مروة الاسدي
ربما لا نُفشي سراً إذا قلنا إن شعوبَ العالم تزداد بدانةً باستمرارٍ على مر السنين، ففي كل بلد تقريباً، تزدادُ معدلات السمنة: في الدول الفقيرة والدول الغنية، ولدى الشباب وكبار السن، ومن السهولة بمكان تتبعُ أسبابِ زيادةِ السمنة وفهمها، فالمزيد من الناس ينتقلون إلى المدن، وفي المدن، هناك سهولةٌ أكبر في الحصول على الأطعمة الرخيصة غير الصحية.
فالبدانة داء متفشي في جميع دول العالم سواء كانت غنية ام فقيرة وبتصاعد كبير وخطير على الصحة العامة، لان له صلة بكثير من الامراض كالقلب والأوعية الدموية والسكري وبعض أنواع السرطان، كذلك تستهدف السمنة مختلفة الفئات العمرية ولا سيما الاطفال والشباب في الاونة الاخيرة، حيث تقاس معدلات البدانة لدى البالغين من خلال مؤشر كتلة الجسم الذي يحتسب عبر قسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر. ويعتبر الوزن طبيعيا في حال كان المؤشر يتراوح بين 18,5 و25. أما في حال كان المؤشر بين 25 و35، فإن الشخص يكون من أصحاب الوزن الزائد. ويعتبر الشخص بدينا في حال كان مؤشر كتلة الجسم لديه يفوق 35، كما أن الناس ليسوا بحاجة إلى التحرك كثيراً، وغالباً ما يقضون أياماً كاملة جالسين إلى المكاتب أو وراء أجهزة الكمبيوتر، حيث لا يحرقون ما يكفي من السعرات الحرارية التي يلتهمونها، كما باتت إمكانيةُ الحصولِ على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية أكبر من أي وقتٍ مضى، وغَدَتْ أنماطُ حياتنا مَيَّالَةً أكثر وأكثر للجلوس، وفي العام 2016، يمكن توصيف نحو 40% من البالغين في العالم على أنهم بدناء.
ففي أكثر من 100 بلد، يعاني أكثر من نصف السكان البالغين من فرط الوزن، ويموتُ الملايين من الناس سنوياً بسبب المشاكل المرتبطة بالسمنة، فحالاتُ مرض السكري، وأمراض القلب، وسواها من المشاكل، آخذةٌ في الارتفاع، وشهدت إمداداتُ الغذاءِ العالمية زيادةً مُطَّرِدَة، الأمرُ الذي نَجَمَ عنه منافع ضخمة في جميع أنحاء العالم، وفي الوقت نفسه، لم تكن الدول قادرة حقاً على تغيير معدلات السمنة المقلقة.
ويرى الاطباء وخبراء الصحة ان النحافة والبدانة كلاهما حالات مرضية نتيجة للعادات الغذائية السيئة وفى بعض الحالات يكونا نتيجة ﻷمراض عضوية أو نفسية، ويرى هؤلاء الاطباء والخبراء ان قلة النشاط والحركة لها دور كبير حيث أن بعض الأشخاص يجدون أن وزنهم يزداد مع قلة تناول الطعام وهذا يرجع لقله نشاطهم البدني. بعض الأمراض العضوية مثل اختلال الغدد الصماء وتناول بعض العقاقير تودي للاصابة بالبدانة.
العوامل النفسية وهذه الحالة منتشرة في السيدات أكثر منها في الرجال فحين يتعرضن لمشاكل نفسية قاسية ينعكس ذلك في صورة التهام الكثير من الطعام. الوراثة بمفردها ليس مسؤولة عن السمنة وقد لا تكون مسؤولة البتة.
فيما يرى خبراء آخرون ان من آثار البدانة على الصحة ارتفاع ضغط الدم والسكرى وأمراض القلب والجهاز التنفسى كنوبات توقف التنفس أثناء النوم والمفاصل مثل النقرس (داء الملوك) وكذلك الالتهابات الفطرية والبكتيرية وبعض أنواع السرطانات مثل سرطان البروستاتا والقولون وسرطان الشرج بالاضافة لحصوات المرارة.
وتعالج البدانة بالابتعاد عن الوجبات السريعة ذات المستوى العالي من الدهون وتغيير العادات الغذائية الخاطئة خاصة لدى الأطفال والتأكيد على أن يتناولوا الغذاء المتوازن وتحذيرهم من مخاطر السمنة وممارسة الرياضة المناسبة بانتظام وهنا يأتي دور التثقيف الصحي بالمدارس ووسائل الاعلام.
الى ذلك أثبتت الدارسات العلمية أن نسبة الوفاة عند الأشخاص المصابون بالنحافة أو البدانة أكثر من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعى وهذا بسبب المضاعفات التى تصاحب كلتا الحالتين ولذلك تعتبرا مرض وليس عرض . الحل هو اتباع نظام غذائي صحي دائم يشتمل على جميع العناصر الغذائية بالنسب المتعارف عليها عالميًّا والممثلة في الهرم الغذائي ، بالإضافة إلى نشاط بدني مناسب لكل فرد وفقا لسنه وجنسه وحالته الفسيولوجية، فيما يلي ادناه احدث الدراسات والتقارير حول صحة البداناء في العالم.
أكثر من 250 مليون طفل في العالم سيعانون من السمنة المفرطة بحلول عام 2030
حذر تقرير جديد من أن أكثر من 250 مليون طفل ومراهق في سن الدراسة سوف يعانون من السمنة بحلول العام 2030، مما يضع ضغوطاً كبيرة على أنظمة الرعاية الصحية، وذلك وفقاً لتقرير جديد عن السمنة لدى الأطفال.
ويُوجد حالياً 158 مليون طفل يعانون من السمنة المفرطة في جميع أنحاء العالم، وفقاً لتقرير صادر عن الاتحاد العالمي للسمنة “WOF”، والذي قام بحساب درجة خطر الإصابة بالسمنة في العقد القادم لـ191 دولة.
ووفقاً للتقرير، فإن الأطفال في البلدان النامية في أفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، يتعرضون بشكل خاص للخطر، نتيجة لتغير أنماط الحياة السريعة وتزايد العدد السكاني، وغزو الوجبات السريعة للأسواق.
ويقول الدكتور تيم لوبشتاين، مدير السياسة في “WOF”، وأحد مؤلفي التقرير، لـCNN: “هناك تحول بعيد عن النظم الغذائية التقليدية. وأصبح الناس يصرفون طاقة أقل، ويعتمدون على النظم الغذائية على الطريقة الغربية، الغنية بالسكر، والزيت، والنشاء، والدهون”.
وأضاف التقرير أنه ليس هناك أي بلد من ضمن الـ191 دولة، سيحقق الهدف الذي تم الاتفاق عليه في قمة منظمة الصحة العالمية في العام 2013، والتي فرضت أن لا تزيد مستويات السمنة لدى الأطفال في العام 2025 عما كانت عليه بين عامي 2010 و2012. وأشار إلى أن أربعة من بين البلدان الخمسة التي خضعت للتقييم، كانت فرصتها أقل من 10٪ للقيام بذلك، وقال الدكتور لوبشتاين إنه تفاجأ “بالزيادة غير العادية” في عدد الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة في التقرير، محذراً من أن السمنة لدى الأطفال ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسمنة في مرحلة البلوغ، وسوف تشكل عبئاً كبيراً على النظم الصحية، نظراً لارتباطها بالأمراض المزمنة مثل السكري، ووفقاً للتقرير، سيعاني 26.3٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و9 سنوات، و24.2٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاماً من السمنة المفرطة بحلول العام 2030 في الولايات المتحدة، مما يعطي البلاد فرصة بنسبة 17 ٪ لتحقيق هدف منظمة الصحة العالمية لعام 2025.
ومن المتوقع أن يكون لدى الولايات المتحدة 17 مليون طفل يعاني من السمنة المفرطة بحلول العام 2030، وهو أكبر عدد بعد الصين والهند، واحتلت جزر المحيط الهادئ مثل جزر كوك وبالاو المرتبة الأولى بين أكثر البلدان تعرضاً للخطر في العقد القادم. وقال لوبشتاين إنه إضافة إلى أنماط الحياة الأقل نشاطاً، كانت الدول الجزرية تعتمد بدرجة أكبر على الواردات الغذائية، والتي غالباً ما تكون عالية التجهيز، وتحتوي على السكر والدهون.
وأوضح لوبشتاين أن الحكومات في جميع أنحاء العالم كانت متردّدة في الاستحواذ على شركات الأغذية الكبيرة التي كانت لها زيادة كبيرة في الوضع الراهن. وقال إن مبادرات مثل الضرائب على السكر والصودا لن يكون لها سوى تأثير ضئيل، خاصة وأنه من الصعب تنفيذها في البلدان ذات الدخل المنخفض، حيث من المرجح أن تقنع الحكومات بالمصالح التجارية، ولفت إلى أنه يعتقد أن جيل الشاب سيتخذ موقفاً أكثر نشاطاً تجاه السمنة، كما فعل تجاه تغير المناخ.
السمنة “لا ترتبط بضعف الإرادة”
ذكر تقرير أعدته مجموعة من كبار علماء النفس أن السمنة ليست خيارا، وشعور الناس بالذنب ناحيتها تزيد من إحساسهم بالسوء تجاه أنفسهم، وطالب التقرير بتغيير اللغة المستخدمة للحد من الوصم، كأن نقول “شخص يعاني من البدانة” بدلا من “شخص بدين”، كما أوصى بتدريب العاملين في مجال الصحة على استخدام لغة داعمة عند تناول فقدان الوزن، ووجهت انتقادات مؤخرا لإحدى الجمعيات الخيرية المعنية بمعالجة السرطان بسبب استخدام دعاية بها “وصم للبدناء”، وزادت معدلات السمنة في انجلترا بحوالي 18 في المئة، بين عام 2005 و2017، وبنسبة مشابهة في اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية.
وتعني هذه النسبة أن واحدا من بين كل أربعة بالغين في المملكة المتحدة يعاني من السمنة، وأن حوالي ثلثي السكان يعانون من الوزن الزائد أو البدانة، لكن لا يمكن إرجاع هذه الزيادة الكبرى لغياب العزيمة في أرجاء المملكة المتحدة، فالأمر أكثر تعقيدا. وخلص التقرير الذي أعدته الجمعية البريطانية لعلم النفس إلى أن “الأمر لا يقتصر على العزيمة الفردية”، وذكر التقرير أن من يعانون من وزن غير صحي عادة ما يكون لديهم استعداد وراثي أكبر. كما تتحكم في حياتهم عوامل مثل العمل أو الدراسة أو المحيط الاجتماعي “تساعد في الإفراط في تناول الطعام أو الخمول”، كما يعاني من يعيشون في مناطق فقيرة من معدلات قلق أعلى بفعل مواجهة تحديات كبرى في الحياة، والتعرض لصدمات، وقلة الفرص والحوافز لممارسة نشاط بدني في مناطق سكنهم، و”تراجع القدرة على شراء طعام صحي”.
وأضاف التقرير أن التجارب النفسية لها دور كبير. فحوالي نصف البالغين الذين يستعينون بخبير تغذية مروا بصعوبات في الطفولة، كما أن الضغط الذي يتسبب به الوصم بسبب البدانة، وشعور البدناء بالخزي بسبب وزنهم، على يد الحملات الصحية والأطباء وصناع القرار، عادة ما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام واكتساب المزيد من الوزن، وتناول مقدم البرامج الكوميدي، جيم كوردن، الوصم بالسمنة مؤخرا. وقال إنه “لو كانت السخرية من البدناء تدفعهم لخسارة الوزن، لكان اختفى الأطفال البدناء من المدارس.
وتقول الدكتورة أنغل تشاتر، كاتبة التقرير والاستاذة بجامعة بيدفوردشير، إنه يمكن استخدام خبرات علماء النفس لتدريب العاملين في مجال الصحة على تناول الأمور المتعلقة بالسمنة بطريقة أفضل، وأضافت: “لو كان علاج السمنة سهلا، لما كنا هنا الآن نكتب هذا التقرير… قد تكون لديك أقوى إرادة في العالم، لكن بدون القدرة على الوصول للطعام الجيد، والبيئة الجيدة، ونقطة البداية الأفضل، سيكون الأمر صعبا، وأوصى التقرير الحكومة باستخدام نهج مماثل للمتبع مع التدخين في التعامل مع السمنة.
وقال رئيس الجمعية البريطانية لعلم النفس، سارب باجوا، إن “الأمر تطلب الكثير من الإجراءات على كل المستويات على مدى عقود، ما بين سياسات حكومية ومساعدات للمدخنين، لكننا الآن نشهد انخفاضا حادا في مستويات التدخين والمشاكل الصحية المرتبطة به.
وتابع: “علماء النفس لديهم العلم والخبرة اللازمة لمساعدة الخدمات الصحية على تحقيق نفس النجاح فيما يتعلق بالبدانة.، وأضاف: “يمكننا المساعدة، ليس فقط من خلال ابتكار طرق لمساعدة الأفراد، وإنما بتقديم المشورة فيما يتعلق بالسياسة العامة كذلك، بالشكل الذي يساعد على خلق بيئة تسهل على الناس تجنب السمنة بالأساس، لكن علماء النفس يعارضون تصنيف السمنة على أنها “مرض”، لأن ذلك قد يؤدي إلى تشتيت الانتباه عن التغيرات السلوكية التي قد تكون ناجحة في مقاومتها.
دراسة تنصح بقياس الوزن يوميا للحفاظ على الرشاقة
تشير دراسة أمريكية جديدة إلى أن الأشخاص الذين يواظبون على قياس وزنهم يوميا خلال العطلات ينجحون عادة في تجنب زيادة الوزن، وقامت جيمي كوبر، وهي باحثة في مجال التغذية في جامعة جورجيا، وزملاؤها باختبار ما إذا كان أمر بسيط مثل فحص الوزن يمنع اكتساب كيلوجرامات إضافية خلال موسم العطلات.
وتبين أن تلك الفترة تساهم في زيادة الوزن حتى مع من يمارسون التمارين الرياضية بانتظام، وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في دورية (أوبيسيتي) أن المشاركين الذي فحصوا أوزانهم يوميا وتابعوا تغيرها حافظوا على ثباتها أو قللوها مقارنة بمن لم يلتزموا بذلك فزادت أوزانهم بمتوسط 2.7 كيلوجرام.
وفي المجموعة التي التزمت بمتابعة يومية للوزن فقد المشاركون الذين يعانون من السمنة والبدانة بعض الكيلوجرامات الزائدة، وقالت كوبر لرويترز هيلث عبر البريد الإلكتروني ”فاجأتنا النتائج إلى حد ما لأن توجيهاتنا كانت تتعلق بالحفاظ على الوزن وليس تقليله… من المحتمل أن المشاركين (ممن يعانون من البدانة أو السمنة) لم يكونوا على دراية كاملة بأوزانهم بدقة قبل بدء الدراسة ورؤيتها على الميزان ربما دفعتهم لاتخاذ اختيارات صحية مما أدى لخسارتهم بعض الوزن“، ولإجراء الدراسة طلب الباحثون من 111 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاما المحافظة على أوزانهم خلال موسم العطلات في نهاية 2017 وبداية 2018 وتم تقسيمهم لمجموعتين متساويتين تقريبا قام المشاركون في إحداهما بالالتزام بالصعود على الميزان كل يوم. وعاد الباحثون بعد 14 أسبوعا لمعرفة من نجحوا في تنفيذ هذا الطلب، وقالت كوبر ”تفقد وزنك يوميا أمر سهل ولا يحتاج أي تكلفة أو وقت… وهو وسيلة أيضا لاختيار التغييرات السلوكية التي يود كل شخص اتباعها“.
البدانة تزداد في الريف أسرع من المدن
قال باحثون إن معدلات البدانة بين سكان المناطق الريفية في العالم ترتفع بوتيرة أسرع منها بين سكان المدن، لأسباب ترجع في جانب منها إلى توفر أغذية أفضل صحيا وأماكن أكثر لممارسة التمارين في المدن عنه في الريف.
وفي دراسة لاتجاهات مؤشر كتلة الجسم على مدى 33 عاما عبر 200 دولة ومنطقة وجد العلماء أن وزن الناس على مستوى العالم يزداد من خمسة إلى ستة كيلوجرامات في المتوسط خلال مدة إجراء الدراسة وأن هذا يرجع في الغالب إلى زيادات في مؤشر كتلة الجسم في المناطق الريفية.
وقال ماجد عزتي الأستاذ بكلية إمبريال كوليدج بلندن والذي شارك في قيادة الدراسة ”نتائج هذه الدراسة العالمية الواسعة تقلب الانطباعات الشائعة بأن سكان المدن هم السبب الرئيسي للزيادة العالمية في البدانة“، وأضاف أن النتائج أظهرت ”أننا بحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية معالجتنا لهذه المشكلة الصحية العالمية“.
وحللت الدراسة، التي نشرت نتائجها في دورية (نيتشر) يوم الأربعاء، بيانات الطول والوزن لحوالي 112 مليون بالغ عبر مناطق الريف والحضر في 200 دولة ومنطقة خلال الفترة من عام 1985 إلى عام 2017، ووجدت الدراسة أن متوسط مؤشر كتلة الجسم زاد خلال تلك الفترة بمقدار 2.1 بين النساء والرجال، لكن الزيادة في المدن كانت بمقدار 1.3 بين النساء و1.6 بين الرجال، ومؤشر كتلة الجسم مقياس معترف به دوليا ويعطي دلالة عما إذا كان الشخص يتمتع بوزن صحي. ويحسب المؤشر بقسمة الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر. والمؤشر الذي يتراوح بين 19 إلى 25 يعتبر صحيا.
البدانة مسؤولة عن كثير من حالات الإصابة بالسرطان
أشارت دراسة حديثة إلى أن زيادة وزن الجسم مسؤولة عن حوالي أربعة في المئة من جميع حالات السرطان في العالم ونسبة كبيرة من الأورام الخبيثة التي تم تشخيصها في البلدان النامية، وقال الباحثون في دورية (سي.إيه: إيه كانسر جورنال فور كلينيكانز) إنه اعتبارا من 2012، كانت زيادة الوزن مسؤولة عن 544300 حالة سرطان تم تشخيصها سنويا في جميع أنحاء العالم. وفي حين مثل الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن والبدانة نسبة واحد في المئة فقط من حالات السرطان في البلدان منخفضة الدخل فقد شكلوا سبعة إلى ثمانية في المئة من حالات السرطان التي تم تشخيصها في بعض الدول الغربية ذات الدخل المرتفع وفي بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقالت هيوانا سونج التي قادت فريق الدراسة وهي من جمعية السرطان الأمريكية في أتلانتا ”لا يعرف كثير من الناس عن علاقة زيادة الوزن بالسرطان“، وأضافت في رسالة بالبريد الإلكتروني ”إن محاولة الحصول على وزن صحي والمحافظة عليه أمر مهم وقد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان“.
وذكر الباحثون أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والبدانة زادت في جميع أنحاء العالم منذ السبعينيات. واعتبارا من عام 2016 كان 40 في المئة من البالغين و18 في المئة من الأطفال في سن الدراسة يعانون من زيادة الوزن أو السمنة من بين ملياري شخص بالغ و340 مليون طفل في جميع أنحاء العالم.
وأوضح الباحثون أنه بينما زادت نسبة الذي يعانون من زيادة الوزن بسرعة في معظم الدول وبين كل المجموعات السكانية كانت الزيادة أكثر وضوحا في بعض البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل التي تبنت أسلوب حياة غربيا مع القليل من التمارين والكثير من الأطعمة غير الصحية، وقالت سونج ”من المعتقد أن الارتفاع المتزامن في زيادة الوزن في جميع البلدان تقريبا كان مدفوعا إلى حد كبير بالتغيرات التي طرأت على النظام الغذائي العالمي والتي تركز على الأطعمة عالية الطاقة والقيمة الغذائية إلى جانب انخفاض فرص ممارسة النشاط البدني“.
ويرتبط الوزن الزائد والسمنة ارتباطا وثيقا بزيادة مخاطر الإصابة بنحو 13 نوعا من الأورام وهي سرطان الثدي والقولون والمستقيم والرحم والمريء والمرارة والكلى والكبد والمبيض والبنكرياس والمعدة والغدة الدرقية والمخ والحبل الشوكي وخلايا الدم، وفي الآونة الأخيرة ربطت بعض الأبحاث بين زيادة الوزن ومخاطر الإصابة بأورام البروستاتا وكذلك سرطان الفم والحلق.
زيادة الوزن ترتبط بتغيير شكل ووظائف القلب
أظهرت دراسة بريطانية أن زيادة الوزن حتى في سنوات الشباب ترتبط بزيادة مخاطر ارتفاع ضغط الدم وتلف عضلة القلب ما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في مراحل عمرية لاحقة، وكانت أغلب الدراسات السابقة التي ربطت بين مؤشر كتلة الجسم، الذي يقيس الوزن بالمقارنة بالطول، وبين أمراض القلب والأوعية الدموية مثل الأزمات القلبية قد تركزت على أعمار أكبر.
ودرس الباحثون العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم والبيانات التي تجمع بشكل روتيني عن أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل قياس ضغط الدم والنبض لأكثر من ثلاثة آلاف شاب يبلغون من العمر 17 عاما ولدوا في تسعينيات القرن الماضي. ودرسوا كذلك فحوصا للقلب تخص 400 شخص في عمر 21 عاما كانوا أكثر عرضة لزيادة في مؤشر كتلة الجسم.
وقالت كيتلين ويد من جامعة بريستول البريطانية ومعدة الدراسة ”نتائجنا تشير إلى أن قياسا مرتفعا على مؤشر كتلة الجسم يسبب ارتفاع ضغط الدم“، وأضافت أن النتائج أظهرت أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يسبب ارتفاعا فيما يطلق عليه مؤشر كتلة البطين الأيسر فيما يعكس تضخما في البطين الأيسر للقلب وهو الذي يضخ الدم لبقية أعضاء الجسم، وقالت ويد في رسالة بالبريد الإلكتروني ”هذه النتائج تشير إلى أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم من المرجح أن يكون له أثر سلبي على شكل القلب حتى لدى صغار السن من الشبان“، وأضافت ”نتائجنا تدعم جهود خفض مؤشر كتلة الجسم إلى المستوى الطبيعي الصحي في سن مبكرة لتجنب أمراض القلب في مراحل عمرية لاحقة“.
البدانة المفرطة تضعف وظائف الكلى
تشير دراسة كبيرة إلى أنه من الأرجح أن تتدهور وظائف الكلي مع زيادة بدانة الشخص بغض النظر عن معاناته من مشكلات في الكلى أو لا، ووجدت الدراسة أن البالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة أكثر عرضة مرتين للإصابة بضعف وظائف الكلى مقارنة مع البالغين الذين يعانون من مجرد الزيادة في الوزن.
وقال الدكتور أليكس تشانج كبير باحثي الدراسة ”الوزن الزائد خاصة حول منطقة البطن يسبب العديد من التأثيرات الأيضية السلبية التي تؤثر على الكلى“، وقال تشانج عبر البريد الإلكتروني إن هذا الوزن الزائد يمكن أن ينشط الجهاز السمبثاوى أو الجهاز العصبي الودى الذي يفرز الهرمونات التي يمكن أن تزيد من احتباس الصوديوم ورفع ضغط الدم. كما أن هذا يجعل من الصعب على الجسم التخلص من السكريات الإضافية في الدم مما يؤدي إلى الإصابة بالسكري، وأضاف تشانج أن كل هذه الأمور سيئة بالنسبة للكلى كما أن الالتهابات المرتبطة بالبدانة ودهون البطن المفرطة تضعف أيضا وظائف الكلى.
وتابع ”أولا، زيادة الوزن تزيد من نشاط الجهاز العصبي الودي والهرمونات التي تؤدي إلى زيادة احتباس الصوديوم وارتفاع ضغط الدم… وثانيا، يضعف الوزن الزائد قدرة الجسم على نقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسكري“، وهناك 1.9 مليار بالغ يعانون من زيادة الوزن أو البدانة على مستوى العالم وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية. ويعاني نحو أربعة من كل عشرة بالغين من زيادة الوزن فيما يعاني نحو واحد من كل عشرة بالغين من البدانة وهي حالة يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري ومشاكل المفاصل وبعض أنواع السرطان بالإضافة إلى متاعب الكلى، ولإجراء الدراسة، فحص الباحثون بيانات تم جمعها خلال الفترة من عام 1970 إلى عام 2017 لما يزيد على 5.4 مليون بالغ من 40 دولة مختلفة في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية. وفحصوا أيضا بيانات أكثر من 84 ألف شخص يواجهون خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأكثر من 19 ألف بالغ يعانون من أمراض مزمنة في الكلى.
أسلوب الحياة الصحي للأم يقلل خطر إصابة أبنائها بالسمنة
ذكر باحثون أن الأطفال الذين تتبع أمهاتهم أسلوب حياة صحيا تقل فرص إصابتهم بالسمنة مقارنة بأقرانهم، وقال تشي سون، من كلية تي. إتش. تشان للصحة العامة التابعة لجامعة هارفارد في بوسطن، لرويترز هيلث عبر البريد الإلكتروني ”اتباع أسلوب حياة صحي لا يساعد الكبار فحسب على تحسين صحتهم وتقليل خطر إصابتهم بأمراض مزمنة بل إنه قد يعود بفوائد صحية على أبنائهم“.
وللأمهات تأثير قوي على اختيارات أبنائهن فيما يتعلق بأسلوب الحياة لكن لم يكن معروفا ما إذا كان نمط معيشتهن الصحي يؤثر على إصابة أطفالهن بالسمنة، وركز فريق الدراسة بقيادة سون على مخاطر الإصابة بالسمنة في عمر يتراوح بين تسعة أعوام و18 عاما، وحدد الفريق خمسة عوامل مرتبطة بأسلوب الحياة تقلل خطر الإصابة بالسمنة، وهي تناول أطعمة صحية وأن يكون مؤشر كتلة الجسد في النطاق الطبيعي وعدم التدخين وتناول الكحوليات بنسبة قليلة إلى متوسطة وممارسة نشاط بدني لمدة 150 دقيقة أسبوعيا على الأقل.
وقال معدو الدراسة في دورية (بي.إم.جيه) إن كل العوامل ذات الصلة بأسلوب حياة الأمهات غير النظام الغذائي الصحي مرتبطة ارتباطا وثيقا بانخفاض خطر الإصابة بالسمنة لدى أبنائهم، فقد تراجع خطر الإصابة بالسمنة بين الأبناء مع كل عامل إضافي من عوامل أسلوب الحياة الصحية تتبعه الأمهات، بل وانخفض بنسبة 23 في المئة عندما اتبعت الأم ثلاثة من سلوكيات المعيشة الصحية، مثل تناول أطعمة صحية وممارسة نشاط بدني وتناول الكحوليات بمعدل قليل إلى متوسط، وتشير الدراسة إلى أن احتمال إصابة الأطفال بالسمنة كان أقل بنسبة 75 في المئة بين من اتبعت أمهاتهم أنماط الحياة الصحية الخمس عمن لم تتبعها أمهاتهم.
تناول المكسرات قد يساهم في الحد من زيادة الوزن
كشفت دراسة جديدة أنه على الرغم من ارتفاع السعرات الحرارية في المكسرات فإن تناول مقدار منها يوميا قد يساهم في الحد من زيادة الوزن لا سيما عندما تكون بديلا عن أغذية ذات فائدة صحية أقل، وأجرى الباحثون دراستهم على 126 ألفا و190 من البالغين الأصحاء في منتصف لديهم زيادة طفيفة في الوزن. وبنهاية الدراسة أصبح نحو 17 بالمئة من المشاركين يعانون من السمنة.
وقال الباحثون في دورية الطب البريطانية إن الأشخاص الذين يزيد مقدار ما يتناولونه من مكسرات إلى نحو 14 جراما يوميا تقل احتمالات إصابتهم بالبدانة بنسبة ثلاثة بالمئة. وأضافوا أن تناول الجوز يوميا بكمية مماثلة يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسمنة 15 بالمئة بينما يرتبط تناول مكسرات مثل الكاجو واللوز بانخفاض احتمالات الإصابة بالسمنة 11 بالمئة، وقالت الدكتورة ديردري توبايس الأستاذة بكلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن والمشرفة على الدراسة إن زيادة نسبة المكسرات في الغذاء اليومي قد تساعد في الحفاظ على وزن صحي بعدة طرق، وأضافت في رسالة عبر البريد الإلكتروني ”احتواء المكسرات على نسبة عالية من الدهون الصحية والألياف يعطي إحساسا بالشبع لفترة أطول مقارنة بتناول الكربوهيدرات المعالجة وغيرها من الأغذية سهلة الهضم“، ونصحت بتجنب المكسرات المغطاة بالملح أو السكر للحصول على أفضل فائدة غذائية.
وتبين أن المشاركين زاد وزنهم بمعدل 0.32 كيلوجرام على نحو سنوي طيلة فترة الدراسة لكن كل نصف مقدار من المكسرات كان يضاف للغذاء اليومي ارتبط بانخفاض نسب زيادة الوزن، وخلصت الدراسة أيضا إلى أن إضافة المكسرات إلى الغذاء يوميا يرتبط بانخفاض بنسبة أربعة بالمئة في احتمالات زيادة الوزن بأكثر من كيلوجرامين أو زيادة الوزن بأكثر من خمسة كيلوجرامات كل أربعة أعوام.