عبد الامير رويح
دخلت كوبا مرحلة جديدة بتقاعد راوول آل كاسترو من الحزب الشيوعي. ولهذا الأمر وكما نقلت بعض المصادر رمزية قوية، إلا أنه لن يغير شيئا في الخطّ السياسي للبلاد التي يحكمها الحزب الشيوعي، الوحيد في الجزيرة. ولأول مرة منذ ستة عقود، سيغيب آل كاسترو بشكل تام من السلطة في كوبا، ليسلم القرار الى رئيس البلاد ميغيل دياز-كانيل، ليسدل الستار على حقبة استمرت ستة عقود من حكم الأخوين فيدل وراؤول كاسترو، اللذين قادا الثورة اليسارية في 1959، وتمثل أيضا نقلة من جيل إلى جيل أصغر سنا شق طريقه في صفوف الحزب بدلا من أن يصنع مكانته من خلال حروب العصابات.
ويأتي تغيير رئيس الحزب الشيوعي في وقت حساس بالنسبة إلى الجزيرة الغارقة في أسوأ أزمة اقتصادية منذ ثلاثين عاماً، تحت تأثير تفشي فيروس كورونا وتعزيز الحظر الأميركي المفروض عليها منذ العام 1962. بالنسبة للغالبية العظمى للكوبيين البالغ عددهم 11,2 مليون نسمة، فإن التغيير هو رمز قوي لأنهم لم يشهدوا سوى قيادة كاسترو – فيدل ثم شقيقه راوول. ويشدد دياز كانل على مواصلة المسار منذ أن أصبح رئيسا، ومن غير المتوقع أن يبتعد بالبلاد عن النظام الاشتراكي وحكم الحزب الواحد، رغم أنه سيتعرض لضغوط لإجراء إصلاحات اقتصادية.
وتولى راوول كاسترو رئاسة كوبا عام 2006 بشكل مؤقت بعد مرض شقيقه فيديل كاسترو الزعيم التاريخي لكوبا، ثم تحوّل إلى رئيس رسمي بعدها بسنتين بعد انتخابه من البرلمان. وفي عام 2011 تم انتخابه خلفاً لأخيه في منصب الأمين العام للحزب الشيوعي، وهو منصب له أهمية سياسية أكثر حتى من منصب رئيس البلاد، وتعززت أهمية راوول في البلد بعد وفاة فيديل عام 2016.
قائد جديد
خلف ميغيل دياز كانيل، الزعيم الكوبي راؤول كاسترو في مناصبه الأساسية، فبعد أن تولى منصب رئيس البلاد في 2018، نصبه الحزب الشيوعي الكوبي الآن في منصب الأمين العام للحزب الحاكم، الذي يُعتقد أنه أكثر قوة وتأثيرا من منصب الرئيس. وبهذا التنصيب تكون كوبا قد أنهت مرحلة حكم عائلة كاسترو، ممثلة برئاسة فيديل كاسترو وأخيه راؤول، لأول مرة، منذ أكثر من 60 عاما.
وكان دياز كانيل بعيدا عن الأضواء نسبيا عندما عُين لأول مرة نائبا لرئيس مجلس الدولة في كوبا في عام 2013، بيد أنه بات منذ ذلك التاريخ اليد اليمنى للرئيس راؤول كاسترو. وقد أعدَّ خلال السنوات الخمس اللاحقة لتولي الرئاسة ولعملية انتقال السلطة إليه خلفا لكاسترو. وفي عام 2018 طرح اسمه مرشحاً وحيداً للرئاسة حيث انتخب بنسبة تزيد عن 99 في المئة. وامتلك دياز كانيل (60 عاما) قبل هذا التعيين خبرة سياسية طويلة في أروقة الحزب الشيوعي الحاكم في كوبا أو في مؤسسات الدولة فيها.
ولد دياز كانيل في أبريل/نيسان عام 1960، أي بعد أكثر من عام على أداء فيدل كاسترو اليمين رئيسا لوزراء كوبا. وبعد إنهائه دراسة الهندسة الكهربائية، بدأ حياته السياسية في العشرينيات من عمره، عضوا في اتحاد الشبيبة الشيوعية في سانتا كلارا، المدينة التي شهدت المعركة الأخيرة في الثورة الكوبية وما زالت إلى يومنا هذا تُعرف باحتوائها على ضريح الثائر تشي جيفارا. وأثناء عمله في تدريس الهندسة في جامعة محلية، شق طريقه في تولي مناصب قيادية في اتحاد الشبيبة الشيوعية ليصبح السكرتير الثاني للاتحاد وهو بعمر 33 عاما.
وعلى الرغم من عمل دياز كانيل في القيادات الرسمية الكوبية على المستوى المحلي، إلا أنه قضى عشر سنوات أخرى حتى عام 2003، ليصل إلى عضوية المكتب السياسي، وهو اللجنة التنفيذية للحزب الشيوعي، في عام 2009. وبعد تولي راؤول كاسترو زعامة البلاد عام 2009 خلفا لشقيقه فيديل الذي تنحى طوعا، عُين في منصب وزير التعليم العالي، ثم في منصب نائب الرئيس في عام 2013.
وقد امتدح راؤول كاسترو، وهو الرجل الذي وقف وراء دعم دياز كانيل، ما سماه بصعوده المطرد و “صلابته الأيديويولوجية”. وعندما اختاره لمنصب الرجل الثاني بعده، شدد كاسترو على القول إن دياز-كانيل يتسم بأنه “بلا غرور”، ويعد ذلك إطراءً في حزب ظل يهيمن عليه الأشخاص الذين قاتلوا إلى جانب فيدل كاسترو في زمن الثورة.
وقال راؤول كاسترو في حديث قبل التنصيب الرسمي لزعيم الحزب الجديد، إنه يسلم القيادة إلى جيل جديد أصغر “مشحون بالعاطفة والروح المناهضة للإمبريالية”. ويتفق معظم المحللين على أنه حتى لو أراد أن يُحدث تغييرات تهز البنية القائمة، ستظل يداه مقيدتين، بدور المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب، وعلى وجه الخصوص، مع توقع استمرار كاسترو في ممارسة تأثير قوي مخفي على سياسة الدولة حتى بعد تنحيه من مناصبه. بحسب بي بي سي.
وعلى الرغم من أن دياز كانيل قد أُعدّ طوال السنوات الأخيرة الماضية لخلافة راؤول كاسترو، إلا أنه من الصعب معرفة موقفه بوضوح من عدد من القضايا الأساسية. فهو وإن كان يُصنف في عداد التيار المعتدل في القيادة إلا أن مواقفه الأخيرة تعكس توجها أكثر تشدداً وخاصة في ما يتعلق بالموقف من العلاقة مع الولايات المتحدة وتحرير الاقتصاد الكوبي. وتنتظر دياز كانيل تحديات كبيرة، فالبلاد تعيش أخطر أزمة اقتصادية تواجهها منذ عقود؛ فقد ضرب وباء كوفيد-19 قطاع السياحة الذي تعتمد عليه في كثير من وارداتها ، كما أضرت الإصلاحات المالية والقيود التي فرضتها إدارة ترامب بالاقتصاد الكوبي، الذي شهد انكماشاً بنسبة 11 في المائة العام الماضي.
والحزب الشيوعي الكوبي هو أيضاً حزب مسنّ: رغم أن جزءاً كبيراً من الجيل التاريخي – أولئك الذين قادوا ثورة 1959، يُفترض أن يتقاعدوا، فإن 42,6% من مناصري الحزب تفوق أعمارهم الـ55 عاماً. وقال رامون بلاندي الناشط الشيوعي البالغ من العمر 84 عاما وهو يضع كمامة من القماش على وجهه لحماية نفسه من فيروس كورونا “راوول لن يكون على رأس الحزب بعد الآن، لكن في حال وجود مشكلة سيكون راوول موجودا، فهو ما زال حيا”. ومن المؤكد أن ميغيل دياز-كانيل (60 عاما) “لا يزال شابا” على حد قوله، لكنه “يواجه مشاكل فعلا”.
مؤتمر وتحديات
والمؤتمر الذي افتتح يشكّل هذا العام حدثا تاريخيا لأنه سيشكل ختام ستة عقود من حكم الأخوين كاسترو اللذين حل محلهما الآن جيل جديد. ويتوزّع المندوبون على ثلاث لجان عمل ستنظر الأولى في الاقتصاد والثانية في “النشاط الإيديولوجي والعمل على الجماهير”. أما اللجنة الثالثة فستخصص أعمالها للحزب وسياسته لاختيار القادة. لكن الموضوع الأكثر إلحاحا هو الاقتصاد مع انخفاض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 11 بالمئة في 2020، في أسوأ تراجع له منذ 1993 بسبب الحظر الأميركي المطبق منذ 1962 وجائحة كوفيد-19.
وفي آخر خطاب له بصفته رئيسا للحزب، دعا راوول كاسترو إلى “تنشيط عملية تحديث النموذج الاقتصادي والاجتماعي” الذي أطلقه في 2008 بانفتاح حذر على القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية. ودان كاسترو “الرداءة والارتجال” و”البيروقراطية المفرطة” و”الفساد” في هذه الجزيرة التي تشهد نقصا متكررا في المواد الأساسية وعليها أن تستورد ثمانين بالمئة مما تستهلكه نظرا لعدم كفاية الإنتاج المحلي.
واعترف رئيس الوزراء مانويل ماريو الذي يرأس إحدى اللجان بأن “الهيكل الإنتاجي (للبلاد) غير قادرة على تلبية احتياجات السكان”، مؤكدا أن “هذه القضية ليست أولية فقط، بل هي مسألة تتعلق بالأمن القومي”. أكد راوول كاسترو أن “هناك حدودا لا يمكن تجاوزها” في الانفتاح على القطاع الخاص “لأن نتائج ذلك غير قابلة لعكسها وستؤدي إلى أخطاء استراتيجية وإلى تدمير الاشتراكية بحد ذاتها وبالتالي تدمير السيادة والاستقلال الوطنيين”.
وقال نورمان مكاي المحلل في مركز “وحدة المعلومات الاقتصادية” (إيكونوميست إنتليجنس يونيت) إن “إصلاحات التحرير الاقتصادي أمر مؤكد لكن وتيرتها ستكون بطيئة جدا إذ إن الحكومة تتقدم بحذر تجنبا لتغييرات يمكن أن تقوض سيطرتها”. والموضوع الآخر المطروح للنقاش في الحزب هو الاتصالات عبر الانترنت التي شجعت منذ دخولها إلى البلاد في 2018 مطالب المجتمع المدني وسمحت بدعوات إلى التظاهر وهو أمر غير مسبوق في كوبا.
ودان حوالى عشرين ناشطا وصحافيا مستقلا وفنانا في تغريدات على تويتر منعهم من مغادرة منازلهم من قبل الشرطة، وهي طريقة تتبعها السلطات الكوبية بشكل عام لمنع أي تجمع. من جهته، دان راوول كاسترو “التخريب” عبر شبكات التواصل الاجتماعي والأخبار الكاذبة التي يتم تداولها. وقال “بهذه الطريقة، يتم رسم صورة افتراضية لكوبا كمجتمع محتضر بلا مستقبل وعلى وشك الانهيار والانفجار الاجتماعي الذي تريده الولايات المتحدة، ونشرها في كل الاتجاهات”. ورأى كاسترو أن “هذه الظروف تتطلب تحولا عاجلا (…) على الصعيد الأيديولوجي”. ولقي راوول كاسترو (89 عاما) ببزته العسكرية ترحيبا حارا عند وصوله إلى قاعة المؤتمر ا.
وعلى العكس من النسخ السابقة للمؤتمر، لم تبث أي مشاهد للمؤتمر. وبحسب الموقع الرسمي كوباديبيت، بدأ المؤتمر بتكريم لفيديل كاسترو، ثم قدّم راوول كاسترو للنواب التقرير المركزي للمؤتمر. وعنونت “غرانما” صحيفة الحزب الرسمية “مؤتمر كوبا ينعقد!” مع صورة لفيدل كاسترو حاملا بندقية. ووجّهت الأحزاب الشيوعية في الصين وفيتنام ولاوس وكوريا الشمالية رسائل تهنئة إلى كوبا، وفق غرانما.
وفي شوارع هافانا الخالية من السياح بسبب الوباء، يبدو الكوبيون مشغولين بمسائل مختلفة منها نقص المواد الغذائية والانتظار في طوابير طويلة أمام المتاجر والتضخم الهائل الناجم عن توحيد العملتين المحليتين أخيرا. وقالت ماريا مارتينيز وهي متقاعدة تبلغ من العمر 68 عاما “آمل أن يتحسن الوضع مع عقد المؤتمر لأن الأسعار أصبحت مرتفعة جدا”، مؤكدة أنه “تمت زيادة الرواتب (…) لكن ذلك لا يكفي”.
ويرى نورمان مكاي المحلل في وحدة “ايكونوميست إنتليجنس يونيت” أن “رحيل (راوول) كاسترو يشكل علامة فارقة، ليس فقط لأنه يمثل نهاية عائلة استمرت أكثر من خمسين عاما، بل أيضا لأنه يأتي في زمن تمر فيه البلاد بصعوبات واضطرابات اقتصادية كبيرة”. وأوضح “هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك تغيير جذري في أسلوب الحزب الشيوعي” لكن “يجب أن تسهل الإنترنت مطالب الشفافية والحريات، ما يؤدي إلى ظهور تحديات للحكومة سيصعب على الحزب الشيوعي تجاهلها”.
في الأشهر الأخيرة، شهدت كوبا تذمرا اجتماعيا غير مسبوق، مدفوعا بوصول شبكة الجيل الثالث (3 جي) للاتصالات إلى الهواتف المحمولة إضافة إلى تظاهرات نظمها فنانون واحتجاجات أقامها منشقون وجماعات من قطاعات أخرى من المجتمع المدني مثل المدافعين عن حقوق الحيوان. وبالنسبة إلى المحلل السياسي هارولد كارديناس “هناك شعور كبير بالإرهاق في المجتمع” الكوبي “هو مزيج من (تأثيرات) سياسة إدارة ترامب المتمثلة في ممارسة أقصى قدر من الضغط على كوبا وانعدام الثقة تجاه مشاريع القادة الكوبيين ووعودهم”. وأضاف أن هذا هو ما “تحاول المعارضة السياسية استثماره”. بحسب فرانس برس.
فقد أدت عقوبات دونالد ترامب عام 2019 إلى اختفاء السفن السياحية التي كانت مليئة بالسياح الأميركيين، وفي عام 2020 إلى إغلاق وكالات ويسترن يونيون حيث كان الكوبيون يتلقون أموالا من أقاربهم في الخارج. لكن السكان يعبرون عن امتعاضهم أيضا من انتشار المتاجر التي تتعامل بالدولار، وهي عملة لا يستطيع الكثير منهم الوصول إليها.
اغتيال راوول
كشفت وثائق رفعت السرية عنها أن أقدم محاولة معروفة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الأميركية لاغتيال أحد قادة الثورة الكوبية، تعود إلى 1960 عندما عرض عميل لها عشرة آلاف دولار على طيار من أجل “ترتيب حادث” في طريق عودة راوول كاسترو من براغ إلى هافانا. وتفيد الوثائق التي نشرها أرشيف الأمن القومي أن الطيار الذي يدعى خوسيه راوول مارتينيز الذي جندته وكالة الاستخبارات المركزية، طلب في المقابل أن تتكفل الولايات المتحدة بالتعليم الجامعي لنجليه إذا مات أثناء العملية.
وقد وافقت وكالة الاستخبارات على ذلك، حسب وثائق معهد أبحاث أرشيف الأمن القومي الذي يتخذ من واشنطن مقرا له. لكن بعدما أقلع مارتينيز إلى براغ، تلقى مكتب السي آي ايه في هافانا أمرا بإلغاء المهمة من دون أن يتمكن من الاتصال بالطيار. وعند عودته، أشار الطيار إلى أنه “لم يتمكن من ترتيب الحادث الذي تم البحث فيه”.
وكشفت هذه المعلومات بينما يستعد راوول كاسترو (89 عاما) شقيق فيدل كاسترو لمغادرة الساحة السياسية الكوبية بتخليه عن قيادة الحزب الشيوعي الكوبي. وبعد وفاة فيدل كاسترو في 2016، يطوي رحيل راوول كاسترو صفحة من تاريخ كوبا وشعبها الذين لم يعرف سوى حكم الأخوين. وقال المحلل في أرشيف الامن القومي بيتر كورنبلو إن “هذه الوثائق تذكرنا بفصل مظلم ومشؤوم في العمليات الاميركية ضد الثورة الكوبية”.
وأضاف “مع اقتراب نهاية حقبة كاسترو رسميا لدى السياسيين الأميركيين فرصة للتخلي عن هذا الماضي والمشاركة في مستقبل كوبا ما بعد كاسترو”. وتحدى فيدل كاسترو الذي تولى السلطة في 1959 أحد عشر رئيسا أميركيا ونجا من العديد من المؤامرات لاغتياله – 638 محاولة حسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية – وكذلك من محاولة فاشلة لإنزال كوبيين في المنفى مدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية في خليج الخنازير في جنوب الجزيرة في نيسان/أبريل 1961. بحسب فرانس برس.
من جانب اخر وقّعت حوالى مئة شخصية كوبية من فنانين وأساتذة جامعيين ومثقفين ورجال أعمال في وقت سابق عريضة تطلب من الرئيس الأميركي جو بايدن رفع الحظر الذي تفرضه الولايات المتّحدة على بلدهم منذ 1962. ودعا الموقّعون على العريضة الرئيس بايدن إلى “البدء بتفكيك نظام العقوبات الذي يواصل الإضرار بالشعب الكوبي”. وسلّمت هذه العريضة إلى “البعثة الدبلوماسية الأميركية في هافانا وإلى البيت الأبيض مباشرة”، ونشرها موقع “لا خوفين كوبا” الإخباري المستقلّ وهي مفتوحة أمام المزيد من التواقيع.
ومن الذين وقّعوا على هذه العريضة آلان غروس، الذي حُكم عليه في 2011 بالسجن لمدة 15 عاماً بتهمة التجسّس بعدما أدخل إلى كوبا معدّات إرسال للإنترنت عبر الأقمار الصناعية محظورة في الجزيرة الشيوعية. وتزامن إطلاق سراحه في كانون الأول/ديسمبر 2014 مع الإعلان التاريخي عن عودة الدفء إلى العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة، والتي ما لبث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وأن قوّضها بفرضه عقوبات على هافانا.
رابط المصدر: