يوم السبت الماضي، اوردت اغلب وسائل الاعلام خبر استهداف ثلاث ناقلات عسكرية تنقل معدات لقواعد امريكية، على الطريق السريع بين الديوانية والسماوة في منطقة قريبة على ناحيتي “النجمي” و”العارضيات”، قد ينذر بفصل جديد من المواجهات بشكل اوسع من ذي قبل بعد صواريخ الكاتيوشا التي اعتادت استهداف السفارة الأمريكية في الخضراء وقواعد امريكية غالبيتها في العاصمة العراقية بغداد، التي تبنتها فصائل متعددة لها علاقة بفصائل مسلحة واحزاب عراقية ذات لون شيعي.
هذا الفصل كان قد حدث سابقا في العراق بمراحل مبكرة تحديدا بعد سقوط النظام السابق في العراق على ايدي القوات الامريكية لتمر فترة هدوء بسيطة لاشهر قليلة، تلتها مرحلة استهداف مصالح امريكية عراقية واسعة والدخول بحرب طائفية كبيرة بدات بتفجير الامامين العسكريين، وتوارد اسم مقاومة الاحتلال، حتى على العمليات الانتحارية التي استهدفت بغالبيتها المدنيين، وكان اغلب من يقوم بها فصائل سنية بنيتها الاساسية من اجهزة النظام السابق المتضررة من سقوط النظام حتى وصلت اكثر من 20 جهة مسلحة بعدة مسميات، وجهة شيعية واحدة انذاك وهي “جيش المهدي” تحديداً، لتكتمل حلقة العنف بينهما، ولتتسع المواجهات خارج حلقة استهداف القوات الأمريكية، فقط ولتصبح حرباً داخلية ومسلسل الجثث المجهولة وللان نتداول بعض مسمياتها مثل “السدة” و”البطة” و”المفخخات” و”الامير” و”انتحاري”، وليدخل العراق بحقب القاعدة وانتهت بتطرف داعش الذي احتل ثلث العراق، بمجرد اعلان خروج القوات الامريكية رسميا في عهد الرئيس الأمريكي “اوباما”.
لذلك وعلى خلفية كل ما تقدم يجب على العراق وجهازه الامني ان يضع حدا لكي لا تتفاقم الامور وتصل للمواجهات والتصعيد فقد غادرنا حقبة كهذه من سنين ليست بقليلة، خاصة وان هناك اختلاف على وجود من عدم وجود للقوات الأمريكية، وهو مصدر الحديث الان في جميع الاروقة.
وعليه، فأن على الساسة وصناع القرار وقادة الكتل الانخراط بحديث داخلي، لوضع الية شاملة لشكل التواجد الامريكي في العراق وتحديد اماكنه بقواعد محددة بشكل مقنن وقليل، واضعين نصب اعينهم ان الاخراج التام للقوات الامريكية قد ينذر بمواجهات سياسية اقتصادية غير ودية معهم، ومكملين القصة بضرورة فصل التوجه العراقي عن الايراني الذي يدفع العراق نحو اخراج كامل للقوات الامريكية، على اني اؤكد لكم انهم ان غادروا مناطق ذات غالبية شيعية ممكن ان ينتقلوا الى اماكن ذات غالبية سنية او كوردية وبالتالي لن يتحقق هدف اخراج القوات بل ربما يمعن بتقسيم البلد، خاصة وان العراق للان يقع بين دول اغلبها تطمع به وتتجاوز حدوده والتدخل التركي الجاري الان مثالا على ذلك.
اذكر بان عملية السبت الماضي ليست الاولى وهناك فيديو بثته الجهة المتبنية لعملية الاستهداف قبل 6 ايام لاستهدافات متفرقة قرب بغداد، ولكن اختيار المكان والزمان مساء 11 تموز لم يأت اعتباطا بل ذات دلالة واضحة على انها اشبه بثورة عشرين ثانية حيث السماوة والرميثة كانت منطلق الثورة انذاك، واسم الجهة المتبنية للعملية يؤكد ذلك.
كما يجب ان اذكر ان الرتل سار من موانيء البصرة جنوب العراق مرورا بطرق صحراوية كان الاستهداف فيها اسهل بكثير، ومع ذلك لم يتم ذلك، واختيار المكان قريبا على النجمي والعارضيات والتعمد بانزال السواق قبل الحرق، امر بارز، تلاه اصدار بيان التبني من قبل جهة مجهولة اطلقت على نفسها “سرايا ثورة العشرين” يؤكد التوجه الذي ذكرته انفا.
رابط المصدر: