دلال العكيلي
أصبحت أوروبا بؤرة فيروس كورونا المستجد، وبدأت عدة بلدان تلمس ارتفاعاً في عدد الإصابات، لا سيما إيطاليا وإسبانيا، بالإضافة إلى ألمانيا وبريطانيا، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن القارة العجوز صارت بؤرة تفشي وباء فيروس كورونا، الذي حصد أرواح خمسة آلاف في جميع أنحاء العالم، واصفة الأمر بأنه “منعطف مأساوي” وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسيوس، خلال مؤتمر صحفي افتراضي إن المنظمة ستدشن خطة استجابة وتضامن لمكافحة المرض، وسيتيح هذا للأفراد والمنظمات المساعدة في تمويل شراء الكمامات والقفازات والسترات والنظارات الطبية للعاملين في المجال الصحي بالإضافة إلى معدات التشخيص والاستثمار في البحث والتطوير، بما في ذلك في مجال اللقاحات.
“بؤرة” كوفيد-19
أكدت منظمة الصحة العالمية أن أوروبا باتت “بؤرة” جائحة فيروس كورونا المستجد، وحذت أنه من “المستحيل” معرفة متى يبلغ الفيروس ذروته على المستوى العالمي، وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافي بجنيف إن “أوروبا حالياً هي بؤرة وباء كوفيد 19 العالمي”، مشيراً إلى أن عدد الحالات التي تسجل يومياً يفوق عدد الحالات اليومية التي سجلت في الصين خلال ذروة انتشار المرض، وفي وقت تكثف الدول التدابير الاستثنائية لمواجهة الجائحة، اعترفت منظمة الصحة العالمية بأنه لا يزال من “المستحيل” تحديد المرحلة التي يبلغ فيها الفيروس ذروته.
وقالت ماريا فان كيركوف، وهي إحدى المسؤولات في المنظمة عن التعامل مع فيروس كوفيد-19، “نأمل أن يحصل ذلك عاجلا وليس آجلا” لكن “ذلك يعتمد على رد فعل الدول عند تسجيلها أول إصابة” وإن كانت “مقاربتها صارمة” أم لا، ودعا المدير العام العالم مرة أخرى إلى تتبع فيروس كورونا المستجد قائلا “لا يمكننا مكافحة فيروس إن لم نكن نعلم مكان وجوده اكتشفوا، اعزلوا، افحصوا وعالجوا كل حالة لكسر سلاسل انتقال كوفيد-19”.
وطالب غيبرييسوس أيضا بألا تكون تدابير التصدي التي حددتها الدول مبنية على “الفصل الاجتماعي” بل على مقاربة شاملة تقوم على فحص جميع حاملي الفيروس والبحث عمن اختلطوا بهم ووضعهم في الحجر، وأضاف “لا تتركوا النار تنتشر” وأشار إلى أن الاجراءات التي اتخذتها الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة تشمل سياسة رصد “صارمة” للحالات بفضل الفحوص وتتبع المخالطين للمصابين والفصل الاجتماعي وتعبئة السكان، ما سمح بتجنب العدوى وإنقاذ الأرواح.
واعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الجمعة اقامة صندوق استجابة تضامني لتلقي مساهمات الشركات، وهو ما قامت به شركتا غوغل وفيسبوك مثلا، وجمعيات خيرية ومؤسسات وأفراد، وطالبت المنظمة بداية شباط/فبراير بتمكينها من جمع 675 مليون دولار لمكافحة الفيروس حتى شهر نيسان/ابريل.
فرنسا: أسوأ أزمة صحية تشهدها البلاد منذ قرن
في فرنسا، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون، في خطاب إلى الأمة بثه التلفزيون، أن دور الحضانة وكافة المؤسسات التعليمية، بما فيها الجامعات، ستغلق وحتى إشعار آخر بغرض مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد وطلب من الأشخاص الذين تخطوا السبعين عاما البقاء في منازلهم، وتحدث الرئيس الفرنسي عن “أسوأ أزمة صحية تشهدها فرنسا منذ قرن”، وطالب مواطنيه بحصر تنقلاتهم بـ”الحد الأدنى الضروري”، ثم أُعلن عن منع التجمعات لأكثر من 100 شخص، وإغلاق متحف اللوفر وقصر فرساي وبرج إيفل حتى إشعار آخر.
بلجيكا: تغلق كل المدارس والمقاهي والمطاعم
أعلنت رئيسة الوزراء البلجيكية صوفي ويلميس أن المدارس والمقاهي والمطاعم والنوادي الليلية ستغلق في بلجيكا، على أن تلغى أيضا التجمعات كافة “بغض النظر عن حجمها وطبيعتها”، وذلك في محاولة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.
البرتغال: إغلاق المدارس في كافة أنحاء البلاد
قررت حكومة البرتغال إغلاق كلّ المدارس في البلاد حتى عيد الفصح على أقل تقدير، في مسعى للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد وهذا الإجراء الذي يشمل ما يزيد قليلا عن 1,6 مليون طفل ومراهق يدرسون في المدارس العامة والخاصة في البلاد، سيظل ساري المفعول حتى 9 أبريل/نيسان على أقل تقدير، وأعلنت الحكومة الجمعة حال الطوارئ التي تشمل تعبئة الدفاع المدني وقوات الأمن وتطبيق حزمة إجراءات استثنائية بهدف السيطرة على انتشار الفيروس، وقال وزير الداخلية إدواردو كابريتا “تسري حال الطوارئ فورا وتستمر حتى 9 أبريل/نيسان، لكن يمكن تمديدها”.
إسبانيا تعلن حالة التأهب
في كلمة مقتضبة، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز حال التأهب في كل أنحاء البلاد، للحد بشكل أفضل من تفشي الفيروس، وقال سانشيز في كلمة مقتضبة عبر التلفزيون إن مجلس الوزراء سيصدر في جلسة طارئة مرسوما يعلن “حال التأهب (في إسبانيا) لخمسة عشر يوما”، وأضاف “للأسف لا يمكننا أن نستبعد بلوغ عدد الإصابات في اسبوع عشرة آلاف حالة”، وستتخذ الحكومة سلسلة إجراءات استثنائية بهدف “تعبئة كافة موارد الدولة من أجل حماية أفضل لجميع المواطنين” بحسب سانشيز الذي أشار إلى أن “الأسابيع المقبلة ستكون صعبة”.
بريطانيا ترجح وجود ما بين 5 آلاف و10 آلاف مصاب رجحت الحكومة البريطانية أن يكون عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في المملكة المتحدة حاليا يتراوح بين خمسة آلاف و10 آلاف شخص، وسط الإعلان عن إجراءات جديدة لكبح انتشار الوباء وقال كبير المستشارين العلميين للحكومة باتريك فالانس إن هناك 590 إصابة مؤكدة حتى الآن، لكن “من المحتمل جداً أن يكون ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف قد أصيبوا”.
ميركل تدعو إلى إلغاء “الفعاليات غير الضرورية”
دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى إلغاء “الفعاليات غير الضرورية” التي يقل عدد المشاركين فيها عن ألف شخص وأوضحت المستشارة أن أحد الأمثلة على الإجراءات التي تقترحها هو إغلاق دور الحضانة والمدارس موقتا من خلال تقديم موعد العطلة المقرّرة أساساً في أبريل/نيسان، وأعلن وزير المالية ونائب المستشارة أولاف شولتز عن أكبر خطة مساعدة للشركات في تاريخها منذ مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، تشمل قروضا “بلا حدود” لا تقل قيمتها عن 550 مليار يورو، وذلك من أجل التصدي للآثار الاقتصادية للفيروس.
وقال شولتز “لا يوجد حد أقصى، تلك هي الرسالة الأكثر أهمية”، في إطار تفصيله لبرنامج المساعدات، وهو أكبر من ذاك الذي وضع لمواجهة أزمة عام 2008 المالية، النمسا تعلق الرحلات الجوية من وإلى فرنسا وإسبانيا وسويسرا وأعلنت النمسا حزمة إجراءات للحد من انتشار الوباء، بينها غلق المحلات التجارية غير الأساسية، تعليق الرحلات الجوية مع فرنسا وإسبانيا وسويسرا، وفرض حجر على بلدتين في ولاية تيرول (غرب).
وقال المستشار المحافظ سيباستيان كورتز الذي يقود تحالفا يشمل الخضر “اتخذنا تدابير تقييدية في وقت مبكر (أكثر من إيطاليا) ونأمل أن ينجح ذلك”، وأضاف كورتز في مؤتمر صحفي أنه انطلاقا، سيسمح فقط للمحلات التجارية الضرورية لاستمرار الحياة اليومية بفتح أبوابها، على غرار المحلات الغذائية والصيدليات والبنوك ومكاتب البريد، وستتواصل القيود على المحال التجارية لأسبوع يجري بعده تقييم للوضع، اليونان تغلق المتاحف والمواقع الأثرية، أغلقت اليونان المتاحف والمواقع الأثرية حتى 30 مارس/آذار بسبب النقص في أعداد الحراس بموازاة تفشي فيروس كورونا، على ما أعلنت وزارة الثقافة، كذلك، أكدت السلطات إغلاق كل المتاجر والمقاهي والمطاعم، وأشارت الوزارة إلى أن القرار اتخذ “حفاظا على سلامة العاملين وأيضا لمصلحة المتاحف والمعالم” وقالت في بيان إن “النقص في الحراس في المواقع الأثرية والمتاحف وقع بسبب الظروف” الطارئة.
