تقديم : –
مع اقتراب انتهاء القرن العشرين وبدايات القرن الحادى والعشرين ، وتنامى الأجيال التكنولوجية والمعرفية ، وصعود قوى للتفكير العلمى والمنهجى في العلوم الكونية ، والفضاءات والعوالم المفتوحة ، مع كل هذا بدأت أنظمة التعليم تسير وفق الركب، والتطورات الحادثة منذرة بأهمية التغيير الحتمى في السياسات التعليمية التقليدية ، والتأصيل لسياسات تعليمية أكثر قدرة على التحدى والمواجهة ، والتكيف مع عصر المعرفة والتكنولوجية وما بعد الحداثة .
ومن أجل هذا الغرض دشنت العديد من الدول المؤتمرات ،والتقارير العالمية التي تؤكد على حتمية تغيير سياسات التعليم لرسم مستقبل أفضل وأرحب للأجيال القادمة .ولهذا يقدم الكتاب الحالي أفكاراً أصولية حول السياسات التعليمية ومنهجيتها ، وطرائق تصميمها ورسمها ، وأنماط التفكير في رسم السياسات التعليمية سواء التفكير العقلانى المنطقى أو التفكير المأزوم . كما يناقش الكتاب عملية اتخاذ القرارات التعليمية بناء على السياسات التعليمية ،وتأثيراتها الحالية والمستقبلية على الأجيال المتعاقبة . كما يتعرض الكتاب لمناقشة لامنهجية السياسات التعليمية والقرارات المغلقة ، وكيف أن الأجيال الناشئة ستصبح ضحايا للسياسات التعليمية الخاطئة.
لهذا فالكتاب يستهدف السياسات التعليمية وفلسفتها من أجل فهم أعمق لعمليات صنع السياسات التعليمية بطرائق علمية ومنهجية وسياقية ترتبط بظروف كل مجتمع واحتياجاته التعليمية والثقافية والمعرفية والاجتماعية والاقتصادية .
لهذا تناولت الكاتبة عرض لتقارير عالمية عن السياسات التعليمية في بلدان متنوعة ، وآراء كثيرة للعديد من المتخصصين في السياسات التعليمية في العديد من الدول ، وأيضاً تجارب العديد من الدول في صنع السياسات التعليمية .
