تأليف : حسن سعد عبد الحميد
الناشر : مركز النهرین للدراسات الاستراتيجية
الطبعة الأولى
سنة النشر : 2020
ظهر منهج هندسة العقل والتحكم بالجمهور والتأثير فيه في منتصف القرن الماضي، وعلى يد العالم النمساوي المعروف (ادوارد بيرنز) الذي تأثر بافکار (سيغموند فروید) وطورها في مجال الاعلام والدعاية والسيطرة على الرأي العام.
ان هندسة العقل الجمعي والتحكم به تعني القدرة على التأثير على العقل الباطن واللاواعي للجمهور المستهدف به وخداعه، عبر مخاطبة حاجاته وغرائزه، والاعتماد على جملة من الأساليب والتكتيكات العلمية في عملية الخداع والتضليل، والمستندة على دراسة وفهم الابعاد النفسية والاجتماعية والسلوكية، فضلا عن تحديد التقنيات المناسبة بالتأثير من أجل تحقيق أهداف ومصالح محددة.
إذ أن عملية توظيف الاساليب القديمة والحديثة في التحكم بالعقل الجمعي للجمهور الهدف منها قصف فئة محددة برسائل استراتيجية واعلامية خاصة وتضليلها، والعمل على التلاعب بالحقائق والوقائع والمعلومات التي تصل إليهم، والتحكم في مضمونها وطريقة سياق تقديمها. فالتلاعب بالرأي العام وخداعه يسعى لخدمة مصالح واجندات الجهة المستفيدة من التلاعب، في سعيها لخلق تقلبات نفسية واجتماعية للمواطنين، والتحكم بقراراتهم وتوجيهها بحسب الطريقة التي تبتغيها تلك الجهة.
وفي الآونة الاخيرة ومع تطور نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ظهرت وسائل جديدة للتحكم بالجمهور وخداعه الكترونيا، والسعي نحو برمجة تفكيره رقميا وتطويعه، والعمل على اصطناع الاجماع الشعبي عبر تمرير افكار ومعتقدات معينة على أنها رأي وافكار المجتمع برمته، وعادة ما تستخدم أساليب الجيوش الالكترونية والذباب الالكتروني بهذا المجال وعبر تقنيات المنشورات والمدونات الرقمية، الاستطلاع الالكتروني، الصور المعززة بنصوص، فيديوهات مفبركة بحرفية، الاستدامة في النشر وباسماء وهمية مختلفة، الاعلانات والاخبار الممولة، كل ذلك يتم من خلال تحديد الفئة المستهدفة وتقسيمها جغرافیا، ديموغرافيا، نفسیا، سلوكيا، وخلق طوفان من الاخبار الكاذبة المصاغة جيدا وكأنها اقرب للحقيقة.
وبهذا الصدد يسعى هذا الاصدار الى تقديم اجابات وصفية تحليلية علمية حول الطرق والأساليب المتبعة في هندسة العقل والتحكم بالرأي العام، وبشقيها القديم والحديث، وعن الاسباب الكامنة وراء خداع الرأي العام، وكيف يتم كشف أساليب الخداع، وكيفية التميز بين أساليب هندسة الجمهور، وأساليب خداع الرأي العام، وأيهما الاسبق بالخديعة؟ أسئلة كثيرة واجابات ثرية.
رابط المصدر: