بقلم
على غرار تجارب تركيا في التوغل في بؤر الصراعات في المنطقة، لا سيما في القارة الآسيوية، جاء الهدف الجديد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستغلال التوترات الداخلية لبسط نفوذ تركيا في المنطقة عبر الأراضي الأفغانية بعد اجتياح حركة طالبان للبلاد في أغسطس الماضي؛ ما جعل أفغانستان ساحة صراع جديدة بين القوى الإقليمية، وفي مقدمتها تركيا التي تسعى إلى ملء الفراغ الذي خلفه الانسحاب الكامل لقوات الولايات المتحدة الأمريكية من البلاد.
تمتلك التجربة التركية أدواتها المختلفة التي توظفها مع الجماعات الإسلاموية من خلال الأيديولوجيات المشتركة؛ ففي الحالة الأفغانية ستعتمد أنقرة على شعارات الأخوة الدينية والتاريخية, غير أن السياسة الخارجية التركية الحقيقية لا تقوم على العقائد الدينية؛ بل على البراجماتية المحضة؛ ما يجعل الكيفية التي ستتشكل بها العلاقة بين طالبان وتركيا محط التساؤلات والتكهنات السياسية.
فمع أن تركيا دعمت الولايات المتحدة، حليفتها في حلف الناتو، في حربها في أفغانستان على تنظيم القاعدة وحركة طالبان بعد أحداث سبتمبر 2001، يبدو أردوغان واثقًا بنجاحه في إقامة علاقات جيدة مع حركة طالبان، مستفيدًا من سياساته الإسلاموية، والعلاقات الجيدة التي تجمع طالبان وقطر، الدولة الحليفة لتركيا, لا سيما في ظل روابط عدة جمعت بين تركيا وأفغانستان، وخلقت لدى الشعب الأفغاني تصورًا إيجابيًّا بشكل عام عن الدور التركي في المنطقة؛ إذ نسجت أنقرة علاقات جيدة مع كثير من القوى السياسية في أفغانستان، خاصةً في مناطق الأقلية الأوزبكية والتركمانية، فكيف ستستغل تركيا كل تلك المقومات لصالحها لبسط نفوذها في أفغانستان؟
الروابط التاريخية بين تركيا وأفغانستان
بنت تركيا علاقة تاريخية وطيدة مع أفغانستان, فمنذ الغزو السوڤيتي لأفغانستان عام 1979, كونت تركيا علاقات جيدة مع أفغانستان، دعم هذا عدد من السياسات التركية، على رأسها رفضها تدخل القوات التركية مباشرةً في الحملة العسكرية التي شنتها قوات حلف الناتو في أفغانستان عام 2001، واكتفت بتدريب القوات الأفغانية من خلال حلف الناتو، إذ كانت تركيا تشارك بقوات غير قتالية في البلاد يقدر عددها بنحو 500 جندي؛ ما حسّن صورة تركيا أمام التيارات السياسية المختلفة في أفغانستان[1].
وفضلًا عن هذا، جاء الدور التنموي التركي منقذًا للوضع الاقتصادي المتدني في أفغانستان؛ إذ يعمل ما يقرب من 90٪ من الشركات التركية العاملة في أفغانستان في قطاعي البناء والمقاولات, بقيمة إجمالية تقارب 6.6 مليار دولار؛ ما يعني أن هناك اعتمادًا كبيرًا على مساهمة تركيا في الاقتصاد الأفغاني.
كما أدّت تركيا أدوارًا متعددة لترسيخ وجودها في البلاد, من خلال الدور السياسي الرسمي, حيث توسعت تركيا في استضافة كثير من المؤتمرات المعنية بشؤون أفغانستان، وحل نزاعاتها الداخلية والخارجية، كما أدّت دور الوساطة بين كابول وإسلام أباد في صراعهما الممتد، كما نسجت أنقرة علاقات جيدة مع مختلف القوى السياسية في البلاد، خاصةً في مناطق الأقلية الأوزبكية والتركمانية، التي تعد ذات أهمية كبرى لتركيا لبسط نفوذها في آسيا الوسطى[2].
ومن ثم يعد الدور الأبرز لتركيا هو دورها الإنساني والثقافي في أفغانستان, حيث استطاعت أنقرة توظيف قوتها الناعمة في البلاد من خلال بناء المدارس التركية، وتوفير المنح الدراسية للطلاب الأفغان، وتقديم خدمات تدريب الموظفين, وإقامة المستوصفات الصحية المجانية، وتقديم الخدمات الطبية، لا سيما في مناطق نفوذ طالبان، في محاولة من أنقرة للحفاظ على علاقات متينة مع الأخيرة؛ ومن ثم الحفاظ على علاقات مع مختلف أطراف الصراع في البلاد[3].
دوافع الطموح التركي في السيطرة على أفغانستان
اتضح في الأيام القليلة الماضية الإصرار التركي الكبير بالبقاء في أفغانستان، عن طريق الوجود العسكري، أو من خلال الوجود لتقديم الدعم الإنساني والاقتصادي لنسج علاقات قوية مع حركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان الجديدة؛ ما يجعلنا نتساءل عن دوافع تركيا من إيجاد موطئ قدم دائم لها في البلاد, ومن هذا يتضح أن الموقع الجغرافي لأفغانستان، واحتلالها مساحة جيوسياسية مهمة تربط الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشبه القارة الهندية، جعلها موضع تنافس إقليمي ودولي, لا سيما في ظل التطورات الأخيرة، وتراجع اهتمام واشنطن بالوجود في أفغانستان، وسيطرة طالبان على البلاد, وقد عظّم هذا من حدة التنافس، خاصة بين القوى الإقليمية، وعلى رأسها تركيا، وإيران، وروسيا، والصين[4].
يأتي هذا بجانب سعي أنقرة إلى تحسين علاقتها بواشنطن ضمن تفاهمات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن، بشأن مستقبل الوضع في أفغانستان؛ إذ ترى تركيا أن دورها في أفغانستان سيساعد على تحسين العلاقات التركية الأمريكية, في حين قد ترى الولايات المتحدة الأمريكية في تركيا وكيلًا جيدًا لمصالحها في أفغانستان, وكما سبق أن سهّلت واشنطن حصول أنقرة على أكبر دعم مالي من صندوق النقد الدولي بعد قرار تركيا المشاركة في قوات “إيساف” في أفغانستان عام 2001، تطمح تركيا بدورها في أفغانستان إلى تدفق الأموال الأجنبية من جديد إلى البلاد[5].
وكعادة السياسية التركية التي تحركها المصالح الاقتصادية، ستستغل تركيا وجودها في أفغانستان اقتصاديًّا, بعد أن روجت تركيا لممر اللازورد الذي يربط أفغانستان بتركيا عبر تركمانستان، وأذربيجان، وجورجيا، متجاوزًا إيران، وروسيا، والصين, فالسوق الأفغانية- كما سبق أن ذكرنا- تؤدي دورًا حيويًّا في اقتصاد تركيا، لا سيما في ظل أزمات تركيا الاقتصادية المتلاحقة.
بجانب هذا، يعد استيعاب الأقلية التركية في أفغانستان في مقدمة أهداف أردوغان من بسط نفوذه في البلاد؛ إذ إن الأقلية الأوزبكية المسلمة التي تشكل نحو 17% من سكان أفغانستان، وتتمركز بشكل أكبر في شمال البلاد، قد تساعد أردوغان على تشكيل الوحدة الإسلامية التي يسعى إلى تحقيقها من خلال تحالفات مع عدد من الدول الإسلامية السنية لزيادة قوة تركيا إقليميًّا؛ وعليه فإنه يريد ضم أفغانستان إلى تحالف يجمع تركيا، وباكستان، وأذربيجان، لتشكيل تحالف إسلامي في وسط آسيا، له نفوذ سياسي، وأمني، وعسكري، واقتصادي، ضد النفوذ الروسي في المنطقة[6].
سيناريوهات العلاقة بين تركيا وطالبان
بينما يتركز اهتمام طالبان في تأسيس علاقات إقليمية ودولية جيدة، كجزء من ضمان الاعتراف الدولي بالحركة، وسيطرتها على أفغانستان, تطمح تركيا إلى توسيع دائرة نفوذها ومكاسبها في المنطقة من خلال البوابة الأفغانية, ويبقى أمام أردوغان سيناريوهان بشأن علاقة تركيا بأفغانستان الجديدة, يتمثل السيناريو الأول في نجاح تركيا في إقامة علاقة وثيقة بالحركة، وتمكنها من بسط سيطرتها في أفغانستان إذا وافقت طالبان على السماح لتركيا بالتدخل في البلاد من خلال تقديم خدمات تدريب ومساعدات فنية لإدارة مطار كابول وحمايته، وإدارة عدد من أجهزة الدولة ومشروعاتها، وهذا ما سيحقق لتركيا ثقلًا سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا أكبر في الداخل الأفغاني، في مقابل الدول المتنافسة على ثروات البلاد[7].
وفي هذا السياق, يدعم سيناريو التقارب السريع بين تركيا وطالبان, عدد من الدلالات لنجاح تركيا في سعيها إلى تعزيز حضورها في أفغانستان في ظل هيمنة طالبان؛ أولًا: دعوة طالبان المباشرة عبر تصريحاتها فور سيطرتها على أفغانستان إلى إقامة علاقات كاملة ومتينة مع تركيا، وتأكيد العلاقات التاريخية القديمة، والمشتركات العَقَدية والثقافية والدينية مع تركيا, في الوقت الذي تسارعت فيه تصريحات أردوغان عن استعداده الكامل لعقد اتفاقيات عسكرية واقتصادية مع الحركة.
ثانيًا: علاقة تركيا الوثيقة مع مختلف التيارات في أفغانستان؛ إذ نسجت تركيا علاقات مع جماعة “الإخوان المسلمون” والأقلية الأوزبكية في أفغانستان, وترتبط تركيا ببعض أمراء الحرب الأفغان، وعلى رأسهم قلب الدين حكمتيار، زعيم الحزب الإسلامي، والذراع السياسية لجماعة الإخوان في أفغانستان، إلى جانب أمير الحرب الأوزبكي عبدالرشيد دستم، الذي يزور تركيا دوريًّا، وتحصل قواته على دعم وتدريب عسكري مستمرين في أنقرة, والذي عاد من تركيا إلى أفغانستان في 6 أغسطس 2021، لا سيما أن الأوزبك عرقية محسوبة على الجنس التركي، وكانت لهم عداوات تاريخية مع حركة طالبان, وتحاول تركيا من هذا توثيق علاقاتها بجميع القوى السياسية في أفغانستان، في خطوة هدفت من خلالها إلى تنويع أدوات تحركها في الساحة الأفغانية[8].
ثالثًا: تستغل تركيا مدخل إعادة الإعمار لتشجيع طالبان على السماح لها بالتدخل في البلاد، وأعلنت تركيا استعدادها لإعادة إعمار البنى التحتية التي تعرضت للدمار نتيجة الحرب، كما أنها قد تسعى إلى المشاركة في المشروعات الصينية التي تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي في أفغانستان, فقد حرصت تركيا على بناء علاقات وثيقة مع الشعب الأفغاني للحصول على ثقته ودعمه للوجود التركي من خلال المساعدات الإنسانية التي تغزو بها البلاد, وركزت جهودها على إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية بشكل أساسي، من خلال بناء المستشفيات والمدارس والمساجد، والمساعدات الإغاثية[9].
رابعًا: الدعم الخارجي للدور التركي في أفغانستان, جاء هذا بداية من التأييد الأمريكي الذي يعكس المخاوف الأمريكية من تنامي دور القوى الإقليمية والدولية المختلفة في أفغانستان، إذ تسعى واشنطن إلى دعم الحضور التركي للتصدي لتلك القوى، وعلى رأسها روسيا، والصين، وإيران، وهذا ما تجلى في خطوة سابقة من خلال تقديم واشنطن لأنقرة وسيطًا لاستضافة محادثات السلام التي كان من المفترض أن تنعقد في أبريل 2021، لو لم تشترط طالبان تأجيلها حتى يتم الانسحاب الأمريكي الكامل من الأراضي الأفغانية.
فضلًا عن هذا, تخشى الولايات المتحدة الأمريكية من أن تصبح أفغانستان ملجأ للجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، ومركزًا لانطلاق العمليات الإرهابية ضدها؛ لذا تسعى واشنطن إلى إقناع طالبان بالقبول بدور أجنبي في مطار كابول كخطوة أولية لترسيخ الوجود التركي في أفغانستان، خاصة أن بقاء المطار مفتوحًا سيحقق مصلحة طالبان التي لا ترغب في عزل أفغانستان عن العالم، أو في حرمانها من المساعدات الدولية[10].
وإلى جانب الدعم الأمريكي للدور التركي في أفغانستان, يوجد دعم الحلفاء الإقليميين في المنطقة، وعلى رأسهم باكستان وقطر، لا سيما بعد علاقات باكستان القوية مع تركيا؛ فقد امتد التعاون التركي الباكستاني في الآونة الأخيرة إلى مجال التعاون الاستخباراتي والعسكري، والتصنيع العسكري، ورفعت إسلام أباد وأنقرة العلاقات بينهما إلى درجة التحالف الإستراتيجي, كما أن أنقرة تتمتع بعلاقات جيدة مع قطر، التي استضافت جولات الحوار، سواء بين طالبان والحكومة الأمريكية، أو بين طالبان وحكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني[11]، وذلك في مسعى للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة الأفغانية قبل سيطرة طالبان على البلاد؛ لذا تراهن أنقرة على تأثير باكستان وقطر على طالبان لقبول الحضور التركي في المشهد الأفغاني بعد انسحاب القوات الأجنبية.
الفرصة الذهبية لتركيا في أفغانستان
ستجني تركيا جملة من المكاسب السياسية والاقتصادية إذا نجحت في إقامة علاقات وثيقة مع طالبان تمكنها من السيطرة على الداخل الأفغاني, يأتي في مقدمتها تحسين صورة تركيا خارجيًّا، وعلاقتها مع الغرب, لا سيما العلاقات الأمريكية التركية التي شهدت خلال السنوات الأخيرة تدهورًا حادًا بين الطرفين، بسبب سياسات تركيا العدائية في المنطقة, ومنها امتلاك تركيا منظومة الدفاع الصاروخي الروسي إس- 400، وتدخلها غير المشروع في الصراع السوري والليبي، كما أن تنافسها على غاز المتوسط ترتب عليه عقوبات، وحصار اقتصادي وسياسي وعسكري لتركيا، كل هذا تحاول أنقرة دفعه بالتدخل في أفغانستان لتكون وكيلًا عن وجود الولايات المتحدة وحلف الناتو في البلاد[12].
ثانيًا: ستمتلك تركيا أوراق ضغط جديدة من خلال تدخلها في أفغانستان, فمن أبرز ركائز السياسة التركية محاولة استغلال الصراعات الإقليمية والدولية لصالحها, وهو ما تحاول تركيا تطبيقه على الحالة الأفغانية من خلال اعتماد أنقرة على الأهمية الإستراتيجية لمطار كابول الدولي بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو، فلا تزال تطمح إلى قيامها بمهام تأمين المطار والمنشآت الحكومية- رغم رفض طالبان هذا الدور- لمساومة واشنطن للحصول على بعض التسهيلات في ظل العلاقات المتوترة بين البلدين؛ فقد تسعى تركيا إلى الضغط على الإدارة الأمريكية كى تتراجع عن رفضها التام لحصولها على منظومة الصواريخ الروسية إس – 400، والسماح لها بالعودة إلى برنامج طائرات إف – 35، في مقابل دور أنقرة الجديد في أفغانستان.
ثالثًا: ترسيخ النفوذ التركي في منطقة آسيا الوسطى؛ إذ تسعى تركيا من خلال تعزيز وجودها في أفغانستان، وعلاقتها مع حركة طالبان, إلي تقديم نفسها بديلًا لروسيا في منطقة آسيا الوسطى باعتمادها على القواسم التاريخية المشتركة مع دول آسيا الوسطى، التي تسهل لها إقامة علاقات وثيقة مع تلك الدول، مستغلة ما تحتويه المنطقة من ثروات اقتصادية ضخمة تتمثل في النفط والغاز الطبيعي، واحتياطات المعادن والفحم, ما يساعد تركيا في ظل تدهور وضعها الاقتصادي.
رابعًا: المكاسب الاقتصادية من التدخل في أفغانستان، وإقامة علاقات جيدة مع طالبان, فرغم المفاوضات التي تمت بين أردوغان وبايدن على هامش قمة الناتو في 14 يونيو الماضي، بشأن بقاء القوات التركية لتأمين مطار كابول، وأنه سيكون مشروطًا بتحمل الولايات المتحدة وحلف الناتو التكلفة الاقتصادية للقوات التركية، وتوفير غطاء جوي من طائرات الدرونز، وضمان حق تركيا أيضًا في المطالبة بأي دعم دبلوماسي، أو لوجيستي، أو اقتصادي, فإن طالبان رفضت الوجود التركي في مطار كابول، وأفشلت خطط تركيا بشأن الاستفادة الاقتصادية التي كانت ستجنيها من وراء ذلك الدور[13].
لكن أنقرة لم تستسلم لرفض تأمينها مطار كابول, وتسعى حاليًا إلى الحصول على تفاهمات اقتصادية مع الصين، وباكستان، وإيران؛ من أجل إنشاء مشروعات بنية تحتية في أفغانستان, غير أن تلك التفاهمات يقابلها خوف إيراني من الدور التركي على حدودها الشرقية في أفغانستان, لكن بالنظر إلى المواقف المشتركة بين تركيا وإيران بشأن القضايا الإقليمية، نجد أن سياسة البلدين الخارجية ترجح دائمًا كفة المصالح على حساب الخلافات.
خامسًا: برهان أنقرة على تحقيق علاقات شراكة أقوى مع حركة طالبان, ستجد بديلًا لتمركز الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة في إدلب بسوريا، وستسعى إلى نقلهم إلى أفغانستان، خاصةً بعد فشل تركيا في تحمل عبء استقبال تلك العناصر على أراضيها بعد تسوية الأزمة السورية، كما يمكن لأنقرة استغلال تلك الميليشيات في ترسيخ سيطرتها في أفغانستان، والاشتباك مع مختلف القوى في البلاد، دون دفع الجيش التركي في أي عمليات في أفغانستان[14].
مراهنات تركيا في أفغانستان
يُعد فشل مفاوضات تركيا مع حركة طالبان، ورفض الحركة أي وجود تركي على الأراضي الأفغانية، سواء أكان وجودًا عسكريًّا أم اقتصاديًّا، ضربة قوية لمساعي أردوغان من السيطرة على دول آسيا الوسطى عبر بوابة أفغانستان؛ ومن هذا تظهر دلالات السيناريو الثاني في أكثر من جانب:
أولًا: تمسك طالبان بشرطها المتمثل في ضرورة انسحاب القوات التركية من أفغانستان قبل أي تواصل مباشر مع الحكومة التركية. فضلًا عن هذا, تراهن طالبان على حصولها على اعتراف دولي، على الأقل من روسيا والصين, وأنها لن تكون بحاجة ملحة إلى اعتراف أنقرة بحكم طالبان لأفغانستان، ولا إلى الدور التركي في أراضيها, خاصة بعد نجاحها في إدارة مطار قندهار وتشغيله بعد السيطرة عليه، دون الحاجة إلى أي دعم أجنبي[15].
ثانيًا: تصعّب المنافسة الإقليمية من دول أخرى، وعلى رأسها الصين، وروسيا، وإيران، محاولة تركيا أداء دور على الأرض في أفغانستان, فمع وجود تفاهمات سياسية واقتصادية بين أفغانستان وتلك الدول الثلاث, واستعداد الصين للاستثمار اقتصاديًّا في أفغانستان من أجل ضمها إلى مشروع “الحزام والطريق” الصيني، واستغلال ثرواتها المعدنية، فإن هذا يقلل من تأثير الدور الاقتصادي التركي في البلاد.
كما يواجه البقاء التركي في أفغانستان تحديًا مباشرًا لتلك الدول؛ لما تُمثله تلك المنطقة من خصوصية جيوسياسية، وأهمية كبرى بالنسبة إلى مصالح الدول الثلاث وأمنها الإقليمي, فالوجود التركي في أفغانستان سيُهدد إيران كدولة على الحدود الأفغانية، لا سيما في ظل العلاقات الوثيقة التي تجمع إيران وحركة طالبان, هذا إلى جانب المخاوف الإيرانية والصينية من نقل الفصائل المسلحة والمتطرفة من إدلب إلى كابول؛ ما قد يشجع الأقليات المسلمة السنية كالإيغور في الصين، والبلوش في إيران، للتعاون مع تلك الحركات المسلحة، وهو ما سينعكس بالسلب على استقرار البلدين[16].
ثالثًا: فشل تركيا في دعم الحركات الإسلامية، ومساعدتها على تولي الحكم في بلدانها, يخلق لدى الولايات المتحدة الأمريكية مخاوف من تكرار تلك المحاولات في أفغانستان, ففي عام 2006 عرضت تركيا على حركة حماس، بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، مساعدتها على التحول من حركة إسلامية مسلحة إلى حزب سياسي منخرط إقليميًّا ودوليًّا, لكن مساعي أنقرة فشلت حينها بسبب تمسك حماس بأيديولوجيتها، وعلاقاتها القوية بإيران وسوريا. كما عادت تركيا إلى سعيها من جديد خلال ثورات الربيع العربي؛ من خلال التقرب من جماعة الإخوان في سوريا ومصر وليبيا، لكن نتائج هذا التعاون فشلت في تحقيق الديمقراطية المزعومة، وتحولت إلى مشاريع هيمنة تركية على مناطق الصراع في المنطقة[17].
رابعًا: رفض المعارضة التركية الوجود التركي في أفغانستان والتعاون مع حركة طالبان, يتجلى هذا في رفض المعارضة التركية فكرة إرسال قوات تركية جديدة، أو بقاء القوات التركية في العاصمة كابول لحماية المطار الدولي، لا سيما بعد تورط القوات التركية في مواجهات عسكرية، كما حدث في كثير من الصراعات التي أقحمت تركيا نفسها فيها، وعلى رأسها ليبيا، وسوريا؛ ما يزيد من مخاوف الداخل التركي من تكرار هذا مع التنظيمات الإرهابية في أفغانستان، وعلى رأسها طالبان وداعش؛ ما سيؤدي إلى وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة، ستُلقي بظلالها على شعبية أردوغان وحزبه في تركيا، وستعيد اتهامه بالتضحية بالجيش التركي لتحقيق مصالحه، وحماية مصالح الغرب، على حساب مصالح الشعب التركي[18].
خامسًا: يأتي أبرز خلاف بين تركيا وطالبان في الاتفاق على تأمين مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، الذي يعد رابطًا حيويًّا وإستراتيجيًّا، ونقطة وصول لا بديل عنها لدخول الدبلوماسيين والرعايا الأجانب وخروجهم، وكذلك لملايين الأفغان، لا سيما في دولة غير ساحلية كأفغانستان, وهو المنفذ الأساسي لعمال الإغاثة، وتوصيل المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني, ومن هذا تتضح أهمية المطار لأفغانستان ودول الجوار الإقليمي, وخلال السنوات الماضية أدّت تركيا دورًا رئيسيًّا في تشغيل المطار وتأمينه, وعقب التفاهمات بين تركيا والولايات المتحدة في يونيو الماضي على بقاء القوات التركية لتأمين مطار كابول بعد انسحاب القوات الأجنبية التي كان من المقرر انسحابها في نهاية أغسطس الماضي[19]، مقابل تحمل الولايات المتحدة والناتو التكلفة الاقتصادية للقوات التركية، لكن سيطرة طالبان المبكرة على كابول في 14 أغسطس الماضي، وإصرارها على خروج جميع القوات الأجنبية, أطاحت بأي تفاهمات تركية أمريكية في هذا الشأن.
ولجأت أنقرة إلى التفاوض مع حركة طالبان عبر الوساطة القطرية من أجل الإبقاء على قواتها في المطار، لكن طالبان رفضت طلبها، واشترطت لبدء أي تعاون مع أنقرة خروج جميع قواتها من أفغانستان ومطارها، بل أكدت حركة طالبان أن القرار التركي ليس في صالح الشعبين, وحذرت الحركة من أن بقاء القوات التركية أو غيرها يعد استمرارًا للاحتلال، وستضطر طالبان إلى مواجهة هذا الوجود التركي عسكريًّا، وبدأت تركيا بالفعل بسحب قواتها من المطار في 26 أغسطس الماضي. ولا شك أن الحدة التي أبدتها طالبان تجاه مساعي البقاء التركي تدعم رفض طالبان القاطع لخطة تركيا العسكرية بالتمدد في البلاد.
انقلاب أطماع تركيا في أفغانستان إلى خسائر
مع أن فشل أنقرة في إقامة علاقات وثيقة مع طالبان سيناريو مستبعد، لا سيما مع إصرار أردوغان على تقديم كثير من التنازلات لحركة طالبان، ومع حاجة طالبان إلى الانخراط مع العالم، وخاصة دول الجوار الإقليمي، وسعيها إلى الحصول على اعتراف إقليمي ودولي بشرعيتها لحكم أفغانستان, مما يجعل طالبان في حاجة أكبر إلى دور تركي للوساطة مع الغرب, فإن حدوث هذا السيناريو يعني إخفاقًا جديدًا للسياسة التركية في أكثر من صعيد, يتمثل فيما يلي:
أولاً: إذا لم تتفق تركيا وطالبان على التقارب، ونسج علاقات مشتركة, ستعاني تركيا أزمة اللاجئين الأفغان الهاربين من حكم طالبان للبلاد بحثًا عن مستقبل أفضل في أوروبا, فالأزمة السياسية الداخلية في أفغانستان انعكست على الأراضي التركية، وتسببت في موجات جديدة من اللاجئين عبر إيران؛ ما سيشكل معضلة سياسية كبيرة لدى أنقرة، فبخلاف نحو 3.5 مليون لاجئ سوري، لا يحتمل الاقتصاد التركي المتدهور وجود مزيد من اللاجئين, فضلًا عن هذا, فإن توافد اللاجئين الأفغان إلى البلاد سيخلق أزمة سياسية جديدة في تركيا، وسيكشف فشل الرئيس التركي في إدارة البلاد، لا سيما في ظل تصاعد موجات المعارضة ضد النظام التركي الحالي.
لكن في المقابل، كعادة السياسة التركية، لا تكف عن التلويح بورقة اللاجئين ضد القوى الغربية بغية اكتساب امتيازات حالية أو مستقبلية، لا سيما فيما يتصل بالعقوبات المفروضة على الصناعات الدفاعية التركية، أو لتحسين صورتها أمام أعضاء الناتو بالأدوار التي تضطلع بها تركيا لضمان استقرار دول الجوار[20].
ثانيًا: سيضع الفشل التركي في توثيق علاقة أنقرة بطالبان أردوغان في منافسة إقليمية جديدة، لا سيما في ظل نجاح دولتي الجوار، الصين وروسيا، في توسيع نفوذهما في أفغانستان؛ ما سينمي هواجس تركيا من وجود مؤامرة ضدها، ومن تحالف الصين وروسيا مع طالبان لاستهداف الأمن القومي التركي.
ثالثًا: إخفاق تركيا في ترسيخ وجودها في أفغانستان سيُنهي أي أمل لأردوغان في تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية الفادحة في البلاد, فمع فشل تركيا في تحسين علاقتها بطالبان سيتراجع اعتماد الأخيرة على الشركات التركية في المشروعات الاقتصادية في أفغانستان, وسترتكز على الشراكة الاقتصادية مع الصين وروسيا بديلًا عن تركيا؛ ما يعني ليس خسارة أنقرة على الجانب الاقتصادي فحسب؛ بل ستتأثر التفاهمات السياسية بين تركيا ودول الجوار بشأن قضايا المنطقة.
رابعًا: ستعود العلاقة المتوترة بين أنقرة وواشنطن إلى الظهور, لا سيما في ظل القضايا الخلافية بين الجانبين في الآونة الأخيرة، وتهديد الطموحات التركية لأمن الولايات المتحدة الأمريكية تهديدًا مباشرًا في الصراعات المحتدمة، خاصة في القارة الآسيوية؛ ما سيجعل تركيا تعاني- من جديد- تبعات هذا التوتر، وسيؤثر بالسلب في مصالحها الإقليمية، وأطماعها في المنطقة.
خامسًا: رفض طالبان تحالفها مع تركيا سيعني عجز الأخيرة عن استيعاب الجماعات الإرهابية في أفغانستان وداعميها؛ ما سيشكل تهديدًا مباشرًا لأنقرة، وهو ما حاولت تركيا في السنوات الأخيرة تجنبه عبر إقامتها تحالفات سرية وعلنية مع مختلف الجماعات الإسلامية لحماية أمنها القومي. فضلًا عن هذا, سيفشل أردوغان- من جديد- في تحويل تركيا إلى مركز سياسي للعالم الإسلامي في آسيا الوسطى، وتحقيق الأيديولوجيا الإسلامية القومية التي ينادي بها الرئيس التركي منذ توليه حكم البلاد[21].
الوجود العسكري.. الخطة الأخيرة لتركيا في أفغانستان
سيكون لتركيا خيار ثالث إذا فشلت في التقارب مع طالبان، وإقامة علاقات مشتركة ودية بين البلدين؛ هو الوجود العسكري في البلاد، فقد يطمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ترسيخ وجوده عسكريًّا في الأراضي الأفغانية ليحل بديلًا للقوات الأمريكية, وفي هذا السياق ستحاول أنقرة الوصول إلى ترتيبات جديدة بشأن هذا، وستبدأ بمفاوضات مع واشنطن بشأن عودة القوات التركية من جديد لضمان استقرار أفغانستان، وعدم تهديد أمن الولايات المتحدة، وأمن المنطقة.
وستتعلق الخطوة الثانية بالتوصل إلى تفاهمات مع قادة الفصائل والميليشيات المتطرفة في سوريا من أجل نقل عناصر وميليشيات مسلحة من إدلب إلى أفغانستان، وهذا ما كشفه تقرير لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية عن إرسال مرتزقة سوريين إلى أفغانستان عن طريق شركة عسكرية خاصة, كما كشفت الصحيفة عن اجتماع جرى بين المخابرات التركية ومختلف الفصائل المتمردة التابعة للجيش الوطني السوري، مثل صقور الشام، وفيلق المجد، وفرقة حمزة، في 24 يونيو الماضي، للتشاور بشأن إرسال ألفي مقاتل سوري إلى أفغانستان, غير أن التطورات الأخيرة، وإصرار طالبان على رفض الوجود العسكري التركي، بل إعلان محاربتها أي جندي سيدخل بلادها وفقًا لفتوى علماء أفغانستان عام 2001, سيجعل تركيا تفكر كثيرًا قبل تنفيذ هذه الخطة, لا سيما بعد أن فشل الحل العسكري في تحقيق مصالحها في سوريا، وليبيا[22].
خاتمة
مما سبق يُمكن القول إنه رغم المقومات التي تراهن عليها تركيا في علاقتها مع طالبان لتحقيق مصالحها، ولترسيخ وجودها في الأراضي الأفغانية، فإن جُملة من التحديات تواجه هذا الدور الجديد لتركيا بسبب المنافسة الإقليمية والدولية على بسط النفوذ في أفغانستان، لا سيما بعد تداخل المصالح السياسية، والعسكرية، والاقتصادية في المشهد، وتورط الجيش التركي في أكثر من بؤرة صراع إقليمية، في ظل الرفض الشعبي الكبير لسياسات تركيا الخارجية, وهو ما يؤخر قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الاعتراف بحكومة أفغانية تمثلها طالبان، والانخراط في علاقة تحالف رسمية مع الحركة.
[1] سياقات تركية, “تركيا وطالبان: حسابات جيوسياسية أوسع من مطار كابول”, مركز أسباب, العدد 24, 14/7/2021, متاح على الرابط التالي:
https://www.asbab.com/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7
[2]آمنة فايد، “مصالح أنقرة: لماذا تحاول تركيا تعزيز وجودها في أفغانستان؟”, مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، 1/8/2021، متاح على الرابط التالي: https://acpss.ahram.org.eg/News/17209.aspx
[3] ماري ماهر، “حسابات اليوم التالي: دوافع ومقومات الوجود التركي في أفغانستان بعد 11 سبتمبر 2021″، المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، 5/7/2021، متاح على الرابط التالي: https://marsad.ecsstudies.com/58582/
[4] Ezgi Yazici, Doga Unlu, “Turkey Aims To Play Stabilizing Role In Afghanistan After NATO Withdrawal”, Institute for the Study of War, 3\9\2021, Available at:
https://www.understandingwar.org/sites/default/files/Turkey%20Seeks%20Stabilizing%20Role%20in%20Afghanistan_0.pdf
[5] Michael Kugelman, “Turkey Looks to Expand Footprint in Afghanistan”, Foreign Policy, 17\6\2021, Available at:
[6] مارك بييريني, “كابل في حسابات أنقرة, مركز كارنيغي للشرق الأوسط”, 15/9/2021، متاح على الرابط التالي:
https://carnegie-mec.org/diwan/85344
[7] سليمان الوادعي, “طالبان فرصة أم تهديد لتركيا؟”, إندبندت العربية, 26/8/2021, متاح على الرابط التالي: https://www.independentarabia.com/node/253801
[8] FP Staff, “Why Turkey’s Recep Tayyip Erdogan is reaching out to Taliban as US exits Afghanistan”, FIRSTPOST, 31\8\2021, Available at:
https://www.firstpost.com/world/why-turkeys-recep-tayyip-erdogan-is-reaching-out-to-taliban-as-us-exits-afghanistan-9924561.html
[9] أحمد كامل البحيري، “إدلب جديدة: الدور التركي في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي”، مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ، 11/7/2021، متاح على الرابط التالي:
https://acpss.ahram.org.eg/News/17191.aspx
[10] Kristian Brakel,” Friend or foe? Redefining Turkey’s Afghanistan Policy outside NATO”, Heinrich-Böll-Stiftung, 26\8\2021, Available at:
https://eu.boell.org/en/2021/08/26/friend-or-foe-redefining-turkeys-afghanistan-policy-outside-nato
[11] Mehmet Fatih Ceylan, Zalmai Nishat,” What Role Can Turkey Play in the Afghanistan Peace Process?”, German Marshall Fund, 31\3\2021, Available at:
https://www.gmfus.org/news/what-role-can-turkey-play-afghanistan-peace-process
[12] Iain Macgillivray, “Turbulence, the Taliban and Turkey’s role in Afghanistan’s future”, The Lowy Institute, 6\9\2021, Available at:
https://www.lowyinstitute.org/the-interpreter/turbulence-taliban-and-turkey-s-role-afghanistan-s-future
[13] “السياسة التركية تجاه أفغانستان: المصالح والمقومات والعقبات”, مركز الإمارات للسياسات, 31/8/2021, متاح على الرابط التالي: https://epc.ae/ar/topic/alsiyasa-alturkia-tujah-afghanistan-almasalih-walmuqawimat-walaqabat
[14] Dorian Jones, “Turkey looks to play pivotal role in Taliban’s new Afghanistan”, RFI, 14\9\2021, Available at:
https://www.rfi.fr/en/podcasts/international-report/20210914-turkey-looks-to-play-pivotal-role-in-taliban-s-new-afghanistan
[15] “The Leverages and Pitfalls of Turkey’s Taliban Overtures”, EPC, 2\9\2021, Available at: https://epc.ae/topic/the-leverages-and-pitfalls-of-turkeys-taliban-overtures
[16] “مخاوف الجوار: تحديات النفوذ التركي في أفغانستان”, مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة, 29/8/2021، متاح على الرابط التالي: https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/6556
[17] أماني البكري, “تركيا في أفغانستان: هل تقبر التحديات أطماع أردوغان؟”, مؤسسة بوابة العين الإخبارية للإعلام والدراسات, 27/8/2021، متاح على الرابط التالي:
https://al-ain.com/article/turkey-afghanistan-challenges-ambitions
[18] Stefano Graziosi, “Turkey’s Risky Afghanistan Strategy”, The Heritage Foundation, 29\9\2021, Available at:
https://www.heritage.org/middle-east/commentary/turkeys-risky-afghanistan-strategy
[19] خورشيد دلي، “تركيا ومطار كابول: بحثًا عن ورقة مساومات”، مؤسسة بوابة العين الإخبارية للإعلام والدراسات، 26/6/2021, متاح على الرابط التالي:
https://al-ain.com/article/turkey-and-kabul-airport-in-search-of-a-bargaining-chip
[20] Agnieszka Pikulicka-Wilczewska, “The Afghan Interpreters Turkey Left Behind”, The Diplomat, 22\10\2021, Available at:
https://thediplomat.com/2021/10/the-afghan-interpreters-turkey-left-behind/
[21] Galip Dalay, “Will Turkey’s Afghanistan ambitions backfire?”, Chatham House, 6\10\2021, Available at:
https://www.chathamhouse.org/2021/10/will-turkeys-afghanistan-ambitions-backfire
[22] خورشيد دلي, “رهانات خطرة: حسابات المقترح التركي بالتدخل العسكري في أفغانستان”, مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة, 28/6/2021، متاح على الرابط التالي:
https://futureuae.com/ara/Mainpage/Item/6389/
.
رابط المصدر: