تأليف: عبد الله فكري الخاني
كانت المرحلة الزمنية الممتدة بين عامي 1959، و1980 مرحلة حافلة بالأحداث التي تركت أثرها في المجالين العربي والدولي، إذ شهدت تلك الفترة قيام الوحدة العربية بين مصر وسورية والتي كانت مطمحاً لكل العرب المؤمنين بضرورة الوحدة وحتميتها، وقد ترتب على قيام الجمهورية العربية المتحدة، اتخاذ سلسلة من الإجراءات التي أدت إلى دمج بعض الوزارات وتوحيد القوانين والأنظمة، فتشكلت مجموعة من اللجان المشتركة للتنسيق والتوحيد.والمؤلف هو أحد الكوادر والشخصيات التي تصدت للعمل الدبلوماسي في بلاده منذ وقت مبكر، وهو يكتنز تجربة ضخمة عاصر خلالها الكثير من الأحداث الهامة التي صاحبت تلك الفترة وقد كثر ا، يدونها بين دفتي كتابه هذا حيث يقدم عرضاً مجملاً للسفارات التي عمل فيها، خلالها في وزارة خارجية الجمهورية العربية المستمدة في عدد من أقطار أوروبا والكتاب لا يروي المذكرات الشخصية فقط بل يتعدى ذلك إلى عرض تحليلي لكل الأحداث التي عايشها أو شارك في صناعتها آنذاك، والكتاب إضافة إلى ذلك يتميز بأسلوبه الأدبي الراقي.
هذا الكتاب هو الثالث لمؤلف شاهد صادق على عصر بلغت فيه الحرب الباردة أوجها، مما انعكس على بلد مهم في المشرق العربي هو سورية الأبية.في كتابه الأول تحدث عن جهاد شكري القوتلي، بلط الاستقلال. وفي الثاني عن “سورية بين الديمقراطية والحكم الفردي” لغاية قيام الوحدة في مصر.
وفي هذا الكتاب، ومن خلال عمله في عدة سفارات، ومشاركته في عدة وفود، استطاع أن يغطي الأحداث الجسام التي عصفت بسورية وبالبلاد التي خدم فيها.
وسيلاحظ قارئ الكتاب سلاسة أسلوب المؤلف، وإحاطته بالأحداث، وبما ورائها، لما يتمتع به من حس سليم، وذكاء نادر، وإخلاص مهني، جعله يستمر في عمله ويترقى، ليختم مهماته الرسمية وزيراً، ثم عضواً في محكمة لاهاي الدولية. وهذا على الرغم من تغير رؤسائه واتجاهاتهم.
ولهذا يمكن أن نعد الكتاب مدرسة في العمل الدبلوماسي، ومرجعاً لكل سياسي، أو مثقف، أو مؤرخ، يفتش عن الحقيقية.
رابط المصدر: