وجد باحثون بجامعة إدنبرة في المملكة المتحدة أن الأسر محدودة الدخل أكثر عرضة من الأغنياء لارتفاع رسوم وتكاليف استهلاك الكهرباء والغاز الطبيعي.
وبحسب الدراسة التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، دفعت الأسر الفقيرة فواتير كهرباء وغاز أغلى بنسبة تتراوح بين 10% و20% في المتوسط خلال المدة بين عامي 2011 و2019.
وأرجعت الدراسة الزيادات في فواتير الكهرباء والغاز إلى استعمال العدادات مسبقة الدفع، أو وجود أطفال أو بالغين عاطلين أو متقاعدين، أو العيش في شقة مستأجرة.
يأتي ذلك في ظل الارتفاع المستمر لأسعار الطاقة خلال السنوات الأخيرة؛ ما جعل قدرة الأسر محدودة الدخل على تحمّل التكاليف موضع تساؤل، وهو ما دعت المؤلفة الرئيسة للدراسة إلى معالجته.
فواتير الطاقة في المملكة المتحدة
استهدفت الدراسة، التي أجراها باحثو كلية إدارة الأعمال في جامعة إدنبرة، تحديد متوسط الزيادة بفواتير الطاقة التي تدفعها الأسر الفقيرة بالمملكة المتحدة عبر قياس التكاليف الإضافية والمحركات الرئيسة، وهو ما قد يساعد السلطات عند إدخال تغييرات في السياسات ذات الصلة.
واستعمل الباحثون مجموعتين من بيانات الأسر، بالإضافة إلى بيانات كفاءة الطاقة الصادرة عن الحكومة، ثم ربطوا البيانات باستعمال نظرية إحصائية في نهج جديد يعتمد على تكلفة وحدة الطاقة التي تدفعها الأسر لتقييم حجم الزيادات بالتكاليف.
وبناءً على ذلك، وجدت الدراسة أن تكلفة الطاقة غير متناسبة؛ إذ من المحتمل أن تدفع الأسر الفقيرة زيادات أعلى من الأسر الميسورة نظير استهلاك الطاقة.
ويؤكد ذلك أن الأسر محدودة الدخل دفعت فواتير أعلى من الأسر الغنية بنسبة تتراوح بين 10% و20% بين عامي 2011 و2019، وفق تقرير نشرته منصة “ميراج نيوز” (mirage news).
توصيات الدراسة
اقترحت المؤلفة الرئيسة للدراسة فيونا راسانغا على الحكومات الاستفادة من مخرجات البحث، للاستمرار في رصد الآثار الاقتصادية لدفع الفقراء أكثر مقابل السلع والخدمات الأساسية.
بدوره، وعد متحدث باسم وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني بإصلاح منظومة الطاقة المعيبة عبر الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة وضمان أمن الطاقة وحماية المواطنين من صدمات الأسعار.
كما قال إن الحكومة الجديدة بقيادة حزب العمال ستدعم خفض فواتير الطاقة وفقر الوقود، متوقعًا دعم 3 ملايين أسرة، من خلال مبادرة المنازل الدافئة، بقيمة 150 يورو (165.21 دولارًا) بدءًا من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل (2024).
من جانبه، جدد متحدث باسم حكومة إسكتلندا الالتزام بمكافحة فقر الوقود والدعم المستمر للأسر الضعيفة من خلال مجموعة من المبادرات منها: إعانات التدفئة الشتوية التي حصلت عليها أكثر من 410 آلاف أسرة محدودة الدخل باستثمارات 23 مليون جنيه إسترليني (29.5 مليون دولار).
ولفت -أيضًا- إلى إعانات التدفئة الشتوية للأطفال التي استفاد منها أكثر من 30 ألف طفل في صيف العام الماضي (2023) بإجمالي 7.2 مليون جنيه إسترليني (9.2 مليون دولار).
من فقير إلى أشد فقرًا!
حذّرت دراسة أجرتها مؤسسة يونغ (Young) من أن مخططات تحقيق الحياد الكربوني في المملكة المتحدة بحلول عام 2050 ستجعل الفقراء أشد فقرًا.
وبحسب الدراسة، فإن 40% من السكان على شفا السقوط فريسة لـ”فقر التحول”؛ إذ تفتقر السياسات ذات الصلة للإدارة الحكيمة، ومنها إيلاء الاهتمام الواجب بالاحتياجات ومواطن الضعف للمجتمعات المختلفة، وهو ما يُثقل كاهل الأسر التي تعاني -بالأساس- من ارتفاع تكاليف المعيشة.
ومن غير المحتمل أن تتحمّل الأسر منخفضة الدخل تكاليف التحول من خفض الانبعاثات مثل الخاصة بالسيارات والتدفئة المنزلية، لتصبح أكثر عرضة لتكبّد الغرامات ما لم تتدخل الحكومة بتقديم يد العون.
كما سيؤدي التحول لمصادر الطاقة الخضراء إلى ارتفاع نسب البطالة وارتفاع تكاليف الغذاء، وسيكون الفقراء الأكثر تضررًا من ركود صناعات مثل التعدين، وستتراجع فرص الترفيه والأنشطة الاجتماعية.
المصدر :https://attaqa.net/2024/08/16/%d9%81%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d9%84%d9%83%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%ad%d8%af%d8%a9-%d9%8a%d8%af%d9%81%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%81%d9%88%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%b1-%d9%83/