وأضاف أن هناك تقارير منفصلة تفيد بأن السلطات تجبر الأويغور على العودة للعمل بالمصانع التي أُغلقت بسبب الوباء رغم المخاطر المستمرة، حقيقة إجبار الأويغور على العودة للمصانع بأعداد كبيرة أعلن عنها عبر وكالة “شينخوا” الصينية للأنباء، في فبراير الماضي، حيث أكدت أن 30 ألفاً منهم استأنفوا العمل في المصانع بشينغيانغ، وقال الدكتور فرحات بلجين، وهو أمريكي من الأويغور، لصحيفة “أويغور تايمز”، ومقرها واشنطن، إن الحكومة الصينية تتعرض لضغوط لتفادي الكارثة الاقتصادية، وتعامل عمال الأويغور على أنهم لا يمكن الاستغناء عنهم لأنهم لا يتمتعون بأي حقوق لمواجهة أزمة شعبهم.
كورونا يضاعف قمع الإيغور
قالت واشنطن بوست إن شعب الإيغور المسلمين وكذلك الأقليات العرقية الأخرى في الصين يواجهون استجابة بكين القاسية لوباء كورونا التي تضاعف آلام هذه الأقليات جراء إخضاع الملايين منهم أصلا لقيود شديدة، وقال المدير التنفيذي للمشروع عمر كانات في مؤتمر صحفي إن التقارير التي تحكي عن اليأس والمعاناة بين الإيغور حقيقية، وإن الإيغور في الشتات وبمجرد أن سمعوا عن تفشي كورونا بدؤوا على الفور في التحذير من أنهم يواجهون الآن تهديدا جديدا بالكامل يمكن أن يقتل بسهولة غالبية الإيغور.
وأضاف أن السلطات الصينية أجبرت أواخر يناير/كانون الثاني الماضي الملايين من سكان شينغيانغ على البقاء في الحجر الصحي بمنازلهم دون سابق إنذار ودون التحوط بتوفير الغذاء وفي أحد مقاطع الفيديو المتداولة على نطاق واسع بين الإيغور، هناك رجل يصيح في وجه السلطات “أنا أتضور جوعا زوجتي وأطفالي يتضورون جوعا”، ثم يبدأ في دق رأسه على عمود ويصرخ “هل تريدون قتلي؟ اقتلوني”، وفي العديد من المنشورات، تردد أنه خُتم على أبواب المنازل التي يقطنها الإيغور باللغة الصينية لتأكيد عدم مغادرة السكان منازلهم ويظهر في أحد المنشورات رجل عجوز أمروه بعدم الخروج ليرد بلغة اليوغور “وما المفترض أن آكل عندما أجوع؟ ماذا عليّ أن أفعل؟ أأكل المبنى؟
وتنفي الحكومة الصينية قمعها الإيغور على الإطلاق وقد تمت مواجهة مسؤول صيني على التلفزيون الأسترالي هذا الأسبوع بشأن خطر كورونا على الإيغور المسجونين، ليرد بأن المعسكرات هي “مراكز للتدريب”، وأن “معظم” السجناء دخلوها طواعية وضحك الجمهور “لكن الأمر، بالطبع، ليس مضحكا”، يعلق الكاتب، وقالت واحدة من الإيغور واسمها مهريغول تورسان خلال المؤتمر الصحفي، إنها من أوائل من احتجزوا عام 2015 خلال زيارتها والديها قرب مدينة أورومكي، وقضت 13 شهرا في الاحتجاز لم يُسمح لها أثناء ذلك بالاستحمام أو تغيير ملابسها لأشهر مستمرة، مضيفة أنها والنساء الأخريات معها بالزنزانة يسخدمن بالمرحاض سطلا تحت رقابة كاميرا الحراس، كما أنها شهدت وفاة تسع نساء خلال وجودها بالمعسكر، وكشفت تورسان أيضا أن الزنزانات بالمعسكرات مزدحمة للغاية لدرجة أن النساء الستين بها يضطررن للنوم والوقوف والاستيقاظ بالتناوب، مشيرة إلى كثرة الأمراض هناك بسبب حرمانهن من الرعاية الطبية المناسبة. وعن كورونا وتأثيره على المحتجزين، قالت تورسان إنها قلقة بشكل بالغ من أن كثيرا من الناس يموتون.
انتهاكات جسيمة بحق الإيغور
تكشف قائمة سجناء سرية من شينغيانغ تقدم نظرة مفزعة على إجراءات القمع الحكومية ضد الإيغور وحكومة الصين تتحدث عن الحرب ضد الإرهاب، فيما تدل الوثيقة المسربة على شيء آخر عبر مدة زمنية طويلة مصير 311 معتقلا ألقي القبض عليهم لأسباب تافهة كإطلاق اللحية والصلاة وارتداء الحجاب ومكالمة إلى الخارج وعدد كبير من الأطفال وجميع السجناء تم إرسالهم في 2017 و 2018 إلى معسكرات اعتقال وحوالي الثلثين حصلوا لاحقا على إمكانية مغادرة المعسكر مجددا ويخضعون للمراقبة في سكنهم بدون حرية، وعمليات الاعتقال من شأنها إجبار العائلات على التصرف كيف تشاء الدولة الصينية، والوثيقة تبين الحجم الكبير للمراقبة والقائمة لا تشمل فقط 300 سجين، بل مئات الأعضاء من العوائل والجيران والأصدقاء وفي المجموع يتم تدوين أكثر من 1800 شخص بأسماء كاملة وأرقام البطاقة الشخصية ومعلومات عن السلوك الاجتماعي، منها على سبيل المثال: هل يؤدي المعني الصلاة في البيت أو يقرأ القرآن أم يذهب إلى المسجد لأداء كل ذلك ومئات الأسماء الإضافية مسجلة بدون هذه المعلومات والدولة الصينية تصل إلى المعلومات عبر التقنية الحديثة مثل تطبيقات المراقبة أو الكاميرات الأمنية بالتعرف على ملامح الوجه وإضافة إلى ذلك تراهن الحكومة على الزيارات البيتية والاستنطاقات بحق العائلات، وتوجد شبكة من مراكز الشرطة والجواسيس.
الايغور بعد انتشار “كورونا”
في وقت تعيش الصين كابوس فيروس “كورونا” الجديد، قامت بإغلاق بعض معسكرات الاعتقال المخصصة لمسلمي الإيغور، كما أوقفت العديد من الإجراءات الأمنية العلنية التي كانت تتخذها ضد سكان الإقليم، لكنها بدأت مرحلة جديدة خفية للسيطرة عليهم تتجسد في نوع من الرقابة غير واضح ومستمر في إقليم تشنجيانغ. وتقول الصين إن هذه المعتقلات هي مراكز “تدريب مهني” تهدف لإعادة التعليم وإكمال الدراسة بحجة محاربة “التطرف الإسلامي” حسب وصفها، فيما تقول منظمات حقوق الإنسان والناشطون إن حوالي مليون من أبناء إثنية الإيغور تم اعتقالهم في العشرات من هذه المعتقلات خلال السنوات الماضية، بهدف غسيل أدمغتهم ومحو الثقافة والدين لدى الأقلية المسلمة.
لا شكوك في الصحة
يصف خبير شينغيانغ، ريان توم الوثيقة السرية وتوم يدرس بجامعة نوتينغهام ببريطانيا وتخصص في سياسة سلطات الصين تجاه الأيغور “تحتوي على كم كبير من البيانات الخاصة من بلدة صغيرة في جينشيان” وينطلق توم من أن قائمة المعتقلين ليست إلا قمة جبل الجليد “يجب فقط تخيل أن هذا الشيء موجود لكامل جينشيان وتجميع البيانات مروع” والقائمة دليل على أن الصين تعاقب الأيغور جماعيا:” الزج بمليون شخص في معسكرات اعتقال ليس حلا معقولا لأعمال عنف قلة من الناس”، وقائمة المعتقلين تتكون من 137 صفحة بحسب DW في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 من عبد الولي أيوب، القائمة لا تحمل أي خاتم أو توقيعات لكن المضمون واللغة تتطابق مع وثائق سرية أخرى مثل “وثائق شينغيانغ” المنشورة مثلا من طرف نيويورك تايمز أو تلك الوثائق التي نشرتها شبكة الصحفيين الاستقصائيين وبحسب DW تم العثور على أقارب وأصدقاء بعض السجناء الإيغور الذين يؤكدون بيانات شخصية ومعلومات هامة عن ظروف حياة المعتقلين.
استخدام الإيغور في اختبارات انتاج دواء كورونا
يوجد أكثر من مليون مسلم من الإيغور في معسكرات الاعتقال والخبراء حذروا من أن تلك المعسكرات ستكون أرضًا خصبة لتكاثر الفيروس وذلك للظروف القاسية التي تعيش فيها هذه الأقلية المسلمة والتي تنعدم فيها الحياة بصفو صحية وسليمة، ذكرت السلطات الصحية المحلية أن رجلاً يبلغ من العمر 47 عامًا ورجلًا يبلغ من العمر 52 عامًا أصيببا في شينجيانغ، وقال مالك بيريس، رئيس قسم علم الفيروسات بجامعة هونغ كونغ ، إن الارتفاع الحاد في عدد الإصابات في الأيام الأخيرة يشير إلى حدوث انتشار كبير للعدوى، على الرغم من أنه يمكن تفسير ذلك أيضًا بجهود المراقبة الموسعة.
أرسلان هدايت ، وهو ناشط أسترالي من الإيغور ، تحدث عن القلق الذي ينتاب مجتمع الإيغور حول تلقيهم للمساعدات حول حظوظهم الضئيلة في تلقي المساعادت والادوية مع تفشي الفيروس، وقال ل news.com.au: ” إن الحكومة الصينية بالكاد تحصل على ما يكفي لمواطني الهان الصينيين، ناهيك عن إيصالها إلى شينجيانغ”. “إذا انتهى الأمر بالانتشار، فإن الإيغور لن يحصلوا على نفس الدعم الذي يتلقونه الصينيون في ووهان والمدن على الساحل الشرقي.”
لكنه يخشى أكثر من أمر يثير الرعب وهو أن الحكومة الصينية يمكن أن تجري اختبارات طبية على الإيغور المحتجزين لإنتاج الدواء او التلقيح، وقال “يمكنهم استخدام الإيغور كخنازير غينيا لإيجاد علاج لفيروس كورونا هذا ما يقلقني”، وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أنها عملية روتينية بالفعل أن يقوم مسؤولو شينجيانغ بجمع عينات دم من مئات الإيغور كجزء من جهد جماعي لجمع الحمض النووي، وقال الإيغوريون الذين فروا من البلاد إن المسؤولين كانوا يجمعون بشكل روتيني عينات دم من مئات المحتجزين تحت غطاء برنامج الفحص الصحي الإلزامي ، الذي تم إيداعه وتخزينه كجزء من حملة “المراقبة الشاملة” في المنطقة.
يقول آخرون إنهم حقنوا بمواد غير معروفة وأجبروا على تناول الدواء دون أن يخبروا بما هو بالضبط، نظرًا لتضخيم المخاوف بشأن انتشار فيروس كورونا ، فإن علامة هاشتاغ #VirusThreatInCamps أصبحت منتشرة بكثرة، حيث عبر الإيغور عن مخاوفهم بشأن ما يمكن أن يعنيه انتشار أفراد الأسرة المحتجزين في المخيمات.
هل سينقذ فيروس كورونا مسلمي الإيغور؟
دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، المجتمع الدولي إلى ضمان أمن الإيغور والكازاخستانيين الذي يرغبون في مغادرة الصين، جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الكازاخي مختار تلبردي في العاصمة نور سلطان التي يجري إليها زيارة رسمية، وقال بومبيو إن واشنطن تدعو جميع دول العالم للمساهمة في الضغط على بكين من أجل إنهاء ضغوطها على الإيغور والكازاخيين الذين تحتجزهم في معسكرات الاعتقال باقليم تركستان الشرقية.
وأوضح أنه تناول مع نظيره الكازاخي، أوضاع الأقليات في تركستان الشرقية، والضغوط التي يتعرضون لها من قِبل السلطات الصينية، وتطرق بومبيو إلى الملف الأفغاني قائلا: “نشكر كازاخستان لمساهمتها في إحلال السلام بأفغانستان وجهودها المبذولة من أجل تحقيق الصلح بين الأطراف المتنازعة” ومن جانبه قال وزير الخارجية الكازاخي مختار تلبردي، إن الوجود الأمريكي في منطقة آسيا الوسطى، سيساهم في رفع مستوى المعيشة بدول المنطقة.
وأضاف أنه تناول مع نظيره الأمريكي المستجدات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين، ومنذ عام 1949، تسيطر بكين على إقليم تركستان الشرقية، وهو موطن أقلية الأويغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم “شينجيانغ”، أي “الحدود الجديدة”، وفي أغسطس/آب 2018، أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة بأن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من الأويغور في معسكرات سرية بتركستان الشرقية.
وتفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليونا من الإيغور، فيما تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون، أي نحو 9.5 بالمائة من السكان، وكانت قد أعلنت السلطات الصينية، عن فرض قيود وإجراءات مشددة على السكان في مدينة ونتشو الواقعة شرقي الصين والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 9 ملايين نسمة، وذكر موقع أخبار آسيا” أن السلطات الصينية أغلقت عدداً كبيراً من طرقاتها الرئيسية في محاولة لاحتواء فيروس كورونا الذي يتفشّى بوتيرة سريعة في المدينة.
رابط المصدر:
https://annabaa.org/arabic/violenceandterror/23484