أوردت صحيفة Cyprus Mail المُستقلة الصادرة في قبرص / اليونانية في 25 نوفمبر2024 أن الرئيس القبرصي /اليوناني نيكوس خريستودوليديس قدم إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن أثناء زيارته الأخيرة للولايات المتحدة في 30أكتوبر2024خطة لانضمام قبرص المحتمل في المستقبل إلى حلف شمال الأطلسي وبحسب صحيفة kathimerini اليونانية التي وصفت هذه الخطة “بالجــــريــــئــة “أيضاً لتضمنها إمكانية بقاء القوات الأميركية بشكل دائم على أرض الجزيرة القبرصية فإن الخطة التي “قبلتها واشنطن بشغف وأن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان وصفها بأنها “خيار مربح للجانبين” ووصفت الصحيفة هذه الخطة بأنها مفصلة ومدروسة جيدامع تخطيط طويل الأمد وتتكون من العديد من المراحل المترابطة” وأشارت صحيفة كاثيميريني أن الخطة القبرصية تم استقبالها بشكل إيجابي في واشنطن وأشارت الصحيفة إلى أن هذه ليست المحادثة الأولى حول انضمام قبرص إلى حلف شمال الأطلسي فالمناقشات الأولية حول هذا الاقتراح نُوقش مع نائبة وزير الخارجية الأمريكية السابقة فيكتوريا نولاند واستمرت المناقشات مع ممثلي البنتاجون وقد أدى العرض الرسمي للخطة في زيارة الرئيس القبرصي/اليوناني الأخيرة لواشنطن في 30 أكتوبر2024مما نقل المناقشات الأولية بشأن الإنضمام القبرصي المُحتمل لحلف شمال الأطلنطي إلى مستوى سياسي جديد .
حددالرئيس القبرصي/اليوناني كريستودوليديس في خطته للإنضمام لحلف شمال الأطلنطي التي قدمها للرئيس الأمريكي بابدن في إجتماعهما بالبيت الأبيض في 30أكتوبر2024 ثلاثة أهداف استراتيجية رئيسية لدعم الولايات المتحدة لقبرص /اليونانية هي :
الـهـدف الأول / تأمين إعفاء أطول أمدًا من حظر الأسلحة الأمريكي والانتقال من التجديد السنوي إلى فترات مدتها ثلاث أو خمس سنوات وتعهد الرئيس بايدن بالعمل مع الكونجرس في هذا الشأن مع إجراء تغييرات تشريعية بالفعل .
الهدف الثاني / توسيع فرص التدريب العسكري المشترك لأعضاء الحرس الوطني القبرصي في الأكاديميات العسكرية الأميركية ومن المتوقع أن ينمو هذا البرنامج الذي تم إضفاء الطابع الرسمي عليه مؤخرا من خلال توفير أماكن تدريب إضافية الأمر الذي من شأنه أن يعزز العلاقات الدفاعية الثنائية .
الهدف الثالث / تحديث البنية الأساسية الدفاعية في قبرص لتتوافق مع معايير حلف شمال الأطلسي وقد أثبتت قبرص أهميتها الاستراتيجية من خلال مرافقها العسكرية وموانئها ومطاراتها التي تدعم بالفعل العمليات الأميركية وتشمل المناقشات التوسع المحتمل لقاعدة “أندرياس باباندريو” الجوية في بافوس بدعم مالي من الولايات المتحدة لاستيعاب وجود عسكري أميركي دائم .
الخطة القبرصية/اليونانية للإنضمام المُحتمل لحلف شمال الأطلنطي تعتبر الآن في نظر القبارصة /اليونانيين “مبادرة ناضجة سياسيا” ووفقاً في نظر المراقبين السياسيين وكذا الإعلام ومنهم صحيفة kathimerini اليونانية التي أشارت إلي أن الرئيس القبرصي خريستودوليديس أولي إهتماماً بإضفاء الطابع الرسمي على العلاقة بين قبرص وحلف شمال الأطلسي وأنه تحقيقاً هذه الغاية فلا بد من سلسلة من أحداث في قبرص اليونانية ترتبط بهذه العضوية المرجوة تبدأ بالتطورات المتعلقة بالمشكلة القبرصية والتقدم المحرز في القضايا الأوروبية التركية وقال مراسل صحيفة كاثيميريني في العاصمة الأميركية إن الرئيس القبرصي /اليوناني خريستودوليديس قدم أيضا الخطة إلى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته على هامش قمة المجموعة السياسية الأوروبية في بوخارست في 19 يوليو2024 .
وفقاً لما أشار إليه موقع Goa Chronicle في 25 نوفمبر2024فإن خطة الإنضمام المُحتمل لقبرص/ اليونانية لحلف شمال الأطلنطي التي قدمها الرئيس نيكوس كريستودوليديس هي خطة للتكامل التدريجي في منظمة حلف شمال الأطلسي (NATO) تم إضفاء الطابع الرسمي على هذه المبادرة وجري تطويرها سياسياً واستراتيجياً مؤخراً خلال اجتماع الرئيس القبرصي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في 30 أكتوبر2024 وتركز هذه الخطة التي حددها على ثلاث أولويات رئيسية : (1) إقامة علاقات مؤسسية مع حلف شمال الأطلسي وفي هذه المرحلة الأولي والتمهيدية لإستراتيجية الإنضمام سيجري تعميق علاقة قبرص بحلف شمال الأطلسي من خلال الانضمام إلى المنظمات التحضيرية المرتبطة بالحلف ولكن هذا يتطلب إحراز تقدم في حل القضية القبرصية وتحسين العلاقات الأوروبية التركية (2) الحصول على معدات دفاعية أمريكية (3) تحديث القدرات العسكرية لقبرص لتلبية معايير حلف شمال الأطلسي ويتطلب تحقيق هذه الأهداف إحراز تقدم سياسي كبير بما في ذلك حل القضية القبرصية القائمة منذ فترة طويلة وتحسين العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا وهذه الخطوات ضرورية للتغلب على الحواجز البنيوية التي تعيق حالياً مسار قبرص نحو العضوية الكاملة في حلف شمال الأطلسي .
بالإضافة إلى الطلبات الدبلوماسية قدمت قبرص للولايات المتحدة ثلاثة طلبات استراتيجية للتقرب من حلف شمال الأطلسي (أولها) تطلب قبرص تحويل الإعفاء من حظر الأسلحة الأميركي الذي يتم تجديده كل عام إلى اتفاقية طويلة الأجل تستمر لمدة ثلاث إلى خمس سنوات على الأقل ووعد الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن بالتشاور مع الكونجرس بشأن النظر في هذا الطلب “المعقول”وقد يتم إدراج تعديل بشأن هذه القضية في ميزانية الدفاع الوطني الأميركية قبل نهاية عام2024 (ثانيها) طلبت قبرص زيادة عدد المقاعد المخصصة لتدريب ضباط الحرس الوطني في الأكاديميات العسكرية الأميركية وهناك تم استقبال هذا الاقتراح بشكل إيجابي حيث اعتبره الجانبان تطوراً مفيداً للطرفين (ثالثها) تطلب قبرص مساعدة الولايات المتحدة لتحديث قدراتها العسكرية لتلبية معايير حلف شمال الأطلسي .
هذه الطلبات القبرصية بقدر ما هي إحتياج قبرصي للموائمة مع متطلبات أخري لحلف الأطلنطي فهي بنفس القدر وربما أكثر تعد طلبات أمريكية أيضاً فبالنسبة للعسكرية الأمريكية فقبرص/اليونانية تمتلك بالفعل بنية أساسية كبيرة بما في ذلك الموانئ والمطارات والمرافق العسكرية وتخدمها الآن القوات المسلحة الأميركية وهي تعتبر “حيوية للاستراتيجية الإقليمية الطويلة الأجل فالولايات المتحدة مثلاً مهتمة بقاعدة أندرياس باباندريو في بافوس والتي تسعي واشنطن لتوسيعها وناقشوا ذلك بالفعل مع القبارصة , ولكن هناك قيود مكانية بسبب الاضطرابات الأجنبية القائمة هناك ولحل هذه المشكلة فإن قبرص مستعدة للتقدم بطلب للحصول على مساعدة مالية من الولايات المتحدة لتوسيع القاعدة ولو تم ذلك فسوف تفي بالمعايير الأميركية وتصبح قادرة على استضافة أفراد أميركيين على أساس دائم وقد وصف وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الذين يتمتعون بنفوذ في أهم لجان الكونجرس هذه المنشأة بأنها “ذات أهمية استراتيجية كبيرة” ولذلك يتجلى الدور المتزايد لقبرص في الاستراتيجية الأميركية أيضاً في مناقشات رئيس قبرص مع شخصيات رئيسية من الأغلبية الجمهورية في الكونجرس بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات إذ وصف أحد أعضاء مجلس الشيوخ قبرص بأنها “دولة يمكننا الاعتماد عليها لتحقيق ما نريده في المنطقة” ويدرك مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية القادم ماركو روبيو الديناميكيات الجيوسياسية بشكل عميق ويخطط لتعزيز التعاون مع الشراكة الثلاثية بين إسرائيل واليونان وقبرص/ اليونانية .
في تعليق رسمي موات للخطوة القبرصية /اليونانية صدرفي 26 نوفمبر2024عن الإتحاد الأوروبي خلال مؤتمر صحفي قال ممثل الاتحاد الأوروبي إن هدف الحكومة القبرصية يظل هو تعزيز قدرة الردع الدفاعية لجمهورية قبرص من خلال التعاون الاستراتيجي مع دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا والتوافق مع معايير وإجراءات المنظمات الدولية للناتو وفي أكد ممثل الحكومة أيضًا على أهمية الإعداد المناسب للاجتماع الخماسي الموسع، بهدف استئناف المفاوضات حول القضية القبرصية وفي نفس المؤتمر الصحفي وردا على سؤال حول ما إذا كان انضمام قبرص إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) ستتم مناقشته في القمة الحكومية الدولية مع اليونان أشار المتحدث الرسمي للحكومة القبرصية ليتمبيوتيس إلى هدف جمهورية قبرص وهو تطوير برنامجها الدفاعي قدر الإمكان وهذا- كما ذكر – ثبت من خلال تصرفات الحكومة وقد تمت مناقشته خلال اللقاء الأخير لرئيس الجمهورية مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في 30 أكتوبر2024 أي تعزيز التعاون في مجالي الدفاع والأمن وأضاف أن هذه القطاعات تدخل في إطار الحوار الاستراتيجي وأوضح أن “ما وضعناه كهدف لنا هو تحقيق أكبر قدر ممكن من المواءمة بين الخطط الدفاعية لبلادنا مع منظمة أو مع الدول الأعضاء في منظمة مثل الناتو سواء كان ذلك يتعلق بتدريب أفرادنا أو اعتماد “البروتوكولات أو الطريقة التي يتقدم بها برنامجنا للأسلحة أو يتم إعداده” وقال أيضًا إنه يتم في هذا الجهد استخدام جميع أشكال التعاون مع دول مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في حين أكد أن موقف تركيا في مثل هذه المناقشة المحتملة معروف ويحتوي على جوانب سياسية فــ”سنواصل بذل الجهود لتعزيز قدرتنا على الردع والدفاع ولكن أيضًا من خلال هذا التآزر المهم للغاية مع الدول لتعزيز الدور المهم للغاية الذي نلعبه في المنطقة ودورنا الإنساني المهم للغاية في المنطقة” وقال ليتمبيوتيس: “سواء من خلال تنفيذ ممر أملثيا الإنساني أو من خلال إجلاء المواطنين من المنطقة”.
أشار موقع Goa Chronicle في شـأن الخطة القبرصية للإنضمام لحلف شمال الأطلنطي إلي أنه على الرغم من فوائدها المحتملة فإن هذه الخطة تُواجه بالعديد من التحديات منها :
1- أن الصراع علي أرض الجزيرة القبرصية مازال عصياً علي الحل والجزيرة فمازالت الجزيرة بعد مُـقـسمة بين جمهورية قبرص اليونانية وجمهورية شمال قبرص التركية التي أُعلنت علي 37% من أراضي الجزيرة بعد الغزو التركي للجزيرة في يوليو1974وهو ما يشكل عقبة رئيسية أمام هذه الخطة فتركيا العضو الرئيسي في حلف شمال الأطلسي منعت تاريخيا مشاركة قبرص في المؤسسات الأوروبية الأطلسية وأي تحرك نحو عضوية حلف شمال الأطلسي من شأنه أن يزيد من حدة التوترات ولئــلا ننسي فقد ت كان لتركيا موقف مُشابه فقد سبق وقدّمت السويد في مايو 2022في أعقاب حرب أوكرانيا ترشيحها لعضوية حلف شمال الأطلسي تزامناً مع فنلندا التي أصبحت في أبريل 2023 العضو الحادي والثلاثين في الحلف وأجبرت تركيا البلدين على فصل طلبيهما بعدما اعتبرت أنّ طلب السويد لا يستوفي شروطها وصادقت بعد بضع جولات محادثات على طلب فنلندا وأخيراً وفي يناير2024 نشرت الجريدة الرسمية بتركيا بروتوكولاً بشأن انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي وهي خطوة فنية أخيرة في إطار تصديق أنقرة على مسعى الدولة الاسكندنافية للانضمام لحلف شمال الأطلنطي الذي تقوده الولايات المتحدة وبعضوية السويد وفنلندا في حلف شمال الأطلنطي كنتيجة لحرب أوكرانيا التي بدأت في 22 فباير2022تكون البلدان قد تخلتاعن سياسة الحياد التي اتبعتاها لعقود بعد الحرب العالمية الثانية وعن سياسة عدم الانحياز العسكري التي اتبعتاها منذ نهاية الحرب الباردة .
2- سيتعين على قبرص – قبل وحتي حال قبول طلب إنضمامها لحلف شمال الأطلنطي – أن تعالج المقاومة الداخلية المتوقعة خاصة من حزب AKEL (حزب سياسي شيوعي قبرصي/يوناني تأسس عام 1926)خاصة وأن قبرص ومنذ استقلالها في عام 1960وضعت سياستها التاريخية علي أساس من حيادها وكانت عضو ناشط في حركة عدم الانحياز ولهذا فانضمامها المُحتمل لحلف شمال الأطلسي سيتطلب تحولا سياسيا كبيرا وإجماعا داخل البلاد إلى جانب إعادة تعريف أولوياتها الاستراتيجية وسيصيب مركز قبرص اليونانية بصدع أو شـــرخ خــطـــيـر يُعرض شبة علاقاتها بالقوي الكبري مثل روسيا والصين ومن المؤكد أن صانعي ومتخذ القرار السياسي القبرصي /اليوناني مُلم ومُدرك لكل تداعيات قراره وآثر المُخاطرة فالقبارصة/اليونانيين يأسوا من تسوية نزاعهم مع القبارصة /الأترك ومع تركيا بالتالي .
3- بلا شك سيثير احتمال زيادة الوجود العسكري الأجنبي تساؤلات حول السيادة الوطنية ومع وجود قاعدتين عسكريتين بريطانيتين تعملان بالفعل على الجزيرة فإن المزيد من التوسع للقوات المتحالفة من شأنه أن يثير المعارضة المحلية وخاصة بين شرائح من السكان القبارصة .
ماذا تعني الخطة القبرصية / اليونانية للعضوية في حلف شمال الأطلنطي :
– من حيث المبدأ أعتقد وربما غيري كثيرون أن الخطة القبرصية/اليونانية لنيل العضوية في حلف شمال الأطلسي ستظل لأمد قصير حلم قبرصي يوناني يستمد حياته وتفاصيلها من الخيال السياسي صحيح أن هناك ثمة خطة محددة للتعاون الدفاعي بين جمهورية قبرص والولايات المتحدة هدفها النهائي حصول قبرص/اليونانية علي عضوية حلف شمال الأطلنطي في المستقبل لكن الواقع يؤكد أن هذه الـخـطـة لا تزال بعيدة كل البعد عن الـتحـقـق فخلال الاجتماع في البيت الأبيض لم يتم فتح سوى مناقشة حول إنشاء “علاقة قرابة” غير مباشرة لقبرص مع حلف شمال الأطلسي خطواته الأولي بدأت بتعزيز التعاون الدفاعي الثنائي بين الولايات المتحدة وقبرص/اليونانية على أساس الحوار الاستراتيجي وخريطة الطريق الموقعة في سبتمبر2024 ورغم أن المصادر الحكومية القبرصية تؤكد رغبة نيقوسيا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي على المدى الطويل إلا أن الخـطـة الـقـبرصيـة /اليونانية تـقـفـز في عالم الخيـال الـسـيـاسـي من فوق مـوانه مـخـتـلـفـة أعــــلاها “الفيتو” التركي الــتــلـــقـــائي .
– إن مجرد الإعلان القبرصي / اليوناني في وسائل الإعلام – وهو أعلان لم ينفه المتحدث الرسمي باسم الحكومة القبرصية / اليونانية – كـــفـــيـــل بـأن يُرافــق العلاقات بين قبرص اليونانية بل وبين اليونان نفسها وروسيا إلي أن تصل وبـسـرعـة إلي نقطة اللاعودة والإفتراق فمنذ أن علمت أجهزة الإستخبارات الروسية عن هذه الخطة القبرصية – وبالطبع فإن علم الروس سابق عن توقيت إعلان القبارصة /اليونانين الذي كان في 30 أكتوبر2024- فمن المتوقع أن يكون السلوك الروسي علي الإعلان القبرصي بطلب قبرص الإنضمام لحلف شمال الأطلسي مــشابهاً للسلوك الروسي إزاء حالة أوكرانيا مع بعض التعديلات لغرض الموائمة لا أكثر فقد قامت روسيا بعدما أعلنت أوكرانيا عن طلبها الإنضمام لحلف شمال الأطلنطي سارعت روسيا بغزو الأراضي الأوكرانية في 22 فبراير2022 وضمت جزءاً من أراضيها , ونظراًلإختلاف موقعي قبرص/ اليونانية لذا سيكون الروسي دبلوماسي/سياسي محض لكنه سيكون مؤلماً للقبارصة اليونانيين ولليونان بإعتبارها الداعمالمُطلق لقبرص /اليونانية ولإن موقع قبرص حاكم وفريد في شرق المتوسط – مخرج الأسطول الروسي للمياه الدفيئة – لذا فقرار قبرص/اليونانية الإنضمام لحلف شمال الأطلنطي قرار مُوجه لقلب الأمن القومي الروسي وليس لشيء آخر لذا فسيُعتبر هذا القرار من وجهة نظر الإستراتيجية العسكرية والبحرية الروسية شديد الأهمية والخطورة لأنه ضـــار بالأمن القومي الروسي وبالتالي فإنضمام قبرص المُحتمل لحلف شمال الأطلنطي يُشكل مساراً حرجاً للإستراتيجية العسكرية / البحرية الروسية علي وجه التعيين خاصة وأن أهم مسطح بحري لروسيا هو البحر الأسود يليه مباشرة البحر المتوسط وتقع قبرص في شرقه أمام السواحل السورية واللبنانية ومجرد توفر قاعدة أمريكية ثابتة للأمريكيين علي الأراضي القبرصية/ اليونانية مكتملة الأصول العسكرية سيعمل علي خفض القدرة الروسية الحرة علي المناورة في البحر المتوسط خاصة وأن معظم إن لكن كل الدول المُطلة عليه إما أعضاء في حلف شمال الأطلنطي وإما أنها دول تدور في الفلك الأمريكي بإستثناء تركيا التي أنهكت بسياستها المراوغة بإعتبارها عضو هام بحلف شمال الأطلنطي القيادة الأمريكية لهذا الحلف حتي وهي تستضيف العسكرية الأمريكية فيقاعدة أنجرليك بتركيا نفسها وبالتالي يمكن وصف الإنضمام القبرصي لحلف الأطلنطي بأنه بمثابة القفل المحكم فقبرص /اليونانية سيتغير وضعها العسكري إن تم هذا الإنضمام الذي سيتيح إقتراباً أمريكياً وأطلسياً من القاعدتين الروسيتين بسوريا الأولي بحرية وتقع في طرطوس وهي القاعدة الوحيدة للبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط للإصلاح والتجديد والقاعدة الثانية هي قاعدة حميميم الجوية العسكرية بجنوب شرق مدينة اللاذقية , وإجمالاً يمكن القول أن كل من قبرص اليونانية واليونان أسفرتا تماماً عن عداءهما لروسيا وأعتقد أن روسيا قد إقتربت أكثر من أي وقت مضي خلال السنوات الثلاث الماضية أي منذ بدء الحرب الأوكرانية /الروسية في 22 فبراير2022وحرب غزة في 7 أكتوبر2024 أقتربت من إتخاذ قرار قد ي‘ادل مجرد إعلان قبرص /اليونانية عن خطتها بشأن الإنضمام لحلف شمال الأطلنطي وهو قرار الإعتراف الروسي بجمهورية شمال قبرص التركية , وبدت أول ردود فعل الروس ومنها مثلاً أنه في الفترة القصيرة الماضية تدخلت الحكومة القبرصية/ اليونانية بشكل نشط لمنع الإجراءات التركية الرامية إلى بيع ممتلكات القبارصة اليونانيين في المناطق ” المحتلة” وفي منتصف نوفمبر2024شاركت شركات البناء من الأراضي المحتلة(جمهورية شمال قبرص التركية) في معرض موسكو الدولي للعقارات حيث روجت للبيع غير القانوني لممتلكات القبارصة اليونانيين وردًا على ذلك اتخذ سفير قبرص في روسيا، كيبروس جورجاليديس إجراءات فورية حيث تقدم بشكاوى إلى وزارة الخارجية الروسية وكانت الوزارة قد أصدرت في وقت سابق تحذيرًا للسفر في الصيف محذرة المواطنين الروس من شراء العقارات في المناطق “المحتلة” كما أرسل السفير القبرصي رسالة إلى منظمي المعرض احتجاجًا على العروض الترويجية غير القانونية وطلب إزالة الإعلانات المتعلقة بسرقة الممتلكات وشاركت في المعرض ثماني شركات من الأراضي المحتلة بينها شركة مقرها موسكو وأخرى في الإمارات وجميعها مرتبطة بحسب التقارير بمصالح تركية وبالإضافة إلى ذلك إذا اشترى مواطنون روس أو اشتروا عقارات تابعة لقبرص اليونانية في المناطق “المحتلة” فقد يواجهون عواقب قانونية وبموجب اتفاق ثنائي أبرم عام 1984 بين الاتحاد السوفييتي وقبرص فإن أي حكم يصدر ضدهم يمكن تنفيذه في روسيا وقد تناولت وسائل الإعلام التركية رسالة السفير القبرصي على نطاق واسع ووصفتها بأنها تحذيرية وذكرت أن الرسالة أوضحت عدم قانونية مثل هذه المعاملات العقارية وسلطت الضوء على تورط مجموعة “AFİK” في الترويج لبيع ممتلكات القبارصة اليونانيين ومجموعة AFİK هذه مملوكة لسيمون ميسترييل أيكوت الذي سبق أن ألقت السلطات القبرصية القبض عليه بتهمة سرقة الممتلكات في المناطق “المحتلة” .
إتـصـالاً بهذه النقطة أشار مـوقع GREEK CITY TIMES في 25نوفمبر2024تحت عنوان : “قبرص: مركز عسكري أميركي متنامٍ في شرق البحر الأبيض المتوسط ” إلي أن”قبرص ذات أهمية متزايدة في الاستراتيجية العسكرية الأميركية في شرق البحر الأبيض المتوسط مما دفع البعض إلى وصفها بحاملة الطائرات الأميركية الجديدة التي لا تغرق وقد أدى توقيع خارطة طريق التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة وقبرص في سبتمبر 2024 بالتزامن مع اجتماع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس مع الرئيس جو بايدن إلى ترسيخ هذه الشراكة المتنامية , إن هذه خارطة الطريق بين قبرص والولايات المتحدة تعمل على ترقية دور قبرص بشكل كبير إلى ما هو أبعد من وظيفتها التقليدية كمركز عبور لإجلاء المدنيين من الأزمات في الشرق الأوسط فالجزيرة تستضيف الآن منشآت عسكرية أميركية بما في ذلك مهبط للطائرات العمودية في قاعدة ماري البحرية وقاعدة “أندرياس باباندريو” الجوية في بافوس والتي تستخدمها الطائرات الأميركية والألمانية ومن العوامل التي تعزز الوجود الأميركي إنشاء “مركز التحكم في شرق البحر الأبيض المتوسط” والاستحواذات العسكرية الأخيرة التي أجرتها نيقوسيا وقد كشف إسقاط مروحية بلاك هوك أمريكية من طراز إم إتش-60 بالقرب من قبرص في نوفمبر2023عن وجود وحدة عمليات خاصة لم يتم الكشف عنها من قبل تم نشرها لدعم إسرائيل في أعقاب هجوم حماس وقد سلط هذا الحادث الضوء على الأهمية المتزايدة للجزيرة في العمليات الأمريكية في الشرق الأوسط ورغم أن انضمام قبرص إلى حلف شمال الأطلسي يظل احتمالاً قائماً فإن الفيتو التركي المحتمل يشكل عقبة كبيرة ولكن الأهمية الاستراتيجية المتزايدة لقبرص بالنسبة للولايات المتحدة قد تؤدي إلى تغيير الديناميكيات وتجعل العضوية احتمالاً أكثر واقعية والواقع أن حل القضية القبرصية يشكل مفتاحاً للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وقد أعربت تركيا بالفعل عن معارضتها الشديدة للعلاقة العسكرية الناشئة بين الولايات المتحدة وقبرص , إن العمليات التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في قبرص تتم بالتنسيق مع القواعد البريطانية القائمة كما تعمل طائرات التجسس الأميركية وغيرها من الوحدات على نطاق واسع في البحر الأبيض المتوسط وتؤكد هذه التطورات على ظهور قبرص كمركز محوري للأنشطة العسكرية الأميركية في المنطقة .
– إن الولايات المتحدة صعدت قبرص / اليونانية داخل نطاق إستراتيجيتها العسكرية الأطلسية في أعقاب وليس قبل طوفان الأقصي في 7 أكتوبر2023 وحرب جنوب لبنان في مواجهة الكيان الصهيوني التي بدأت كاسناد لجبهة غزة وأنتهت حرب مباشرة بين حزب الله وبين الجيش الصهيوني وهاتين الحربين كـــشــفـا بوضوح أن جزءاً كبيراً من المكانة التي يتمتع بها جيش الصهاينة تحققت بفضل الإعلام الصهيوني والغربي أي أنها مكانة عادية تضع جيش “الدفاع الصهيوني”في مرتبة متقدمة علي الجيوش العربية الضعيفة التي تحافظ علي الأنظمة والسبب الوحيد لهذه المرتقبة المتقدمة أن “جيش الدفاع” الصهيوني مهمته الرئيسية حـمـاية الفكرة الصهيونية وليس نظام الحكم ومع ذلك ولإنها فكرة بــاطلة ومن السهل علي جنودالجيش الصهيوني التخلي عنها مقابل حياتهم المُهددة بحق في ساحة الوغي حيث يواجهوا لأول مـرة جنود عـقائديون ينتمون للمقاومة الإسلامية الفلسطينية وحــزب الله , ولذلك فالولايات المتحدة أغرت قـــبرص /اليونانية بالسعي للإنضمام إلي حلف شــمــال الأطــلنــطي من أجـل الكيان الصهيوني والقبارصة يعلمون ذلك ويعونه وهو مالم يكن ممكطناً لولا حاجة العسكرية لجبهة إســـنـاد للكيان الصهيوني وهذه الجبهة غير مكلفة للولايات المتحدة الأمريكية بالمعني المادي والسياسي وربما كانت فـكـرة جـعـل قبرص/ اليونانية جـبهة إســنـاد للكيان الصهيوني في المبدأ فـكـرة تـقدم بها الكيان الصهيوني ومن الواضح والمعلن أن اللوبي اليهودي واليوناني يعملان معاً في الولايات المتحدة تحريك العلاقات الأمريكية / القبرصية اليونانية للأمام ومن جانبهم يرمي الأمريكيين إلي إنشاء مظلة أمنية جديدة بين إسرائيل وجنوب قبرص من أجل تعزيز أمن إسرائيل .
– يعني مجرد تقدم قـبـرص /اليونانية للولايات المتحدة – بإعتبارها زعيمة حلف شمال الأطلنطي- وكذا لأمين عام الحلف أن السياسة القبرصية/اليونانية لتحقيق الأمل القبرصي / اليوناني في الحصول علي صفة العضو الكامل في حلف شمال الأطلنطي يعني أن قــبــرص / اليونانية تعاني من يـــاس ســسياسـي من إمكانية حل القضية القبرصية وهو الأمر الذي قد يمتد أجله للمستقبل مما سـيـؤدي بالسياســة القبرصية/اليونانية إلي حالة من عدم التوازن فقبرص/اليونانية تحتل مكانة خاصة بين دول الاتحاد الأوروبي بصفتها عضوًا كامل العضوية لكنها ستظل رغم هذه العضوية الكاملة داخل فضاء الإتحاد الأوروبي خارج حلف شمال الأطلسي ومرجع هذا الوضع الـــشـــاذ إلى مزيج معقد من العوامل التاريخية والجيوسياسية والداخلية والخارجية .
– إن إنضمام قبرص اليونانية لحلف شمال الأطلنطي من الناحية النظرية أكثر صعوبة من إنضمام أوكرانيا للحلف فمازالت بعد القضية القبرصية عـصـيـة علي الحل لاوتقبض تركيا علي الفيتو الذي ستستخدمه حتماً لدفع قبرص اليونانية خارح الحلف , فتوحيد قبرص هو الحل وهو المفتاح الوحيد للباب الوحيد المُتاح لقبرص/اليونانية لدخول الحلف والتوحيد مازال حلم وتأكيداً لذلك فقد نشرت مجلة express في 25 نوفمبر2024تصريحاً أدلي به لهذه المجلة السفير الأمريكي John Koenig قال فيه إن إعادة توحيد قبرص التي إنقسمت منذ 50 عام”غير وارد”والسفير John Koenig كان سفير الولايات المتحدةالسابق لدي قبرص/اليونانية في الفترة من 2012 إلي2015 وعلى مدار 30 عامًا شغل مناصب رئيسية مثل نائب الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي ومناصب مهمة أخرى ويعمل السفير John Koenig الآن محاضرًا في كلية هنري م. جاكسون للدراسات الدولية بجامعة واشنطن وقد أدلي بتصريحه هذا في نقاش مع مراسلي المجلة حول آفاق محادثات إعادة توحيد قبرص وقال إنه حاول الجمع بين المجتمعين خلال وظيفته السابقة وتفيد صحيفة إيكاثيميريني اليونانية أن السفير Koenigيحث أوروبا أيضًا على تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وتولي مسؤولية مستقبلها والتصرف بحزم بشأن القضايا الرئيسية مثل العلاقات مع الصين , وقد نوه السفير Koenig في تصريحه للمجلة إلي أن الجولة الأخيرة من محادثات تسوية قبرص استمرت حتى عام 2017وقال : “بعد أن أصبح أكينجي زعيمًا للقبارصة الأتراك وتولى إسبن بارث إيدي منصب مفاوض الأمم المتحدة بقيت منخرطًا بعمق وكانت هذه جولتي الثانية في الجزيرة بعد دوري كرئيس للقسم السياسي في التسعينيات و”لم تكن وظيفتي في السفارة ترقية بالضرورة لكنني كنت مهتمًا بقبرص، ومن دون تباهي ربما كنت أعرف أكثر واهتممت بقضية قبرص أكثر من أي سفير أمريكي سابق” وأضاف : ” في الفترة بين عامي 2012 و2015 كان الوضع في قبرص يبدو”واعدًا” ولكن بحلول عام 2017لم ينجح شيء ومنذ ذلك الحين لم أر خطوات نحو التسوية وبصراحة لا أعتقد أن التوحيد في الأفق فإعادة التوحيد غير واردة في المستقبل المنظور وربما لعقود من الزمن”.
هناك في قبرص اليونانية من يفترض أن هناك ثمة إمكانية لمقاصة أو مقايضة بين قبرص اليونانية وتركيا بموجبها توافق تركيا في إطار حلف الأطلنطي علي إنضمام قبرص اليونانية (مع أفتراض تسوية ما للقضية القبرصية)مقابل حصول تركيا علي مزايا كبيرة مثل الوصول إلى المنظمات والموارد الأوروبية أي دخول الإتحاد الأوروبي وهو الاحتمال الذي يعوقه حالياً حق النقض الذي تتمتع به قبرص وسوف يتطلب نجاح هذه المبادرة التعاون الدولي متعدد المستويات وهو ما تبدي جمهورية قبرص استعدادها لدعمه .
– لو تم إنضمام قبرص /اليونانية لحلف شمال الأطلنطي فسيصل هذا الوضع الجيوسياسي بالجزيرة إلي درجة عالية غير مــســـبــوقــة من الإستقطاب الإقليمي والدولي كما ستتعمق المشاركة القبرصية /اليونانية في الإطار الأوروبي الأطلسي عـلماً بإن هذا الطموح القبرصي بقدر ما سيتيح فرص استراتيجية لقبرص/اليونانية فإنه أيضاً سيقربها من تحديات سياسية كبيرة .
– الشراكة المتطورة بين الولايات المتحدة وقبرص التي بدأت في أعقاب إندلاع طوفان الأقصي في 7أكتوبر2023 بإعلان الولايات المتحدة عن الإستعانة بالمحطة القبرصية في مسار إقامة الميناء المؤقت أمام ساحل غــزة الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة في 8مارس2024 ثم تــبــعــه الإعلان في أول مايو2024عن تقدم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الكونجرس الأمريكي بدعم من المعهد الهيليني الأمريكي واللجنة اليهودية / الأمريكية ولجنة التنسيق HALC والجهد الهيليني المنسق وحركة جبهة الدفاع عن الديموقراطية ومجلس القيادة الهيلينية الأمريكية العالمية للنضال من أجل الديموقراطية بمشروع قانون بصفة مشتركة من قبل أعضاء الكونجرس الأمريكي كريس باباس جوس بيليراكيس و نيكول ماليوتاكيس ودينا تيتوس بهدف تمديد رفع حظر الأسلحة الأمريكي عن قبرص من سنة واحدة كل خمس سنوات ليكون في مشروع القانون الجديد المقدم من الحزبين من سنة واحدة إلى خمس سنوات وأخيراً وقعت الولايات المتحدة وقبرص /اليونانية في 9 سبتمبر2024 في حفل خاص بوزارة الدفاع القبرصية بحضور رئيس أركان قوات الدفاع القبرصية الفريق جورج تسيتسيكوستاس والسفيرة الأمريكية لدى قبرص جولي فيشر علي اتفاقية إطارية للتعاون الدفاعي تحدد الطرق التي يمكن للبلدين من خلالها تعزيز استجابتهما للأزمات الإنسانية الإقليمية والمخاوف الأمنية بما في ذلك تلك الناشئة عن تغير المناخ وعقب التوقيع علي هذه الإتفاقية الإطارية ولإدراك أهمية هذا التطور في علاقات أو رؤية الولايات المتحدة لعلاقاتها مع جنوب قبرص اليونانية يكفي أن نعرف أن هذه الإتفاقية الإطارية تنهي سياسة أمريكية استمرت 50 عامًا لفرض حظر على الأسلحة فرضته الولايات المتحدةعلي جمهورية قبرص اليونانية هذه الــشـــراكة تطلبت توالي هذه التطورات في العلاقات الأمريكية /القبرصية التي تركزت مؤخراً علي المجال العسكري ســـتــعود بالنفع على الطرفين حيث تكتسب قبرص مزيدًا من الأمن والمكانة الدولية في حين يعمل حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة على تعزيز حضورهما ونفوذهما في المنطقة الأوســ‘ مــدي وهي الـشرقين الأدني والأوســط .
– تهدف قبرص الإحتماء بمنظومة حلف الأطلنطي وكذا توكيد كونها دولة القبارصة كلهميونانيين وأتراك وهو معني مُضلل بالتأكيد فهذه العضوية – بفرض تحققها – توصد الباب الأطلسي تماماً أمام جمهورية شمال القبارصة الأتراك كما أن قبرص/اليونانية تستهدف إلى تعزيز أمنها من خلال آلية الدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي بموجب المادة الخامسة من معاهدة شمال الأطلسي والتي تضمن الدفاع المتبادل في حالة وقوع هجوم إن الوصول إلى المعدات العسكرية المتقدمة وبرامج التدريب من شأنه أن يسمح لقبرص بتطوير قواتها المسلحة وتحسين التشغيل البيني مع حلفاء حلف شمال الأطلسي وتعزيز موقفها الدفاعي العام .
– على المستوى الإقليمي من شأن عضوية حلف شمال الأطلسي أن ترفع من أهمية قبرص الجيوسياسية في شرق البحر الأبيض المتوسط مما يعزز دورها في الاستقرار الإقليمي (من وجهة نظر أطلسية)كما يمكن أن يعزز هذا التكامل التعاون الأوسع مع الدول المجاورة مع تعزيز انخراط قبرص في المؤسسات الأوروبية الأطلسية. وتتوافق الخطة مع الشراكات الاستراتيجية القائمة التي تشمل إسرائيل واليونان بدعم من الولايات المتحدة، لمعالجة التحديات المتعددة الأوجه في المنطقة .
– الخطة القبرصية تمثل خطوة محورية في إعادة تنظيم قبرص/اليونانية استراتيجيا وتطلعاتها بإتجاه لعب دور أكثر نشاطا في الأمن الإقليمي والدولي ومن خلال السعي إلى إقامة علاقات مؤسسية أوثق مع حلف شمال الأطلسي وتعميق التعاون مع الولايات المتحدة تسعى قبرص إلى معالجة التحديات الجيوسياسية الملحة في شرق البحر الأبيض المتوسط مع تعزيز مكانتها داخل هيكل الأمن الأوسع في منطقة اليورو والأطلسي ورغم أن هذه المبادرة معقدة وطويلة الأمد بطبيعتها فإنها تؤكد على رؤية قبرص للمستقبل أن تصبح لاعباً حيوياً في الديناميكيات الاستراتيجية المتطورة في منطقتها من خلال شراكات قوية والتزامات مشتركة بالاستقرار والأمن .
– ربما أدي التحرك القبرصي/اليوناني بإتجاه عضوية حلف شمال الأطلسي إلي تحريك الموقف التركي الصارم القائم علي حل الدولتين – وهوموقف غير مرض تماماً للقبارصة /اليونانيين – وهو ما أصاب محادثات حل القضية بالشلل فقد توقفت المحادثات التي توسطت فيها الأمم المتحدة بين المجتمعين اليوناني والتركي بشأن إعادة توحيد قبرص بعد فشل جولة أخرى عقدت في مدينة كرانس مونتانا السويسرية في عام 2017 وتجري حاليا محاولات لاستئناف المفاوضات ويعتقد القبارصة اليونانيون أن مشكلة قبرص لا يمكن حلها إلا على أساس قرارات الأمم المتحدة في إطار اتحاد ثنائي المنطقة وثنائي الطائفة ودعا القبارصة الأتراك إلى إنشاء كونفدرالية قبرصية وصرح زعيم المجتمع التركي إرسين تتار أنه لن يعود إلى طاولة المفاوضات حتى يتم الاعتراف بالسيادة المتساوية والوضع الدولي للقبارصة الأتراك .
– ستلعب قبرص اليونانية واليونان دوراً اكثر صرامة وعدائية لروسيا لحساب الولايات المتحدة ليس فقط فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية والعقوبات المفروضة علي روسيا بسببها بل سيمتد هذا الدور حتي ما بعد اليوم التالي لحرب أوكرانيا وبهذه المناسبة يُذكر أن روسيا واصلت نقل النفط من ناقلة إلى أخرى قبالة سواحل اليونان حتى بعد أن بدأت البلاد تدريبات بحرية في محاولة لمنع هذا النشاط وبحسب شركة “فورتيكسا” التحليلية يتم نقل نحو مليون برميل من وقود الديزل وزيت الوقود ومنتجات بترولية أخرى بالقرب من جزيرتي ليسبوس وخيوس في بحر إيجه شهريا وقد أثار الارتفاع الحاد في عدد السفن التي تنقل المنتجات النفطية الروسية في أوروبا وخارجها قلق دعاة حماية البيئة بسبب التساؤلات حول سلامة وتأمين السفن المشاركة في هذه الشحنات وتساعد هذه الممارسة التي تتم في بعض الأحيان سراً مع إيقاف تشغيل أجهزة الراديو على إخفاء مصدر النفط للالتفاف على العقوبات وقالت إن عمليات نقل النفط من سفينة إلى أخرى لا تزال تجري بالقرب من خليج لاكونيان ولكن بمعدل أبطأ بكثير بعد أن بدأت اليونان التدريبات البحرية ولم تلمس المناورات مساحة ضيقة من المياه ولا تزال عمليات التحميل الزائد مستمرة في هذا المكان كما أصبحت عمليات إعادة الشحن منتظمة بالقرب من ميناء أوجوستا الإيطالي منذ شهر مايو2024 وبحسب المحلل في نشرة سوق النفط جوليان لي فإن الآلية الحالية لتحديد سعر بيع النفط الروسي لم تؤد إلى انخفاض دخل روسيا ويؤكد مؤلفو المادة أن العقوبات المفروضة على السفن الفردية للأسطول الروسي الظل لبيع النفط للتحايل على سقف الأسعار الذي تم فرضه أثبتت أنها محدودة في نجاحها , من جهة أخري وفي وقت سابق من شهر نوفمبر2024 اندلعت أزمة صغيرة في جنوب بحر إيجه عندما نشرت تركيا أربع فرقاطات بالقرب من جزيرتي كاسوس وكارباثوس اليونانيتين ظنًا منها أن سفينة إيطالية – كانت في قلب أزمة استمرت 40 ساعة في يوليو2024- كانت في المنطقة تجري أبحاثًا بشأن النشر المستقبلي للكابلات تحت الماء التي تربط اليونان وقبرص ورغم أن هذا كان في نهاية المطاف مجرد سوء فهم فإنه يثير تساؤلات حول العلاقات بين اليونان وتركيا ومستقبل المشاريع الحيوية مثل مشروع الربط البحري العظيم .
– من أجل تحقيق أهدافها السياسية ومنها عضوية حلف شمال الأطلنطي تعمل قبرص/اليونانية علي ترويج مفاهيم مُضللة للعالم الغربي منها مثلاً أنها قوة إستقرار في شرق المتوسط مع أنها كيان مـُقـــسـم وضعيف فإنشاء قبرص نفسها كدولةعام1960 تم بضمان ثلاث دول أو قوي هي : بريطانيا وتركيا واليونان وهي في هذا تشبه إنشاء الكيان الصهيوني بقرار صادر عن الأمم المتحدة ولكي تروج هذا المفهوم المُزيف تعمد قبرص اليونانية إلي بث الدعايات السوداء المُضادة لتركيا وخصزصاً تلك الدعايات التي تساعد آلة الدعاية الصهيونية علي نشرها علي نطاق واسع فمثلاً نشر موقع ROJ NEWS في24 نوفمبر2024 أن 39 عضوًا في الكونجرس الأمريكي طلبوا إحاطة سرية لإدارة بايدن حول علاقات تركيا مع حماس ويقول هؤلاء الأعضاء أن دعم تركيا لحماس يهدد أمن الولايات المتحدة وأن الـ 39 من أعضاء الكونجرس الأمريكي قد بعثوابرسالة إلى الرئيس جو بايدن ومديرة المخابرات الوطنية أفريل هاينز سلطوا فيها الضوء على العلاقة بين تركيا وحماس وتقيم الرسالة التي وقعها ممثلون عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي دعم تركيا لحماس وأنشطة المنظمة في تركيا باعتبارها تهديدًا أمنيًا خطيرًا وفي هذه الرسالة لفت أعضاء الكونجرس الانتباه إلى علاقة تركيا مع حماس ودعم الرئيس رجب طيب أردوجان للمنظمة كما تم التأكيد على عقد لقاءات رفيعة المستوى مع بعض قيادات حماس خاصة أن وزير الخارجية هاكان فيدان التقى بمسؤولين من حماس وذكر أن استمرار تركيا في هذه العلاقات يزيد من المخاطر المحتملة التي تشكلها دولة حليفة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) تستضيف “منظمات إرهابية” وأعرب الأعضار الـ39 في رسالتهم عن مخاوف من أن حماس المسؤولة عن هجوم 7 أكتوبر 2023 تواصل عملياتها على الأراضي التركية وطلب أعضاء الكونجرس معلومات من إدارة بايدن حول نطاق علاقة تركيا مع حماس، وطبيعة الدعم المادي واللوجستي الذي تقدمه تركيا لهذه المنظمة، وطلبوا من تركيا اتخاذ موقف واضح بشأن مسائل مثل ما إذا كان سيتم تسليم أعضاء حماس وأخيراً شككت الرسالة أيضاً في علاقات تركيا مع حركة حماس التي تعمل في المنطقة فيما يتعلق بقبرص إن الإجراءات التي ستتخذها الولايات المتحدة ضد هذا الوضع وموقف حلفائها في الناتو أصبحت مسألة فضول كبير .
الموقـف الــتـركي من القضية القبرصية كمعامل حاكم لعضوية قبرص في حلف شمال الأطلنطي :
الموقف التركي الحالي لحل القضية القبرصية وهو عنصر لازم وضروري لذاته ولتوفير أسباب الإنضمام القبرصي /اليوناني لحلف شمال الأطلنطي وهذا الموقف كما أوضحه الرئيس التركي أردوجان تكرر في عدة مناسبات وفيما تصريح يلي أخير أدلي به وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في 23 نوفمبر2024 بعد لقائه مع نظيره اليوناني يورجوس يرابتريديس قال فيه : إن الطائفتين في الجزيرة رسمتا طريقهما وأن “التوحيد القسري لن يؤدي إلى نتائج” بمعنى ما أن كلا الطرفين قطعا سرتهما ويواصلان طريقهما الخاص وشدد على أن تركيا لا تزال ملتزمة بهدفها المتمثل في عضوية الاتحاد الأوروبي مذكّرًا أنه بعد خمس سنوات دعت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تركيا لحضور الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي عقد في بروكسل وقال أن الأجواء الإيجابية التي سادت الاجتماع والتأكيد على الأهمية الاستراتيجية لتركياهي التي حددت جدول الأعمال مع كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي ولكن “للأسف نرى أن السياسات قصيرة المدى وغير المناسبة من جانب الاتحاد الأوروبي هي السائدة”وبعبارة أخرى فإن الاتحاد الأوروبي الذي ظل تركيا تنتظر بابها لمدة خمسين عاماً يؤكد على الأهمية الاستراتيجية لتركيا ولكنه في الوقت نفسه يفعل ما يريده بشأن قبرص على سبيل المثال يكشف التقرير الذي أعدته الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في قبرص ماريا أنجيلا هولجوين كويلار أنه لا توجد أرضية مشتركة بين الطرفين مما يؤكد مرة أخرى حقيقة أن هناك شعبين منفصلين ودولتين منفصلتين في قبرص وفي هذه المرحلة قال هاكان فيدان: “نحن نواصل مبادراتنا من أجل المساواة في السيادة والوضع الدولي المتساوي للشعب القبرصي التركي” باختصار تقبل بروكسل الأهمية الاستراتيجية لتركيا وتحافظ على سياسة “بطيئة” في العلاقات مع تركيا وبطبيعة الحال فإنها تحتاج إلى الحصول على موافقة اليونان والإدارة القبرصية اليونانية ولا يتخذ أي خطوة دون استشارتهما وعلى وجه الخصوص فعلى الرغم من وجود شعبين منفصلين في قبرص فإنه لا يقبل مطلقًا فرضية وجود دولتين منفصلتين وهي تواصل السير بشكل أعمى في خط ورغبات الجانب اليوناني فبينما يطالب الجانب اليوناني باستمرار المفاوضات من حيث توقفت في كران مونتانا يواصل الاتحاد الأوروبي ترديد نفس الأغنية مثل الببغاء ولم يتوقف الاتحاد الأوروبي عند هذا الحد، فبدلاً من معاقبة الجانب اليوناني الذي قال “لا” للخطة كافأه وقبل انضمام الجانب اليوناني إلى الاتحاد الأوروبي من خلال انتهاك قواعده الخاصة وبالنظر إلى كل هذه الحقائق فإنه من غير المقبول أن يقوم الاتحاد الأوروبي بالضغط على الأتراك بدلاً من الجانب اليوناني .
علي التوازي وبعد لقاءه بوفد من الصحفيين البولنديين في وارسوفي 23 نوفمبر2024 صرح أرسين تتار رئيس جمهورية شمال قبرص التركية وقال : “أن المفاوضات على أساس الاتحاد فشلت رغم أنها تمت تجربتها منذ أكثر من 50عامًا وأن مفاوضات الاتحاد نفدت فلقد حان الوقت للتفكير خارج الإطارفلا يمكن التوصل إلى اتفاق واقعي ومستدام في قبرص إلا من خلال حل الدولتين” وأوضح الرئيس تتار رؤية الحل الجديد القائمة على المساواة في السيادة والوضع الدولي المتساوي للجانب القبرصي التركي مُشدداً على أنه ينبغي للمجتمع الدولي إنهاء العزلة اللاإنسانية المفروضة على الشعب القبرصي التركي “فلشعب القبارصة الأتراك حقوق أصيلة في الجزيرة وهو أحد الشركاء المؤسسين لجمهورية قبرص التي تأسست عام 1960 على أساس المساواة إلا أن الجانب اليوناني برغبته في ربط قبرص باليونان استبعد القبارصة الأتراك من إدارة الدولة بقوة السلاح وتسبب في أن يعيش شعبي ظروفا صعبة في الجزيرة وقد قاوم شعبنا هذه الصعوبات وحكم نفسه وأقام دولته الخاصة”, وقال الرئيس تتار: “على الرغم من الجهود المكثفة التي يبذلها الجانب القبرصي التركي من أجل التوصل إلى حل فيدرالي إلا أنه يتم الاعتراف بالجانب اليوناني باعتباره الحكومة الوحيدة للجزيرة بأكملها خلافاً لمعاهدات عام 1960 والحقائق في الجزيرة ويتم التعامل معه بشكل غير صحيح و” بشكل غير عادل على الرغم من أنها قد تمثل الشعب القبرصي التركي” .
وفي إشارة إلى أن جمهورية شمال قبرص التركية هي الدولة الوحيدة التي يمكنها تمثيل الشعب القبرصي التركي، قال الرئيس تتار:”وفي إبريل 2004 صوت القبارصة اليونانيون برفض خطة عنان بنسبة 76%، في حين صوت القبارصة الأتراك بنعم بنسبة 65% وعلى الرغم من وعود المجتمع الدولي بإنهاء العزلة والقيود لا يزال القبارصة الأتراك محرومين من الرحلات الجوية المباشرة والتجارة المباشرة والاتصالات المباشرة مع زعماء العالم الآخرين دون أي خطأ من جانبهم , نحن نعتبر هذا انتهاكًا لحقوقنا الإنسانية الأساسية”وتابع الرئيس تتار مضيفًا أن “المحاولة الأخيرة والأخيرة للتوصل إلى حل على أساس فيدرالي انهارت في كران مونتانا في يوليو 2017 ومن الواضح أن الجانب اليوناني ليس لديه أي حافز أو حاجة لتقاسم السلطة والرخاء مع الشعب القبرصي التركي ولذلك اقترحت حلاً جديداً يقوم على حقوقنا الطبيعية مثل المساواة في السيادة والوضع الدولي المتساوي إن الحل الذي طرحته يقوم على العقل والمنطق والعقلانية ويسلط الضوء على التعايش السلمي بين الطرفين وعلاقات حسن الجوار ويعد هذا الاقتراح خطوة نحو تحقيق مستقبل مزدهر للأجيال القادمة من خلال التعلم من أخطاء الماضي والإصرار على التفاوض من أجل الاتحاد فقط لم يجد نفعاً منذ أكثر من 50 عاماً إذن لقد حان الوقت لفتح صفحة جديدة في قبرص فهناك انعدام للثقة بين الجانبين ومن خلال الأمين العام للأمم المتحدة طلب الزعيم القبرصي اليوناني التعاون في مجال الطاقة والاستخدام الرشيد للموارد المائية والانتقال إلى الطاقة الخضراء والاستفادة من الطاقة الشمسية ” .
أشار الرئيس تتار أيضاً إلى أنه كان دائما منفتحا على الحوار مع الجانب اليوناني على الرغم من محاولاتهم اعتقال المستثمرين والإضرار بالاقتصاد القبرصي التركي وأعمال الضغط والترهيب التي يقومون بها وذكر الرئيس تتار أنه حضر العشاء غير الرسمي الذي أقامه الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك يوم 15 أكتوبر2024 وذكر أنه والزعيم اليوناني اتفقا على الاجتماع في قبرص لمواصلة الحوار بشأن فتح نقاط عبور جديدة وأن البلدين الأم تركيا واليونان اتفقا على حضور اجتماع أكبر بتمثيل أقل للمملكة المتحدة وأن هذا الاجتماع سيعقد قريبا .
إلــــتـئــام قبرص / اليونانية مـع الأردن :
– اُعلن في 12 يوليو2024أن حلف شمال الأطلسي NATO قد قرر أخــتـيار الأردن لاستضافة أول مكتب اتصال له في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا علي أن يتولي رئيس مكتب الاتصال التابع لحلف شمال الأطلسي في الأردن التواصل مع السلطات في المملكة الأردنية الهاشمية التي يقيم بها في عمان ويتحرك بصفة متكررة ما بين عمان وبروكسل حيث مقر الحلف وفي 30 أكتوبر2024 يقدم الرئيس القبرصي /اليوناني خطته بشأن الإنضمام لحلف شمال الأطلنطي إلي الرئيس الأمريكي بايدن أي أن الفرق الزمني بين فتح مكتب إتصال لحلف شمال الأطلنطي في عمان/الأردن وتقديم خطة قبرص/اليونانية في 30أكتوبر2024بشأن الحصول علي عضوية شمال الأطلنطي شهران فقط وهي فترة قصيرة تدفع المرء إلي التساؤل عن الرابطة الأطلنطية بين الأردن وقبرص اليونانية وعلاقتهما الإيجابية والمنتجة لتحقيق الأمن للكيان الصهيوني خلال حرب غـــزة التي بدأت يوم طوفان الأقصي في 7أكتوبر 2024 والمُستمرة حتي اليوم وهذه الرابطة وأرتباطها بأمن الكيان الصهيونية هي وحدها وليس أي شييء آخر بوابة سعي هاتان الدولتان الضعيفتان إلي حلف شمال الأطلسي
– في هذا السياق أعلن مكتب الصحافة والإعلام برئاسة الجمهورية القبرصية/اليونانية في 25 نوفمبر2025 أن جمهورية قبرص تستضيف في 27 نوفمبر2024القمة الثلاثية لقبرص-اليونان-الأردن بمشاركة رئيس الجمهورية السيد جبريل. نيكوس خريستودوليديس وملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس وزراء اليونان السيد. كيرياكو ميتسوتاكيس وأن هذه هي القمة الثلاثية الرابعة على التوالي للدول الثلاث بعد القمة التي عقدت في أثينا في يوليو 2021 ومن المقرر أن تعقد القمة الثلاثية ظهر يوم 27 نوفمبر2024 في القصر الرئاسي مع اجتماع خاص للزعماء الثلاثة يعقبه غداء عمل لرؤساء وأعضاء وفودهم الثلاثة وخلال أعمال القمة الثلاثية سيكون هناك استعراض لتنفيذ التعاون الثلاثي حتى الآن بشأن مختلف القضايا التي شغلت الآلية الثلاثية في الاجتماعات السابقة مثل من بين أمور أخرى إنشاء أمانة دائمة للتنسيق وتشمل الآليات الثلاثية ومقرها قبرص التعاون في مسائل إطفاء الحرائق مع إنشاء مركز إقليمي يكون مقره في قبرص وكذلك التعاون في مسائل التعليم والاستثمارات وستكون التطورات الإقليمية والقضية القبرصية والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والأردن من بين المواضيع الرئيسية التي ستهتم بالاجتماع وخلال القمة الثلاثية سيتم أيضًا توقيع مذكرات تفاهم بين قبرص واليونان والأردن في مجالات مثل التعليم وإدارة المياه والاستثمارات .
قال المتحدث باسم الحكومة القبرصية /اليونانية كونستانتينوس ليتيميوتيس في 26 نوفمبر2024 خلال مؤتمر صحفي أن قبرص تستضيف في 27 نوفمبر2024 قبرص يوم الأربعاء قمتين رئيسيتين لهما أهمية خاصة بالنسبة لسياسة قبرص الخارجية والتعاون الإقليمي هما القمة الحكومية الدولية الثانية بين قبرص واليونان والقمة الثلاثية بين قبرص واليونان والأردن تسلط الضوء على دور البلاد كعامل استقرار(قبرص لا تشكل عامل إستقرار بالمطلق) في شرق البحر الأبيض المتوسط مع التركيز على الأمن والتعاون والتنمية في القطاعات الحيوية مثل الطاقة والاستثمار والتنمية إدارة التحديات الإقليمية وقال إن “القمتين دليل ملموس على أن قبرص عامل استقرار وشريك إقليمي موثوق به (لإسرائيل والولايات المتحدة) وتعمل مع الدول الأخرى في المنطقة على تعزيز الأمن والتعاون في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط”وأشار إلى أنه من المتوقع أن تتناول القمة الحكومية الدولية من بين أمور أخرى قضية قبرص والانتقال الرقمي والتعاون في مسائل العمل والسياسة الاجتماعية والتعليم والصحة والشحن والثقافة والدفاع وبعد القمة الحكومية الدولية سيرحب رئيس الجمهورية د. ليتيميوتيس بملك الأردن في القصر الرئاسي وسيحضر مع رئيس وزراء اليونان أعمال القمة الثلاثية الرابعة على التوالي للدول الثلاث بعد القمة التي عقدت في أثينا في يوليو 2021 وفي هذا السياق التقى رئيس الجمهورية وملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس وزراء اليونان وسيقوم كيرياكوس ميتسوتاكيس باستعراض ما تم تحقيقه حتى الآن في إطار التعاون الثلاثي بين الدول كما سيضع الزعماء الثلاثة أهدافا جديدة في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك” وأضاف أن التطورات الإقليمية والقضية القبرصية والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والأردن ستكون من بين القضايا الأساسية التي ستهتم بها القمة فضلا عن القضايا المتعلقة بالهجرة وتقديم المساعدات الإنسانية لغزة فضلا عن القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية قطاع الطاقة ومن المتوقع أيضًا خلال القمة الثلاثية أن يتم توقيع مذكرات تفاهم بين الدول الثلاث في مجالات التعليم وإدارة المياه والاستثمارات وفي الختام ذكر الممثل أن جمهورية قبرص تولي أهمية كبيرة للآليات الثلاثية التي طورتها بمبادرة منها مع الدول التي تتقاسم معها المبادئ والقيم المشتركة والتي تهدف إلى إيجاد الاستقرار والازدهار في المنطقة .
– من الطبيعي إستنتاج أهمية متابعة علاقة التقارب بين الأردن و قبرص / اليونانية خاصة وأن القاسم المُشترك بينهما هو الدور المتطابق لكليهما في الزود عن وحماية أمن الكيان الصهيوني بأدوات مختلفة لكنها في النهاية تحقق أمن الكيان الصهيوني بالنظر إلي أن كل الدول العربية لابأس ولا خشية منها فهي دول لا قيمة لها بحسابات القضية الفلسطينية التي تقبض عليها بقوة المقاومة الإسلامية في غـزة ولبنان واليمن والعراق , وبناء علي هذا فأعتقد أن هذا التقارب يتم برعاية وعناية أمريكية/صهيونية من أجهزة الأمن الأمريكية والصهيونية وزيارة هذا الرجل الأردني لقبرص /اليونانية ستناقش فيها في حجرة مُغلقة موضوعات تتعلق بأمن الكيان الصهيوني والتنسيق الأردني/القبرصي اليوناني بشأنها وبالتالي فإن نتيجته مُعلقة بالمستقبل .
تـــــــــقــــــديـــــر مـــــوقــــف :
1- إن رحلة قبرص /اليونانية نحوNATO بدأت ببرنامج الشراكة الحكومية الموقع بين الولايات المتحدة وجنوب قبرص قبل عامين أي أن قبرص اليونانية ماضية نحو الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلنطي بخطي وئيدة فنيقوسيا تعي أن عضويتها في حلف شمال الأطــلنــطــي لن تتم في المدي القصير فأمامها VETO تركي بحجم القسم القبرصي /اليوناني وهو حوالي 45% من أراضي الجزيرة القبرصية التي قسمها الجيش التركي يوم غزوه الجزيرة في 20 يوليه سنة 1974 في عملية أتيلا العسكرية التركية وهذا الـ VETO ستمارسه تركيا كما فعلت وأكثر مؤخراً عندما رفضت تركيا عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي لكن تركيا هذه المرة ستمارس حق الـ VETOبقوة مطلقة فقبرص تقع في قلب نظرية الأمن القومي التركي وهي مسألة مُتعلقة بتركيا فقط وليس بتركيا وحلفاؤها في حلف شمال الأطلنطي وعلي رأسهم الولايات المتحدة ولذلك سيكون وسيظل حق تركيا في الـ VETO داخل حلف شمال الأطلنطي كما هو خارج أروقة الحلف في بروكسل ولذلك وضع الرئيس القبرصي اليوناني إطاراً زمنياً مُتـســعـاً و طويلاً لخطة إنضمام بلاده للحلف مكونة من ثلاث مراحل علي إفتراض أن طول الفترة الزمنية قد يستوعب تغييرات جيو/سياسية تعمل لصالح الخطة القبرصية للإنضمام وهو أمر مُستبعد كما أفترض سفير الولايات المتحدة السابق في قبرص , مالم تقدم الولايات المتحدة للقبارصة/اليونانيين بديلاً مــــنـــاســـبــاً ومـوازيـاً للإنضمام القبرصي لحلف شمال الأطلنطي أوأن تنضم قبرص/اليونانية بإعتبارها دولة مُقـسـمـة أي بإعتبارها “جمهورية قبرص اليونانية”وفي هذا الحالة ستتقدم جمهورية شمال قبرص التركية بطلب مماثل للإنضمام للحلف وهذا أــمر مـــُســـتــبـــعد أيضاً .
2- إن إرتقاء الفكر السياسي القبرصي / اليوناني درجات الجيو/إستراتيجي وصولاً إلي درجة الإعتقاد في إمكانية الإنضمام لحلف شمال الأطلنطي مع إدراك القبارصة اليونانيين لإستحالة ذلك مع وجود دائم للـ VETO الــتــركــي يعني أمـــر واحـد لا بديل له وهو الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يريدان تحقيق هذه العضوية في حلف شمال الأطلنطي للقبارصة اليونانيين علي المـدي الطويل عندما يكون في تركيا نظام يمكنه – كما في العالم العربي – أن يتنازل عن موجبات الأمن القومي بقليل من الــخـــيــانة التي لو كانت من أجـــل تـحــقــيــق أمــن الكيان الصهيوني فسيتحول معناها لتكون حـــفـــاظـــاً علي الإستقرار .
3- إن مـجـرد إنطلاق فكرة إنضمام قبرص/اليونانية لــحــلف شمال الأطلنطي بغض النظر عن إمكانية تحقيقها المتناقصة تعني بكل بساطة أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني معاً بينهما تفاهم إستراتيجي تأسس علي التداعيات العسكرية /الأمنية لحربي غــزة وجنوب لبــنـان مــفـــاده أن قـــبــرص آن أوان جعلها جــــبـــهة إســـناد دائــــمـــة للكيان الصهيوني وللولايات المتحدة مــعــاً وتؤسس الأخـــيـــرة نظرتها العسكرية والأمنية لقبرص/اليونانية بـنـاء علي تداعيات ونتائج حروب أوكرانيا وغـزة وجنوب لـبـنـان .
4- مجرد إنطلاق فكرة إنضمام قبرص/اليونانية لحلف شمال الأطـلـنـطـي بغض النظر عن إمكانية تحقيقه يعني أن الشرق الأوسط علي مرحلة مختلفة عن مرحلة ما قبل طوفان الأقصي في 7أكتوبر2024 خاصة في الجانب التعاون العسكري مع جيوش دول طوق الكيان الصهيوني فلقد أثبت طوفان الأقصي الضعف الهيكلي والقوة القابلة سريعاً للذوبان لهذه الجيوش المخملية بمقارنتها بالقوة والجاهزية العسكرية المُضطردة لقوي المقاومة الفلسطينية واللبنانية إلي الحد الذي قد يكون قد أدي بمسؤلي البنتاجون المحترفين إلي إستخلاص نتيجة مفادها :
5- بسبب طوفان الأقصي وتداعياته علي الجيش والدولة والمجتمع الصهيوني وإنهيار الجيش الصهيوني وأجهزة الأمن الصهيونية ثبت للولايات المتحدة الأمريكية أن الــــتـــعـــاون العــســـكري بين الولايات المتحدة والجيوش الـــعـــربية مـــضـــيعـة لـلـمـــال والــوقــت والمــوارد بإعتباره جــهــــداً غــيـر مـنـتـج , كذلك فالجيش الصهيوني وقوي الأمن الصهيونية نفسها بحاجة ماسة لزيادة جاهزيتهما وتوفير جــبــهــة إســـنــاد لهما توفر للكيان والمجتمع الصهيوني إتساعــاً جـغـرافـيـاً وأمـــنـــيــاً قريباً وفي المتناول Attainable علي أن تكون هذه الجبهة المثالية : قـــبـــرص / اليونانية وفكرة جـبـهـة الإســـنـــاد هذه إستخلصتها العسكرية الأمريكية من دروس طوفانالأقصي تلك الدروس التي تأنف العسكريات العربية من إستخلاصها , وفي تقديري أن الولايات المتحدة في عهدة الرئيس الأمريكي Tramp الثانية ستعمد إلي عملية حصر تكاليفية لإنفاقها العسكري في الشرق الأوسط والعالم وإعادة توزيع الموارد المالية والبشرية بناء علي أولويات سياسية / إستراتيجية جديدة ومختلفة عنما كانت علية في عهدة بايدن وقد يمتد تنفيذ عملية الحصر والمراجعة لتصل إلي نخصصات المعونة الأمريكية للكيان ومصر ودول شرق أوسطية والتي بموجبها ستعيد الولايات المتحدة النظر فيها بناء علي تداعيات حربي غزة وجنوب لبنان وكنتيجة ستزيد المبالغ المخصصة للكيان الصهيوني بحجة إعادة الإعمار وترسيخ السلام (ببناء المستوطنات) وقد تنخفض هذه المبالغ في حالة مـــصـــر التي تمتعـت بإستقرار وســـلام نسبي إن لم يكن إفتراضي .
بإخــتــصــار
إثــارة قـــبــرص / الــيـــونـــانــيــة لـمـوضوع إنضمامها لحلف شمال الأطلنطي تـســتـهـدف منه نيقوسيا بث الخشية في قلـــب صــانع ومـتـخـذ الـقـرار التركي من أجل إخافته وهوما سيؤدي إلي حذف مسافات سياسية بين روسيا وتركيا قد تندم عليها الولايات المتحدة أو إغـــراء متخذ القرار التركي بالمقايضة السياسية لحل النزاع في عموم الجزيرة القبرصية وهو أمــر لن تـأبه به تـركيا فمكاسبها من القبض علي 37% نت أرض الجزيرة القبرصية وبحرها الإقتصادي أغلي من الإنضمام للإتحاد الأوروبي ولذلك تتمسك هي والقبارصة /الأتراك بحل الدولتي متساويتي السيادة علي أراضي الجزيرة .
يــــُفــــضــل إعـــتــبــار قبرص/اليونانية في المرحلةالمقبلة دولة على خط المواجهة بالنسبة للمصالح الأمنية الغربية وواحدة من أقرب شركاء إسرائيل , فلم يكن تطور علاقاتها الإستثنائية خاصة العسكرية مع الولايات المتحدة إلا ثمرة من ثمار طوفان الأقصي في 7 أكتوبر2023فهي وإن لم تــحــظ أبــداً بـعـضويـة حلف شــمــال الأطـلـنـطي – وهوالأمر المــُرجــح – فـــهي الآن ومـــســـتقبـلاً تـــُـــعــد”شريكاً استراتيجياً” للولايات المتحدة ولإســـرائـــيل .
واضــعوا السياسة الأمريكية يقعون إما في خــطأ إستراتيجي بتحريك قطعة شطرنج غير ضرورية علي رقعة الجزيرة القبرصية أو أن إدارة بايدن تصنع شــركــاً أو فــخــاً غير مــرأي لإدارة Trump مع تركيا فعضوية أوكرانيا الإفتراضية أنتجت حـــربـاً ضــروسـاً لم تستفد منها الولايات المتحدة بل أعادت أجواء الحروب الدافـــئــة لا الباردة فماذا عـــســـاهـــا أن تؤدي إليه عضوية قبرص / اليونانية المستحيلة في الحلف التي سيعترض عليها عضو شديد الأهمية كتركيا في حلف الأطلنطي في الوقت الذي ترافقت فيه مع إثارة موضوع هذه العضوية تصريحات مواتية وإيجابية ومُشجعة بـشـأنه من مستشار الأمن القومي الأمريكي ومن ممثل الإتحــاد الأوروبي أيضاً مع أن مستشار الأمن القومي والذي أودع لديه موضوع عضوية قبرص/اليونانية في حلف شمال الأطلنطي من الألف إلي الياء يعي بـعـمـق صعوبة بل إستحالة تحقيق هذه العضوية التي لن تؤدي لحرب معتركيا بل ربما تؤدي إلي ماهوأفدح تكلفة من الحرب إقـــراب بل ربما تحالف تركي روسي موازي لعضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي وإعتراف روسي محتمل جداً بجمهورية شمال قبرص التركية .
إنه الــغـــباء الأمــريكي الـمــعــهــود في بـعــض الــقـــضـــايــا الــمُعـــقـــدة . فالأمريكيـون أحـــيـــانـاً ما تكون بــعــض سيـــاسـاتـهـم كــمــن يــريــد إشــعـــال ســيـجــارة فــيــشــعــل حــريـــقـــاً في الــمـــبــني كله . أليـــس كــذلــلـك ؟
مقابل المغزي السلبي لـقرار قبرص / اليونانية التخطيط المرحلي للإنضمام لحلف شمال الأطــلـنـطــي , فليت الدول العربية تتخذ قــرار إستقلالي مـــشــرف ولو مــرة واحدة فتعترف بجمهورية شــمـــال قـــبــرص الـتـركيـة , فهذا القرار سيُحرر متخذه أو مُتخذينه العرب من الأقواس التي يضعهم الأمريكي والصهيوني بينها ثم أنه قرار مُفعم بالمكاسب السياسية والإقتصادية وأخــيـراً أن هذا الـقـــرارسيُشيع عـــطر الأمـــل العربي رغم تــعفن السياسات العربية الهزيلة التي لا يـشـتريـهــا إلا الــمـــنـــهــزمـــيــن .