مصطفى ملا هذال
حالة من الهلع والخوف انتشرت بالتوازي مع سرعة انتشار فيروس كورونا المستجد والذي ضرب بعض المدن العالمية، اذ وصل العدد الى ما يقرب من ستين دولة حول العالم ولا يزال يواصل تفشيه مع الاحترازات المتخذة.
الفيروس لم يؤثر على الجانب الصحي فحسب، بل امتد التأثير ليصل الجانب الاقتصادي بصورة كبيرة، اذ تقدر الخسائر المالية في غضون الفترة المنصرمة بستة ترليون دولار، ما يصيب الاقتصاد العالمي بخلل محتوم ولا مفر منه.
وعلى الرغم من ان لا احد يعرف البعد الزمني للخلاص من الفيروس الا انه هنالك بوادر تشير الى إمكانية الوصول لعلاج يخفف من وطئة المرض على الأفراد، وإبعاد شبح الخوف عنهم الذي اخذ بمطاردتهم منذ اكثر من شهرين ولغاية الآن.
هذه المحاولات التي يقوم بها الإنسان تجعل من شعاع الأمل يتسرب الى النفوس، لاسيما وان العلماء تمكنوا من ايجاد حلول وعلاجات لبعض الأمراض الوبائية منها السارس الذي انتشر بشكل كبير في عام 2002، اذ من الممكن ان يتوصل العلماء الى علاج ينقذ البشرية ويحد من خطورة انتشاره.
ومن اجل هذا نجد العلماء يسابقون الزمن لإيقاف الفيروس من الانتشار، معولين بذلك على الإمكانات الحكومية والدعم الكبير من قبل المنظمات المهتمة بالشأن الإنساني، والى جانب هذه الإجراءات لابد ان تعزز ثقافة العزل للأشخاص المصابين من اجل تقليل الخسائر او الإصابات بين شرائح المجتمع عامة.
وبما ان هنالك مبدأ يقول رب ضارة نافعة، فأن انتشار فيروس كورونا ساهم وبشكل كبير بزيادة دخل شركات انتاج الأدوية، وقد يكون هذا العامل هو سبب تهويلهم بان المرض خطير جدا ولا بد من توخي الحيطة وأخذ المواد التي تساعد على عدم الإصابة به وبالنتيجة ارتفعت ايراداتها بصورة كبيرة، في حين نجد المتضرر الأكبر من ذلك شركات الطيران والسياحة وأصحاب المولات والمحال التجارية.
قد يكون من عوامل انتشار الفيروس هو حالة التكتم التي قامت بها بعض الدول لحين خروج الأمر عن السيطرة، وبذلك من المحتمل ان يكونوا بعض الأشخاص الحاملين للفيروس يتجولون بين الأفراد في الأماكن العامة، وربما عدم معرفة العامة بهذه الإصابات يقلل من إجراءاتهم الاحترازية الواجب اتباعها.
التكتم غير مقبول من الناحية الأخلاقية، ومن حق الشعوب ان تعرف ماذا يدور حولها من احداث وإصابات وغيرها، وهذه المعلومات لا يجب كتمها لما تسببه من أضرار في صفوف الإنسانية.
فالخوف من المجهول اكبر بكثير من الخوف المعلوم، وهنا يكون الخوف من الفيروس محدود مقارنة بعدم المعرفة به، فمعرفة تفاصيل الفيروس وطرق الوقاية منه وأساليب التعامل الناجح تكون من ضمن إجراءات السلامة العامة.
بعض الإجراءات يمكن ان تتبع في المجتمعات الأوربية، لكنها تكون غير مجدية بالنسبة للشعوب العربية التي اعتادت على موروثات وعادات منذ مئات السنين، فالفرد العربي اعتاد على مصافحة زملائه بالعمل والأماكن الأخرى، ولم يقتنع بالتوصيات الرامية لحث الأفراد الى الابتعاد عن هذه الممارسات لتجنب الإصابة.
وهنا أصبح المواطن العربي يقاتل على جبهتين الأولى هي مواجهة خطر فيروس كورونا الذي ربما تعلن عنه منظمة الصحة العالمية بأنه أصبح وباء، والثانية هي ترك العادات والتقاليد الشائعة في الاوساط المجتمعية، ومن بينها حفلات الزفاف ومجالس العزاء التي يتواجد فيها عدد كبير من الأفراد وقد يكون أحدهم مصاب بذلك الفيروس.
رابط المصدر: