نـــــزار حيدر
سأَلني أَن أَمحضَ لهُ النَّصيحةَ ليكونَ كاتباً مُلتزِماً، فدوَّنتُ لهُ ما يلي مِن وحي الخِبرةِ والتَّجربةِ؛
١/ أَن تقرأَ مليُون صفحةٍ قبلَ أَن تكتبَ صفحةً واحدةً.
٢/ عندما تكتبُ لا تُفكِّر بإِرضاءِ أَحدٍ إِلَّا ضميركَ الذي يتجلَّى فيهِ رضا الله تعالى.
٣/ لا تُشرنِق قلمكَ بالخطُوط الحمراء، ولا تجعل مِن نفسِكَ شُرطيّاً على قلمِكَ لصالحِ أَيٍّ كانَ.
٤/ تخصَّص أَوَّلاً في موضوعٍ ما فإِذا تمكَّنتَ منهُ فكِّر بعدها في أَن تُوسِّعَ من إِهتماماتِكَ.
٥/ لا تُمسِك بالقلمِ لتكتُبَ قبلَ أَن تكتمِلَ في ذهنِكَ الفِكرة.
٦/ دوِّن الفِكرةَ فوراً إِذا مرَّت بكَ، فلا تدعها تفلِت منكَ بالنِّسيان.
٧/ لا تكتُب حرفاً إِذا لم تتأَكد بأَنَّك ستأتي بشيءٍ جديدٍ أَو تُميطَ اللِّثامِ عن أَمرٍ غامضٍ.
٨/ أُرفُض [مِقصَّ الرَّقيب] رفضاً قاطعاً وتحمَّل مسؤُوليَّة ما تكتبهُ.
٩/ لا تشرَع بالكِتابةِ إِذا كُنت مُتردِّداً أَو شاكّاً بالمعلومةِ.
١٠/ تعامَل مع الكلمةِ كرسالةٍ تُبلِّغها للنَّاسِ، فاحرَص عليها حِرصكَ على عِرضِك وشرفِك.
١١/ لا تترُك غمُوضاً في الفكرةِ، فالغمُوضُ دليلُ جهلٍ أَو ضَعفٍ في الرُّؤيةِ.
١٢/ إِحرص على أَن تتعلَّم كيفَ تُفكِّر وأَنتَ تتعلَّم كيفَ تقرأ أَو تكتُب.
١٣/ لا تتسرَّع في كتابةِ وِجهةِ نظرِكَ في موضوعٍ ما قبلَ أَن تضرِبَ أَنفهُ وعينهُ وتُقلِّبَ ظهرهُ وبطنهُ، فالرَّأيُ معَ الأَناةِ.
١٤/ أُكتُب قناعاتِكَ ولا تكتُب قناعاتِ غَيرِكَ.
١٥/ إِهتم بالعِنوان إِهتمامكَ بالفِكرةِ والصِّياغةِ والنَّص.
١٦/ لا تُجهِد نفسكَ لإِرضاءِ كُلَّ النَّاسِ في كُلِّ الأَوقاتِ، فتلكَ غايةٌ مُستحيلةٌ.
١٧/ إِحذر الإِصغاءِ للمُرجفينَ والمُثبِّطين، فالكِتابةُ جُهدٌ رِساليٌّ ينفعُ ولَو بعدَ حينٍ.
١٨/ كُلَّما أَمسكتَ بالقلمِ لتكتُبَ تخيَّل أَنَّهُ آخِر ما ستدوِّنهُ في حياتِكَ، فماذا ستكتُب في نِهايةِ المطاف؟!.
١٩/ إِحذر أَن تُعيرَ إِهتماماً لـ [الذُّباب الإِليكتروني] فهو يُحاول أَن يُؤَثِّر وإِذا تمكَّنَ أَن يُحدِّد خَياراتك وقناعاتَك لتصُبَّ في خدمةِ أَجنداتِهِم.
٢٠/ لا تُحاول أَبداً أَن تكتُب لكُلِّ النَّاس في كُلِّ وقتٍ، فذلكَ هدفٌ من المُستحيل أَن تُحقِّقهُ مازلتَ كاتِباً مُلتزِماً.
٢١/ قد تتنازل عن أَيِّ شيءٍ وأَنت تُمسكُ بالقلمِ لتكتُبَ، إِلَّا حُريَّة التَّعبير، فالتَّنازُل عنها بمثابةِ التَّنازُل عن شخصيَّتك، وبمثابةِ عرضِ عقلِكَ للإِيجار أَو للبيعِ.
٢٢/ إِحذر أَن تكونَ قلماً للإِيجار أَو تحت الطَّلب.
٢٣/ كُن مُبدعاً في الفكرةِ والأُسلوبِ والصِّياغةِ والعُنوان، ولا تكُن مُقلِّداً أَو كلاسيكيّاً، وأَنَّ التَّفكير فيما وراء العُنوان هوَ السرُّ لتحقيقِ كُلِّ ذلكَ.
٢٤/ تذكَّر دائماً بأَنَّ ما تكتُبهُ اليوم هو طائِرُكَ الذي في عُنُقِكَ، قد تتمُّ مراجعتهُ بعد [١٠] أَو [٢٠] سنة، فكُن حذراً عندما تكتُب.
٢٥/ لا تنسَ أَن تُراجع ما تكتبهُ اليَوم كُل عدَّة أَشهر لتُجري مُقارنةً سريعةً فتعرِف أَينَ أَخطأت في قراءةِ الحدث وأَينَ كانت رُؤيتكَ سليمةً.
٢٦/ تابع مقالات كِبار الكُتَّاب العالميِّين لتتعلَّم فن الصِّياغة على وجه التحديد قبلَ أَن تختارَ لنفسِكَ الأُسلوب الفنِّي الذي ستتميَّز بهِ في المُستقبل.
٢٧/ إِحذر أَن تكونَ ذَيلاً أَو بوقاً أَو إِمَّعةً، وأَنت تقرأ وأَنتَ تُفكِّر وأَنت تُقيِّم وأَنت تكتُب.
٢٨/ حاول دائماً أَن تترُكَ بصمةً في كتاباتِكَ، في العُنوان والرُّؤية والإِستقراء والقراءات المُستقبليَّة.
٢٩/ كُن أَنتَ الرَّقيبَ على قلمِكَ، وتجاهل رأيَ القافلينَ وعبدةِ الأَصنامِ والعجُولِ، وقرِّر أَن تتوقَّف فوراً عن الكِتابةِ عندما يُخيِّرُكَ الدَّهر بين التَّصفيقِ للإِستمرار أَو المَوت.
٣٠/ لا تستعجِل وصفَ نفسِك [كاتِباً] قبلَ أَن تتمكَّن مَن الكلِمة.
٣١/ إِبدأ مِشواركَ بالكتابةِ بقلمِ الرَّصاص لتتجرَّأ على المحو والحذف والتَّبديل والتَّغيير قبلَ أَن تستقِرَّ على الفِكرةِ السَّليمةِ والأُسلوبِ الصَّحيح والرُّؤية الثَّاقبة النَّابعةِ من قناعاتِكَ أَنت.
٣٢/ لتَقويةِ لُغتِكَ وبلاغتِكَ وأَدبِكَ إِلتصِق بالقرآن الكريم ونهج البلاغة إِلتصاقاً، بالقراءةِ والحفظِ.
رابط المصدر: