يتلقى الأطفال أساليب تربوية جيدة من الأهل، فتكون العلاقة صحية بين الطرفين ولا تعرضهم للخطر في المستقبل، أما سلوكيات الوالدين الخاطئة والسلبية فقد تؤثر على الأبناء في المستقبل وتضعف شخصياتهم وتجعلهم أكثر عرضة للاكتئاب والقلق والعدوانية.
تربية الأطفال ليس بالأمر السهل، فإما أن تكون صحيحة وسليمة وإما أن تكون فاشلة تنتج عنها سلبيات بسبب عدم قدرة الوالدين على تأدية واجبهما على أكمل وجه. فما نصائح الخبراء للأمهات والآباء لاتباع أسس التربية الإيجابية؟
يرى المخصصون أن الأساليب العصرية غير المباشرة في تربية الأبناء تحد كبير للأهالي، حيث يجب عليهم تعلم كيفية الاستماع للطفل وترك المساحة له للتعبير عن حاجاته، وتعلم الاسترخاء للوصول إلى الحوار والابتعاد عن المعاملة السلبية للطفل، فضلا عن الانتباه للكلمات التي تقال له. ونستعرض بعض أساليب التربية الإيجابية وكيفية استخدامها مع الطفل، ومنها:
1- أسلوب احترام شخصية الطفل والسلطة الحازمة: تهدف أساليب التربية الإيجابية إلى تركيز الانتباه على سلوكيات الطفل الحسنة. ومن أمثلة سلوكيات الطفل الحسنة، أن يرتدي ملابسه وحده، وأن يتعاون مع أخيه، ويجمع ألعابه، ويساعد أمه في ترتيب غرفته.. ومن أمثلة سلوكيات الطفل المزعجة أو غير المحتملة، البكاء، والتشاجر مع الإخوة، والصراخ، ورفض ارتداء الملابس، ونوبات الغضب.
2- أسلوب الثناء والمدح والابتعاد عن العقاب والصراخ: على الآباء اختيار الكلمات المناسبة وغير الغاضبة التي لا تلحق بالأطفال أذى عاطفيًّا أو معنويًّا، ولا تقلل من ثقتهم بأنفسهم، بل تعزز إيمانهم بقدراتهم وقيمهم الذاتية.
3- أسلوب تقديم الخيارات المتعددة: معظم الآباء والأمهات اعتادوا استخدام أساليب التوبيخ والانتقاد والصراخ لتصحيح أخطاء أطفالهم، أما أساليب الثناء والتشجيع للأعمال الجيدة فإنها تبدو غير مألوفة لديهم. فليس من السهل عليهم جعل الثناء عادة يومية رغم بساطته، لأهميته في دفع الطفل لتكرار الأعمال الجيدة.
4- أسلوب وضع الحدود: وضع الحدود الواضحة يشعر الطفل بالأمان، فلا تخرج الأمور عن نطاق السيطرة.
5- التربية بالثواب والعقاب: في حال قيام الطفل بسلوك حميد يقرر الوالدان إعطاء الثواب له كحلوى أو التنزه أو شراء لعبة، وفي حالة قيامه بسلوك خاطئ يتم حرمانه من شيء يحبه كثيرا أو بعدم خروجه، كنوع من العقاب. على سبيل المثال: أخبر طفلك أنه إذا لم يلتقط ألعابه من على الأرض، فسوف تقوم بإخفائها في مكان بعيد عنه طوال اليوم ولن يستطيع اللعب بها. ولا تنس متابعة الأمر، هل التقطها أم لم يهتم؟ ثم لا تستسلم وتتراجع عن قرارك إذا قرر طفلك التقاطها بعد فوات الأوان.
6- تحدث مع طفلك واستمع له: الإنصات لمشاكل الصغير وتعليمه مهارات حل المشاكل، والتعاون معه عن طريق طرح الأسئلة لإيجاد حلول لمشكلته.
7- علّمْ طفلك الفرق بين الصواب والخطأ: هذا الأمر يرسخ لديه الثقة بقدرته على تجاوز الأزمات على المدى البعيد.
كيف تربي طفلك دون ضرب؟ العقاب بقدر الخطأ.. إليك طرق التربية الحديثة
قد يتساءل الكثير من الآباء الجدد عن طرق التربية الحديثة الصّحيحة وأسس التّعامل مع الأطفال، وعن الطّريقة الأمثل للتّربية دون ضربٍ أو عُنفٍ، وهو ما سنتحدث عنه في تقريرنا، ألم الولادة منسي، يذهب بعد فترة من خانة الذكريات، وتبدأ الرحلة الأطول الأكثر تحدياً، تربية الطفل دون اللجوء إلى أساليب تهدم شخصيته بغير قصد، سواء جسدياً أو حتى نفسياً.
ضرب الطفل مثلاً، أسلوب لجأت إليه الأجيال السابقة في شتى أنحاء العالم، ولكن هل ينفع هذا الأسلوب في عصرنا فعلاً؟ وألا تصلح التربية والتنشئة الجسدية والعقلية والفكرية السليمة للطفل إلا بالضرب؟
قد يتساءل الكثير من الآباء الجدد عن أُسُس التَّربية الصّحيحة وطُرق التّعامل مع الأطفال، وعن الطّريقة الأمثل للتّربية دون ضربٍ أو عُنفٍ، وهو ما سنتحدث عنه في تقريرنا.
تربية الطفل.. ما هي؟
تُعرَّف تربية الطِّفل بأنّها عمليّة دعم الطِّفل، وتعزيز عاطفته، وتربيته وتنشئته تنشئةً جسديّة وعقليّة وفكريّة سليمة وسوِيّة.
اتّبع الأجداد في تربية الأبناء قديماً أساليب مُختلفةً؛ اعتمد بعضها على العُنف اللفظيّ أو الجسديّ أو كليهما كوسيلةٍ للتّربية، أمّا في الوقت الحاضر فيفتخر الكثير من الآباء بتربية أبنائهم وتنشئتهم تنشئةً خاليةً من أساليب العِقاب والتّأديب، بخلافِ ما كانت عليه تربية الأجداد قديماً.
ولكن، لا تزال هناك حالات، يُعنّف فيها الطفل بحُجة “التربية”.
أمّا عن طرق التربية الحديثة، فهي التي توازن بين الأمرَين، ومن النّصائح المُهمّة لتنشئة الطّفل وتعليمه وتربيته تربيةً صحيحةً ما يأتي:
التّفريق بين الضَّرب والعُنف والعِقاب
العقابُ هو أسلوبٌ تربويّ، غايتُه أن يتأدّب الطّفلُ ويتعلّم ألّا يُكرّر ما وقع به من أخطاء، بينما يُستخدم مفهوما الضّرب والعُنف للدّلالة على الاعتداء بدافع الانتقام، وهذا أبعدُ ما يكون عن مفاهيم التّربية ومساعيها.
ولا يُفرِّق كثيرٌ من الآباء بين مفاهيم الضّرب والعُنف والعِقاب، لدرجةِ أنّهم يُربّون أبناءَهم بطريقةٍ لا يكونُ لأساليب العقاب فيها مكان، ممّا يُسهم في ترسيخ مفهوم خاطئٍ لدى الطّفل؛ مَفاده أنّه لا يُخطئ، وأنّ كلَّ فعلَه صحيح.
ولذلك يجب أن يعيَ الآباء الفرق بين هذه المفاهيم؛ ليستطيعوا توظيفها في التّربية، لا أنْ يُنحّوا العقاب عنها.
المُوازنة بين اللّين والشِّدة في الكلام
توجد طُرُق عديدة للتّربيةِ، منها القديمة، ومنها الحديثة، وأمّا المفيدُة منها فهي ما يُمكِّن الطّفل من التعلُّم بعُمقٍ؛ ليكون فيما بعد فرداً صالحاً، يُعامل النّاس باتّزان وحكمة.
ولهذا يجب على الآباء أنْ يتّبعوا أسلوب الشّدة والحزم في كلامهم؛ مثلما فعل أجدادهم، دون أن يُغفِلوا جانب اللّين في الحديث والإقناع؛ لينشأ الطِّفلُ مُتعلِّماً مَواطِن اللّين والشِّدة، وأسلوب الإقناع والتّأثير.
التّربية دون ضرب
يُعدُّ الضَّربُ من الأساليب التي تترك أثراً وعواقب كبيرةً؛ سواءً في الجانب الجسديّ أو النَّفسيّ، وذلك إنْ خرج عن حدود التّأديب والأسُس المعقولة التي يُمكن تطبيقها.
وقد يُؤدّي إلى انهيار شخصيّة الطفل ونفسيّته، ممّا يُؤثّر على مستقبله ويُحطّمه، ويتساءل الآباء حول أساليب التّأديب والعقاب التي يمكن أن تُحل محلّ الضّرب، فيحتارون في هذا الخصوص.
لكن في الأحوال كلّها، يجب تجنُّب ضرب الطّفل تحتَ أيّ ظرف؛ لأنّ الطّفل لا يُدرك ما يقوم به، ولا يُميّز بين الصّحيح والخاطئ، كما لا يقصد الوقوع في الخطأ؛ ولأجل ذلك يجب ألّا يُعاقب بالضَّرب.
طرق التربية الحديثة وبدائل للعقاب العنيف
هناك العديد من طرق العقاب الفعاّلة في تربية الطفل، ومنها:
1- وقت مستقطع
إذا لم يلعب طفلك جيداً أو بكى كثيراً أو أحدث كثيراً من الضجة، جهزي له مكاناً واطلبي منه أن يجلس فيه هادئاً لمدة دقيقة لكل سنة من عمره.
في البداية سيرفض ذلك، ولكن بإصرارك مرة وراء مرة سيعتاد عليه.
(لا يجب أن يكون هذا الوقت المستقطع في غرفة الطفل، حيث الألعاب حوله في كل مكان، ولا يجب أن تصبح تلك طريقة العقاب الوحيدة فهناك طرق أفضل) حاولي أن تكون تلك الزاوية في مكان في المنزل لا يوجد بمحيطه ما يمكن أن يؤذي الطفل به نفسه، وفي محيط بصرك.
2- صندوق المواسم
إذا أحدث الطفل إزعاجاً كبيراً بإحدى ألعابه ولم ينصت إلى تعليماتك ومطالباتك بالهدوء أو أحدث بلعبة ضرراً ما، انتزعيها منه، ثم ضعيها في صندوق أطلقي عليه اسماً، وليكن (صندوق المواسم)، ولتخرج تلك الألعاب يوم الجمعة فقط.
اللعبة التي يرفض طفلك أن ينظفها وراءه، أو يحاول كسرها، أو التي ينشغل بها ويتجاهل نداءك للغذاء، يفقدها.
من الجدير ذكره أن المواظبة على تطبيق العقوبة أمر أساسي، وإذا عاقبت طفلك على شيء فلا يجب أن تتجاهله في المرتين القادمتين، عندها لن يأخذ الطفل التهديدات على محمل الجد.
3- التعويض عن إضاعة الوقت
إذا تسبب طفلك في إضاعة وقت أحدهم بمشاغباته وأفعاله، اجعليه يقوم بتنفيذ بعض المهام لهم لتعويضهم عن الوقت الذي تسبب في إضاعته.
إذا تسبب في إضاعة وجبة الغداء عليك اجعليه ينظف الصحون، فقط حاولي تعليمه أنه مسؤول عن أفعاله، وأن لكل خطأ يرتكبه تداعيات وأثراً على الآخرين.
4- الاعتذار لا يعيد دائماً الود
مع الإيمان بأهمية الاعتذار وتعبير (أنا آسف)، إلا أن تلك الجملة لا تصدر دائماً من القلب.
إذا طلبت من طفلك أن يعتذر إلى شقيقته ليحصل على الآيس كريم، فغالباً ما سيضطر إلى الكذب.
ولكن أفضل من ذلك حاولي أن تسأليه عن أكثر ما يحب في شقيقته ثم اطلبي منه أن يخبرها ذلك بنفسه، فهذا أفضل كثيراً من الاعتذار المنمق الأجوف.
5- لا تستخدم صافرة التحكيم
هناك شجارات دائمة في منزلك بين أبنائك؟ تضطر دائماً إلى التحكيم بينهم واستخدام سلطاتك الأموية أو الأبوية للفصل بينهم والضغط على الأصغر لينصت إلى كلام الأكبر منه؟
لا تفعل ذلك، اطلب من أبنائك فقط أن يدخلوا إلى غرفهم ولا يخرجوا حتى يصلوا إلى حل مقنع لك ولهم.
6- التجاهل
التجاهل يعلّم الطفل طرقاً أخرى للتنفيس عن مشاعره ورغباته بدلاً من الصراخ وضرب الأرض بقدميه، ويعلّم الطفل التخلص من تلك التصرفات التي يفتعلها لجذب الانتباه مثل: الأنين، نوبات الغضب، تكرار السؤال، فبدون جمهور ولا مستمعين لا فائدة من تلك الأفعال.
7- المدح
لا يمكنك عزل طفلك أو تجاهله أو معاقبته بدون إعطائه بعض الاهتمام قبل ذلك والإشادة بأفعاله الإيجابية.
إذا وجدك الطفل تتجاهلين أفعاله الإيجابية فسيضطر إلى فعل العكس لجذب الانتباه، وهذا ما يسمى بالتربية الإيجابية، التي تعطي محفزات للسلوكيات التي تريدينها.
وتذكر دائماً أن الأطفال يريدون إرضاء الوالدين والحصول على انتباههما بشتى الطرق، لذا شكر الطفل لأنه يلعب مع أخيه أو أخته، أو لأنه وضع ألعابه مكانها، أو لمجرد أنه تشارك الحلوى مع أشقائه أمر يشجع السلوكيات الحسنة.
ولعل هذه السياسة تنجح مع البالغين أيضاً، كل ما عليك هو تجريبها!
كيف تبني علاقة جيدة مع أبنائك؟
من المهم بلا شك أن نبني علاقة وطيدة مع أطفالنا، إذ أشارت أبحاث عن أنماط التعلق بالآخرين، إلى أن الطرق التي يتواصل بها الآباء مع أطفالهم لها تبعات واسعة النطاق على صحتهم النفسية وقدرتهم على التحكم في دوافعم وانفعالاتهم وبناء علاقات صحية مع الآخرين.
ويشجع الخبراء الآن الآباء والأمهات على توطيد علاقاتهم بأبنائهم باستخدام أسلوب الإقناع والتبرير وإتاحة الخيارات بدلا من الصراخ والنهر والإحراج أو استخدام الثواب والعقاب.
وتعرف هذه الطريقة في التربية باسم التربية الإيجابية، وقد لاقت ترحيبا واسعا كونها تجمع بين مزايا التربية الصارمة والمتساهلة التي تعطي الطفل مطلق الحرية ليتصرف حسب رغبته. فإذا ضرب طفل شقيقته على سبيل المثال، تقتضي التربية الإيجابية أن تفصل بينهما وتبعد الطفل عن المكان، ثم تخصص بعض الوقت للتحدث عن مشاعر كلا الطفلين والبحث عن حلول معا.
وتصف إيميلي إدلين، الأخصائية النفسية في ولاية إلينوي وتكتب في مدونة “فن وعلم الأمومة”، التربية الإيجابية بأنها “طريقة في التربية مبنية على التقمص الوجداني مع التركيز على التعاطف مع الآخرين والاستجابة لمشاعر الطفل التي دفعته لممارسة سلوكيات خاطئة، عملا بقواعد ونظريات مفادها أن تواصلنا وتجاوبنا مع الأطفال الآن يسهم في تشكيل علاقتنا معهم طوال الحياة”.
لكن خبراء يرون أن التربية الإيجابية قد تؤثر سلبا على الآباء وتحجب عن الأطفال المشاعر السلبية التي سيحتاجون لفهمها مستقبلا.
وقد عُرفت مبادئ ونظريات التربية الإيجابية منذ العشرينيات من القرن الماضي، وكانت تعرف باسم “التهذيب الإيجابي”، وأدخلها الطبيبان النفسيان النمساويان ألفريد أدلر ورودلف دريكورس إلى الولايات المتحدة. لكنها لم تحظ بشهرة واسعة إلا في التسعينيات من القرن الماضي، حين جعل عالم النفس الأمريكي مارتن سليغمان علم النفس الإيجابي موضع اهتمام العالم.
ويهتم علم النفس الإيجابي بجوانب النفس البشرية التي تجعلنا سعداء، بدلا من تحليل الجوانب التي تجعلنا عرضة للإصابة بالأمراض النفسية. وتقول كارين كويفمان، أخصائية نفسية بجامعة كنت ستيت بولاية أوهايو وتدرس أهمية الانفعالات الإيجابية والسلبية للصحة النفسية: “لقد انشغلنا كثيرا بالعلل النفسية إلى حد أننا أهملنا العوامل التي تقود للسعادة والازدهار”.
وبتطبيق هذه الفسلفة في مجال التربية، فإن التربية الإيجابية تحض الآباء على التركيز على الإيجابيات بدلا من السلوكيات السلبية، والإكثار من المدح بدلا من الذم والانتقاد. ويرى البعض أن هذه الطريقة في التربية تمثل حلا وسطا بين التربية المتسلطة – التي قد تقود الأطفال لكبت انفعالاتهم وممارسة سلوكيات غير مقبولة تعبيرا عن التمرد- والتربية المتساهلة التي لا تضع للأطفال حدودا ملائمة.
وتلقى اليوم التربية الإيجابية إشادة واسعة، وأُفردت لها كتب ومقالات ومدونات. وتقول إدلين: “بالنظر إلى العناوين والمقالات التي أطالعها في مجال التربية، أعتقد أن التربية الإيجابية هي أكثر أساليب التربية شهرة الآن”.
لكن البعض يرى أن محاولات الحفاظ دائما على الهدوء وسعة الصدر قد يكون لها آثار سلبية. وتصف باربرا إرينريك، الصحفية الأمريكية في كتاب عن هذه الظاهرة، الفلسفة الإيجابية بأنها “قوة أيديولوجية تشجعنا على إنكار الواقع وتقبل المصائب بصدر رحب وأن نلوم أنفسنا على أمور خارجة عن إرداتنا”.
وترى كويفمان أن جميع المشاعر تلعب دورا مهما في حياتنا، فبينما تساعدنا المشاعر الإيجابية على التواصل مع الآخرين وإقامة علاقات، فإن السلبية تساعدنا في التخطيط ومهارات التفكير التي تتجاوز الحفظ والملاحظة، وقد ساعدت البشر على البقاء على قيد الحياة”.
وإذا شعر الناس، بما فيهم الآباء والأمهات، أنهم لا يحق لهم التعبير عن مشاعرهم السلبية، فسيؤثر ذلك سلبا على صحتهم النفسية. وتقول كويفمان: “نحن نرتكب أخطاء، ومن الطبيعي أن نشعر بالضيق والغضب، وأحيانا ننفس عن انفعالاتنا بالإساءة إلى أشخاص لا ينبغي أن نسيء إليهم. وكل هذا أمر معتاد وطبيعي، سواء للأطفال أو للآباء”.
دروس للمستقبل
ثمة عيوب لأساليب التربية الإيجابية، منها أن الأطفال لن يتعلموا كيفية تفسير المشاعر السلبية والاستجابة لها إذا أخفاها الآباء والأمهات عنهم.
وتقول كويفمان: “من المهم أن يعبر الآباء والأمهات عن مخاوفهم أمام أطفالهم، لأننا أحيانا نشعر بالضيق. وقد يساعد التحدث صراحة عن كل ما يؤرقهم ويثير قلقهم، في تعزيز النمو الوجداني للطفل”.
ورغم صعوبة التعبير عن الضيق أمام الأطفال في سن صغيرة، تقول كويفمان إن “الأطفال عندما يكبرون يمكنهم أن يفهموا أنهم قد يثيرون غضبك إن لم يصغوا إليك، حتى يتعلموا عواقب ونتائج عدم الالتزام بالمعايير والقواعد. فينبغي أن نتعلم أن الاعتياد على تجاهل الأوامر له عواقب سلبية”.
وقد تثقل التربية الإيجابية كاهل الأمهات اللائي يبذلن مجهودا ذهنيا وعاطفيا مضاعفا لتربية أطفالهن وإدارة المنزل. وتقول إدلين إن الأمهات يسعين جاهدات دون كلل للتوفيق بين واجبات العمل وحياتهن الشخصية، وهذا قد يؤثر على صحتهن النفسية والعاطفية.
وترى إدلين أن انتشار الكتب والمقالات التي من المفترض أن تساعدنا على تحسين طرق تربية الأطفال، تزيد من أعبائنا وتؤثر علينا سلبا.
لكن التعبير عن الرأي المخالف قد يقابل بردود فعل غير متوقعة. وتقول أريادن بريل، أخصائية نفسية ومناصرة للتربية الإيجابية في سويسرا، إنها حُذفت من مجموعة على موقع فيسبوك عن التربية الإيجابية لمجرد أنها اقترحت أن الطفل الذي يضرب كلبا ينبغي إبعاد الكلب عنه لفترة بدلا من أن تأمره بالتوقف أو تركه ليتعلم بنفسه.
وتقول بريل إنه من المجحف بحق الكلب والطفل والأبوين أن تأمر الطفل مرارا بالكف عن ضرب الكلب، لأن الطفل في سن ثلاث سنوات لا يمكنه السيطرة على دوافعه واتخاذ قرارات صائبة، وعليك أن تتدخل بنفسك وتفصله عن الكلب وتجلس مع طفلك حتى يهدأ.
وقد رأت هذه المجموعة أن فصل الطفل عن الكلب نوع من العقاب الذي يعد محظورا، مع أن الطفل قد يتعرض لعقاب أكبر إذا غضب الكلب وعضه.
وبينما لا تنكر كويفمان وغيرها من الخبراء فوائد التربية الإيجابية لتنشئة طفل سعيد ومتزن نفسيا، فإنها ترى أن إظهار مشاعر إيجابية طول الوقت أمر غير واقعي، ولا سيما إذا كان الطفل صعب المراس.
وتقول كويفمان: “لا أحد يمكنه أن يثني دائما على السلوكيات الإيجابية بهدوء ورحابة صدر، إذا كان الطفل يصر على ممارسة السلوكيات السلبية. فقد يأتي عليك وقت تشعر فيه أن الضغوط والأعباء تستنفد طاقتك وقد تعجز عن الاضطلاع بالمهام الأساسية التي من المفترض أن تؤديها، وهذا أمر طبيعي”.
يتعرض الآباء للضغوط النفسية بشتى أنواعها، ولا سيما أثناء جائحة كورونا المستجد، وقد بات من الصعب التعامل بإيجابية مع هذه الضغوط
هل يمكن تطبيق الفلسفة الإيجابية على الآباء والأمهات؟
ثمة عوامل عديدة تؤثر على الطريقة التي يربي بها الآباء أطفالهم، منها الثقافة والأعباء المالية وحجم الضغوط النفسية. لكن العامل الرئيسي الذي يؤثر على التربية هو الدعم، فإن الكثير من الآباء والأمهات قد لا يجدون دعما أو مساندة في تربية أطفالهم، سواء من شريك الحياة أو العائلة أو حتى الحكومة، وقد يشعرون أنهم منهكون من كثرة الأعباء، ويصبح من الصعب إقامة علاقة صحية ووطيدة مع أطفالهم.
وتقول إدلين: “ماذا لو انعكست الآية، وطالب الآباء والأمهات بتلبية احتياجاتهم حتى يتمكنوا من توفير الدعم العاطفي لأطفالهم وفقا لأساليب التربية الإيجابية”.
وفي واقع الأمر، فإن التذكير المتواصل للآباء والأمهات بعواقب إظهار الانفعالات السلبية وضيق الصدر على صحة الأطفال قد يأتي بنتائج عكسية. وتقول كويفمان: “أنت تريد أن تحث الآباء والأمهات على بذل ما وسعهم والتغاضي عن الأخطاء، وأن يصبحوا مثالا يحتذى به في سعة الصدر والتقبل. لكن لوم الذات (في حالة عدم القدرة على السيطرة على الانفعالات) والشعور بالذنب، لن يساعدك في بلوغ أهدافك”.
وفي ضوء مساوئ ومزايا استخدام علم النفس الإيجابي في تربية الأطفال، لم لا نطبقه في المقابل على البالغين عند تعاملهم مع بعضهم بعضا؟
تقاسم مسؤولية تربية الأبناء يحقق نجاحهم و توازنهم
تشكو الكثيرات من الأمهات من عدم مشاركة الآباء في تربية الأبناء واقتصار دورهم على العمل وجلب المال فقط، وإلقاء مسؤولية الأسرة والأبناء كاملة على عاتق المرأة، وهو الأمر الذي يرهقها بشكل كبير ويؤثر سلبا على نفسية الطفل الذي يفتقد إلى دور والده ولا يشعر به في حياته، وهو ما يحتاج إلى تشارك الوالدين في تربية الأبناء، واقتسام المسؤوليات وتوزيعها بين الطرفين.
تربية الأبناء عمل صعب وشاق يحتاج إلى وقت وجهد مضاعفين من الوالدين، فالرجل والمرأة اللذان قررا الزواج والحياة تحت سقف واحد عليهما أن يعلما أنهما مشتركان في كل شيء في الحياة من خلال الاحترام والتوافق المتبادل، ومن ضمن هذه المهام تربية الأولاد، وهي تعدّ الشق الأهم والأصعب في الحياة الزوجية، لما فيها من صعوبات وتضحيات من جانب الطرفين، حيث يبذل كل طرف كل ما في وسعه لكي يحقق السعادة والأمان للأطفال ويوفر لهم كل متطلبات الحياة.
فالمجتمع الشرقي ينظر إلى المرأة على أنها حجر الأساس في تربية الأبناء، على الرغم من أن دور الرجل لا يقل عنها أهمية، حيث لا تقتصر مهمة الرجل على الذهاب كل يوم للعمل وتأمين لقمة العيش لعائلته، لكن يمكنه تقسيم وقته والاتفاق مع زوجته بتقسيم مسؤولية الأطفال بينهما، فمثلا يقوم بالتدريس للأطفال بعد عودته من العمل أو اللعب معهم، ومعرفة ما فعلوه خلال فترة النهار، فيجب أن يلجأ الوالدان إلى استخدام أسلوب الحوار مع الأطفال، وأن يبتعدا عن الضرب والعنف، كذلك يجب أن يكون العقاب المتخذ بسبب الخطأ موحدا من قبل الطرفين.
وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن الأطفال الذين حظوا بوجود دور فعّال للأب في طفولتهم، كانت لديهم مشكلات سلوكية أقلّ من أقرانهم، مشيرين إلى أنه ليس بالضرورة أن يعيش الأب في نفس المنزل مع الأطفال، فقد يكون الأبوان مطلّقين، لكن وجود الأب في حياة أبنائه يكون بشكل فعال، فالأبناء الذين يجدون آباءهم بجانبهم يتميزون اجتماعيا ودراسيا عمّن يفتقدون دور الأب في حياتهم، مؤكدين أن تواجد الأب في المنزل لكي يتقاسم مسؤولية تربية الأبناء مع زوجته يجعله يشكل قدوة لأولاده، بالإضافة إلى أنه سيكون موجودا ليراقب أبنائه، فلا يلقي اللوم على الأم ولا يحملها المسؤولية وحدها، لأن المهام والمسؤوليات مشتركة بينهما دائما.
وأثبتت الدراسات أن قيام الأمّ بمفردها بعملية تنشئة الأطفال ينعكس بالسلب على شخصية الطفل بسبب عدم توازنها، ويظهر ذلك في سلوكه وميله إلى الاعتماد على الآخرين والخضوع لهم، كما يتصف الطفل بالسلطوية.
المجتمع الشرقي ينظر إلى المرأة على أنها حجر الأساس في تربية الأبناء، على الرغم من أن دور الرجل لا يقل عنها أهمية، حيث لا تقتصر مهمة الرجل على الذهاب كل يوم للعمل
وكشفت دراسة أجراها باحثون في جامعة ولاية جورجيا، على عينة مكونة من 487 أسرة، حول تقاسم الزوجين واجبات رعاية الأطفال، أن المشاركة في رعاية الأطفال، تترك قدرًا أكبر من الارتياح بين الزوجين.
وأظهرت الدراسة أن العائلات التي تؤدي فيها النساء أكثر من 60 بالمئة من رعاية الأبناء، خصوصاً فيما يتعلق بوضع القواعد والإشادة بالأطفال واللعب معهم، سجلت أقل درجة من الرضا في العلاقة الزوجية أو النزاعات بين الزوجين.
وأكدت الدراسة أن الآباء يمكنهم بالفعل تولّي معظم أو جميع مسؤوليات رعاية الأبناء بدون أن يؤثّر ذلك سلبيا على جودة العلاقة بين الطرفين.
وأوضح دانيال كارلسون الأستاذ المساعد في علم الاجتماع بجامعة ولاية جورجيا والذي قاد فريق البحث “واحدة من أهم النتائج لهذه الدراسة هي أن الصيغة الوحيدة لرعاية الأطفال التي يبدو أنها الأكثر إثارة للمشاكل بالفعل لعلاقة الزوجين وحياتهما الجنسية هي عندما تتولى المرأة معظم أو جميع مسؤوليات رعاية الأطفال”.
كما قال “إننا نحاول فهم الأسباب التي تجعل هؤلاء الزوجين ينظران إلى المشاركة في مهام رعاية الأبناء بشكل إيجابي للغاية”.
وحول ذلك تقول هالة حماد، استشارية الطب النفسي للأطفال والمراهقين “تقسيم الأدوار بين الوالدين وتوزيع المهام التربوية والاجتماعية بينهما تجاه أبنائهما، ينعكس بشكل إيجابي على نفسية وسلوك الطفل وتكوين شخصيته، حيث ينشأ الطفل واعيا بدوره في المجتمع”.
وتشير حماد إلى أن أغلب الرجال يلقون بمسؤولية تربية الأبناء كاملة على الأم بسبب انشغالهم بتوفير احتياجات المنزل، وهذا يعدّ جهلا منهم بأهمية دورهم في مراحل تربية الطفل، وما يخصهم في تربية شخصيتهم بشكل متوازن، لأن الأب هو القدوة بالنسبة إلى أبنائه، فالأطفال بحاجة إلى أن يشعروا أن هناك عناية وإرشادا يختلفان عما تقدمه الأم لهم، فوجود الأب كمعلم في حياة الطفل يعتبر من العوامل الأساسية لتربيته تربية سليمة.
كما تؤكد حماد أن الأب من شأنه أن يحقق التوازن الأسري داخل المنزل، من خلال اهتمامه بأبنائه ومصاحبتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وهواياتهم، ومشاركتهم في كل شيء.
وعن أفضل الطرق لتربية الأبناء، يوضح مجدي ناصر، أخصائي التربية والعلاقات الأسرية في مصر، أن أفضل طرق تربية الأطفال هي التربية بالقدوة والمثل الأعلى، لذلك لا بد أن ينتبه الآباء جيدا إلى تصرفاتهم أمام الأبناء، وأن يكونوا القدوة الحسنة لهم حتى في أصغر الأعمال، كذلك استخدام الوالدين لأسلوب التربية من خلال الإرشاد والتوجيه، لأن هذا النوع من التربية من شأنه أن يوطّد العلاقة بين الآباء والأبناء، لأنه يتم من خلاله التحاور بينهما، والتفاهم وتقليل الفجوات خاصة فجوة الأجيال، والتربية بالثواب والعقاب، ولا يقصد به الضرب واستخدام أسلوب العنف الذي نهت عنه كل الأعراف والقوانين، ولكن يقصد به العقاب المعنوي كالحرمان من شيء مفضل بالنسبة إليه، ويكون هذا بالاتفاق مع الطفل على نوع العقاب والحرمان حتى يعرف الأطفال أن أيّ خطأ سيرتكبونه سيقابله عقاب، وفي المقابل ستكون هناك مكافأة عندما يحسن الطفل ويحقّق النجاح في شيء ما.
وأكد أخصائيو التربية أن دور الأب لا يتوقف عند حدّ معين فهو يماثل دور الأم تماما، بداية من الحمل وحتى بقية العمر، فعلى الأب أن يكون متواجدا بصفة دائمة في حياة الطفل، ولا تفوته أهم اللحظات في حياة ابنه، لأن ذلك يؤثر بشكل سلبي على حالته النفسية وبناء شخصيته، مؤكدين أن تكامل المسؤولية بين الأب والأم والطفل من خلال تدريبه على تحمل المسؤولية والمبادرة في كثير من الأعمال ينعكس على سلوك الطفل وشخصيته، فلا شك أن الأسرة تواجه مشكلة في تقسيم المسؤولية بسبب ضيق الوقت وصعوبات الحياة، لكن يجب العمل قدر المستطاع لتحقيق هذه المعادلة الصعبة، بما يضمن مستقبلا أفضل للأبناء.
7 خطوات ذهبية لتربية الأطفال دون إفراط أو إفساد
إن أسلوب التربية بالندرة هو بدون مبالغة نهج مهم لتنشئة طفل يتحلى بالقدرة على مواجهة أي احتمالات لصعوبات مستقبلية. بحسب ما نشرته صحيفة Times of India، تقول الدكتورة أسميتا ماهاجان، استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة، إنه تم تنشئة الأطفال في بعض الأسر، التي يعمل فيها كلا الوالدين، بطريقة خاطئة حيث كان “الوالدان ينفقان مبلغًا كبيرًا من المال على الهدايا لأطفالهما، مما أثر على تربيتهم حيث نشأوا مفتقدين القدرة على تقدير قيمة الأشياء بل يعتقدون أن الكون يدور حولهم فقط لتلبية رغباتهم. وعندما لا يحصل هؤلاء الأطفال، على سبيل المثال، على خيارات متعددة للألعاب والملابس، فإنهم يعانون من شعور بعدم الاستحقاق”. لذا يجب غرس الشعور بالامتنان والمسؤولية والاستحقاق المنطقي لدى الأطفال، إذ يمكن للوالدين اتباع النصائح والخطوات التالية:
1. توقف عن الإفراط
لا يجب أن يستسلم الآباء والأمهات لكل مطالب وهوى أطفالهم، لأن ذلك سوف يفسدهم في نهاية المطاف. يوجد في المتاجر دائمًا شي جديد وجذاب، لكن يوصي الخبراء بأن يتم تقديم الهدايا للأطفال فقط كمكافأة لتحقيق معالم جديدة في حياتهم أو في مناسبات رئيسية محددة. بمعنى آخر، يجب الحصول على الهدايا في الأعياد والمناسب أو كسب هذه المكافآت أي لا ينبغي أن تصبح أبدًا مصدرًا للرفاهية. يمكن أيضًا تقديم هذه الهدايا في المقابل عندما يؤدي الأطفال مهامهم اليومية، مثل مساعدة إخوتهم والحفاظ على نظافة غرفهم وإكمال واجباتهم المدرسية في الوقت المحدد، من بين أمور أخرى.
2. التكيف مع المتاح
يجب أن يتعلم الأطفال التكيف مع لعبهم وألعابهم الحالية. ويجب ألا يصروا على استبدالها بأحدث الموديلات، حيث يجب عليهم تعلم استخدام العناصر اليومية لأطول فترة ممكنة. وإلا سيتحول الأمر إلى مشكلة دائمة حيث سيصر الطفل في السعي طوال الوقت للحصول على موديلات جديدة من أي شيء سواء كان يحتاج إليه أو لا.
3. التوازن بين التوقعات
لا ينبغي حرمان الأطفال من الألعاب الأساسية ويجب السماح لهم بالاستمتاع بطفولتهم بشكل كامل. ولكن يجب أيضًا تعليمهم الموازنة بين توقعاتهم وعدم الإفراط في الانغماس، حتى لا يفسدوا. يمكن مساعدة الاطفال على الفوز بالهدايا أو بالألعاب التي يتمنون الحصول عليها، بدلاً من تكرار الآباء والأمهات لإجابات: “لا” و”لا أستطيع” و”لا تفعل” و”لا ينبغي”.
أما إذا طلب الطفل هدية باهظة الثمن، وغير ضرورية إلى حد ما، والتي يدرك الأبوان أنها لن تكون ذات قيمة مقابل المال، وأن الطفل سرعان ما سينساها بعد اللعب بها لمدة شهر، فينصح الخبراء بتأخير شراء هذا العنصر، أو عدم شرائه على الإطلاق واستبداله بمنتج آخر أكثر فائدة على المديين القريب والبعيد.
4. تحديد الأهداف
يوصي الخبراء بأن يضع الآباء والأمهات أهدافًا لأطفالهم كي يسعوا إلى تحقيقها إذا كانوا يريدون الحصول على لعبة ما أو هدية يفضلونها. في كثير من الأحيان، سيتعلم الطفل أن تحديد الأهداف والعمل على تحقيقها يساعد على كسب الأشياء وسيؤدي اجتهادهم للفوز بها إلى عدم سرعة التفريط فيها بعد بضعة أيام أو أسابيع.
5. غرس العادات الجيدة
ينصح الخبراء بأن يمارس الوالدان عادات جيدة مع الأطفال تتضمن مقدارًا متوازنًا من وقت الشاشة وقضاء وقت عائلي جيد وتخصيص أوقات للاستمتاع بالتنزه واللعب خارج المنزل بعيدًا عن وقت الاستذكار والدراسة بحيث تصبح كافة الأنشطة متساوية ومناسبة لحياة الطفل.
6. جرة الامتنان
يجب على كل فرد من أفراد الأسرة وضع ملاحظات في جرة الامتنان كل يوم حول ما يجعلهم يشعرون بالامتنان لذلك اليوم. في نهاية الشهر أو الأسبوع، يمكن تخصيص جلسة أو تجمع عائلي لقراءة الملاحظات اليومية، والتي من المؤكد أنها ستنشر المشاعر الدافئة والامتنان في جميع أنحاء الأسرة.
7. التعاطف الإنساني
يقول الخبراء إنه يمكن استغلال بعض المناسبات الخاصة، مثل أعياد الميلاد، بشكل جيد إذ يمكن التخطيط لرحلة إلى دار للأيتام أو المناطق الأقل حظًا حيث يمكن أن يقوم الطفل بتوزيع القرطاسية مثل الكتب أو الكعك أو الطعام. وعندما يرى الطفل مدى سعادة هؤلاء المحرومين بالحصول على الهدايا أو المأكولات والحلوى، سيبدأ في تقدير النعم بشكل عملي وتعلم تقدير ما يتلقاه في الحياة بشكل عام.
المصدر : https://annabaa.org/arabic/community/37274