الفشل تجربة عليك المرور بها، حتى تكون ناجحًا وتحقق أهدافك.. قد تبدو هذه العبارة غير منطقية، لاسيما أن الفشل والنجاح يتضادان بشكل واضح وصريح.
ولكن الإخفاق في فعل شيء ما، يجب أن يكون تجربة تنويرية وتحفيزية تساعدك على المُضي قدمًا، إذا تعاملت مع الأمر بطريقة صحيحة.
التعلم من أخطائك والعمل بجد لتحقيق هدفك، من أهم الأشياء التي عليك القيام بها لتحقيق النجاح.
لذا من المُهم أن تعرف أن المشاعر التي تصاحب الفشل، من انهيار وبكاء متواصل، وشعور بالإحباط، وفقدان الشغف وعدم القدرة على مواصلة العمل.. كلها أمور مؤقتة ستتلاشى مع مرور الوقت، وسوف تتمكن من تجاوزها، إذا قررت ذلك.
وإذا نظرنا إلى تاريخ الكثير من القادة والمديرين التنفيذيين، ومؤسسي الشركات الأثرياء والناجحين، الذين يتخذهم كثُر أمثالاً عُليا، فسوف تجدهم جميعًا مروا بالكثير من التجارب الفاشلة ولكنهم واجهوها.. لم يرضخوا لها وقرروا المواجهة والوقوف على أقدامهم مرة أخرى.
لا تيأس
إذا سألت أحداً عن بيل غيتس، المدير التنفيذي لشركة “مايكروسوفت”، فسوف تجده يقول لك بكل ثقة: إنه واحد من أهم الشخصيات في مجال التكنولوجيا. فهو المسؤول عن نجاح شركة عملاقة مثل “مايكروسوفت”، كما أنه واحد من أغنى الرجال على هذا الكوكب.
يُرجع بعضهم نجاح غيتس إلى الحظ أو المصادفات، بالنظر إلى أنه كانت لديه فكرة رائعة تمكن من طرحها في الوقت الذي شهد فيه العالم حدوث طفرة تكنولوجية، ما ساعده على تحقيق هذا القدر من النجاح والثراء. ولكن ذلك غير حقيقي بالمرة، فقد واجه غيتس الفشل مرات عدة، قبل أن يرتبط اسمه بـ”مايكروسوفت”.
اخترع غيتس منتجًا يحمل اسم Traf-O-Data الذي يُستخدم لتحليل البيانات من شرائط المرور، ولكنه لم يحقق أي نجاح يُذكر، فقرر القيام بشيء آخر.
خلاصة القول أن Traf-O-Data لم يُحقق أي نجاح، ولكنه لم يقتل طموح غيتس.
ما يعني إنه إذا لم تحقق فكرتك أي نجاح، فعليك الاستغناء عنها، حتى إن كانت تبدو رائعة للغاية.
من الضروري ألا تقف عند الأفكار نفسها كثيراً، وأن تحاول فعل أشياء أخرى.
كُن مرنًا وتكيّف
يعدّ ستيفن كينغ، واحد من أشهر الروائيين في العصر الحديث، وفي بعض الأحيان يُشار إليه على أنه سيد كتابة أفلام الرعب في العصر الحديث.
أغلب رواياته حققه نجاحًا كبيرًا من ناحية المبيعات والعائدات الكبيرة، كما أشاد النقاد بها.
ولكن في حقيقة الأمر فإن رواية “كاري” أول روايات كينغ كادت أن تفشل، بعد أن رُفضت لأكثر من 30 مرة، قبل أن توافق إحدى دور النشر على قبولها ونشرها في النهاية.
ولم يحدث ذلك إلا أن اضطر المؤلف العبقري إلى الموافقة على إجراء بعض التعديلات في الطفيفة في الرواية.
مرونة كينغ وموافقته على التعديلات، حمته من الفشل، وساعدته على تحقيق النجاح، الذي يتمتع به إلى الآن.
لهذا السبب، من الضروري أن تتحلى بالمرونة، وتراجع فكرتك، وتعمل على استهداف جمهور مختلف.
التحلى بالمثابرة
لا يوجد أدنى شك من أن ستيف جوبز، أحد أهم وأشهر المبدعين والمبتكرين في التكنولوجيا، بالنظر إلى كونه مؤسس شركة “آبل”. ومع ذلك لا يخلو ماضي جوبز من الفشل والانتكاسات والهزائم الساحقة.
بدأ جوبز عمله من أجل تأسيس شركته عام 1976، ولكنها فشلت تمامًا بعد إطلاقها في عام 1985. ثم طُرد جوبز من شركته الخاصة، وتخلى عنه الكثير من المقربين منه.
وعوضًا عن الاستسلام للفشل، أسس جوبز شركة تدعى NeXT، وكانت شركة غير ناجحة، كذلك، لبعض الوقت. ولكنه تمكن في نهاية الأمر من لفت أنظار شركة آبل في عام 1997.
اشترت شركة آبل شركة NeXT وأعادت إلى جوبز وظيفته، وحصل على منصب قيادي كبير، وكان يستخدمه لتطوير وإطلاق منتجات الشركة بما في ذلك آي بود، وآي فون، وآي باد.
المثابرة أهم من أي شيء. ولأنه ألزم نفسه وأصرّ على القيام بأشياء عظيمة، تمكن جوبز من تجاوز حالات الفشل الشخصية والمهنية، ما ساعده على ترك إرث هائل ونجاحات غير مسبوقة.
كُن صبوراً
باتت شركة ديزني الآن أحد أكبر وأعظم شركات الترفيه في العالم. كما أنها تمتلك مئات العقارات الضخمة ومن بينها استديوهات مارفل ومجموعة ستار وورز، وتواصل إنتاج أفلام تحقق نسب أرباح عالية، فضلاً عن “ديزني لاند” الموجودة في كثير من الدول والعواصم العالمية. ويقف وراء نجاح هذه الشركة عبقرية مؤسسها والت ديزني.
ورغم شهرة جميع أفلام ديزني تقريبًا حتى تلك الأعمال الأولى الصادرة عن الشركة، قلة قليلة تعرف المشكلات والصعوبات التي واجهت والت ديزني في بداية حياته.
لا يعلم أحد أنه لم يكن لديه ما يكفي من المال لدفع إيجار منزله، حتى بعد العرض الأول الناجح لفيلمه “سنووايت والأقزام السبعة”. كذلك لم تحقق بعض أفلام ديزني الكلاسيكية مثل “بينوكيو” نجاحًا ماديًا كبيرًا.
قوة الفكرة لا يمكن قياسها بشكل موضوعي عن طريق النجاح أو الفشل الذي يعقبها مباشرة.
أغلب أفلام ديزني الأولى حققت نجاحًا كبيرًا لاحقاً ويمكن عدّها من روائع الأعمال السينمائية، ولكنها لم تحقق نجاحًا كبيرًا بعد عرضها مباشرة.
لا تتوقف عن التعلم
رغم انشغاله الدائم، فإن الملياردير والمستثمر الأمريكي وارين بافيت، المدير التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاوي، يقضي وقتًا طويلاً في التعلم وتطوير مهاراته. كما أنه قارئ جيد يحرص على قراءة صفحات عدة من كتابه يوميًا.
قال بافيت، في أحد الحوارات الصحفية، إن القراءة ساعدته كثيرًا على مواجهة الفشل والخروج من الأزمات والمواقف الصعبة. ويؤكد أنها تساعده على التفكير بطريقة أفضل، واتخاذ قرارات أكثر حكمة.
التأمل
تؤكد الإعلامية الأمريكية ورائدة الأعمال أوبرا وينفري، أن ممارسة التأمل وتمارين اليوغا قادرين على تغيير حياة الشخص للأفضل.
تقول أوبرا: “العالم الخارجي يحاول باستمرار إقناعك بأنك لست كاف، وأنك لن تكون كذلك أبدًا، لذلك عليك المقاومة والتصدي لهذه المشاعر والأفكار السلبية، والتأمل سوف يساعدك على ذلك”. وتنسب الفضل في العيش بسلام والخروج من الأزمات وحل المشكلات إلى التأمل الذي يساعدها على التركيز والتغلب على الخوف، كما أنه يقود إلى تحقيق الأهداف والعيش في سلام.
في المرة القادمة التي تواجه فيها الفشل على نطاق صغير أو كبير، عليك أن تذكر نفسك بالفرص الجيدة المتاحة أمامك. واسأل أي شخص تجده ناجحًا في تحقيق أهدافه أو عيش حلمه، عما إذا كان قد عانى الفشل، وستجد الجواب “نعم”.
الفشل ليس نهاية الطريق أبدًا، ولكنه مجرد عثرة صغيرة في طريق طويل، لذلك عليك السيطرة على الأمور والمُضي قدمًا.
هل عرفت الآن كيف تواجه الفشل؟
رابط المصدر: