لويس بنفينيستي
1. كيف يؤثر فيروس كورونا المستجد (COVID-19) على المنطقة؟
لويس: حتى الآن، أبلغ 31 بلدًا و12 إقليما عن نحو 5464 إصابة و67 وفاة، بزيادة بلغت 120% خلال الساعات الاثنتين والسبعين الماضية. ويبلّغ كل من البرازيل وشيلي وبيرو و إكوادور وبنما عن أكبر عدد من الحالات، وبعضها أغلق الحدود وأعلن حالة الطوارئ. و
وتبحث بعض البلدان اتخاذ تدابير احترازية قد يكون لها آثار اجتماعية واقتصادية على المدى الطويل، مثل إغلاق المدارس والحدود.في غضون ذلك، أجبر وصول المرض الحكومات على مراجعة مستوى الاستثمار العام في أنظمتها الصحية، والحاجة إلى ضمان ضخ استثمارات كافية في مجال الصحة العامة، بما في ذلك الوقاية وتعزيز الصحة.
2. ما هي أكبر التحديات التي يفرضها هذا الوباء؟
لويس: يأتي أكبر التحديات من عدم القدرة على التنبؤ بهذا المرض. فمن غير الواضح كيف سيتأثر بانخفاض درجات الحرارة وعودة ملايين الأطفال إلى المدارس في نصف الكرة الجنوبي. حتى الآن، تُعد معدلات الوفيات مرتفعة ولاسيما بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 70 عامًا وأكثر، ومن يعانون حالات مرضية سابقة. على الرغم من أن السكان الأصغر سنًا أقل عرضة للمضاعفات، فمن المهم أن تستهدف حملات الوقاية جميع السكان للحد من انتقال العدوى.
بالإضافة إلى ذلك، يمثل فيروس كورونا تحديًا لقدرة أنظمتنا الصحية على الاستجابة لاحتيات عدد هائل من المرضى الذين يحتاجون خدمات مماثلة. فهو يتخطى تفشي حمى الضنك في العديد من البلدان التي تئن مستشفياتها بالفعل تحت وطأة العبء الذي يتجاوز قدراتها. فالأمر لا يتجاوز قدرة المستشفيات فحسب، بل أيضًا قدرة مجالات الرعاية والدعم الأخرى، مثل توافر المستلزمات الطبية وإنهاك القوى العاملة.
3. كيف يتعامل البنك الدولي مع هذه القضايا؟ مع من يعمل البنك الدولي؟
لويس: إن فرق عمل البنك الدولي على اتصال بالبلدان الأعضاء من أجل التعامل مع أي طلبات للحصول على المساعدة، وهي تقدم المساعدة الفنية حسب الحاجة. وفي جميع أنحاء المنطقة، يقوم البنك الدولي بالتنسيق مع منظمة الصحة للبلدان الأمريكية لضمان إتاحة موارد المنظمتين للبلدان المعنية على نحو يتسم بالكفاءة وحسن التنسيق.
من الناحية العملية، فإننا نعمل جاهدين مع بلدان المنطقة لحماية السكان. وفي 17 مارس/آذار، وافق مجلسا المديرين التنفيذيين للبنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية على برنامج التسهيلات السريعة الدفع بقيمة 14 مليار دولار لمساعدة البلدان والشركات في جهودها الرامية إلى الوقاية من فيروس كورونا واكتشافه والتصدي له. ويُعد هذا التمويل مسعى عالميًا، وسوف يتسع نطاقه في منطقتنا خارج قطاع الصحة ويدعم اقتصادات البلدان المعنية مع التركيز على الفئات الأكثر عرضة للضرر. وكان الاقتصاد العالمي يشهد بالفعل حالة تباطؤ قبل تفشي الوباء. ومما لا شك فيه أن فيروس كورونا سيضع اقتصادات منطقتنا في وضع أكثر صعوبة، وسيتطلب التعافي جهدًا مشتركًا ومتكاملًا.
4. ما هو النهج االذي سيتبعه البنك الدولي على المدى الأطول إزاء مثل هذه الأزمات؟
لويس: يساعد البنك البلدان المعنية على التخفيف من تأثير الفيروس، وأيضًا يبني قدراتها على االتأهب لمواجهة أي أزمة صحية في المستقبل. ونحن نسعى لجعل الاستثمار مستدامًا من خلال أنظمة صحية أكثر قوة وقدرة على الصمود. ونود أن نساعد البلدان على الوقاية من الأمراض التي لديها القدرة على أن تتحول إلى أمراض متوطنة وناشئة ووبائية والتأهب لمواجهتها، واكتشافها، والتصدي لها، والتعافي منها. ويتضمن محور التركيز مقاومة مضادات الميكروبات، وكيفية تفاعل الأمراض مع غيرها من الحالات.
ونتعاون تعاونا وثيقا مع منظمة الصحة العالمية/منظمة الصحة للبلدان الأمريكية لضمان تحسين اللوائح الدولية لحالات الطوارئ؛ ويشمل هذا الأمر 13 مجالًا تساعد في إعداد البلدان لمواجهة حالات الطوارئ الصحية. ويتمثل أحد الدروس الواضحة من الأزمات الصحية السابقة التي نطبقها بالفعل في مواجهة فيروس كورونا في الحاجة إلى تعاون قوي وشراكة أوثق لدعم الإجراءات في جميع أنحاء المنطقة.
رابط المصدر: