تأليف: تيودور فون أدرنو
ترجمة: د. جورج كتورة
هذا الكتاب ليس استعراضا لدركهايم أو فيبر أو كونت، و لا هو تجاهل لهم، أو لسواهم، و لا هو تحليل لأفكار مدرسة ما و حوار مع أعلامها و رموزها، قد يكون أحيانا من زملائه، أو قد يكون أطول باعاً منهم في حقل العلم الاجتماعي، ولا هو تحليل للمناهج، بل هو ذلك كله.إن العلم الاجتماعي هو موضوع معرفة، و عليه تطبق أساليب المعرفة، إنه موضوع دراسة، و آدرنو هو الذات العارفة، و لا مجال للوصول إلى نتائج إلا من خلال البحث في هذه العلاقة الفريدة بين ذوات تريد أن تعرف، و بين موضوع تجب معرفته.
و لكن المفارقة هنا تختلف كليا، فالذات و الموضوع كلاهما واحد، الذات ابن المجتمع، و المجتمع موضوع الذات، فالشبيه يعرفه شبيهه كما تقول الفلسفة الاغريقية، و لكن كيف؟
إذا تماهت الذات مع المجتمع وقعنا في التشيؤ، و إذا تعالت أصبح البحث مقاليا بعيداً عن الواقع.
من هذه الإشكالية، و من البحث في ابعاد العلاقة بين الذات و الموضوع تتكون أجزاء هذا الكتاب، إنه فلسفة علم الإجتماع و ليس بحثا فيه و حسب…