المرحبون بعودة عصا الاحتلال الترامبية تتطلب ممن يعارض وهم متصدون للسلطة لاسيما في تحالف إدارة الدولة وأكثر تحديدا في الإطار التنسيقي، فهم حقائق الفشل السياسي الذي شخصه بيان السيد السيستاني بعد استقبال رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق، المعضلة ان هذا البيان انتهى بالدعاء لفترة طويلة مطلوبة قبل الاستقرار…
في جولة متواضعة على مواقع التواصل الاجتماعي العراقية.. وجدت من يطلقون على ذواتهم الكريمة القاب النخب والكفاءات المحللين الاستراتيجيين.. على طرفي نقيض.. منهم من يبشر ويستبشر بفريق ترامب الجديد.. وما سبق لهم من مواقف معلنة خلال فترة رئاسة ترامب الأولى أو خلال حملته الانتخابية.. بالضد من المشروع الإيراني في تصدير ثورتها للمنطقة عبر فصائل مسلحة يقودها فيلق القدس في الحرس الثوري… من ضمنها عراقية!
اما الفريق المقابل فيلعن هذا الفريق ويصفه بفريق مجرمين وقتلة الأطفال في غزة وقادة محور المقاومة الإسلامية ناهيك عن وصفهم بالتحالف الشرير مع الصهيونية في كيانها وعدوانه العنجهي المطلق ضد فلسطين وطنا وشعبا وضد جنوب لبنان.
في خضم كل ذلك تم تسريب وثيقة من ١٢ شرطا عن مصادر لم استطع الوقوف عند مصداقيتها.. بعنوان شروط فريق ترامب الجديد لإيران وما فيها من متعلقات بملفها النووي وسلاحها الصاروخي فضلا عن غلق ملف تصدير الثورة عبر الفصائل في فيلق القدس.
ما يمكن وصفه بالموقف الوحيد الذي ربما فيه اشارات حقيقية إلى موقف فريق ترامب الحديد كان في مقابلة تلفازية قال فيها استاذ القانون الدولي غبريال صوما عضو الفريق الاستشاري للرئيس ترامب.. ان هناك سياسة جديدة يمكن أن تنتهي بمشاركة العراق في الاتفاقات الابراهيمية. وقوله.. ننتظر ونرى !!
اي محاولة لتحليل كل ذلك يمكن أن تكون في الاتي :
اولا: فريق بايدن أمريكي.. يخدم المصالح القومية الأمريكية في دولة مؤسسات وليس وفق نموذج كل حزب بما لديهم فرحون… وما بين التبشير واللعن.. تبقى المصالح الأمريكية لها الاولوية!!
ثانيا: المرحبون بعودة عصا الاحتلال الترامبية تتطلب ممن يعارض وهم متصدون للسلطة لاسيما في تحالف إدارة الدولة وأكثر تحديدا في الإطار التنسيقي.. فهم حقائق الفشل السياسي الذي شخصه بيان السيد السيستاني بعد استقبال رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق.. المعضلة ان هذا البيان انتهى بالدعاء لفترة طويلة مطلوبة قبل الاستقرار.. التساؤلات العراقية بمرارة الدم يوم اكل الثور الأبيض.. هل تستعيد العودة إلى نقطة الصفر فقط تلبية لمفاسد المحاصصة وامراء العوائل السياسية من دون ظهور اي نموذج للحوار الوطني بل هناك مظاهر تداعيات الفشل متمثلة في اجتثاث الشيخ خميس الخنجر على سبيل المثال لا الحصر… بينما كان الأجدر بمن جاء به للعملية السياسية اصلا البحث عن معادلات الجمع لا الطرح.. والخروج بتسويات افضل.
ثالثا: هذا التضارب فيما يجري متابعته وتحليله من مراكز وبيوت الخبرة الأمريكية عما يجري من تنابز يعيد للاذهان تصفيق فريق من قيادات أحزاب المعارضة في لقاء مع مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية لقولها ان موت نصف مليون طفل عراقي ثمنا مقبولا لبقاء دكتاتورية صدام في الحكم.. اليوم لمن سيتم التصفيق عن ديمومة تدمير عراق الغد القريب؟؟
رابعا: عدم نجاعة التفكير السياسي عراقيا بمنظور عراق واحد وطن الجميع.. يجعله الأرض الرخوة لاستقبال كل اثام تضارب المصالح والمواقف الإقليمية والدولية.. فلا مصلحة للعراق في تفجير القنبلة النووية الإيرانية.. كما بالتأكيد لا مصلحة له في الموقف الأمريكي المعارض والفارض العقوبات على طهران.. السؤال كيف يمكن إيقاف هذا التنابز والاشتباك اللفظي على القوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي.. الاجابة الصحيحة والواقعية.. تبدأ حينما يكون هناك قيادات إدارة دولة بسيادة دستورية.. . لا مفاسد محاصصة كل حزب بما لديهم فرحون.. من دون بوصلة تنظر لمستقبل عراق واحد وطن الجميع.