مروة الاسدي
يواصل فيروس كورنا انتشاره بشكل سريع وينعكس ذلك على كل مجالات الحياة، فيما تسابق الحكومات الزمن للسيطرة على الفيروس، وظهر الفيروس في القارة بعد شهر تقريبا من رصد أول حالة في الصين، وتعتبر أوروبا الأكثر تضررا، بعد آسيا، وبنهاية فبراير انتشر المرض في 20 دولة أوروبية. وفي العشرين من الشهر ذاته كان الاتحاد الأوروبي قد قرر رفع مستوى خطر الإصابة بفيروس كورونا من معتدل إلى عال، وبحلول الرابع من مارس كشف المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها عن 351 حالة إصابة بالمرض و85 حالة وفاة في منطقة الاتحاد الأوربي وبريطانيا وموناكو، وسان مارينو، وسويسرا.
وكما هو الحال في بقية العالم، تسعى بعض الدول الأوربية لاتخاذ إجراءات تحول دون انتقال المرض إليها، فيما دعت بعض الدول إلى إغلاق الحدود، خصوصا أمام المهاجرين واللاجئين، دعا آخرون إلى تعليق العمل باتفاقية شينغن، التي تتيح السفر بدون جواز سفر بين الدول الأعضاء الـ 26 في الاتحاد الأوربي.
فقد كشفت منظمة الصحة العالمية عن تحول قارة أوروبا إلى مركز لفيروس كورونا المستجد، مع ارتفاع اعداد المصابين به ووفياته بشكل متسارع داخل الدول الأوروبية، داعية دول العالم إلى التعاون للقضاء على الفيروس.
وقالت المنظمة، إن “أوروبا أصبحت الآن مركز وباء كورونا”، مشددة على ضرورة تبني دول العالم مقاربة شاملة لمكافحة فيروس كورونا، وحثت المنظمة العالمية دول العالم للتعاون في جهود مكافحة الفيروس، داعية “للاستفادة من تجارب الصين وكوريا الجنوبية واليابان في التصدي لكورونا”.
وفي إطار نصائحها لتجنب الوباء دعت المنظمة إلى “إلغاء التجمعات، خاصة الأحداث الرياضية”، وفي وقت سابق أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تأجيل جميع مباريات دوري الأبطال والدوري الأوروبي لأجل غير مسمى؛ بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي داهم القارة الأوروبية بشكل كبير.
وذكرت المنظمة أنه جرى تخصيص صندوق للتعامل مع الفيروس، مبينة: “يمكننا الآن تلقي المساهمات في صندوق التضامن لمواجهة فيروس كورونا”، وأشارت إلى أن “الإجراءات التي نوصي بها تهدف لمساعدة النظام الصحي في مواجهة الفيروس، لافتة النظر إلى أن “إجراءات العزل يجب أن تترافق مع خطوات أخرى لمكافحة الفيروس منها نشر الوعي”.
ودقت الدول الأوروبية ناقوس الخطر، متخذة إجراءات استثنائية لكبح انتشار فيروس كورونا على أراضيها، وبحسب “فرانس برس”، أغلقت إيطاليا كافة المتاجر في سائر أنحاء البلاد، باستثناء تلك التي تبيع المواد الغذائية والصيدليات.
وأغلقت روما مطار تشيامبينو الذي يستقبل عادة الطائرات التي تقوم برحلات منخفضة الكلفة، اعتباراً من الجمعة، في حين سيتم خفض أنشطة مطار فيوميتشينو المخصص عادة للرحلات الدولية، اعتباراً من الثلاثاء، وسجلت إيطاليا وفاة 189 شخصاً، ليتجاوز العدد الإجمالي للوفيات التي تسبب بها الوباء في هذ البلد، الذي يعد الأكثر تضرراً به في أوروبا، الألف من أصل أكثر من 15 ألف إصابة.
وفي فرنسا أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون، مساء الخميس، في خطاب بثه التلفزيون، أن دور الحضانة وكافة المؤسسات التعليمية، بما فيها الجامعات، ستغلق اعتباراً من الاثنين المقبل وحتى إشعار آخر. وطلب من الأشخاص الذين تخطوا السبعين عاماً البقاء في منازلهم.
وسجلت فرنسا حتى فترة بعد ظهر الجمعة 2.876 إصابة بالفيروس و61 حالة وفاة، أما في بلجيكا فقد أعلنت رئيسة الوزراء صوفي ويلميس، مساء الخميس، أن المدارس والمقاهي والمطاعم والنوادي الليلية ستغلق في بلجيكا، على أن تلغى أيضاً التجمعات كافة “بغض النظر عن حجمها وطبيعتها”.
بدورها قررت حكومة البرتغال، مساء الخميس، إغلاق كلّ المدارس في البلاد، اعتباراً من الاثنين المقبل وحتى عيد الفصح على أقل تقدير، وفي إسبانيا قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، الجمعة، إن اجتماعاً استثنائياً للحكومة، السبت، سيعلن رسمياً حالة الطوارئ لمكافحة فيروس كورونا، وإسبانيا هي ثاني أعلى دولة من حيث عدد الإصابات في أوروبا بعد إيطاليا، عقب الإبلاغ عن إصابة 4334 حالة، وقال سانشيز إن العدد قد يتجاوز 10 آلاف الأسبوع المقبل، بدوره اعتمد البرلمان الدنماركي أحادي الغرفة (فولكتينغ) بالإجماع، مساء الخميس، “قانون الطوارئ”؛ الذي يمنح سلطات كاملة للسلطات الصحية لإجبار الأشخاص المشتبه في إصابتهم بعدوى فيروس كورونا على الحجر الصحي، بدعم من الشرطة، وارتفع عدد الحالات المؤكدة بالإصابة بالفيروس في الدنمارك إلى 801، الجمعة، بزيادة 111 حالة عن اليوم السابق، وفقاً لمجلس الصحة الوطني.
من جهتها رجحت الحكومة البريطانية أن يكون عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في المملكة المتحدة حالياً يتراوح بين خمسة آلاف و10 آلاف شخص، بحسب كبير المستشارين العلميين للحكومة باتريك فالانس.
وفي ألمانيا دعت أنجيلا ميركل، الخميس، إلى إلغاء “الفعاليات غير الضرورية” التي يقل عدد المشاركين فيها عن ألف شخص، ولغاية مساء الخميس، بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في ألمانيا 2369 شخصاً، توفي منهم خمسة، أما في شرق أوروبا فقد أعلنت سلوفاكيا وجمهورية التشيك أنهما ستغلقان حدودهما لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد، في حين أغلقت لاتفيا وليتوانيا المدارس وحظرتا التجمعات الجماهيرية.
وفي وقت سابق، حذر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، الخميس، من ارتفاع خطر أن تعجز الأنظمة الصحية في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عن مواجهة فيروس كورونا المستجد، وقال المركز ومقره في السويد، في بيان: إن “خطر تجاوز قدرة أنظمة الصحة في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في الأسابيع القادمة يعد مرتفعاً”.
ويواصل فيروس كورونا “كوفيد 19” الزحف والتمدد في القارات كافة، حاصداً أرواح نحو 5 آلاف شخص من إجمالي المصابين الذين يزيدون على 135 ألف مُصاب في أكثر من 120 دولة حول العالم، الغالبية العُظمى منها في الصين القارية وأوروبا وإيران، وذلك منذ بدأت رحلة انتشاره في أواخر ديسمبر الماضي من مدينة ووهان بمقاطعة هوبي الصينية.
عجز الأنظمة الصحية الأوروبية امام مواجهة كورونا
حذّر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها الخميس من ارتفاع خطر أن تعجز الأنظمة الصحية في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عن مواجهة فيروس كوفيد-19، وقال المركز ومقرّه في السويد في بيان إنّ “خطر تجاوز قدرة أنظمة الصحة في الاتحاد الأوروبي/المنطقة الاقتصادية الأوروبية (ايسلندا، ليختنشتاين والنرويج) والمملكة المتحدة في الأسابيع القادمة يعدّ مرتفعاً”.
ودعت الوكالة الدول الأعضاء فيها إلى وضع سلسلة إجراءات لوقف انتشار الفيروس، خاصة عبر فرض حجر صحي على حاملي الفيروس أو المشتبه فيهم الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة ومنع التجمعات العامة.
وأوصت أيضا بوضع مسافة أمان في أماكن العمل وإلغاء التنقلات والاجتماعات غير الضرورية، علاوة على اتخاذ اجراءات في المدارس بما في ذلك إغلاقها مستقبلا، وأخيرا، أوصت الوكالة بإنشاء “طوق صحي حول المناطق السكنية التي توجد فيها مستويات عالية من العدوى”، بالتوازي، كتبت المفوضة الأوروبية للصحة ستيلا كيرياكيدس على “تويتر” أن الاجراءات التي تهدف للحد من انتشار الفيروس “ضرورية أكثر من أي وقت مضى في الاتحاد الأوروبي”، وأضافت “اتخذت عدة دول أعضاء اجراءات واسعة النطاق لديها تأثير على الحياة اليومية لمواطنينا وعلى اقتصادنا”.
المانيا: معظم السكان سيصابون بكورونا والهدف إبطاء انتشاره
قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن ما يصل إلى 70 بالمئة من السكان سيصابون على الأرجح بفيروس كورونا الذي ينتشر حاليا في أرجاء العالم، وأضافت أنه نظرا لعدم وجود علاج له حاليا فإن التركيز ينبغي أن ينصب على إبطاء انتشاره.
وأضافت ميركل خلال مؤتمر صحفي في برلين ”نظرا لأن الفيروس منتشر بينما لا يملك السكان أي تحصين ولا وجود للعلاج، فإن ما يتراوح بين 60 و70 بالمئة من السكان سيصابون بالعدوى“، وتابعت قائلة ”ينبغي أن تركز العملية على عدم إثقال كاهل النظام الصحي عن طريق إبطاء انتشار الفيروس… الأمر يتعلق بكسب الوقت“.
جاءت تصريحات ميركل بعدما انتقدت صحيفة بيلد اليومية واسعة الانتشار طريقة تعاملها مع ما وصفته بأنه ”فوضى الكورونا: لا ظهور، لا خطاب، لا قيادة في الأزمة“، وقاد وزير الصحة ينس سبان التعامل مع تفشي الفيروس، وقال في وقت سابق يوم الأربعاء في مقابلة مع إذاعة دويتشلاند فونك إن إغلاق حدود البلاد لن ينجح في منع انتشار فيروس كورونا، رافضا الدعوات بأن تحذو ألمانيا حذو جارتها النمسا وتمنع دخول الزوار من إيطاليا.
وأعلنت السلطات في ولاية نورد راين فستفاليا الواقعة بغرب البلاد يوم الأربعاء تسجيل ثالث حالة وفاة مرتبطة بالفيروس في ألمانيا بعد وفاة مريض في منطقة هاينسبرج الموبوءة، وبلغ عدد الإصابات في ألمانيا 1296 حالة بحسب إحصاءات أصدرها معهد روبرت كوخ لمكافحة الأمراض في وقت متأخر، ووعدت ميركل يوم الأربعاء بفعل ما يلزم لمواجهة التبعات الناجمة عن فيروس كورونا وإن ذلك سيتم بالاتفاق مع الشركاء الأوروبيين، وأضافت ”سنفعل ما هو ضروري كدولة وأيضا مع أوروبا“.
إيطاليا تصحو على شوارع مهجورة مع توسيع القيود لاحتواء تفشي كورونا
استيقظت إيطاليا على شوارع مهجورة مع فرض قيود لم يسبق لها مثيل بعد أن وسعت الحكومة إجراءات الحجر الصحي لتشمل البلد بأسره في محاولة لإبطاء أسوأ تفش لفيروس كورونا في أوروبا، وتشمل الإجراءات، التي أعلنها رئيس الوزراء جوزيبي كونتي في وقت متأخر من مساء الاثنين، توسيع خطوات اتُخذت بالفعل في منطقة لومبارديا الغنية بشمال البلاد وأجزاء من الأقاليم المجاورة وتضيق الخناق على التنقلات وتغلق الأماكن العامة.
وكتب كونتي على تويتر مشجعا الناس على تحمل المسؤولية الشخصية وقال ”مستقبل إيطاليا في أيدينا. دعونا كلنا نؤدي دورنا ببذل شيء من أجل الصالح العام“، وأمرت السلطات الناس بعدم التنقل خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة على أقل تقدير إلا لأغراض العمل أو الاحتياجات الصحية أو الطوارئ وباستثناء ذلك عليهم البقاء في منازلهم. ويتعين على أي شخص يقرر التنقل ملء استمارة يعلن فيها مبرارته ويحملها معه.
وحُظرت التجمعات الكبيرة والأحداث المقامة في الهواء الطلق ومنها الأحداث الرياضية وأصبح يتعين على المطاعم والحانات إغلاق أبوابها الساعة السادسة مساء وستظل المدارس والجامعات مغلقة حتى الثالث من أبريل نيسان.
وكتبت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) عنوانا يقول ”إيطاليا كلها مغلقة الآن“، وفي الصباح الباكر بدت شوارع روما أهدأ من المعتاد على نحو مخيف حيث تحركت السيارات بحرية في الشوارع التي عادة ما تشهد تكدسات مرورية كبيرة، في أجواء مماثلة للجو العام في مدينة ميلانو العاصمة المالية للبلاد والتي تطبق قيودا أكثر صرامة، ويمكن للمتاجر أن تظل مفتوحة طالما حافظ الزبائن على مسافة متر على الأقل تفصل بينهم، واتُخذت هذه الإجراءات بعد أن أظهرت أحدث البيانات استمرار تزايد انتشار فيروس كورونا حيث بلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة في إيطاليا 9172 حالة حتى يوم الاثنين إلى جانب 463 حالة وفاة لتسجل البلاد بذلك ثاني أعلى مستوى وفيات في العالم بعد الصين.
انه سباق مع الوقت في مستشفى كارداريلي في نابولي حيث يتم انشاء وحدة عناية مركزة جديدة وسط استعدادات نظام الرعاية الصحية المفتقر الى التمويل ويعاني من الضغوط الشديدة في جنوب ايطاليا، لوباء فيروس كورونا.
في “مبنى م” أزيل كل شيء تقريبا ولم يتبق الكثير قبل تركيب معدات إنقاذ الحياة الجديدة وتوفير الأدوية والامدادات في “جناح فيروس كورونا” الجديد.
وتعتبر ايطاليا الأكثر تضررا بالفيروس في أوروبا حيث سجلت 827 وفاة ونحو 12500 إصابة، ويرقد أكثر من الف شخص في العناية المركزة، ومعظم الحالات في في منطقة لومباردي في شمال البلاد الغني، ولكن خبراء مكافحة الفيروسات حذروا من خطر أن يتحول المرض الى وباء في الجنوب الفقير كذلك.
واثارت التسريبات الى الاعلام السبت بقرب “إغلاق” منطقة شاسعة من الشمال كاجراء لاحتواء الفيروس، الفزع بين السكان ودفعت بعضهم الى الفرار الى الجنوب خلال الليل، ربما حاملين المرض معهم الى تلك المنطقة.
وسجلت في لومباردي حتى الان 5763 حالة، بينما سجلت كالابريا في الطرف الجنوبي من ايطاليا 17 حالة، وسجلت منطقة باسيليكاتا المجاورة ثماني حالات فقط، ولكن يخشى الان ان يتغير ذلك. فحتى النظام الصحي الممتاز في لومباردي بدأ يتداعى، ولذلك يخشى ان لا تتمكن المستشفيات في المناطق الجنوبية والمتضررة من سنوات من خفض الميزانية، من استيعاب انتشار المرض.
التشيك: على إيطاليا منع مواطنيها من السفر لأوروبا
قال رئيس وزراء التشيك أندريه بابيش إن على إيطاليا منع جميع مواطنيها من السفر إلى باقي دول أوروبا لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد، وفرضت إيطاليا إغلاقا فعليا لقطاعات من شمال البلاد في وقت سابق يوم الأحد، بما في ذلك العاصمة المالية ميلانو، وذلك في محاولة جديدة لاحتواء التفشي السريع للفيروس.
وقال بابيش في تصريح نقله التلفزيون التشيكي ”ينبغي أن تمنع إيطاليا جميع مواطنيها من السفر إلى أوروبا لأننا لا نستطيع أن نصدر أمرا كهذا في (منطقة الاتحاد الأوروبي للحدود المفتوحة) شنجن“، وأعلنت التشيك تسجيل 26 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا حتى مساء السبت معظمها لأشخاص قدموا من إيطاليا أو خالطوا أحدا كان هناك.
النمسا: ستضطر مزيد من الدول اتخاذ خطوات مثل إيطاليا لمواجهة كورونا
قال المستشار النمساوي زيباستيان كورتس يوم الأحد إنها مسألة وقت قبل أن تضطر المزيد من الدول الأوروبية لاتخاذ خطوات شرسة مثل التي تطبقها إيطاليا حاليا لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
وفرضت إيطاليا، الجارة الجنوبية للنمسا، إغلاقا على قطاعات في الشمال بما يشمل العاصمة المالية ميلانو في محاولة أخرى لاحتواء التفشي السريع للمرض لديها، وقال كورتس لمحطة (أو.آر.إف) إن الموقف في النمسا، حيث أكدت السلطات تسجيل 99 حالة حتى الآن، تحت السيطرة وإن الإجراءات التي اتخذت كانت مناسبة على الرغم من أنها على الأرجح لن تكون آخر الخطوات المطلوبة.
وقالت النمسا الأسبوع الماضي إنها ستطبق إجراءات فحص صحي فورية على حدودها مع إيطاليا لمدة أسبوعين، وأشار كورتس إلى أن بلاده قد تلجأ ”بالطبع“ لإغلاق مدارس ورياض أطفال وجامعات والحد من الأحداث التي تجتذب حشودا كبيرة إذا اقتضت الحاجة مضيفا أنه على تواصل مع زعماء دول أوروبية أخرى.
وقال كورتس ”سيكون من المهم أن نقرر أي الخطوات ستتخذ في أي توقيت. يمكنك أن تغلق المدارس لأسبوع أو اثنين وهذا أمر ضروري في إيطاليا. وسيحدث ذلك في دول أوروبية أخرى. السؤال الحاسم هو متى تقرر ذلك“.
وأضاف أن المعضلة هي كيف تخطي ذروة انتشار المرض التي قد تصيب نظام الصحة العامة بالشلل دون أن ينتج عن ذلك أضرار اقتصادية فادحة، وأشار إلى أن انتشار الفيروس سيلقي بظلاله على نسبة النمو الاقتصادي في النمسا دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. والتوقعات المبدئية لنسبة النمو تتراوح بين 1.2 و1.7 بالمئة، وقالت النمسا الأسبوع الماضي إنها علقت الرحلات الجوية لشمال إيطاليا بصورة مؤقتة إضافة لدولتين ينتشر فيهما المرض بسرعة وهما إيران وكوريا الجنوبية. وعلقت الخطوط الجوية النمساوية الرحلات الجوية للصين حتى 24 أبريل نيسان.
إغلاق المدارس في فرنسا ودعوة السبعينيين وما فوق إلى البقاء في منازلهم
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس أنّ دور الحضانة وكافة المؤسسات التعليمية، بما فيها الجامعات، ستغلق اعتباراً من الاثنين وحتى إشعار آخر لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، وطلب إلى الأشخاص الذين تخطّوا السبعين عاماً البقاء في منازلهم، وفي خطاب إلى الأمة بث عبر التلفزيون، تحدث الرئيس الفرنسي عن “أسوأ أزمة صحية تشهدها فرنسا منذ قرن”، وطالب مواطنيه بحصر تنقّلاتهم ب”الحدّ الأدنى الضروري”، وبرغم ذلك، فقد أعلن في كلمته الإبقاء على إجراء الجولة الأولى من الانتخابات البلدية المقرّرة، وعلى الصعيد الاقتصادي، طلب ماكرون إلى الحكومة “تحضير خطة إنعاش وطنية وأوروبية”، داعياً أعضاء الاتحاد الأوروبي إلى “التحرك بسرعة وبقوة”.
كما أعلن أنّه سيقترح على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يرأس مجموعة السبع حالياً، مبادرة “استثنائية” لمواجهة الوباء العالمي الذي يتهدّد الاقتصاد العالمي، وبينما دعا إلى تجنّب الانغلاق القومي، قال ماكرون إنّ إغلاق الحدود لمكافحة انتشار الفيروس سيكون على الأرجح ضرورياً ولكن يتوجب إقراره على المستوى الأوروبين، وسجّلت فرنسا حتى فترة بعد الظهر من يوم الخميس 2,876 إصابة بالفيروس و61 حالة وفاة.
الرياضة في إسبانيا
بلغ عدد حالات الإصابة المسجلة في إسبانيا بحلول 4 مارس، 202 حالة، وسجلت أول حالة COVID-19 في البلاد في 1 فبراير، هناك حالة وفاة واحدة تم الإبلاغ عنها في 3 مارس، في 25 فبراير طُلب من بعض النزلاء في فندق Costa Adeje Palace في جزيرة Tenerife البقاء في غرفهم بعد أن تبين أن سائحا إيطاليا ثبتت إصابته بفيروس COVID-19، ومع ذلك، فإن النزلاء الذين لم تظهر عليهم الأعراض لم يتم عزلهم جميعا، وفي 4 مارس 2020، تم تشخيص إصابة سبعة أشخاص بفيروس COVID-19.
العديد من الأحداث الرياضية في إسبانيا ستقام حسب الجدول المخصص لها، لكن بدون متفرجين، وقد تم إلغاء بعض المؤتمرات الكبرى أو تأجيلها، لكن إسبانيا لم تلغِ الأحداث الكبيرة مثل عرض الألعاب النارية في الأول من مارس الذي يدشن بداية مهرجان لا فالاس في فالنسيا.
اليونان تعلن اكتشاف 21 حالة إصابة جديدة بكورونا
قالت اليونان يوم السبت إنها سجلت 21 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا مما يرفع إجمالي العدد داخل البلاد إلى 66 حالة، وذكرت وزارة الصحة في بيان أن معظم الحالات لأفراد من مجموعة زارت إسرائيل ومصر. وعادت هذه المجموعة إلى اليونان يوم 27 فبراير شباط، وأحد المسافرين رجل عمره 66 عاما موجود حاليا بالعناية المركزة في أحد مستشفيات مدينة باتراس بمنطقة بيلوبونيز بغرب اليونان.
وقالت الوزارة إن معظم الحالات معزولة في منازلها وإن 22 حالة في المستشفى وحالتهم مستقرة، وأعلنت اليونان أول حالة إصابة بفيروس كورونا يوم 26 فبراير شباط.
موسكو تهدد بسجن من لا يعزلون أنفسهم بسبب فيروس كورونا
هددت سلطات مدينة موسكو بسجن من لا يعزلون أنفسهم في المنزل لمدة أسبوعين بعد زيارة دول تشهد انتشارا كبيرا لفيروس كورونا وقد تصل فترة العقوبة إلى خمس سنوات، وكانت حكومة المدينة قد أعلنت حالة التأهب القصوى وفرضت إجراءات إضافية يوم الخميس لمنع انتشار المرض في العاصمة الروسية.
وقال مجلس مدينة موسكو إنه ينبغي على العائدين من الصين وكوريا الجنوبية وإيران وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا ودول أخرى، ممن تظهر عليهم أعراض تشير إلى احتمال إصابتهم بفيروس كورونا، عزل أنفسهم في منازلهم لمدة 14 يوما.
وقالت إدارة الرعاية الصحية في موسكو يوم الأحد إن من يتجاهلون ذلك يجازفون بفرض عقوبات صارمة عليهم تشمل السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات، وأضافت أن السلطات ستتحقق من العزل الذاتي باستخدام كاميرات تعمل بنظام الدائرة التلفزيونية المغلقة، وذكرت الإدارة أن من الممكن للسكان الذين يعزلون أنفسهم في المنزل اصطحاب كلابهم في نزهة سير ولكن فقط عندما يكون عدد المارة في الشارع عند الحد الأدنى ويتعين عليهم ارتداء كمامات.
إصابة شرطيين خلال تظاهرة ضد اغلاق المعابر بين شطري قبرص
استعملت الشرطة القبرصية الغاز المسيل للدموع السبت خلال تظاهرة ضد الاغلاق الموقت لنصف نقاط العبور مع الشطر الشمالي للجزيرة الذي تحتله تركيا، في اطار الجهود لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.
وشارك نحو 350 قبرصيا في تظاهرة نظمتها حركة تدعو لاعادة توحيد الجزيرة في العاصمة نيقوسيا، وشهدت التظاهرة صدامات أدت إلى إصابة أربعة من عناصر الشرطة التي ردت عبر “استعمال محدود” للغاز المسيل للدموع، وفق ما قال متحدث باسم الشرطة أشار أيضا إلى عدم حصول توقيفات.
يوم 28 شباط/فبراير، أعلنت السلطات القبرصية غلقها لمدة أسبوع أربع نقاط عبور مع الثلث الشمالي المحتل من قبل تركيا منذ 1974، وعزت الحكومة ذلك الى رغبتها في “تشديد الرقابة” في البلاد، رغم عدم إعلان تسجيل اصابات بفيروس كورونا المستجد.
لكن وزير الصحة كونستانتينوس يوانو اعلن الخميس تمديد الإغلاق حتى الاثنين لإجراء تقييم جديد للوضع، وهذه المرة الأولى التي تغلق فيها نقاط عبور منذ افتتاحها عام 2003 على طول “الخط الأخضر” الذي تراقبه بعثة الأمم المتحدة في قبرص.
وتجمع السبت نحو 200 قبرصي يوناني و150 قبرصيا تركيا على جانبي نقطة العبور المغلقة في شارع ليدرا الواقع في وسط العاصمة، ومن الشعارات التي رفعها المتظاهرون المطالبون بإعادة فتح نقاط العبور “لا يمكن إيقاف السلام في قبرص” و”احتواء فيروس التقسيم”، وتصاعد التوتر عندما حاول متظاهرون من الجانب القبرصي التركي اختراق طوق أمني، وفق ما قالت الشرطة، وجمهورية قبرص معترف بها من المجتمع الدولي وعضو في الاتحاد الأوروبي منذ 2004، أما “جمهورية شمال قبرص التركية” المعلنة ذاتيا، فلا تحظى سوى باعتراف تركيا، ولم تعلن تركيا حتى الآن تسجيل اصابات بفيروس كورونا المستجد.
والخميس، عبرت بعثة الأمم المتحدة في الجزيرة عن “قلقها حيال ما يعانيه الناس على جانبي الخط الأخضر” بسبب الإغلاق الموقت لنقاط العبور، والاثنين، انتقد الزعيم القبرصي التركي مصطفى أكينجي “القرار الأحادي” ودعا إلى مراجعته في مكالمة هاتفية مع الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس، لكن الأخير قال إنه أعلم أكينجي بقرار الإغلاق، وعلقت عام 2017 المحادثات بين اناستاسياديس وأكينجي والتي كانت تجري برعاية الأمم المتحدة.
المركزي الأوروبي يختبر عمل الموظفين من منازلهم بسبب كورونا
قالت متحدثة باسم البنك المركزي الأوروبي إن البنك طلب من موظفيه الذين يتجاوز عددهم 3500 العمل من منازلهم يوم الاثنين لاختبار قدرته على التعامل مع حالة إغلاق في ضوء المخاوف المتعلقة بتفشي فيروس كورونا.
وألغى البنك غالبية أنشطته العامة المقررة خلال الشهر المقبل لكنه قال إن اجتماع مجلس محافظيه لتحديد أسعار الفائدة سيعقد في موعده يوم الخميس المقبل، وقالت المتحدثة ”لدى البنك المركزي الأوروبي التجهيزات اللازمة للعمل عن بعد على نطاق واسع وسيكون يوم الاثنين التاسع من مارس آذار اختبارا احترازيا للبنية التحتية ولموظفي البنك إذا صار هذا الاستخدام واسع النطاق لهذه التجهيزات ضروريا في مرحلة ما“.
ومن المتوقع أن يكشف البنك يوم الخميس عن مزيد من الحوافز لمساعدة الاقتصاد على مواجهة عواقب تفشي فيروس كورونا بعد أن أدى فرض قيود على السفر وهبوط أسواق الأسهم والانهيارات الواضحة بالفعل في سلاسل القيمة إلى إضعاف الثقة.