تواجه دول أمريكا اللاتينية التي سجلت أكثر من 2,1 مليون إصابة، ازمة صحية كبيرة بسبب الانتشار المتسارع لفيروس كورونا كوفيد-19، وتعتبر البرازيل والمكسيك والبيرو وتشيلي الأكثر تضررا منه. وحذرت وكالة إقليمية تابعة لمنظمة الصحة العالمية، من أن انتشار فيروس كورونا المستجدّ “يتسارع” في هذه المنطقة بشكل خطير، وناشدت بعدم تخفيف الإجراءات الرامية إلى الحد من تفشي الوباء. وفي أمريكا اللاتينية التي باتت اليوم بؤرة جديدة للفيروس وكما نقلت بعض المصادر، تبقى البرازيل التي تعاني من ازمات ومشكلات اقتصادية وسياسية متفاقمة، ثاني أكثر الدول تضرّراً جراء الوباء في العالم بعد الولايات المتحدة. في يناير 2020 انتشر فيروس كورونا في ووهان الصينية ووصل إلى جميع دول العالم تقريبا.
حيث اكدت بعض الاحصائيات أن عدد المصابين بفيروس «كورونا» المستجد المسجلين على مستوى العالم تجاوز 9.1 مليون شخص وأن عدد الوفيات بلغ 472300 حالة. ووصل عدد حالات الإصابة المؤكدة في البرازيل إلى اكثر 1.11 مليون حالة ، حسب بيانات جمعتها جامعة «جونز هوبكنز» ووكالة «بلومبرغ» للأنباء. وأشارت البيانات إلى أن الوفيات في البرازيل جراء الفيروس بلغت 51271 حالة، في حين تعافى 601 ألف و736 شخصاً. وحتى الآن لا يوجد عقار طبي يقضي على الفيروس ويمنع انتشاره.
البرازيل
وفي هذا الشأن تخطّت البرازيل عتبة المليون إصابة بفيروس كورونا المستجدّ، في مؤشر على تواصل تفشي الوباء في العالم الذي دخل “مرحلة خطيرة” مع بدء الدول رفع اجراءات العزل، وفق ما أكدت منظمة الصحة العالمية. وقبل البرازيل، كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تجاوزت عتبة المليون إصابة. وتخطت البرازيل، الدولة العملاقة في أميركا اللاتينية، على الأرجح عتبة الخمسين ألف وفاة ما جعلها ثاني دول العالم الأكثر تضرراً جراء كوفيد-19 من حيث عدد الوفيات.
ومنذ مطلع حزيران/يونيو، سجّلت البرازيل التي أصبحت البؤرة العالمية الجديدة للوباء، أكبر عدد من الإصابات في العالم. وفي حين تباطأ تفشي الفيروس في أوروبا حيث يتواصل رفع اجراءات العزل، يستمرّ الوباء في الانتشار بلا هوادة في أميركا اللاتينية. وهذا ما يثير قلق منظمة الصحة العالمية التي حذّرت من أن العالم دخل “مرحلة خطيرة”. وأعلن مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن “الفيروس يواصل التفشي سريعاً، ويبقى مميتاً، ولا يزال غالبية الناس عرضة له. وقال غيبريسوس “الكثير من الناس بالتأكيد تعبوا من البقاء في بيوتهم. الدول ترغب في إعادة فتح مجتمعاتها واقتصاداتها”. لكنه حذّر من أن إنهاء اجراءات العزل أو القيود “أدخل العالم مرحلة جديدة وخطيرة”.
الى جانب ذلك اصطف البرازيليون لساعات وتزاحموا في المراكز التجارية التي فتحت أبوابها مجددا في أكبر مدينتين بالبلد الذي يعد من بؤر جائحة كورونا في أمريكا الجنوبية ولا يزال يشهد ارتفاعا في حالات الإصابة بالفيروس. وشهدت الشوارع زحاما مروريا وعجت بالمارة أمام مراكز التسوق في ساو باولو التي استأنفت العمل في في وقت سابق لأربع ساعات بعد إغلاق دام 83 يوما.
وداخل المتاجر تم تطبيق قواعد تباعد اجتماعي صارمة ووضع معظم المتسوقين كمامات واقية على الرغم من أن الرئيس جايير بولسونارو قلل من خطورة الفيروس وحث السلطات المحلية على رفع إجراءات الحجر الصحي. وفي ريو دي جانيرو فتحت مراكز التسوق أبوابها قبل الموعد المحدد حيث ضغطت الشركات التي تعاني من تراجع حاد في الدخل على السلطات لرفع القيود على الرغم من تحذير خبراء الصحة العامة من أنه من السابق لأوانه تجنب زيادة جديدة في حالات العدوى. بحسب رويترز.
وفي المدينتين اشترطت مراكز التسوق وضع الكمامات وقياس درجة حرارة الزوار. كما حددت المتاجر نسبة تواجد للمتسوقين لا تتجاوز 20 بالمئة من طاقتها الاستيعابية ووفرت لهم مطهرات كحولية للأيدي. وحددت ساحات انتظار السيارات أيضا نسبة إشغال 20 بالمئة فحسب. ولم يسمح بفتح دور السينما والمطاعم في المراكز التجارية واقتصر الأمر على خدمة توصيل الوجبات. وقال فاندير جيوردانو نائب رئيس شركة ملتيبلان التي تملك 19 مركزا تجاريا تضم 5800 متجر ”يتعين تطبيق قواعد الصحة العامة والتباعد بحزم لأن الجائحة لم تنته بعد وعلى جميع المتسوقين أن يعلموا ذلك“.
كولومبيا والأرجنتين
سجلت كولومبيا أكبر زيادة يومية في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أمس الجمعة، حيث أكدت وزارة الصحة تسجيل 801 إصابة جديدة و30 وفاة، وأوضحت الوزارة أنه تم تسجيل ربع عدد حالات الإصابة الجديدة في العاصمة بوغوتا، التي شهدت أعلى عدد من الإصابات بكورونا في كولومبيا.
وارتفع العدد الإجمالي للإصابات بالفيروس إلى 20 ألف شخص في مختلف أنحاء البلاد، وتراوحت أعمار الضحايا بين 34 و95 عاما، وتخضع كولومبيا لإغلاق منذ نحو شهرين، إلا أن السلطات بدأت مؤخرا في السماح لبعض شركات التصنيع بإعادة فتح أبوابها. ومن المنتظر استئناف الأنشطة الاقتصادية بشكل أوسع في الشهر المقبل.
وفي الأرجنتين، تجاوزت الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا عشرة آلاف حالة أمس الجمعة بعد تسجيل أعلى زيادة يومية منذ بدء الجائحة، وأظهرت بيانات حكومية وجود 10649 حالة إصابة بزيادة 718 حالة عن اليوم السابق معظمها في العاصمة بوينس أيرس. وبلغ عدد حالات الوفاة 433 حالة، وزاد معدل حالات الإصابة المؤكدة بكورونا بشكل مطرد في الأسبوع الماضي، وفرضت الأرجنتين عزلا عاما إجباريا في معظم المناطق منذ 20 مارس، كما تطبق واحدا من أكثر القيود صارمة على السفر في العالم، حيث تمنع بيع وشراء تذاكر الرحلات الجوية حتى سبتمبر، ومددت الحكومة العزل العام حتى 24 مايو في بعض مناطق البلاد في الوقت الذي خففت فيه بعض القيود المحدودة على التنقل وقطاع الأعمال، وكانت السلطات قد مددت العزل العام ثلاث مرات من قبل.
بيرو
سجلت بيرو خلال الـ24 ساعة المنقضية 181 وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجد(كوفيد-19)، رفعت الإجمالي إلى 8 آلاف و404 حالات، جاء ذلك بحسب بيان صادر عن وزارة الصحة في بيرو، مساء الثلاثاء، اطلعت الأناضول على نسخة منه.
كما أوضح البيان أن العدد الإجمالي للإصابات ارتفع إلى 260 ألفًا و810 بعد تسجيل 3363 إصابة جديدة خلال 24 ساعة، وأشار البيان كذلك إلى أن إجمالي المتعافين من الإصابة وصل إلى 148 ألفًا و437 متعافٍ.
وسُجلت أول إصابة بالفيروس في بيرو يوم 6 مارس/آذار الماضي، فيما كانت أول وفاة في 20 من الشهر نفسه، وحتى فجر الأربعاء، تجاوز عدد مصابي كورونا في العالم 9 ملايين و341 ألفا، توفي منهم ما يزيد على 478 ألفا، وتعافى أكثر من 5 ملايين، وفق موقع “worldometers” المختص برصد تطورات الفيروس.
فنزويلا
عززت حالة الطوارئ المفروضة في فنزويلا لمكافحة تفشي فيروس كورونا، سلطة الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو، وأضعفت زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي لا يزال أكثر اعتمادا على حلفائه الغربيين.
وفيما يبدو خوان غوايدو معزولا على وسائل التواصل الاجتماعي، بين الرقابة وضعف شبكة الإنترنت، يبدو مادورو منذ شهر الرجل القوي في البلاد، الذي يدير حملة مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، إذ يكرر الرئيس الفنزويلي محاطا بالعسكريين الدعوة “للانضباط!” خلال ظهوره المتلفز للدعوة إلى حملة مكافحة الوباء.
ويؤكد لويس فيسنتي ليون، رئيس معهد الاستطلاعات “داتا اناليسيس”، أن “مادورو يحاول تمرير رسالة يقول فيها أنا أحكم، أنا في سدة القيادة”، مضيفا أن الوباء الذي أضعف العديد من الحكومات في العالم يقدم “فرصة ذهبية” لنيكولاس مادورو.
ومنذ 17 مارس الماضي، أمر رئيس الدولة بعزل إلزامي لحوالي 31 مليون فنزويلي، ويعلن هو شخصيا أو مساعدوه بشكل يومي حصيلة الإصابات في البلاد التي تعتمدها منظمة الصحة العالمية، ولا يجد خوان غوايدو الذي تعترف به نحو 60 دولة رئيسا انتقاليا للبلاد، ما يقوم به في مواجهة ذلك سوى اتهام السلطة “بالكذب” حول هذه الإحصاءات، لكن هامش مناورته يبدو محدودا، ويقول الخبير السياسي ريكاردو سوكر في هذا الصدد، إن ” زعيم المعارضة الذي نصب نفسه رئيسا دون أي هيكلية تنظيمية، يجد نفسه في موقع محدود أكثر”.
وغالبا ما يشيد الرئيس الفنزويلي بطريقة إدارة الرئيس الصيني للأزمة الصحية، وبات يحظى بفضل حالة الطوارئ المرتبطة بمكافحة كورونا المستجد، بسلطات خاصة. فقد فرض حظر تجول في المدن الواقعة على حدود كولومبيا المجاورة بشكل خاص، وقبل أيام من تأكيد ظهور الوباء في البلاد في 1 مارس، قاد غوايدو شخصيا تظاهرة في كراكاس.
ولفت بينينو الاركون، مدير مركز الدراسات السياسية في الجامعة الكاثوليكية اندريس بيلو، إلى أن الوباء “خفف من الضغط الذي كان مادورو يتعرض له عبر وقف التظاهرات”، ودون “اعتراف واضح في هذه المرحلة” بحكومة مادورو من قبل المجموعة الدولية، فإن صندوق النقد الدولي رفض قبل شهر طلب مساعدة بقيمة 5 مليارات دولار لمواجهة الوباء.
والدعم الذي تلقاه من حليفيه الصيني والروسي اللذين أرسلا شحنات أقنعة واقية وأجهزة تنفس، “كان جليا أكثر” بحسب سوكر، لكن المشاكل الاقتصادية تبقى “في خطر” بحسب لويس فيسنتي ليون، وتفاقمها العقوبات الأمريكية بحق البلاد وصناعتها النفطية.
وقد وعدت واشنطن في الآونة الأخيرة برفعها في حال وافق مادورو وغوايدو اللذان يتنازعان الرئاسة، على تشكيل حكومة انتقالية دون مشاركتهما في انتظار تنظيم انتخابات “حرة وعادلة”، لكن الاركون يرى أنه من غير المرجح أن “يكون مادورو مستعدا للتنازل”
الأوروغواي
يخضع رئيس الاوروغواي لويس لاكال لحجر صحي بعد حضوره اجتماعا مع موظفة اثبتت الفحوص إصابتها بفيروس كورونا المستجد، حسبما أعلن مكتب الرئاسة في بيان، والمصابة هي ناتاليا لوبيز الموظفة في وزارة التنمية الاجتماعية التي حضرت اجتماعا مع رئيس الدولة ووزير الدفاع في الحكومة خافيير غارسيا في ريفيرا بالقرب من الحدود البرازيلية، وقالت الرئاسة أن لاكال بو والأشخاص الآخرين المعنيين سيخضعون السبت لفحص لكشف كوفيد-19 “وسيبقون في الحجر الصحي حتى صدور نتائج التحاليل”، وكان الاجتماع يتعلق بإدارة هذه البؤرة لفيروس كورونا المستجد في المنطقة الحدودية، وبلغ عدد الإصابات بالفيروس في الأوروغواي 816 بينهم 114 فقط ما زالوا مرضى.
السلفادور
يوجد عدد من أكثر السجون في العالم ازدحاما في أمريكا الجنوبية يتكدس داخل زنزاناتها الصغيرة النزلاء بالعشرات، مما يجعل التباعد الاجتماعي داخل هذه المنشآت التأديبية مستحيل فعليا. كما يزيد ضعف مرافق الرعاية الصحية داخل هذه السجون من خطر انتشار فيروس كورونا كالنار في الهشيم، وحثت الأمم المتحدة حكومات أمريكا اللاتينية على حماية نزلاء السجون بها مع اقتراح إطلاق سراحهم بشكل مؤقت لخفض مستويات الزحام داخل هذه المنشآت.
وأعلنت حكومات شيلي، وكولومبيا،ونيكاراغوا أنها سوف تبدأ في تحويل الآلاف من نزلاء السجون إلى الإقامة الجبرية في منازلهم مع إعطاء الأولوية لكبار السن والسيدات الحوامل ومن يعانون من مشكلات صحية تزيد من خطر الوفاة حال الإصابة بفيروس كورونا، كما بدأت البرازيل بالفعل في نقل نزلاء السجون ممن يتجاوزون سن الستين إلى الإقامة الجبرية في منازلهم في حين أعلنت حكومة بيرو أنها تدرس إلإصدار عفو عن الحالات الأكثر عرضة لخطر الوفاة حال الإصابة.
لكن الدولة التي تقع في المركز الثاني على مستوى العالم في عدد نزلاء السجون مقابل عدد السكان، السلفادور، لم تتخذ أية خطوات في هذا الاتجاه. وتعاني السلفادور منذ عقود من تفشي الجريمة وعنف العصابات إلى حد جعل سجونها تكاد تنفجر من كثرة نزلائها.
ووثق المصور الصحفي طارق زيدي على مدار سنتين أوضاع سجون السلفادور قبل ظهور فيروس كورونا وانتشاره في وسط أمريكا، وحصل زيدي على تصريح دخول لستة سجون علاوة على زنزانتين تابعتين للشرطة في وسط أمريكا، وكما تحتل السلفادور المركز الثاني بين أكبر الدول من حيث عدد المسجونين بعد الولايات المتحدة، تتبوأ هذه الدولة مكانا بارزا بين الدول التي تشهد أكبر عدد من جرائم القتل على مستوى العالم.
لكن معدل القتل في السلفادور بدأ في التراجع إلى 3.6 جريمة قتل يوميا في أكتوبر 2019 مقابل 17.6 جريمة قتل في 2015. ثم انخفض هذا المعدل مرة أخرى إلى 2.1 جريمة قتل يوميا في مارس/آذار 2020.
وتولى نايب بوكيلة رئاسة السلفادور في يونيو 2019، مما يجعل له نصيبا كبيرا في الانخفاض الأخير في معدل جرائم القتل.، كما امتدت سياسة “اللاتسامح” التي ينتهجها الرئيس في التعامل مع عنف الإصابات إلى داخل السجون في بلاده إلى حدٍ يصل إلى عقوبات تُفرض على أعضاء العصابات المسجونين بعدم تلقي زيارات أو استخدام الهاتف على مدار الساعة. لكن حال استعادة الهدوء داخل وخارج السجن، تعيد إدارة السجون الحق في الزيارة إلى المسجونين في الساعات المخصصة لذلك.
وقبل أن يتولى بوكيلة حكم البلاد، اُطلقت مبادرة “أنا أتغير” ليستفيد منها نزلاء السجون من خلال تعلم مهارات تعزز فرص حصولهم على وظائف، وخلال تلك المبادرة، تعلم الكثير من نزلاء السجون الكثير من المهارات إلى حدٍ ساعدهم على الانتهاء من تصميمات خاصة بهم شاركت في عروض أزياء السجون.
وتعاني السلفادور من مشكلات شديدة التعقيد على صعيد أنشطة العصابات التي تصل إلى درجة كبيرة من الخطورة في ضوء التقديرات التي تشير إلى أن 80 في المئة من هجمات العصابات التي تنفذ خارج السجون تأتي الأوامر بها من داخل السجون. لذلك هناك مخاوف لدى السلطات حيال أن يؤدي إطلاق سراح المسجونين إلى تصاعد عنف العصابات، ويرتدي حراس السجون في السلفادور أقنعة لإخفاء هويتهم حتى لا يتم استهدافهم من قبل العصابات، لكن نزلاء السجون والتكدس الذي يعيشون فيه يمثل بيئة خصبة للعدوى بفيروس كورونا.
وتنتشر أمراض الصدر في السجون في السلفادور بكثافة. وتجاوز معدل انتشار مرض السل في السجون السلفادورية معدل الإصابة بهذا المرض الخطير بين السكان خارج أسوار هذه المنشآت التأديبية بحوالي 50 مرة، وفقا للمجلة الطبية بان أميركان جورنال أوف بابليك هيلث، وفي ضوء أن فيروس كورونا والسل ينتشران بنفس الطريقة، تكثف السلطات جهودا وتسابق الزمن من أجل التصدي لما أسماه خبير الأمراض المعدية جورج بانامينو “قنبلة موقوتة” تنتظر التفجير.
وبدأ الرئيس بوكيلة إجراء بعض التغييرات في نظام السجون في السلفادور. وفي 26 ديسمبر/ كانون الأول – قبل بداية انتشار فيروس كورونا في البلاد – أعلن الرئيس تحويل سجن شالاتينانغو إلى جامعة. وبالفعل نقل 600 نزيل من السجن ومن المقرر نقل باقي السجناء، البالغ عددهم 730 شخصا، في الأيام التالية.
لكن بعد فرض إجراءات الإغلاق وحظر التجول في البلاد للحد من انتشار فيروس كورونا، لم تعلن أي سياسة رسمية لإطلاق سراح السجناء، وتصل القدرة الاستيعابية للسجون في السلفادور إلى 18051 سجينا، إلا أن السلطات تحتجز بها 38 ألف سجين، وتقتل درجات الحرارة حادة الارتفاع، وضعف نظام الصرف الصحي وما ينتج عنه من أمراض علاوة على مرض السل الكثير من المسجونين في السلفادور منذ زمن بعيد قبل ظهور فيروس كورونا، لذلك يواجه الرئيس بوكيلة تحديا إضافيا يتمثل في انتشار فيروس كورونا.
ومن أجل الاستعداد، اضطر الرئيس إلى رفع بعض إجراءات الطوارئ التي تستهدف إحكام سيطرة الدولة على نزلاء السجون.
واقترح قضاة في السلفادور إطلاق سراح كبار السن من يعانون من أمراض قاتلة مؤقتا، لكن أعضاء العصابات لن يكونوا ضمن من يشملهم هذا التحرك، إنها معضلة صارخة التي يواجهها الرئيس السفادوري؛ فإما أن إطلاق سراح السجناء والمخاطرة بتصاعد عنف العصابات التي حاربها بقوة للحد من أنشطتها، أو الإبقاء عليها خلف القضبان لمواجهة انتشار محتمل لفيروس كورونا.
الإكوادور
قال وزير صحة الإكوادور إن إجمالي عدد المصابين بفيروس كورونا في البلاد يزيد على العدد السابق تأكيده، في الوقت الذي أضافت فيه السلطات 11 ألف إصابة جديدة بعد تأخر الاختبارات، وسجلت الإكوادور 560 حالة وفاة بسبب التفشي، الذي عصف باقتصاد هذه الدولة المنتجة للنفط وأنهك السلطات الصحية في مدينة جواياكيل أكبر مدن البلاد، حيث ظلت الجثث في البيوت لساعات أو في الشوارع.
وقال الوزير خوان كارلوس زيفالوس إن الحكومة ستضيف الحالات الجديدة إلى الأرقام المؤكدة والتي بلغت إجمالا 11183 حالة إصابة، وتشير أرقام وزارة الصحة إلى أن هناك ما يقرب من 24 ألف اختبار لم تعلن نتيجتها بعد في عملية تستغرق أسبوعا عادة، وأضاف زيفالوس أن السلطات تناشد أقارب من توفوا في الآونة الأخيرة في الإكوادور، التي يبلغ عدد سكانها 17.4 مليون نسمة، أن يتبينوا إن كان المتوفى قد ظهر عليه أي من أعراض الكورونا، حيث أن كثيرا من حالات الوفاة لم يتم الربط بينها والمرض نظرا لعدم توافر أجهزة الاختبار.
العالم
بوليفيا
ستلجأ سلطات مدينتي لاباز وإل ألتو في بوليفيا إلى وضع لافتة على منازل مصابين بكوفيد-19 يرفضون التزام الحجر الصحي مع حصول انتهاكات كثيرة للإجراءات الصحية من قبل مرضى، وقال وزير الأشغال العامة إيفان أرياس “بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بفيروس كورونا الرافضين عزل أنفسهم، سنضع لافتة على منزلهم كتب عليها “كوفيد-19 موجود هنا”.
ووافقت على مشروعه مدينتي لاباز وإل ألتو الكبيرتان. وتحدث أرياس عن حالات كثيرة تنتهك فيها إجراءات العزل من قبل مرضى مصابين بكوفيد-19 ذاكرا عائلة كانت على بينة بأنها مصابة ووقعت على إعلان شرف يؤكد عكس ذلك لتتمكن من الصعود إلى طائرة تقوم برحلة داخلية، وبعد ذلك وضع طاقم الطائرة برمته في الحجر الصحي، وأكد “لا يمكننا تحمل أن يعرض أناس لا يتحلون بالمسؤولية حياة الشعب للخطر”. وسجلت أكثر من 10500 إصابة بفيروس كورونا في بوليفيا وأكثر من 300 حالة وفاة فيما عدد سكان البلاد 11 مليونا.
المكسيك
أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن جائحة فيروس كورونا في المكسيك تتوجه نحو ذروتهان وفي مؤتمر صحفي، قال ممثل المنظمة لدى المكسيك كريستيان موراليس، إن الجائحة تتوجه نحو ذروتها في البلاد من حيث مستوى الإصابات، وأكد ممثل المنظمة أن تعامل الحكومة المكسيكية مع أزمة كورونا كان إيجابيا.
وقال ممثلون عن “الصحة العالمية” ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية (PAHO)، أثناء مؤتمر عبر الإنترنت، إن الالتزام بالتباعد الاجتماعي سيبقى إجراء لا بد منه حتى ظهور لقاح ضد فيروس كورونا يكون في متناول الجميع، كما أشاروا إلى ضرورة زيادة الفحوصات للكشف عن فيروس كورونا في المكسيك قبل المضي قدما في إعادة فتح الاقتصاد.
وذكر مسؤولو المنظمتين أن احتجاجات المدن من شأنها أن تتسبب في قفزة جديدة للإصابات بالفيروس، وأقدمت المكسيك مطلع الشهر الجاري، على إعادة فتح الاقتصاد بعد أن تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا 120 ألف حالة واقتربت حصيلة الوفيات المرتبطة به من 14 ألف حالة.
تشيلي
منذ 4 أجيال، تعيش عائلة نيكولاس بيرجيري في تشيلي، على صناعة النعوش، وبالكاد تجري عليها تعديلات طفيفة، لكن عندما رأت أن فيروس كورونا يجتاح أوروبا، قررت طرح منتج جديد، نعش “كوفيد”، هو نعش يستغني عن الأخشاب الثمينة والمنحوتات التفصيلية وألواح العرض الزجاجية، ليحل محلها صندوق عادي من الخشب الأرخص، الذي يتم إنتاجه بسرعة بكميات كبيرة.
وبسرعة بات هذا النعش منتجا مثاليا لتشيلي، التي أصبحت بؤرة ساخنة للفيروس رغم الإجراءات الحكومية الشديدة للسيطرة على انتشاره، ووضعت الإصابات، البالغ عددها 230 ألف حالة إصابة، تشيلي في المركز التاسع في العالم من حيث عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا، رغم عدد سكانها الصغير نسبيا، الذي يقل عن 19 مليون شخص، ومع الإبلاغ عن أكثر من 5 آلاف حالة جديدة كل يوم تقريبا، من المتوقع أن تتخطى تشيلي الأسبوع المقبل إيطاليا في تصنيف الدول الأكثر إصابة.
ومع وفاة أكثر من 4 آلاف حالة في تشيلي، شهدت شركة “بيرجيري” ازدهارا في طلبياتها لصناعة النعوش وتنظيم الجنازات، وقال بيرجيري إن ورشته تصنع 100 نعش في الأسبوع، أي ضعف العدد السابق لظهور الوباء، رغم أن الصناديق الأرخص تعني انخفاض دخله إلى النصف، وقال مانويل غونزاليس، مدير الورشة: “نظرنا إلى التجربة الدولية وبدأنا في إنتاج المزيد من النعوش لأننا أدركنا ما هو قادم”.
وأبلغت الحكومة التشيلية عن 252 حالة وفاة، الجمعة، وهو أعلى رقم منذ وصول الفيروس إلى البلد اللاتيني في أوائل مارس، وتتركز معظم الإصابات والوفيات في العاصمة سانتياغن ويتجاوز النطاق الحقيقي لتفشي المرض الأرقام الرسمية بكثير، فتشيلي تجري يوميا ما يصل إلى 20 ألف اختبار فيروس تظهر إصابة حوالي 30 بالمئة من هذا الرقم، وهي علامة قوية على أن العديد من الإصابات لم يتم اكتشافها، ويقر المسؤولون بأن جهودهم لمكافحة الفيروس قد فشلت، لا سيما في تعقب وعزل أولئك الذين يتعاملون مع المصابين.
رابط المصدر: