفاع مارك إسبر وتعيين كرستوفر ميلر خلفا له، في خطوة أثارت قلق مسؤولي البنتاغون وقادة الحزب الديمقراطي.

ورحل 4 مسؤولين كبار، هم إسبر ورئيس أركانه واثنان من أبرز المسؤولين المشرفين على السياسة والاستخبارات، حيث استبدلوا بموالين لترامب ومنهم “شخص مثير للجدل روج لنظريات المؤامرة ووصف الرئيس السابق باراك أوباما بأنه إرهابي”. وقال مسؤول عسكري كبير: “يبدو أننا انتهينا من قطع الرؤوس في الوقت الحالي”، في إشارة إلى موجة عزل كبار موظفي الوزارة.

ويرى بعض المراقبين ان دونالد ترامب قد يسعى ومع انتهاء فتره سيطرته على البيت الابيض، الى المغامرة خطيرة لاستفزاز ايران وقد يوجه ضربة عسكرية إلى لبعض مواقعها العسكرية المهمة، او يدفع بعض الحلفاء ومنهم اسرائيل الى القيام بذلك، خصوصاً وانها عمدت في الفترة الاخيرة الى ضرب واستهداف قواعد ايرانية وجهات موالية لها في دول مختلفة، وتلك التحركات قد تسهم بحدوث حرب كارثية في المنطقة خصوصاً وان ايران التي تعاني من العقوبات الامريكية، تمتلك قدرات عسكرية كبيرة تمكنها من استهداف المصالح الامريكية في المنطقة بشكل عام.

موقع ايران النووية

وفي هذا الشأن أفادت صحيفة نيويورك تايمز أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تنتهي ولايته بعد شهرين ونيّف استطلع آراء عدد من مستشاريه وكبار المسؤولين بشأن إمكانية “التحرّك” في غضون أسابيع ضدّ موقع نووي إيراني. وقالت الصحيفة إنّه خلال اجتماع ترأسه في المكتب البيضاوي سأل ترامب معاونيه وبينهم نائبه مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي ما “إذا كانت لديه أي خيارات للتحرّك ضدّ” هذا الموقع النووي “خلال الأسابيع المقبلة”.

وأضافت أنّ هؤلاء المسؤولين الكبار “أقنعوا الرئيس بعدم المضيّ قدماً في شنّ ضربة عسكرية” ضدّ طهران خوفاً من أن تؤدّي إلى نزاع واسع النطاق. وأكّدت الصحيفة أنّ ترامب طرح هذا السؤال على معاونيه غداة تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أفاد بأنّ طهران تواصل تكديس اليورانيوم المخصّب، مشيرة إلى أنّ الموقع النووي الذي كان ترامب يريد ضربه هو على الأرجح موقع نطنز.

وشهدت العلاقات المقطوعة منذ أربعة عقود بين الولايات المتحدة وإيران زيادة في منسوب التوتر منذ تولي ترامب مهامه الرئاسية في 2017 ثم انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرضه عقوبات مشدّدة على طهران وصولاً إلى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بضربة جوية أميركية في بغداد مطلع العام الجاري. وأبدى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الذي لم يعترف ترامب حتى الآن بهزيمته أمامه، نيّته في “تغيير المسار” الذي اعتمدته إدارة ترامب حيال إيران، لكنّ الهامش المتاح أمامه لتحقيق خرق دبلوماسي مع الجمهورية الإسلامية سيكون ضيّقاً ومحكوماً بعوامل وعقبات مختلفة. بحسب فرانس برس.

وكانت نقطة التحول الأساسية في علاقة الولايات المتحدة بإيران في عهد ترامب قراره في 2018 الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي أبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015. وأعاد الرئيس الأميركي فرض عقوبات قاسية على طهران ضمن سياسة “ضغوط قصوى” اتبعها حيالها، وكانت لها انعكاسات سلبية على الاقتصاد الإيراني وسعر صرف العملة المحلية. واعتبر ترامب أنّ الاتفاق الذي أبرم في عهد سلفه باراك أوباما، لم يكن كافيا، وسعى الى الضغط على الجمهورية الإسلامية من أجل التوصل الى “اتفاق أفضل” من وجهة نظره. ورفضت إيران أي تفاوض جديد، مؤكدة المضي في “مقاومة” العقوبات والضغوط.

من جانب اخر أعلن القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أن إيران لن تتقيد “بمنطقة جغرافية محددة” للدفاع عن “مصالحنا الحيوية”. وقال اللواء سلامي إن الخليج “منطقة استراتيجية للاقتصاد العالمي” مؤكدا أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤدي دورا ممتازا وفريدا في توفير الأمن لهذه الرقعة البحرية الحاسمة للاقتصاد العالمي”. وحذر قائلا “لن نتقيد بمنطقة جغرافية محددة للدفاع عن أمننا ومصالحنا الحيوية”.

وأوضحت “سباه نيوز” أن سلامي أدلى بتصريحاته بمناسبة تدشين بارجة “الشهيد رودكي” العابرة للمحيطات المجهزة بـ”أنظمة صاروخية”، وهي تتضمن مدرجا لإقلاع مروحية وعدة طائرات بدون طيار، وبإمكانها نقل زوارق سريعة على متنها. وقال سلامي “لو أراد أحد تهديد مصالح هذا الشعب والبلد العظيم فمن المؤكد أنه سوف لن يجد نقطة آمنة لنفسه على وجه الكرة الارضية”. وقال “استراتيجيتنا دفاعية بمعنى أننا لن نشكل ابتداء أي تهديد لأي بلد أبدا، الا أن استراتيجيتنا الدفاعية هذه مترافقة مع تكتيكات هجومية”.

تواجد عسكري محدود

على صعيد متصل تعتزم الولايات المتحدة خفض عدد قواتها في العراق وافغانستان وأعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريس ميلر انه سيتم سحب حوالى ألفي جندي من افغانستان بحلول 15 كانون الثاني/يناير رافضا المخاوف القائلة بان الانسحاب المتسرع قد يقضي على كل ما حاربت من أجله الولايات المتحدة في ذلك البلد. وسيتم سحب 500 جندي من العراق في نفس الموعد بحيث لا يبقى في كل من البلدين سوى 2500 جندي أميركي. وأكد ميلر أن هذا القرار يعكس رغبة الرئيس ترامب “في إنهاء حربي أفغانستان والعراق بنجاح ومسؤولية وإعادة جنودنا الشجعان الى الوطن”.

وقال ميلر إن الولايات المتحدة حقّقت الأهداف التي حدّدتها في العام 2001 بعد هجمات شنّها تنظيم القاعدة على أراضيها، وهزمت متطرفي تنظيم داعش وساعدت “شركاءها المحليين وحلفاءها على التقدّم في المعركة”. وتابع “في العام المقبل، سننهي هذه الحرب التي استمرت لأجيال وسنعيد رجالنا ونساءنا إلى الوطن”. وأضاف ميلر “سنحمي أطفالنا من العبء الثقيل للحرب المستمرة وخسائرها، وسنكرم التضحيات التي بذلت من أجل السلام والاستقرار في أفغانستان والعراق والعالم”.

ويأتي ذلك فيما تقترب الولايات المتحدة من فك ارتباطها في نزاعات كانت قائمة طوال ثلاث رئاسات بدون نهاية منذ 2001. وأتى الإعلان على الرغم من تحذير حلفاء للولايات المتحدة ومسؤولين أميركيين بارزين بأن خفض عديد القوات الأميركية سيضعف الحكومتين الأفغانية والعراقية في مواجهة المتطرفين. كما يأتي قبل أسابيع من مغادرة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب البيت الابيض بعد هزيمته أمام الديموقراطي جو بايدن في انتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر.

ووسط الانتقادات بان ترامب يتصرف بشكل متسرع منذ هزيمته، قال مستشار الامن القومي في البيت الابيض روبرت اوبريان أن خفض القوات كان يجري بحثه منذ فترة. وأوضح “قبل أربع سنوات ترشح الرئيس ترامب على أساس وعد بوقف حروب أميركا الطويلة، واليوم تم الإعلان في الكونغرس بان الرئيس ترامب يلتزم بوعده للشعب الأميركي”. وأضاف “الرئيس ترامب يأمل في عودتهم الى البلاد بأمان وجميعهم”.

وجاء الإعلان بعد إقالة ترامب وزير الدفاع مارك إسبر الذي كان يصر على إبقاء 4500 جندي أميركي في أفغانستان لدعم الحكومة خلال محادثات السلام مع حركة طالبان. وسبق أن خفضت الإدارة الأميركية عديد قواتها المنتشرة في أفغانستان بنحو الثلثين من نحو 13 ألفا هذا العام بعد اتفاق توصّلت إليه واشنطن وطالبان في 29 شباط/فبراير. ونص الاتفاق على انخراط طالبان في مفاوضات لإبرام اتفاق سلام مع الحكومة الأفغانية وخروج كل القوات الأميركية من البلاد بحلول أيار/مايو 2021.

لكن قبل تعيين ميلر كان كبار القادة العسكريين في البنتاغون يؤكدون أن طالبان لم تفِ بالتزاماتها في ما يتعلّق بتقليص هجماتها على القوات الحكومية، وأن خفضا جديدا لعديد القوات الأميركية سيخفف الضغوط عن الحركة في المفاوضات. وأكد صديق صديقي الناطق باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني في تغريدة ان غني وميلر تحدثا هاتفيا بخصوص “استمرار الدعم العسكري الاميركي للقوات الامنية الافغانية وقوات الدفاع”. وفي العراق، قام ترامب أيضا بسحب قوات رغم تعرض المصالح الاميركية في البلاد خلال عام الى نحو تسعين هجوما استهدفت سفارة الولايات المتحدة في بغداد، وقواعد عراقية تضم جنودا أميركيين وقوافل لوجستية لمقاولين من الباطن عراقيين يعملون لصالح الجيش الأميركي.

و في وقت سابق أطلقت سبعة صواريخ على بغداد سقط أربعة منها في المنطقة الخضراء حيث مقرّ السفارة الأميركية والبقية خارجها في انتهاك هو الأول منذ شهر للهدنة التي أعلنتها بعض الفصائل العراقية. وبدد مسؤول أميركي كبير في مجال الدفاع رافضا الكشف عن اسمه المخاوف من مخاطر ظهور تنظيمي داعش والقاعدة مجددا. وقال “مسؤولو الجيش الأميركي اتفقوا على ان هذه الخطوة هي الصائبة” مضيفا “كان تنظيم القاعدة متواجدا في افغانستان منذ عقود والواقع هو انه سيكون من غير العقلاني القول انهم سيغادرون غدا”.

وكان كبار المسؤولين السياسيين الأميركيين وبعض حلفاء الولايات المتحدة حذروا من مخاطر سحب القوات الأميركية. وحذر زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور ميتش ماكونيل من مغبّة تسريع وتيرة الانسحاب الاميركي من افغانستان معتبراً أنّ من شأن مثل هكذا إجراء أن يهدي الحركات الإٍسلامية المتطرّفة “نصراً دعائياً عظيماً” وانه قد يؤدي الى ما يشبه “الانسحاب الأميركي المذل من فيتنام” عام 1975. كما حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من أن انسحاباً متسرعاً للحلف من أفغانستان سيكون “ثمنه باهظا جداً” مع خطر تحول هذا البلد “مجدداً إلى قاعدة للإرهابيين الدوليين”. بحسب فرانس برس.

واتهم السناتور الديموقراطي جاك ريد عضو لجنة الشؤون المسلحة في مجلس الشيوخ ترامب باعتماد مقاربة “فوضوية” تهدف الى ترسيخ إرثه مع ترك الفوضى للرئيس المقبل جو بايدن. لكن ديموقراطيا آخر هو رئيس لجنة الشؤون المسلحة في مجلس النواب آدم سميث قال إنه بعد التحدث الى ميلر ان هذه الخطوة “هي القرار الصائب”.

ترامب ودعم اسرائيل

في السياق ذاته شنت اسرائيل غارات على أهداف إيرانية في سوريا في ما وصفه الجيش الاسرائيلي بانه رد بعد العثور على عبوات ناسفة على طول الحدود الشمالية، في قصف أدى الى مقتل ثلاثة جنود سوريين بحسب دمشق. وجاء في بيان للجيش الاسرائيلي أن مقاتلاته قصفت “أهدافا عسكرية لفيلق القدس وللجيش السوري” في سوريا. وقال الجيش في بيان على تويتر إنّ “ما فعلته إيران وسوريا هو أنّهما زرعتا عبوات ناسفة بدائية الصنع قرب الخط ألفا لضرب الجنود الإسرائيليين. ما فعلناه نحن هو أنّنا ضربنا لتوّنا أهدافاً لفيلق القدس وللجيش السوري في سوريا”.

ووفقاً للمتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي فإن الأهداف التي ضربتها الطائرات الحربية الإسرائيلية تشمل “مخازن ومقرّات قيادة ومجمّعات عسكرية بالإضافة إلى بطاريات أرض-جو”. ولفت أدرعي في تغريدة على تويتر إلى أنّ القصف أتى “ردّاً على زرع حقل العبوات الناسفة على حدود الجولان داخل الأراضي الإسرائيلية من قبل خليّة عملت بتوجيه إيراني”. وأكد أنّ الدولة العبرية تحمّل “النظام السوري مسؤولية أيّ عمل ينطلق من أراضيه وستواصل التحرّك وفق الحاجة لضرب التموضع الإيراني في سوريا الذي يشكل خطراً على الاستقرار الإقليمي”.

وشنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية والصاروخية على سوريا منذ اندلاع الحرب في جارتها الشمالية في 2011، وقد استهدفت هذه الضربات مواقع للجيش السوري وأخرى لقوات إيرانية ولحزب الله اللبناني. ونادراً ما تعترف الدولة العبرية بشنّ هذه الغارات على حدى، لكنّها تفعل ذلك عندما تقول إنّها تردّ على هجمات محدّدة تستهدفها. وتأتي هذه الغارات قبل ساعات من زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الى اسرائيل لاجراء محادثات تتناول ايران، في ما يبدو انها آخر زيارة له لحليفة الولايات المتحدة المقربة قبل انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترامب.

وسبق أن أثنى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يعتبر ان ترامب كان أقوى حليف لاسرائيل في البيت الابيض، على المقاربة المتشددة التي اعتمدتها الادارة الاميركية حيال ايران. واعتمد ترامب سياسة “الضغوط القصوى” على ايران بما يشمل إعادة فرض عقوبات وانسحابه من الاتفاق النووي المبرم بين الجمهورية الاسلامية والقوى الكبرى خلال حكم الرئيس السابق باراك اوباما. وكان نتانياهو معارضاً شرساً للسياسة التي انتهجها باراك أوباما بين العامين 2009 و2017 بشأن ملفي إيران والقضية الفلسطينية. بحسب فرانس برس.

ويرى خبراء إسرائيليون ان نتانياهو قلق من احتمال قيام الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بتقارب دبلوماسي مع ايران او إعادة العمل بالاتفاق النووي. وقد أجرى بايدن أول محادثة هاتفية له منذ فوزه مع نتانياهو كما أعلن فرق الرئيس الأميركي المنتخب. وقال الرئيس المنتخب لرئيس الوزراء الإسرائيلي إنّه مصمّم على “ضمان تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وعلى أن تحظى بدعم قوي من كلا الحزبين” الديموقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة. وأضاف فريق الرئيس المنتخب في بيان أنّ بايدن “كرّر دعمه الثابت لأمن إسرائيل ومستقبلها كدولة يهودية وديموقراطية”. من جهته قال مكتب نتانياهو إنّ رئيس الوزراء أجرى محادثة “دافئة” مع الرئيس المنتخب.

 

رابط المصدر:

https://annabaa.org/arabic/reports/25284

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M