قبرص تمنع دخول الأجانب غير المقيمين
وأعلن الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس إغلاق حدود بلاده لأسبوعين أمام الأجانب تحسبا لانتشار الوباء، على أن يستثنى من هذا القرار المقيمون قانونيا في الجزيرة والعاملون فيها والطلاب، وقال في خطاب متلفز إن “دخول (الأراضي) محظور لأسبوعين على أي مواطن ليس قبرصيا وليس مقيما، أو لا يعمل في الجزيرة بوصفه أوروبيا أو مواطنا من دولة أخرى”، ويستثني المنع أيضا الدبلوماسيين والطلاب الأجانب في الجزيرة وقال إنّ “الرعايا الأجانب بإمكانهم العمل (في الجزيرة) ما داموا يحملون الأذون اللازمة”، وستخضع أيضاً نقاط العبور الثماني المشتركة مع الشطر الشمالي الذي تحتله تركيا، للإجراءات نفسها ولا تزال أربع نقاط بينها مغلقة.
شرق أوروبا: إغلاق حدود وإقفال مدارس
أما في شرق أوروبا، فقد أعلنت سلوفاكيا وجمهورية التشيك أنهما ستغلقان حدودهما لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد، في حين أغلقت لاتفيا وليتوانيا المدارس وحظرتا التجمعات الجماهيرية، وأغلقت سلوفينيا حدودها في وجه الأجانب (باستثناء البولنديين) وأعلنت أوكرانيا إغلاق حدودها لأسبوعين على الأقل، روسيا تخفض رحلاتها مع دول الاتحاد الأوروبي أعلنت روسيا أنها ستخفض عدد رحلاتها الجوية مع الاتحاد الأوروبي في محاولة لاحتواء انتشار وباء كورونا، وأورد بيان عبر الإنترنت للسلطات الصحية الروسية أن القيود ستفرض “لضمان أمن البلاد وحماية الصحة العامة والحؤول دون انتشار عدوى فيروس كورونا في روسيا”.
ويشمل الإجراء الرحلات مع النرويج وسويسرا، كذلك أعلنت مدينة موسكو الجمعة بدء بناء مركز طبي لمكافحة الفيروس، بالاستفادة من التجربة الصينية في بناء مستشفيات خلال أوقات قياسية، وفي بيان، أعلن قسم الأشغال العامة في بلدية العاصمة الروسية البدء بتشييد المبنى والطرقات المؤدية إليه، وسيكون المستشفى على بعد حوالي 60 كلم جنوب غرب وسط موسكو، وتمتد مساحته الإجمالية على 43 هكتارا وبقدرة استيعاب تبلغ 500 سرير موصولة بأجهزة تنفس.
تركيا تعلق الرحلات الجوية من وإلى بعض الدول الاوربية
أعلنت تركيا تعليق الرحلات الجوية مع تسع دول أوروبية، بينها فرنسا وألمانيا، لمدة تتجاوز شهرا، في إطار الإجراءات الهادفة لاحتواء انتشار فيروس كورونا على أراضيها، وأعلن وزير النقل التركي جاهد طورهان أنه ابتداء من الساعة 05:00 ت.غ وحتى 17 أبريل/نيسان، لن تكون هناك رحلات بين تركيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا والنرويج والدانمارك وبلجيكا والنمسا والسويد وهولندا، مالطا تفرض الحجر الصحي على القادمين من الخارج، قال رئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا إن الجزيرة فرضت حجرا صحيا إجباريا مدته 14 يوما على جميع القادمين من الخارج في محاولة لوقف انتشار فيروس كورونا.
وقال أبيلا في مؤتمر صحفي “ينطبق الحظر على جميع القادمين من الخارج أيا كانت الدولة التي جاءوا منها”، ومن المتوقع أن يكون للقرار تأثير شديد على قطاع السياحة الذي يمثل ربع الناتج المحلي الإجمالي لمالطا، وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري أعلنت الحكومة عن قيود أخرى من بينها حظر التجمعات الكبيرة وحظر على دخول القادمين من إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وسويسرا وإغلاق جميع المدارس لمدة أسبوع، وعلقت الكنيسة أيضا جميع الصلوات وستقام الجنازات في المقابر في الهواء الطلق.
العزلة في ايطاليا لوقف انتشار كورونا
يخيم صمت مطبق على شوارع إيطاليا المقفرة، وسط متاجر مغلقة ومتنزهات وحدائق عامة باتت محظورة على الرواد، في أول نهاية أسبوع من العزل وحظر التجمعات في هذا البلد، عملا بتعليمات الحكومة لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد، في أحدث الأجراءات المتخذة، قررت مدينتا روما وميلانو إغلاق كل المتنزهات والحدائق العامة ومناطق الألعاب لتجنب التجمعات، والمتنزهات غير المغلقة مثل فيلا بورغيزي الشهيرة التي تغطي 80 هكتارا في قلب العاصمة الإيطالية ستبقى مفتوحة أمام سكان روما الراغبين في التنزه او ممارسة رياضة الركض شرط ان يلتزموا ابقاء مسافة متر عن الآخرين.
واتخذت عدة مدن أخرى في الشمال والجنوب مثل نابولي وبولونيا وبافييا أو بيسكارا اجراءات مماثلة، في روما كانت بضعة باصات شبه خالية تسير في العاصمة، مع عدد قليل من المارة لكن المدينة تبدو مقفرة حي تراستيفيري في الوسط التاريخي لروما الذي عادة ما كان يعج بالزوار، كان مقفرا أيضا وكانت تسمع فقط أصوات بعض المحادثات من نوافذ المباني المجاورة أو بعض المارة، ووقع رئيس بلدية نابولي (جنوب) فينسنزو دي لوكا أمرا يفرض حجرا على أي شخص يتواجد في المدينة بدون أي سبب مبرر مثل القيام بمشتريات او التوجه الى الصيدلية او الذهاب للعمل وحذر من أن عقوبات جزائية يمكن أن تفرض في حال عدم احترام هذا الحجر الصحي الإلزامي.
وأغلق ثاني مطار في روما، تشيامينو، كما كان مرتقبا بعد مغادرة آخر طائرة متوجهة الى نورمبرغ في المانيا ليلا، وستقدم الحكومة مرسوما يشمل إجراءات صحية ومالية لمساعدة العائلات ودعم الاقتصاد الذي تضرر بشدة، وبين الاجراءات المتوقعة بحسب وسائل الإعلام ارجاء دفع فواتير او الضريبة على القيمة المضافة وتجميد تسديد قروض وتشبيه الحجر الصحي باجازة مرضية.
لودوفيك أوربان وأعضاء حكومته يخضعون للحجر الصحي
قال رئيس الوزراء الروماني المكلف لودوفيك أوربان إنه وجميع أعضاء حكومته سيخضعون للحجر الصحي الذاتي بعد لقائهم نائبا برلمانيا ثبت لاحقا أنه مصاب بفيروس كورونا المستجد، وقال أوربان، زعيم الحزب الليبرالي في البلاد، إن النائب حضر اجتماعا لشخصيات بارزة في الحزب، قبل أن يخضع لفحص الفيروس، وأضاف أوربان أنه وأعضاء حكومته وعددهم 17 وجميع النواب من الحزب الليبرالي سيطبقون قواعد الحجر الصحي الذاتي كما سيخضعون لفحص فيروس كورونا.
وقال أوربان للصحفيين “جميع أعضاء الحكومة سيؤدون واجبهم وسيتخذون جميع الإجراءات لمحاربة فيروس كورونا بغض النظر عما إذا ثبتت إصابتهم بالفيروس من عدمها”، وحث الصحفيين الذين غطوا مؤتمراته الصحفية على إجراء الفحص أيضا، وقد يزيد الحجر الصحي من الأزمة السياسية التي بدأت بعد الإطاحة بحكومة أوربان في اقتراع على حجب الثقة دعا إليه أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، وحتى قبل إعلان أوربان، كان رئيس البلاد كلاوس يوهانيس بصدد عقد جلسات تشاورية مع أحزاب سياسية في وقت لاحق، في أحدث محاولاته لتشكيل حكومة جديدة إلا أنه ومع المخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد، قالت الرئاسة إن يوهانيس سيعقد اجتماعاته مع تلك الأحزاب من خلال دوائر تلفزيونية مغلقة.
كورونا يحوّل مدريد مدينة أشباح
بمتاجرها المغلقة وشوارعها وساحاتها المهجورة، باتت مدريد مدينة أشباح كغيرها من المدن الأوروبية، في إطار التدابير المتخذة للحد من التفشي السريع لوباء كورونا المستجد الذي تخطى عدد المصابين فيه 5700 في إسبانيا، قرب ساحة بويرتا دي سول الشهيرة، يغطي باكو هيغيراس وجهه بكمامة ويضع قفازين في يديه ويقول هذا الموظف في شبكة مطاعم “هذا أمر مؤسف إذ إننا معتادون على رؤية الجموع”، وأعلنت منطقة مدريد، الأكثر تضررا بالوباء في إسبانيا، إغلاق كل المتاجر باستثناء تلك المخصصة للحاجات الأساسية وباتت إسبانيا ثاني أكثر بلدان أوروبا تضررا بالفيروس بعد إيطاليا، وتجاوز عدد الحالات فيها 5700 بحسب آخر حصيلة رسمية.
وفي وسط العاصمة الإسبانية الذي يعج عادة بالرواد والمعروف بحاناته الكثيرة، يبدو أثر الوباء المستجد جليّاً، ففي ساحة بلازا مايور والشوارع المتفرعة منها، أغلقت كل المطاعم التي عادة ما تكون مكتظة بالزبائن وباستثناء مركبات الشرطة وبعض الموظفين البلديين الذين ينظفون الشوارع، وحدهم بضعة سياح يتنقلون في المكان، وأمام المقاهي والمطاعم، نشرت لافتات كُتب عليها “مغلق من باب المسؤولية الاجتماعية”، وفي الصيدليات التي أبقت أبوابها مفتوحة، شأنها شأن المتاجر الكبرى (السوبرماركت)، يصطف الزبائن في طوابير مع إبقاء مسافة فاصلة كافية فيما يقدم الموظفون سائل تعقيم اليدين بعد دفع ثمن المشتريات.
وتراجع النشاط في المطعم حيث يعمل باكو هيغيريس بنسبة 80 % هذا الأسبوع قبل الاضطرار إلى الإغلاق، لكنه يسلّم بالأمر الواقع مؤكدا ضرورة “مواجهة ما سيأتي”، أما إيلينا غارسيا مانييس فتحدّت الخوف من الخروج بغية التبرع بالدم في ظل تراجع الكميات المخزنة في بنوك الدم بفعل الوباء، ما دفع بالسلطات إلى توجيه نداء للتبرع، وتقول هذه الموظفة البالغة 25 عاما في بويرتا ديل سول من أمام حافلة للصليب الأحمر “نحن أربعة أشخاص نعيش معا في شقة واحدة وعندما علمنا بالنداء، رتبنا أمورنا للمجيء” بغية التبرع بالدم.
رئيس حكومة المجر يربط بين فيروس كورونا والهجرة
أقام رئيس الحكومة المجري فيكتور أوربان ربطا بين الهجرة وفيروس كورونا المستجد الذي “جاء به الأجانب وينتشر في صفوفهم”، وقال الزعيم القومي في حوار يومي مع الإذاعة المجرية “نرى أن الفيروس جاء به الأجانب خصوصا وهو ينتشر في صفوفهم”، وأعلنت المجر حتى الآن 19 اصابة بفيروس كوفيد-19، وسجل أكثر من نصف عدد الاصابات لدى إيرانيين يفيدون من منح دراسية تقدمها الحكومة المجرية، وبرّر أوربان قرار الحكومة غلق الجامعات في البلاد بـ”وجود كثير من الأجانب هناك”.
وأضاف “ليس صدفة ظهور الفيروس اولا عند الإيرانيين”، وتابع “لا نستطيع فصل عشرات آلاف الطلبة الأجانب عن الطلبة المجريين”، وتابع أوربان “نخوض حربا على جبهتين، جبهة الهجرة وجبهة فيروس كورونا المستجد، وهما مرتبطتان لأن كلاهما ينتشران عبر التنقلات”، وضاعفت بودابست عام 2018 عدد المنح للأجانب، ليرتفع عدد المستفيدين من 2500 إلى 5000.
ومنذ ظهور الفيروس على أراضيها، علقت المجر استقبال طلبات الهجرة على الحدود، واعتبرت هذا الاجراء وقائيا وتقول الحكومة إنه يمكن لطالبي اللجوء المرور عبر إيران المتضررة بشكل كبير بفيروس كورونا المستجد.
وعلقت المجر أيضا منح التأشيرات للمواطنين الإيرانيين وهددت الحكومة المقيمين الإيرانيين بالسجن والطرد في حال لم يتعاونوا مع السلطات الصحية، وأعلنت وزارة الداخلية المجرية أنّها سترحّل طالبين إيرانيين من البلاد ومن الاتحاد الأوروبي بعدما أصيبا بفيروس كورونا المستجد ولم يحترما أوامر الحجر الصحي.
رابط المصدر: