د. محمد العبادي
اذا اردنا ان نعرف نوع العلاقات القائمة بين العراق وأمريكا فعلينا مراجعة محاضر الجلسات بين الطرفين وماتلاها من تفاهمات أو اتفاقات وتوقيعات بين الجانبين .
وحتى تكون الصورة مبنية على اسس علمية وادارية وسياسية صحيحة في فهم طبيعة العلاقة مع امريكا ينبغي الاجتماع والاستماع إلى تقييمات الجهات المسؤولة عن الدفاع والأمن والى الجهات القانونية والى اللجان المختصة بالبرلمان وايضا الاجتماع والاستماع بالمفاوضين العراقيين الذين كانوا حاضرين في تلك الاجتماعات التي عقدت مع الامريكان وطبيعة فهمهم وتفسيرهم القانوني لتلك الاتفاقات ان وجدت .
لقد استغرب الدكتور فاضل محمد جواد – بصفته احد المفاوضين مع الجانب الأمريكي – ما يصدر من بعض السياسيين والبرلمانيين والإعلاميين من مطالبتهم بإلغاء( الإتفاقية الأمنية ) لأنه كما يقول : لاوجود لإتفاقية أمنية مع الأمريكيين من الاساس!!!
ويقول :ان الموضوع الذي هو قائم فعلا مع الامريكان عبارة عن ترتيبات حكومية والأمر يعود للحكومة وماصدر عن البرلمان عبارة عن دعم لطلب الحكومة في إنهاء التواجد الاجنبي والذي هو من صلاحيتها.
ويقول عضو وفد التفاوض أيضا : ( ان اتفاقية الإطار الإستراتيجي بين العراق وأمريكا ليست اتفاقية بالمعنى القانوني ولاتتضمن اية التزامات على الطرفين وهي مجرد أهداف وتوجهات في مجلات محددة وهي قابلة للإنهاء بطلب من أحد الطرفين ، وليس في هذه الاتفاقية اية أحكام تسمح للولايات المتحدة إرسال قوات إلى العراق أو استخدام أراضيه أو أجواء ، ويمكن لحكومة العراق التقدم بمشروع قانون إلى مجلس النواب لإنهاء العمل بهذه الاتفاقية ). انتهى الاقتباس.
ان امريكا لم تجلب للعراق الأمن والاستقرار مع وجود جيشها ولجبه ، وحصلت آلاف العمليات التفجيرية والاجرامية مع وجود عشرات الشركات الأمنية التي زرعتها في العراق فهل يمكن الاطمئنان لها ؟!
ربما من الضروري أن لاننسى
تجربة المفاوض الايراني وخبرته والتي توجت بالتوقيع مع مجموعة ٥+١ ،ومع كل ذلك تملصت امريكا من تعهداتها الدولية .
ان امريكا تفتقد للمصداقية ولايمكن الوثوق بها وتاريخها حافل بعدم احترام حتى حلفائها و ( المتغطي بالامريكان عريان ) .
رابط المصدر: