كان قرار منظمة البلدان العربية المصدرة للنفط في أكتوبر من عام 1973 بحظر تصدير النفط إلى الولايات المتحدة، والذي بات يعرف لاحقًا بـ “صدمة النفط” في السبعينيات، أحد أبرز المعالم في تاريخ سوق الوقود الأحفوري.
ويقول صناع السياسة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بأنه حدث أدى إلى تعقيد البيئة الاقتصادية الكلية للولايات المتحدة في أوائل السبعينيات، خاصة أنه حدث – من وجهة نظهرهم – في وقت غير مناسب على الإطلاق بالنسبة للبلاد.
أدت صدمة النفط آنذاك إلى تضاعف أسعار النفط في غضون أسابيع قليلة، ما أذكى لاحقًا الضغوط التضخمية خاصة أن الأسعار لم تنخفض لاحقًا بشكل مؤثر، ومع ذلك، لم يكن هذا الحدث الفريد فقط الذي يتسبب في “صدمة” للأسواق وزيادة سريعة للأسعار.
على سبيل المثال، كانت أحداث مشابهة لتلك التي وقعت اليوم عندما هاجمت إيران إسرائيل بصواريخ باليستية سببًا في صدمات للأسواق، أو على الأقل خلق حالة من القلق.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 5% عند مرحلة ما من تعاملات الثلاثاء، في أعقاب الهجوم الذي يبدو أنه كان عنيفًا – نوعًا ما – مقارنة بالهجمات السابقة، لكن الأسعار قلصت مكاسبها إلى النصف تقريبًا عند الإغلاق.
ومع ذلك، فإن احتمال التصعيد لا يزال قائمًا، ورغم الارتفاع النسبي للأسعار، يبدو أن الأسواق لا تسعر بما يكفي المخاطر الكامنة، خاصة بعد التحذير الأمريكي- الإسرائيلي الذي سبق الهجوم بدقائق، والذي عقبت عليه طهران بدورها، بالقول إنها سترد بقوة على أي هجوم مضاد.
أحداث أثرت في أسعار النفط بشكل قوي |
||
الحدث/ التاريخ |
مدة استمرار الحركة السعرية (أسابيع) |
نسبة ارتفاع أسعار النفط العالمية (%) |
حظر النفط العربي (أكتوبر 1973) |
4 |
232 |
إضراب النفط في إيران (أكتوبر 1979) |
2 |
15 |
أزمة سفارة أمريكا في إيران (نوفمبر 1979) |
14 |
18 |
حرب الخليج الأولى (سبتمبر 1980) |
2 |
28 |
حرب الخليج الثانية (أغسطس 1990) |
6 |
58 |
إضراب النفط في فنزويلا (نوفمبر 2002) |
2 |
118 |
ارتفاع الطلب الصيني على المقطرات (أواخر 2007) |
6 |
31 |
تغيير قواعد محتوى الكبريت بالديزل في أوروبا (ربيع 2008) |
6 |
45 |
الانهيار الأول للإنتاج الليبي (يناير 2011) |
3 |
28 |
الانهيار الثاني للإنتاج الليبي (يوليو 2014) |
3 |
16 |
هجمات خريص وبقيق والحرب الأوكرانية
– في الرابع عشر من سبتمبر عام 2019، وقعت انفجارات عدة في معامل تابعة لشركة أرامكو السعودية في خريص وبقيق، نتيجة هجمات إرهابية، ما تسبب في وقف تدفق نحو 5.7 مليون برميل يوميًا من الخام إلى السوق العالمي.
– تسببت هذه الهجمات الإرهابية في صدمة وقلق لدى المستثمرين بالأسواق العالمية، حتى أن سعر خام “برنت” ارتفع في مستهل تعاملات الجلسة التالية في السادس عشر من سبتمبر بنسبة 20%، وهي أعلى وتيرة ارتفاع له في 28 عامًا.
– قفزت الأسعار آنذاك من نحو 60 دولارًا للبرميل بنهاية جلسة الثالث عشر من سبتمبر إلى قرابة 72 دولارًا عند أعلى مستوى لها خلال جلسة السادس عشر قبل أن تتراجع عند الإغلاق إلى 69 دولارًا، ثم عادت إلى مستوياتها قبل الهجوم بنهاية الشهر مع تعافي الإنتاج.
– في الرابع والعشرين من فبراير عام 2022، غزت القوات الروسية الأراضي الأوكرانية، ما دفع أسعار النفط للارتفاع بأكثر من 40% خلال أيام قليلة لتقارب 140 دولارًا عند مرحلة ما في أوائل مارس.
– كانت هذه المرة الأولى التي تتجاوز فيها أسعار النفط حاجز 100 دولار منذ عام 2014 وظلت الأسعار مرتفعة قرب هذا المستوى لأشهر، لكنها تراجعت إلى المستويات التي كانت عليها قبل الحرب بحلول أواخر الصيف، قبل أن تتراجع بشكل أكبر في عام 2023.
– بالعودة إلى الحديث عن الصراع الدائر في الشرق الأوسط الآن، ورغم أن استجابة السوق له بدت وكأن المستثمرين لا يبالون، فإن الأيام القليلة المقبلة قد تكون حاسمة في تحديد المزاج العام للمتداولين، والذي ربما يصبح شديد التقلب إذا قرر السياسيون توسيع دائرة العنف.
– في أكتوبر من العام الماضي، عندما اندلع الصراع، حذر البنك الدولي من التطورات التي قد تؤدي إلى “أسوأ السيناريوهات”، والذي يترتب عليه أزمة مشابهة لـ “صدمة السبعينيات” تدفع أسعار النفط إلى ما بين 140 و157 دولاراً للبرميل (من قرب 90 دولارًا آنذاك)، فهل يتحقق؟
المصادر: أرقام- موقع تاريخ الاحتياطي الفيدرالي- أويل برايس- بيانات فاكت ست- ماركت ووتش- إدارة معلومات الطاقة- بي بي سي