الاستاذ الدكتور إبراهيم محمد علي مرجونة
مما لاشك فيه أن الشعب الكردي لعب دوراً مهما لبناء نفسه ورسوخه في ميداني الحكم والعلم، وكان له تأثير علي مجمل الأحداث السياسية إبان الخلافة الراشدة والأموية وحتى نهاية العصر العباسي الأول، وبعد تلك الحقبة نجح في إقامة كيانات كردية مستقلة في مناطق متفرقة وأصبح تأثيره في الحياة السياسية أكبر بكثير عن ذي قبل.
ويتسم التاريخ الكردي بوعورة مسالكه واستعصاء مرتقاه، لأنه يعاني فراغات توجد بين أجزائه، فمن مواضيعه ما فقدت كبراها أو ضاعت صغارها، أو ثكلت نتيجتها، بحيث يعجز الذكاء الثاقب عن توضيح تلك المواضيع الغامضة، وينبو البحث عن العثور علي ما ضاع منها، وما سحب عليها الزمان ذيل النسيان.
ويعود سبب ذلك إلي إهمال العلماء الأكراد تدوين تاريخهم الكردي عصراً بعد عصر وحقبه، بعد حقبه لأنهم لم يهتموا بتاريخهم برغم كونهم ألفوا الكثير من المؤلفات، إضافة إلي ما دونه عنهم ابن الأثير والدينوري وابن خلكان، ولكن كان اهتمامهم بالتاريخ العام وتاريخ الشعوب الأخرى أكثر من اهتمامهم بتاريخ الأكراد.
أما أبرز الذين ألفوا في التاريخ الكردي فهم قليل، ومنهم ابن الأزرق الفارقي والأمير شرف خان البدليسي والعلامة محمد أمين زكي، إضافة إلي بعض الكتابات الحديثة التي حاولت التركز علي تاريخ هذا الشعب ومدي معاناته من قديم الأزل حتى وقتنا الحالي.
للاطلاع على الكتاب: