عاش العراق مرحلة ترقب شديدة نتيجة قيام قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بإطلاق سراح 1200 عنصر من مقاتلي تنظيم “داعش” المعتقلين في سجن غويران المركزي في مدينة الحسكة شرق سوريا في مطلع شهر آب / أغسطس الماضي، خصوصاً وأن العديد منهم يحمل الجنسية العراقية، إذ أثارت عملية الإفراج هذه العديد من التساؤلات حول الأسباب التي تقف خلف الخطوة الأخيرة، ورغم أن قوات “قسد” أعلنت بأن إطلاق سراح المعتقلين جاء بناء على قرار العفو الذي أصدرته هيئة العدالة الاجتماعية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، كأول دفعة من المحكومين، وقد تتبعه عملية إطلاق سراح المزيد من المحكومين في المرحلة المقبلة، إلاّ أن الأوضاع المتغيرة في مناطق شمال وشرق سوريا، وكذلك في شمال العراق، توحي عكس ذلك.
إذ إن نجاح قوات “قسد” في السيطرة على ملف معتقلي ” داعش” بدعم من قبل الولايات المتحدة، وتحديداً بعد إعلان التحالف الدولي نهاية الحرب على التنظيم في 2019، جعلت من ورقة “داعش” وسيلة تأثير مهمة بيد قوات “قسد”، إذ سبق أن هدد قوات “قسد” بسحب يدها من إدارة سجن غويران المركزي، عندما أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” نيتها سحب قواتها من شمال شرق سوريا، وكذلك فإن التضامن العضوي العابر للحدود بين حزب العمال الكردستاني “PKK” وقوات “قسد”، قد يدفع قوات “قسد” مؤخراً للمراهنة على ورقة “داعش” من جديد، من أجل تعطيل العملية العسكرية التركية الجارية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، عبر خلق فجوة في التفاهمات الأمنية بين بغداد وأربيل وأنقرة.
وفي هذه الورقة يحاول الباحث مناقشة احتمالات عودة تهديد تنظيم داعش الارهابي وكذلك قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، واثرها على الامن الوطني العراقي، لاسيما في الاوضاع الاخيرة والتحولات العملياتية بين قوات (قسد)، وتنظيم داعش الارهابي، مما ينعكس بشكل واضح على الامن العراقي.