بهاء النجار
بعد قرار الحكومة العراقية بضرورة رفع الحظر الخاص للوقاية من انتشار فايروس كورونا وجدنا من الضروري أن نضع طريقة تساعد المواطنين من التعايش مع فايروس لا يرى ولا تُعرَف له وسيلة دفاع واضحة .
وأفضل وسيلة للتعايش مع الفايروس هو الاعتماد على قانون الاحتمالات ، هذا القانون الذي يستخدمه كل المواطنين تجاه أي خطر محتمل ومنها خطر فايروس كورونا ولكن من حيث لا يشعرون ومن دون أي تخطيط وتنظيم ، فكل مواطن مثلاً يتعامل مع الفايروس في بيته بدرجة وقاية أقل من تعامله معه في خارج البيت ، مع إنه غير متيقن من أن خطر الفايروس في بيته بالفعل أقل من خارج البيت ، ولكنه يحتمل هذا الاحتمال ، لذا ما علينا سوى أن نوسّع هذا التعامل مع قانون الاحتمالات لنوسع تعايشنا مع الفايروس .
أولُ أمرٍ لا بد من الالتفات إليه ووضعه كنقطة شروع للموضوع هو أن التعايش أمر لا بد منه كما أن الوقاية ومحاربة الفايروس أمر لا بد منه ، فلا يمكن أن نوقف الحياة بسبب الفايروس ولا يمكن أن نعرّض حياتنا للخطر بسبب التعايش ، أي أننا كلما تقدمنا باتجاه التعايش المفرط سنعرّض حياتنا للخطر ، وكلما اتجهنا نحو الوقاية المفرطة عرّضنا التعايش واستمرار الحياة الى التوقف ، لذا لا بد أن نوازن بين الحالتين .
الأمر الثاني الذي يجب مراعاته هو الإطلاع على المعلومات العامة عن الفايروس وكيفية انتقاله وتحديثها بين الحين والآخر بحسب ما تصدره المؤسسات الصحية الرصينة ، لأن هذه المعرفة ستجعل المواطن يحدد الطريق الأمثل والمتوازن بين الوقاية من الفايروس والتعايش معه ، فما بين المصاب وبيننا عدة وسائل وظروف لانتقال الفايروس تختلف شدة نقلها للفايروس بين وسيلة وأخرى وظرف وآخر ، ووفق ذلك تُبنى الاحتمالات التي يجب أن تكون هي أساس التعايش مع الفايروس .
أما الأمر الثالث فيفترض بكل من يريد الموازنة بين الوقاية والتعايش عليه معرفة الأسباب الرئيسية للإصابة بالفايروس والأسباب الثانوية كي نتجنب كل مجموعة من الأسباب وفق أهميتها واحتمالية حدوثها ، فأكبر مصدر للعدوى بالفايروس هم المصابون بالفايروس نفسه ، وبالتالي الوقاية من الإصابة يجب أن تكون 100% عند التعامل مع المصابين والتعايش يجب أن يقل الى 0% ، ربما يزداد التعايش شيئاً قليلاً بالنسبة لذوي المصاب او الكوادر الطبية الأبطال لمساعدته على عبور أزمته ، ولكن يجب أن لا يرتفع كثيراً .
أما السبب الرئيسي الثاني للإصابة فهُم الملامسون للمصاب ، وهؤلاء يجب تجنب التعامل معهم بدرجة عالية ولكن إذا أثّر ذلك على التعايش يمكن تقليلها بحسب أهمية التعايش ، أما باقي الأسباب فهي ثانوية ، مثل العدوى عن طريق ما يلمسه كل من المصاب والملامس من أشياء وانتقالها الى الآخرين عبر الملامسة ، او من خلال الرذاذ المتطاير من المصابين وغيرها من الأسباب .
وسنورد في القسم الثاني بعض الأسس التي يمكن أن تفيدنا في الجانب العملي والتطبيقي باستخدام قانون الاحتمالات في التعايش مع الفايروسات .
رابط المصدر: