يعرف الجميع أهمية استخدام العصف الذهني في توليد الأفكار، فهي طريقة ممتازة لجمع الأفكار المناسبة للتعامل مع المشكلات أو المشاريع الجديدة، وغالبًا ما ينتج عن استخدام هذه التقنية الوصول إلى العديد من الأفكار الجيدة لتنفيذها في العمل، لكن في بعض الأحيان يكون من الصعب استخدامها بفاعلية، لا سيّما عندما تكون المشاكل معقدة أكثر، وهنا يمكن اللجوء إلى تقنية أخرى مشابهة، وهي العصف الذهني العكسي.
قد تكون هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى صعوبة في استخدام العصف الذهني، من بينها أنّ في بعض الأحيان لا يملك جميع المشاركين المعرفة التي تمكنهم في اقتراح الأفكار المناسبة، وبالتالي حتى مع إنتاج أفكار فإنّها لا تكون بالجودة المطلوبة، وهنا يكون دور العصف الذهني العكسي.
ما هو العصف الذهني العكسي تحديدًا؟
العصف الذهني العكسي هو تقنية تعتمد على قلب تقنية العصف الذهني التي نعرفها رأسًا على عقب، مما يسمح برؤية الوضع من منظور مختلف عن المعتاد، فبينما يركز الناس في العصف الذهني على كيفية إيجاد حلول للمشكلات، فإنّ العصف الذهني العكسي يعتمد على عكس الأمر والتفكير فيما يمكن أن يجعل المشكلة أسوأ ولا يمكن حلّها. ثم بعد الانتهاء من جمع هذه الأسباب، يتم عكسها للخروج بأفكار جديدة، غالبًا ما تحتوي على زوايا لم ترها من قبل في أثناء تفكيرك، بسبب تغيّر طريقة تعاملك مع الأشياء تمامًا. يستخدم العصف الذهني العكسي كبديل عن العصف الذهني في المواقف التالية:
1- عندما يواجه الناس بعض الصعوبات في الخروج بأفكار جيدة خلال وقت سريع.
2- عندما لا يكون الأفراد قادرين على إيجاد حلول للمشكلات.
3- عندما ترغب في تغيير طريقة تفكير الأفراد في الوضع، سواءً رغبتك في تخلّيهم عن الأفكار المسبقة التي يؤمنون بها، أو تريد لهم الخروج من منطقة الراحة المعتادة وبالتالي يمكنهم إيجاد طرق جديدة للتفكير.
تُطبق نفس قواعد العصف الذهني على العصف الذهني العكسي، وبالتحديد القاعدة التي تنص على التركيز على الكمية لا الجودة، لأنّه كلما امتلكت عددا كبير من الأفكار، ستزداد وجهات النظر المتاحة، والتي يمكنك الاستفادة منها عند العمل على إيجاد الحلول بعد تحويل الأفكار.
خطوات عملية العصف الذهني العكسي
تعتمد جلسة العصف الذهني العكسي على نفس البداية الخاصة بالعصف الذهني، لكنّها تختلف في المسار المتّبع بعد ذلك، لكن في النهاية يكون الهدف واحد وفي الخطوة الأخيرة تختار أبرز الأفكار التي خرجت من الفريق وتعكسها للوصول إلى الحل المناسب. يمكن تلخيص عملية العصف الذهني العكسي في الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: حدّد مشكلتك: ما هو الوضع الذي نريد التعامل معه بالتحديد؟ وما هي المشكلة التي نواجهها حاليًا؟ قد يكون الوضع مثلًا هو “الرغبة في تحسين الانسجام بشكل أفضل كفريق عمل أثناء تنفيذ المهام”.
الخطوة الثانية: إعكس المشكلة: بدلًا من التفكير في الطرق التقليدية لتحسين الانسجام في العمل، فإنّه في العصف الذهني العكسي ستبدأ في التفكير في الأمر بالصور المعاكسة، من خلال قلب الوضع رأسًا على عقب، وهنا سيصبح الوضع الجديد كالتالي: “الرغبة في إيجاد فريق عمل غير متوافق كليًا أثناء تنفيذ المهام”.
الخطوة الثالثة: إجمع الأفكار: بعد ذلك يمكنك البدء في تبادل الأفكار في جلسة العصف الذهني العكسي حول الأسباب التي يمكنها أن تنتج فريق عمل غير متوافق، قد تُقترح الأفكار التالية:
1- عدم نقل الهدف المطلوب من المهام للفريق.
2- عدم تحديد النتائج المتوقعة من كل فرد.
3- العمل دون توزيع للأدوار على كل فرد داخل الفريق.
4- عملية اتخاذ القرارات تحدث دون معرفة من أفراد الفريق.
5- لا أحد يشارك المعلومات مع الآخرين.
6- لا يحصل أي فرد على تقييم دوري للأداء.
مع وجود فريق عملك بالكامل أثناء الجلسة، ستحصل على المزيد من الأفكار التي من شأنها أن تجعل فريقك غير متوافق دائمًا، وكلّما حصلت على أفكار أكثر، كلّما كانت النتيجة أفضل في الخطوة التالية.
الخطوة الرابعة: إعكس الأفكار: بعد الانتهاء من جمع كل الأفكار التي حصلت عليها من الفريق، يمكنك أن تعكسها مرة أخرى كما فعلت في الخطوة الثانية، يمكننا مثلًا إيجاد الأفكار البديلة للمذكور في الخطوة الثالثة بالترتيب كالتالي:
1- تحديد الهدف المطلوب من الفريق بالضبط.
2- توضيح النتائج المطلوبة والمعايير الواجب توافرها في الأداء.
3- تحديد الدور المناسب لكل فرد طبقًا لإمكانياته وقدراته.
4- إيجاد نظام لعملية اتّخاذ القرارات يمكن للجميع المشاركة به.
5- عمل اجتماعات دورية لتبادل المعلومات المطلوبة للعمل.
6- إنشاء نظام للتقييم الدوري داخل الشركة، وإبلاغ فريق العمل به.
الخطوة الخامسة: قيّم الأفكار وحدّد الحلول المناسبة: بعد الانتهاء من عكس جميع الأفكار السيئة إلى أفكار جيدة، يمكنك تحليلها واختيار الأفضل منها وتطويرها بالشكل الذي يساعد على تحقيق الهدف الرئيس، وهو تحسين الاندماج بين فريق العمل أثناء تنفيذ المهام.
تعتبر استراتيجية العصف الذهني العكسي من أفضل الطرق التي تساعدك في الخروج بأفكار لم تتوقعها من قبل، وذلك لأنّ محاولة رؤية الأشياء بمنظور مختلف دائمًا ينتج عنه أفكار غير مألوفة، لذا احرص على تضمين هذه الاستراتيجية ضمن طرق التفكير المستخدمة في عملك.
رابط المصدر: