الملخص:
تحكمت واشنطن في كل جهود حلّ القضية الفلسطينية منذ الحرب العالمية الثانية بسبب الهيمنة الأميركية على العالم التي ظهرت إرهاصاتها مع هذه الحرب وما تلاها. وخلال هذه الفترة، التي استهلت مع فرانكلين روزفلت في عام 1933، تعاقب على البيت الأبيض مجموعة من الرؤساء الديمقراطيين والجمهوريين، الذين تبنوا رؤى ومبادرات مختلفة من أجل الحلّ. وبغية إبراز أهم هذه السياسات وتأثيرها على مسار مفاوضات السلام، تبنت هذه الورقة منهجاً تاريخيا، وانتهت إلى مجموعة من النتائج التي أهمها أنَّ الولايات المتحدة تفننت في إدارة الصراع، وليس حله أو تسويته. وتأثرت أيّ قرارات للرؤساء الأميركيين دوماً بالمصالح الانتخابية، والحاجة إلى أصوات اليهود علاوة على وجود لوبي صهيوني قوي يضغط من أجل صالح إسرائيل. ويُصَوّت اليهود الأميركيون دوماً لصالح الديمقراطيين بطريقة جعلت الرؤساء الجمهوريين يتخذون قرارات في صالح إسرائيل لتأمين مستقبلهم السياسي. وخلصت الورقة كذلك إلى أنَّ الغالبية العظمى من اتفاقيات السلام بين العرب وإسرائيل كانت في وجود إدارات ديمقراطية على الرغم من أن مفاوضات مدريد، التي كانت نقطة فارقة في تاريخ هذا الصراع، كانت في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش الأب، وعلى الرغم من أنَّ الاتفاقيات الإبراهيمية جاءت برعاية الرئيس الجمهوري ترامب. وتبقى فترة السبعينات هي الأهم بين جميع الفترات التي تناولتها الورقة بسبب ألفريد كيسنجر، الذي رسم السياسة الخارجية الأميركية تجاه ملفات عدة في عهد ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد.