دلال العكيلي
رغم عودة موجة ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في عدد من الدول، إلا أن تزامن ذلك مع انخفاض في معدل الوفيات فتح المجال لتساؤلات وفرضيات كثيرة، ونشرت صحيفة “غارديان” البريطانية تقريرا تؤكد فيه على هذه المتغيرات من خلال الأرقام المسجلة في الولايات المتحدة ودول أوروبية عدة، فقد انخفضت حالات الإصابة الخطيرة بكورونا في بريطانيا على سبيل المثال، رغم زيادة تفشي الفيروس، إذ تراجع عدد من يستخدمون التنفس الاصطناعي في المستشفيات من ثلاثة آلاف شخص، لسبعين شخصا فقط.
ويختلف الأطباء والمختصون في تفسير سبب انخفاض عدد وفيات كورونا رغم ارتفاع الإصابات، والبعض يبرر الأمر بفعالية بعض الأدوية، وآخرون يرون أن الفيروس الآن يصيب الشباب أكثر من كبار السن ممن لا يستطيعون مقاومة أعراضه، كما حدث في إيطاليا قبل بضعة أشهر، علماء آخرون، يرون أنه رغم اختلاف طرق انتشار الفيروسات وتطورها، فإن معظمها تفقد مع الزمن قوتها، وقدرتها على القضاء على حاملها، كما أن هناك من يفسر تراجع خطورة الإصابات بكون الفيروسات تنقل بكميات قليلة نتيجة احترام التباعد الاجتماعي.
ارتفاع الإصابات عالمياً
تخطت حالات الإصابة بفيروس كورونا عالمياً 23 مليوناً و636 ألفاً، بعد أن واصل المتوسط اليومي لحالات الإصابة المسجلة حاجز ربع المليون، بينما تخطت حالات الوفاة المسجلة أكثر من 813 ألفاً، بحسب موقع وورلدميترز المتخصص في رصد كورونا حول العالم.
ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس الذي لم تنجح سوى إجراءات الإغلاق التام في تراجع مستوى تفشيه، يأتي في وقت تتضارب فيه تصريحات المسؤولين عن الصحة حول العالم؛ فقبل أيام قليلة قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية غيبراسيوس أدهانوم، إن فيروس كورونا ربما يستمر معنا عامين، معتمداً على تقديرات مرتبطة بالإنفلونزا الإسبانية التي أصابت البشر قبل قرن من الزمان وقتلت أكثر من 50 مليون شخص.
لكن السير مارك والبورت، عضو اللجنة الاستشارية المعنية بالتعامل مع حالات الطوارئ في الحكومة البريطانية، أدلى بتصريح جاء صادماً لكثيرين، حين قال إن فيروس كورونا “سيبقى حاضراً معنا للأبد بشكل من الأشكال”، رداً على تصريحات أدهانوم، وبرر والبورت تصريحاته بأن الكثافة السكانية والسفر يسهلان انتشار الفيروس، بالإضافة إلى أن عدد سكان العالم أكبر مما كان عليه عام 1918 بكثير، مضيفاً في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، أنه من أجل السيطرة على المرض ستكون هناك حاجة لتطعيم على مستوى العالم، لكن فيروس كورونا لن يكون مثل الجدري الذي أمكن القضاء عليه، بل هو يشبه الإنفلونزا، أي إن التطعيم يجب أن يكون دورياً.
ماذا وراء انخفاض الوفيات؟
تشير معظم الإحصاءات إلى أنه على الرغم من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في أنحاء كثيرة من أوروبا والولايات المتحدة، فإن أعداد الوفيات وحالات الإصابة الشديدة لا تزال منخفضة نسبياً على سبيل المثال، انخفض عدد المرضى الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي من 3000 مريض خلال ذروة الجائحة في بريطانيا إلى نحو 70 مريضاً وذلك رغم أنه في الوقت نفسه، بدأ عدد حالات الإصابة في الارتفاع بعديد من مناطق المملكة المتحدة.
الأطباء غير مُتيقِّنين بالضبط مما يحدث؛ فبعضهم يُرجع الأمرَ إلى أن التدخلات الطبية تكون أكثر نجاحاً في علاج أولئك الذين يعانون من مضاعفات المرض على سبيل المثال، أظهر عقار ديكساميثازون مؤخراً، أنه يحسّن معدلات البقاء على قيد الحياة بين المرضى الذين يحتاجون إلى تنفس صناعي ويذهب أطباء آخرون إلى أن ثمة عوامل مختلفة تتداخل للوصول إلى هذه النتيجة وثمة رأي آخر يشير إلى أن فيروس كورونا أصبح الآن مرضاً يصيب الشباب، وهم أقل عرضة للوفاة أو المعاناة من مضاعفات خطيرة.
هل يعني انتهاء المرحلة الأسوأ من الجائحة؟
كلا، فثمة باحثون آخرون يشيرون هنا إلى الوضع الحالي في الولايات المتحدة، التي شهدت مؤخراً ارتفاعاً في حالات الإصابة بين أشخاص في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، إلا أن ذلك الارتفاع أعقبه على نحو متزامن، ارتفاعٌ في حالات الإصابة بين كبار السن الذين التقطوا العدوى من شباب محيطين بهم ونتيجة لذلك، حدثت قفزة في أعداد الوفيات ويحذّر بعض العلماء من أن نمطاً مشابهاً قد يحدث في أوروبا والمملكة المتحدة، ربما في غضون أسبوعين.
كورونا أقل فتكاً
هذه الفكرة يدعمها بعض العلماء، مستندين في ذلك إلى حقيقة أن معظم الفيروسات تميل إلى فقدان سماتها الأشد فتكاً، لأنها لا تكسب شيئاً من قتل مُضيفيها ويقولون إن هذا قد يحدث مع فيروس كورونا ومع ذلك، فإن باحثين آخرين يختلفون مع هذا الرأي، قائلين إن عملية كهذه من غير المرجح أن تحدث بهذه السرعة وأحد الاقتراحات البديلة هو أن الجرعات المعدية من فيروس كورونا، والتي تنتقل من شخص إلى آخر مسببةً الإصابة، ربما بدأت تقل بفضل التباعد الاجتماعي ومن ثم، سيكون من السهل على أجهزتنا المناعية التعامل مع الجرعات المنخفضة، وهكذا تنخفض معدلات الوفيات، ومع ذلك، يُحذّر العلماء من أن هذه المسائل قد تظل في النهاية دون حل، وقد يتطلب الأمر عدة شهور أخرى، إن لم يكن سنوات من البحث، للوصول إلى حسم بشأنها.
أحدث الاحصائيات
روسيا
أعلنت السلطات الصحية الروسية، الإثنين، تسجيل 39 حالة وفاة جديدة بكورونا، ما رفع إجمالي الوفيات المسجلة بالفيروس في البلاد إلى 9166، ونقل موقع “روسيا اليوم” عن غرفة العمليات الخاصة بمحاربة انتشار فيروس كورونا في روسيا أنه تم تسجيل 6719 إصابة جديدة، ما يرفع إجمالي عدد الإصابات بكورونا في روسيا حتى الآن إلى 641156، وتماثل 4343 مريضا للشفاء التام من الفيروس منذ يوم أمس، ليصل إجمالي عدد المتعافين إلى 403430 شخصا.
سلطنة عمان
أعلنت وزارة الصحة في سلطنة عمان، الإثنين، تسجيل 6 وفيات جديدة بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع إجمالي حالات الوفيات في السلطنة إلى 169 حالة، وقالت الوزارة في بيان صحفي على موقعها الإلكتروني إنه تم تسجيل 910 إصابات جديدة بالفيروس، ليرتفع إجمالي الإصابات في البلاد إلى 39060 حالة، وأضافت أن الإصابات تشمل 535 حالة لعمانيين، و375 لغير عمانيين، وأشارت إلى أن 1222 مصاباً تماثلوا للشفاء، ليصل إجمالي عدد المتعافين من الفيروس في السلطنة إلى 22422.
ألمانيا
سجل معهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية، صباح الإثنين، 262 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في ألمانيا خلال يوم واحد، استناداً إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية، وبحسب بيانات المعهد، يصل بذلك إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد إلى 193 ألفا و761 حالة، وذكر المعهد أن عدد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالفيروس بلغت حتى صباح الإثنين 8961 حالة، بزيادة 4 حالات وفاة مقارنة بالأحد، وبحسب تقديرات المعهد، بلغ عدد المتعافين من الفيروس 178 ألفا و100 حالة، بزيادة نحو 400 حالة مقارنة بالأحد.
أستراليا
قالت ولاية فيكتوريا الأسترالية، الإثنين، إنها تدرس إعادة فرض قيود التباعد الاجتماعي بعدما أعلنت البلاد عن أكبر زيادة يومية في عدد الإصابات بفيروس كورونا خلال أكثر من شهرين، ورغم عدم صدور أرقام الإصابات الجديدة في عدة ولايات أخرى حتى الآن إلا أن ولاية فيكتوريا، وهي كبرى ولايات أستراليا من حيث عدد السكان، قالت إنها سجلت 75 إصابة في الساعات الأربع والعشرين الماضية في أكبر حصيلة يومية منذ 11 أبريل/نيسان، وأثار ارتفاع العدد مخاوف من حدوث موجة عدوى ثانية وذلك بعد أسابيع عديدة من تسجيل أقل من عشرين حالة إصابة يوميا.
الصين
قالت اللجنة الوطنية للصحة بالصين، الإثنين، إنها سجلت 12 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا مقابل 17 حالة في اليوم السابق وذلك في ظل سعي العاصمة بكين لكبح موجة جديدة من العدوى ظهرت في منتصف يونيو/حزيران بسوق للجملة، وأوضحت اللجنة أن 5 من الحالات الجديدة لأناس وافدين من الخارج مضيفة أنها رصدت الحالات السبع الأخرى في بكين، وبلغ إجمالي عدد الإصابات بالفيروس في الصين 83512 حالة بينما لا يزال عدد الوفيات ثابتا منذ منتصف مايو/أيار عند 4634.
المكسيك
كشفت وزارة الصحة بالمكسيك، الأحد، عن تسجيل 4050 إصابة جديدة بفيروس كورونا و267 وفاة مما يرفع العدد الإجمالي للإصابات والوفيات في البلاد إلى 216852 و26648 على الترتيب، وكانت الوزارة سجلت في اليوم السابق 4410 إصابات و602 وفاة، وقالت الحكومة إن العدد الفعلي للمصابين أعلى بكثير على الأرجح من الإحصاء الرسمي.
البرازيل
وصل عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في البرازيل إلى 1.34 مليون حالة، بحسب بيانات جمعتها جامعة جونز هوبكنز ووكالة بلومبرج للأنباء، وأشارت البيانات إلى أن عدد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالفيروس في البرازيل بلغ 57622 حالة، وتعافى 746 ألفا و18 شخصا من المصابين حتى الآن، وأعلنت البرازيل تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في البلاد قبل نحو 17 أسبوعا.
قطر
أعلنت وزارة الصحة القطرية، الإثنين، تسجيل 3 وفيات جديدة جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع إجمالي عدد الوفيات إلى 113 حالة وفاة، وقالت الوزارة في بيان إنه تم تسجيل 693 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع إجمالي الاصابات في البلاد إلى 95106 حالات، وأشارت إلى تسجيل 1468 حالة شفاء من الفيروس ليصل إجمالي المتعافين إلى 80170 حالة، ولفت البيان إلى فحص 3506 أشخاص خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ليرتفع مجموع من تم فحصهم منذ ظهور الفيروس إلى 352659.
أفريقيا
أعلن المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الإثنين، أن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في أفريقيا بلغ 382 ألفا و652 حالة، وأكد المركز في بيان أن إجمالي عدد حالات التعافي بلغ 182 ألفاً و569 حالة، فيما وصلت الوفيات بالقارة إلى 9657 حالة وفاة، وأشار البيان اليومي للاتحاد الأفريقي إلى أن منطقة شمال أفريقيا سجلت 96351 إصابة والجنوب (143590) والشرق (35783) والوسط (33052) فيما سجلت دول غرب القارة 73876 إصابة.
إيران
أعلنت وزارة الصحة الإيرانية، الإثنين، ارتفاع إجمالي حالات الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا إلى 10 آلاف و670 حالة، بعد تسجيل 162 حالة وفاة جديدة خلال آخر 24 ساعة، ووفقا لبيانات وكالة بلومبرج للأنباء، فإن هذا العدد من الوفيات هو الأكبر الذي يتم تسجيله بكورونا في يوم واحد في البلاد، وصرحت المتحدثة باسم وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيرانية، سيما سادات لاري، الإثنين، بأن إجمالي عدد الإصابات تجاوز 225 ألفا، بعد تسجيل 2536 حالة إصابة جديدة، ولفتت إلى أن 3037 من المصابين في وضع صحي حرج، كما أعلنت لاري أن عدد المتعافين تجاوز 186 ألفا، وفقا لما نقلته عنها وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
الكويت
أعلنت وزارة الصحة الكويتية، الإثنين، تسجيل حالتي وفاة جديدتين بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع إجمالي حالات الوفاة إلى 350 حالة، وقال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، الدكتور عبدالله السند ، في مؤتمر صحفي، إنه تم تسجيل 582 إصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع بذلك إجمالي الإصابات إلى 45524 حالة، ولفت إلى أن 145 مصابا يتلقون الرعاية الطبية في العناية المركزة، وأعلنت وزارة الصحة الكويتية في وقت سابق اليوم أن 819 مصابا تماثلوا للشفاء خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك إجمالي المتعافين إلى 36313 حالة.
الهند
سجلت الهند، الإثنين، إصابات جديدة بفيروس كورونا اقتربت من 20 ألف حالة لليوم الثاني على التوالي في حين مدت مومباي، المركز المالي بالبلاد، إجراءات العزل العام لشهر آخر، وأظهرت بيانات وزارة الصحة الاتحادية الصادرة، الإثنين، تسجيل 19459 إصابة في 24 ساعة بانخفاض طفيف عن 19906 حالات أمس، وتأتي الهند بعد الولايات المتحدة والبرازيل وروسيا في إجمالي عدد الحالات. وتوفي أكثر من 16 ألفا حتى الآن بسبب مرض “كوفيد-19” الناتج عن الإصابة بالفيروس منذ ظهور أول حالة في الهند في يناير/كانون الثاني، وهو عدد منخفض بالمقارنة بالوفيات في دول سجلت نفس الإصابات.
السعودية
أعلنت وزارة الصحة السعودية، الإثنين، تسجيل 48 حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي الوفيات جراء الإصابة بالفيروس في المملكة إلى 1599 حالة، وأشارت الوزارة في مؤتمر صحفي إلى تسجيل 3943 إصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع إجمالي الإصابات في المملكة إلى 186436 حالة، ولفتت إلى تسجيل 2363 حالة شفاء، ليصل إجمالي المتعافين إلى 127118.
العراق
سُجلت في العراق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 1749 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد, ما يرفع عدد الإصابات الكلي في عموم العراق منذ بدء دخول الوباء إلى 47151 إصابة، ويشير عدد الإصابات لهذا اليوم إلى انخفاض نسبي قياسا بالأيام الماضية، حيث تجاوز إجمالي عدد الإصابات حاجز الألفي إصابة يوميا، وأفادت وزارة الصحة العراقية في بيان صحفي، الإثنين، تسجيل 83 حالة وفاة جديدة، مما رفع عدد الوفيات إلى 1839 حالة، فيما سُجلت 1852 حالة شفاء جديدة مما رفع إجمالي حالات الشفاء التام إلى 22974 حالة، بينما بلغ عدد المصابين في المستشفيات حتى الإثنين 22338 منهم 336 في العناية المركزة.
تأمل منظمة الصحة العالمية في أن يستطيع العالم التخلص من وباء فيروس كورونا خلال أقل من عامين، متوقعة أن يتمكن العالم من السيطرة على هذه الجائحة بمدة أسرع مقارنة بجائحة الإنفلونزا الإسبانية 1918 المميتة وبموازاة ذلك، عادت المخاوف من تفشي موجة ثانية للفيروس وبدأت عدة بلدان تعيد فرض الحجر في مناطق كثيرة، وتسبب كوفيد-19 حتى اليوم بوفاة نحو 800 ألف شخص وإصابة ما يقرب من 23 مليونا حول العالم، وفق تعداد لوكالة فرانس برس بالاستناد الى مصادر رسمية.
المصادر
– Arabicpost.net
– فرانس 24
– العين الاخبارية
– شفق نيوز
– منظمة الصحة العالمية
رابط المصدر: